قال تعالى : (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ) [آل عمران: ١٥٤]
قوله: ﴿لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ﴾ يبتلي بمعنى: يختبر ويمتحن.
و﴿مَا فِي صُدُورِكُمْ﴾ هي القلوب لقول الله تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج ٤٦].
وقوله ﴿وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ﴾ والتمحيص بمعنى : التخليص أي: يُخلّص ما في قلوبكم من كل ما يكون فيه من إرادات سيئة كقوله: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ [آل عمران ١٥٢] أو فيه شيء من التسخّط على القدَر أو غير ذلك مما يُفسد ما في القلب.
س: وقع الابتلاء والتمحيص للقلوب فما الفرق بينهما؟
الابتلاء اختبار، والتمحيص تنقية ، ولهذا اختلف التعبير فقال: ﴿لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ﴾، ولم يقل: ليمحص ما في صدوركم بل قال: يمحص ما في قلوبكم من الأذى الذي يضركم في دينكم؛ لأن كراهة ما وقع أو إرادة ما لا ينبغي إرادته تكون في القلب، ولهذا كان التمحيص لما في القلب لا للقلب نفسه، والابتلاء للقلب نفسه ، يبتلي ما في صدوركم ، ويمحص - يُنقي - ما في القلوب فاختلف الموْرِد، المورد في الأول القلب، وفي الثاني ما في القلب.
---------------------------------------------------
تفسير بن عثيمين (بتصرف يسير)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق