قال أهل العلم : إن الله - عز وجل - أمر أم موسى أن تُرضعه وهو حتى يشتدّ ارتباطها به قال الله (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ).
موضوع الإرضاع موضوع عادي جدا يمر على أي إنسان في الدنيا وليس على موسى فقط فلماذا يُذكر إذا في تاريخ موسى - عليه السلام - يعني لماذا يُذكر أن الله قال لأمه أرضعيه أليست كل أم ستُرضع ؟ أليس هو أمر عادي والأمر العادي لا يُذكر؟
لكن للتدليل على أن الله أراد لها أن تُرضعه لأنها في تلك اللحظة يمكن لا تهتم بالإرضاع فقال لها (أرضعيه) لأنها بمجرد أن تُرضعه ستختلف العلاقة بينها وبين طفلها ، ستكون أكثر اشتدادا والتصاقا به ، فإذا اشتدت والتصقت به يأمرها في هذه اللحظة أن ترميه ليكون الاختبار أعظم لها .
وتُلقيه في اليمّ ، واليمّ أسرع وسيلة لقتل الإنسان ، لو قال لها ضعيه في الصحراء كان أسهل لأنه سيبقى لفترة لكن في اليمّ لكن يبقى طويلا وخصوصا إذا كان طفلا .
وقال (في اليم) مع أنه نهر وليس بحر لكنه بالنسبة لطفل صغير يعتبر يمّا واليمّ هو البحر العظيم.
فلاحظوا إخوتي الكرام ثم قال (وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) وفعلا صار هذا الرضاع سبب في عودته لأنه لما ذهب يريد أن يرضع من غير أمه ما قبِل المراضع وارتبط بأمه التي أرضعته .
/ دعوة للأمهات إذا كن يسمعن ، دعوة للأباء الكرام موضوع الإرضاع ليس موضوعا هامشيا في حياتنا ولو كان كذلك لما كان الإرضاع يُحرم ما يُحرم النسب ، القضية أكبر من قضية نقل لبن أو تلقي لبن ، القضية أبعد من هذا ، هي نقل شعور ، نقل أحكام ولذلك الأم المُرضعة التي تُرضع ولدها فترة كلملة تجد حنانها يختلف ، تجد شعورها بطفلها يختلف ، يكون في الشارع وهي في البيت تقوم من جانب الأب وهو لم يدرِ عن شيء فتجد ولدها في خطر فعلا هذه الأم ، بينما التي لا تُرضع والآن في زمننا هذا تجده في يد الخادمة 24 ساعة وحليب صناعي ، تجده يسقط من الدرج ويبكي فتقول للخادمة شيليه ، ارفعيه وكانها ليست بأم ، السبب الإرضاع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق