الأحد، 26 أكتوبر 2014

الحلقـ الثالثة والعشرون ــة / سورة الفجر (١)


الحمد لله على فضله ، والصلاة والسلام على أشرف رسله وخير خلقه و بعد ..
 أيها المباركون في تفسيرنا في هذا اللقاء سنشرُف بالحديث عن سورة الفجر وربما تدارسناها في لقاءين متتابعين ، وسورة الفجر سورة مكية قال أصدق القائلين فيها : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) 
مرَّ معنا في دروست سلَفَت أن فواتح السور تختلف من سورةٍ إلى سورة ومن فواتح السور التي هي ظاهرة في القرآن الافتتاح بالقَسَم ، فقول الله جل و علا : ( وَالْفَجْرِ ) هذه الواو واو القَسَم بالاتفاق و هي عند النحويين تَُجرُّ ما بعدها و لهذا جاء الإسم مجروراً بالكسر. قال أصدق القائلين : ( وَالْفَجْرِ ) أكثر أهل العلم على أن المراد : الفجر المعروف دون تحديد على أنه آية من آيات الله ، و يمكن إذا قَرنّا الآية الأولى بالآية الثانية و هي قول الله جل و علا : ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) أن يُفهَم أن الفجر هنا أن الألف و اللام ليست للجنس و إنما للعهد ، و هذا العهد لا يتأتى إلا إذا جعلناه مقترناً بما بعده فيكون الفجر فجر يوم النحر .. فيكون الفجر فجر يوم النحر .
 وهذه الآية مكية و لم يكن العيدان قد شُرعا قبل لكن القرآن يوطئ بعضه لبعض ، فالله جل و علا ذكر في سورة الأعراف : (وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ) فيكون قول الله جل و علا : ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) بيان أن هذا لما ذُكِر لما في سورة الأعراف ، هو توطئة للناس أن فجر يوم النحر هو فجر يوم عظيم لأن المشهور عند أهل العلم أن يوم النحر هو اليوم الذي كلم الله جل وعلا فيه موسى هو تمام الأربعين .
 قال ربنا جل وعلا : ( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ) ذهب أكثر أهل العلم إلى أن هذا عموم
ويمكن - بعضهم يقول - أن الشفع المقصود به يوم السابع والثامن من ذي الحجة ، و الوتر هو يوم عرفة ، و تُقرأ الوَتر و تُقرأ الوِتر كلاهما قراءتان سبعيتان .
ثم قال الله جل و علا : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ) هذا قَسَمٌ بالليل مقيداً ، لمَ قلنا مقيداً ؟ لوجود قول الله جل و علا : ( إِذَا يَسْرِ ) أي إذا يسري ، فأقسم الله جل و علا بالليل حال سُريِّه ، كما أقسم به حال كونه يغشى قال الله جل و علا : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ) .
 ثم جاء جواب القسم ( هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) الحِجر : العقل ، لأنه يمنع صاحبه من الهلاك والفساد وإتيان ما لا يُقبَل فقال جل وعلا : ( هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) أي من أْوتِىَ حظاً من عقلٍ ومِسكاً من إيمان زجرَهُ هذا القسَم عن محارم الله جل و علا ( هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) فقلنا الحِجر : هو العقلُ لأنه يمنع صاحبه قال الله جل و علا : ( حِجْرًا مَحْجُورًا ) أي أمراً ممتنعاً ، ( هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) .
ثم بَيَّن الله جل وعلا أمماً قبلنا لم يكن يغيب شأنهم عن أهل مكة ، حقيق أن أهل مكة لا يعرفون أمور عن هؤلاء تفصيلاً لكن من حيث الإجمال يدركونها ، قال الله جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ) وعادٌ قبيلة عربية ، وهي وفق منهج المؤرخين قبيلةٌ قد بادت ، يسمونها العرب البائدة ، كما يسمون العرب العاربة و العرب المُستعرِبة على ثلاثة أقسام هو منهج أهل التاريخ لكن الذي يعنينا هنا أن عاداً قبيلة عربية كانت تسكن جنوب الجزيرة .
 قال الله عز و جل : ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ ) فأخو عاد هو هود، والأحقاف في جنوب جزيرة العرب ، قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ) وهذا استفهامٌ إنكاريٌ تقريري المراد منه التهويل و التعظيم وهو أسلوبٌ تستخدمه العرب و منه بيت جرير الشهير :
ألستم خير من ركب المطايا ** وعند العالمين بطون راحي
 ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ) قال البعضُ: إن قول الله جل وعلا : ( لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا) يعود إلى القبيلة فيكون الحديث عن هيئتهم، عن أجسادهم.
 وبعضهم يقول: يعود على المدينة فيكون الحديث عن بنيانهم. والآية تحتمل الأمرين ( إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ). ثم ذكر الله جل وعلا قبيلة عربية أخرى وهي ثمود ، قال : ( وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ) أي شقوا الصخر وسكنوا الديار وهؤلاء كانوا بوادي الحِجْر ويُسمى أحياناً وادي القرى وآثارهم قائمة ، قلنا آثاراهم قائمة لأن القرآن دل على أن الأمم السابقة هي أحد فريقين : إما أمم أبادها الله فلا يظهر لها أثر ، وإما أمم أهلك الله أهلها لكن أبقى بنيانها قال الله جل وعلا في هود : ( مِنْهَا ) أي من القرى ( قَائِمٌ ) أي يُرى ( وَحَصِيدٌ ) أي غير موجود ( مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ) .
هنا قال : ( وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَِ ) وهو معروف و هو عَلَم على الطاغية الذي كان يحكم زمن موسى عليه السلام . ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ) عند النحويين ( ذِي ) إسم من الأسماء الخمسة يُجَرُّ بالياء وسبب جرِّه أنه صفةٌ لفرعون ، وفرعون جُرَّ لأنه معطوف على أصل الكلمة ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ) فالباء حرف جر وعاد إسم مجرور ما تبعها أصبح مجروراً إلا أن الكسرة لم تظهر على فرعون و لم تظهر على ثمود، أما على فرعون فلأنه إسمٌ أعجمي لا ينصرف، و أما ثمود فللعَلَمية والتأنيث لأنه يُطلَق على قبيلة ، والعَلَمية والتأنيث متى اجتمعتا على إسمٍ منعته من الصرف . فقال الله جل و علا : ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ) ما المعني ب ( الْأَوْتَادِ ) ما المراد ب ( الْأَوْتَادِ )؟
اختلفالعلماء، كثير من المتأخرين يُرجح أنها الأهرامات الموجوة ، و بعضهم يقول : هي الأوتاد التي ضربها فرعون على زوجه آسيا بنت مزاحم ، وأقرب للسنّة القول ما صنعه بزوجته ، وقد يقال أن الأهرامات مشيَّدة كأنها أوتاد في الأرض يُقبَل -والعلم عند الله- ولا أستطيع أن أجزم .
( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ) طغى بمعنى تجاوز الحد ، فالسيل مثلاً إذا جرى في مجراه و لم يخرج ميمنة ولا ميسرة على ضفتي الوادي لا يقال له سيل طاغي لكن إذا تجاوز الضفتين وأهلك هاهنا وهاهنا يصبح طاغٍ ، قال الله جل وعلا في الحاقة : ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) أي تجاوز الماء حدَّه ( حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) أي في السفينة ، هنا قال جل وعلا يخبر عن صنيعهم : ( الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ) والبلاد إسم جنس ، كلٌ حسب الديار التي كان يسكنها .
 ثم بيَّنَ جل وعلا أنهم جاءوا بالفساد قال جل وعلا : ( الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ) قال جل وعلا في الأعراف : (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ) أعظم فساد في الأرض الشرك بالله ، والله جل وعلا أصلح الناس بأن جعلهم على الفطرة والفطرة لو تُرِكَت لدلت العبد على ربه فهذه هي البهائم تضربها إذا أوجعتها تراها إذا ثغت رفعت بصرها إلى السماء ، قال أهل العلم: فُطِرَت البهائم على شيئين : لا تعرف إلا ربها و رزقها ، و مع ذلك يأتي بعض عصاة بني آدم فينكرون حتى وجود ربهم جل وعلا ، فما من فساد أعظم من الشرك.
 قال الله جل وعلا : ( الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ) ثم من الفساد التسلط على عباد الله كما كان فرعون يصنع ببني إسرائيل ( الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) و ( سَوْطَ عَذَاب ) هنا جاء مُجملاً لكنه من قرأ القرآن كله تبيَّن له تفصيل ما أجمله الله هنا، فالسور المكية جاءت بقرآن مجمل ثم جاءت سور مكية أُخَر طوال فسرت ما أُجمِل ثم جاءت آيات مدنيات تفصل أكثر وإن كان قد فُصِّل في المكي المتأخر فالله جل وعلا أخبر عن كل أمةٍ من هذه الأمم كيف أهلكها، وقد مرَّ معنا الكثير منه ( فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) .
ثم قال الله جل وعلا : ( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ ) و"أما" هذه عند النحاة للتفصيل ويأتي ما بعدها مبتدأ ( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ) بمعنى أن من العقائد الباطلة ما استقر في أذهان كثير من الخلق أن الكرامة في الدنيا دنيوياً تدل على الكرامة الأخروية ، وأن التضييق على المرء دنيوياً دلالة على التضييق الأخروي قال الله جل و علا مجيباً عن هذا الاعتقاد الباطل قال : ( كَلَّا ) أي ليس الأمر كما ذهبتم إليه .
 هنا ينيخُ المرءُ مطاياه: يفصِل فيها قوله الله صلى الله عليه و سلم : (إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا لمن يحب) . فمن أراد أن يعرف مقامه عند الله جل وعلا فلينظر فيما استعمله الله ولا ينظر في رزقه ، من أراد أن يعرف مقامه عند الله جل وعلا فلينظر فيما استعمله الله، ولينظر إلى قدميه أي مكان أحب إليها أن تخطو إليه، ولينظر في جارحة لسانه أيُّ قولٍ يحب أن يردده، ولينظر في جارحة بصره أئُّ شئ يحب أن ينظر إليه، وإلى جارحة سمعه أيُّ شئ يحب أن يسمعه وغيرها من جوارحه ، من هذا يعرف الإنسان مقامه عند الله فيما استعمله الله جل وعلا فيه من الطاعات ولهذا قال الله جل و علا : ( كَلَّا ) هذا من حيث الإجمال في معنى الآية . قال ربنا جل و علا : ( وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ ) قَدَرَ هنا بمعنى ضَيَّق ( فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ) قال الله جل وعلا أي ليس الأمر كما تقولون .
ثم ذكر الله جل وعلا بعضاً من خصال كفار قريش لكن لا يلزم - وهذا مهم في فهم القرآن - لا يلزم من كل صفة أن يكون صاحبها كافراً لكن الله يذكر أحوال كفار -وهذا مهم جداً في فهم القرآن- ما أنزله الله جل وعلا يصف به أعياناً لا تقل ليست العبرة بخصوص السبب لكن بعموم اللفظ ينبغي أن تُستَعمل هذه القاعدة استعمالاً صحيحاً .. مثلاً : المنافقون الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مثل عبدالله بن أُبيّ كان فارعاً طوالاً جسيماً فالله جل وعلا قال عنهم عن منافقين معينين مخصوصين قال : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ) لا يأتي لأحد هنا لأي أحدٍ أتاه الله جسماً وطولاً فارعاً فيقول : هذا منافق فالله يقول ، هذا فهم سقيم للقرآن ، الله جل وعلا هنا يتكلم عن قومٍ معينين ، هنا مثلها، هذه صفات مذمومة لكن لا تدل على كفر لكن كفار قريش أهل مكة الأولين كانوا يتحلون بها . قال الله جل و علا : ( كَلَّا ۖ بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) وإكرام اليتيم دلّ الشرع على أنه من أعظم القُربات ، اليتيم في الشرعِ : في بني آدم من مات أبوه وهو لم يبلغ ، ما دام دون البلوغ وقد مات أبوه فهو يتيم.
 وفي الدواب من ماتت أمه
 وفي الطير من مات أبوه وأمه
 لأن الطير الذكر والأنثى يرعيان الصغير، والدواب الأم وحدها ترعى الصغير، وفي بني آدم أوكل الله إلى الأب دون الأم الإنفاق على الصغير ، ومن فقد أمه وأبوه -أعاذنا الله و إياكم- يسمى عند بعض العرب لطيم .
 والمقصود هنا قال الله جل و علا : ( كَلَّا ۖ بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) فإذا نعت الله جل وعلا أهل الشرك بأنهم لا يكرمون اليتيم وجَبَ على أهل الإيمان أن يفزعوا إلى رعاية اليتيم وبِرِه وكفالته ، قال صلوات الله وسلامه عليه : (خير بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يُحسَن إليه)  فمن كان يقدر مالاً و يملك قلباً غير ذي غضب حتى لا يأتي به ليُكرمه ثم يغضب عليه فيكسب من الإثم أكثر مما يريد من الخير، كل إنسان أعرف بشخصيته وأعرف بزوجته وأولاده فلا يُعرض نفسه لفتن هو في غنىً عنها لكن كل أحدٍ أدرى بحاله . والمقصود كلما كان في البيوت يتيمً يًُحسَن إليه و يُمسح على راسه و يُتَقَرَّب إلى الله بالإحسان إليه كان هذا البيت من خير البيوت وكفى باليتامى شرفاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاش يتيماً قال شوقي :
ذُكِرتَ باليتم في القرآن تكرمةً ** وقيمة الؤلؤ المكنون في اليُتَمِ.
 هذا و الله أعلم ، متعنا الله وإياكم متاع الصالحين والحمدلله رب العالمين .
__________________________________________
الشكر موصول لمن قامت بتفريغ الحلقة جزاها الله خيرا وبارك فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق