إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا)
ثانيا : ( وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ) أي مهزومون من الرعب ، من الخوف ، فقوة عدو مع ضعفك أنت فالمصيبة مصيبتان ليت إذا جاء العدو بهذه القوة كنت أنا بهذه القوة أيضا تكون الحرب سجالا بيننا لكن (جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ) مع هذا الخوف الرهيب الذي وقع في نفوس المسلمين لذلك قال الله - عز وجل - لهم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا )
هذا هو سلاح النصر الذي كان في هذه الحرب ، ويُظهر لك قوة هذا السلاح حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - في الحديث الذي رواه مسلم وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( من يأتيني بخبر القوم وهو رفيقي في الجنة ) أي يذهب للمشركين يكون جاسوسا عليهم فيأتينا بأخبارهم ، قال : فلم يقم أحد ، من شدة البرد وكان الصحابة قد حفر كل واحد منهم لنفسه حفرة ودفن نفسه فيها من البرد ، فلم يقم أحد حتى قالها ثلاث مرات ثم قال : قم يا حذيفة ، فقام حذيفة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ( لا تذعرهم علينا ) أي لا تُألبهم علينا ، قال حذيفة ودعا لي فكأنني أمشي في حمام فذهب إلى معسكر المشركين فدخل ووجد نار عظيمة تأجج ووجد رجلا عاري الظهر يصطلي بهذه النار ويستدفئ فعلِم أنه أبو سفيان - وكان رئيس المشركين آنذاك - قال : فأخرجت القوس وأردت أن أضربه حتى ذكرت قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تذعرهم علينا فلم أفعل ، قال : وكانت الحجارة - حجارة الجبل - يضرب بعضها بعضا من شدة الريح قال حذيفة : والله ما تجاوزت الريح معسكرهم . الريح في المعسكر فقط ، خارج المعسكر لا يوجد ريح ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) .
فسلاح الرعب سلاح ادخره الله - عز وجل - للمسلمين دون غيرهم لكن يحتاج إلى عُباد ، يحتاج إلى عبيد يرجعون إلى الله - عز وجل - ويعلنون الولاء لله في كل المعارك التي تكون بين العلمانيين وبين الكافرين وبين الله ورسوله وحزبه المؤمنين ، الانحياز إلى الله ورسوله ضرورة وواجب وهو عُدة النصر قال الله - عز وجل - (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) إن تنصروا الله - عز وجل -
بإظهار حدوده ودينه في الأرض ينصركم وهذا شرط ، فسلاح الرعب هذا استعان المسلمون بالله - عز وجل - فأنزل الله سلاح الرعب في غزوة بني النضير . عادة الإنسان الخائف أنه ممكن أن يقتل نفسه من شدة الخوف قال الله - عز وجل - (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ * وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ) لماذا ؟ ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) " شَاقُّوا اللَّهَ " أي كانوا في شِق والله في شِق آخر ، وهذا حُقّ له أن يُغلب .
قال الله - عز وجل - في سورة الأنفال ( إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ ) عندما يسمعنا العلمانيون ونحن نقول هذا الكلام يضحكون ملئ أشداقهم يقولون أسرائيل التي معها الرؤوس الذرية والنووية تُحارب بهذه الخُطب العصماء ، لما تقول تاريخنا ومجدنا وتشحن المسلمين وليس معهم غير .... ينتصرون على اليهود ، ويضحكون علينا ويقولون كما قال الله - عز وجل - عنهم ( غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ ) يظنون أنهم بمجرد إلتزامهم وبمجرد قولهم سبح الله واذكر الله واحمد الله أنهم ينتصرون على اليهود مثل ما يقول هؤلاء ، لا تقولوا أن هناك علاقة بين غضب الله والزلازل والسيول ، لا علاقة على الإطلاق هم الذين يقولون هذا الكلام فيسخرون من الذين يعظون ، يقول لك لا تكن انتهازي ولا استغلالي ، تستغل الزلزال والسيول في وعظ الناس وتذكيرهم بالله ؟ أي نعم نستغلهم هو لولا حاجة العباد إلى الله عبدوه ؟ إنما يعبدون الله للحاجة ، لولا حاجة الفقير للغني احترمه ووقره ؟ كل الدنيا مبنية على الحاجة وهذا نص كلام الله - عز وجل - قال الله - تبارك وتعالى - ( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ) لو أعطى كل رجل ما يريد لقتل بعضهم بعضا لأن بعضهم لا يحتاج إلى بعض ، وقد بيّن الله - عز وجل - ذلك بيانا أظهر من هذا فقال - تبارك وتعالى - ( كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى ) لماذا ؟ ( أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) إذا لا يطغى إلا إذا استغنى ، إذا كيف نضيع طغيانه ؟ بالحاجة ، وهناك سهم في الزكوات اسمه سهم المؤلفة قلوبهم ، رجل أعطيه ليُسلم وكان بعض المؤلفة قلوبهم في زمان عمر يرفضون سهم الزكاة بعد أن حسُن إسلامهم . استغلال الحاجة فقه وذكاء لأن هذا ما يُسميه العلماء بالمقتضى ، إذا وعظت مع عدم وجود المقتضى لم تجد أذنا سامعة .
مثال : ابنك رسب في الامتحان لو أنك قلت ليس هناك داعي أن أكون أنا واللجنة عليه ، أتركه ، ثم في مطلع العام الدراسي قلت له أنت يا بني أنت رسبت في العام الماضي فذاكر حتى لا ترسب ،
أهذا يكون أشد وقعا أم إذا ذكرته برسوبه في حال رسوبه وذكرت له أصدقاءه الذين نجحوا ويجنون ثمار النجاح والكفاح والمذاكرة ؟ أيهما يكون أشد وقعا ؟ يكون في حالة الرسوب ، هذا الذي يسميه العلماء المقتضى ، وجود المقتضى اللي أنت تضع فيه هذا المعنى ، ولذلك الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان في موعظته يوجد المقتضى ليجد له صدى عند السامعين ، إذا لم يكن للموقف مقتضى جعل له مقتضى الذي يمكن أن نسميه نحن بالجو العام فمرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه يوما فأراد أن يذكرهم بحقارة الدنيا فوجد جديا ... ميت فعمل مقتضى للكلام فقال : أيكم يشتري هذا بدرهم ؟ - وهو ميّت - والنبي - عليه الصلاة والسلام - يعلم الجواب سلفا أنه لا يوجد آدمي يشتري جديا ميّتا لكنه أراد أن يُهيء النفوس للموعظة القادمة ، أيكم يشتري هذا بدرهم ؟ قالوا : والله يارسول الله لو كان حيا ما اشتريناه لأنه أشكّ - مقطوع الأذنين - ، قال : أترون هذه هينة على أهلها ؟ قالوا : أجل يارسول الله لأنهم طرحوها ، فهي هينة ليست غالية . فبعد أن استحضر الصحابة حقارة هذا الجدي ، هذه الشاة الميتة وأنها لا تساوي درهم حتى لو كانت حية ، وأنها رخيصة على أهلها فألقى بالموعظة فقال : ( والله للدنيا أهون على الله من هذا على أهله ) فيكون هناك مقتضى فيتخيل هذا التخيل ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية لما سُئل لماذا يفعل العبد الذنب وهو عالم بالعقوبة سلفا ؟ يعني أنه يعلم أنه إذا سرق قطعت يده أو دخل النار ، إذا زنى كذلك ، إذا قتل كذلك ، طيب لماذا يُقدم على المعصية وهو عالم سلفا بالعقوبة ؟ فقال شيخ الإسلام - رحمه الله - ليس عنده تصور . فالذي فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - جعل الصحابة يستحضرون حقارة هذه الشاة ثم ألقى الموعظة فكان لها الأثر .
معروف إن أي أمة فيها أعداء داخليون خونة الذين يفتتون الجبهة الداخلية هم المنافقون والذين في قلوبهم مرض ( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا ) ويشيعون هذا القول في وسط الناس أن الله وعدنا وتخلى عنا ، الرسول وعدنا أننا سننتصر ولم ننتصر فهؤلاء هم اليهود أعظم منا وأقوى منا ، هؤلاء موجودون في كل مكان ونحن نعاني الأمرين من هؤلاء الآن ، يتكلمون الآن عن شخصية صلاح الدين الأيوبي وأنها كانت شخصية عادية وأن صلاح الدين الأيوبي لا قاهر الصليبيين ولا يحزنون وأنه قتل عمه وفعل بابن خاله ، وفعل بابن أخته ، وأن الشعراء هم الذين عظموا وبجلوا وضخموا شخصية صلاح الدين الأيوبي لماذا هذا الكلام في هذا الوقت بالذات ؟ أي أمة في مرحلة الهزيمة النفسية تبحث عن عظمائها يتعلقون بهم فإن لم يكن لها عظماء يبحثون عن أي ناس يلمعونهم وهذا نوع من رفع المعنويات ، ويقول الناس بعضهم لبعض إن لم يكن لك كبير اشتري لك كبيرا ، الإنسان إن لم يكن له كبير فلا خير فيه ، في الوقت الذي يتفرعن فيه رئيس الوزراء الإسرائلي ويضرب الكل بالنعال ولا يهمه لأن هذه مرحلة المدّ اليهودي والطغيان اليهودي كما قال الله - عز وجل - ( وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ) إن غضبتم غضبت لكم كل الأرض ، قُتل مئة يهودي يُعمل .... عزاء على أرضنا واستدعوا الرئيس الروسي الذي عجن الشيشان بالدبابات يُمثل السلام ، كان أحد قطبي السلام فأتى ويداه ما زالت ملطخة بدم الشيشان ويوضع ممثل للسلام ويُعمل سرادق عزاء لمئة يهودي على أرضنا ، بعدها بشهر ضربوا جنوب لبنان فقتلوا مئات المسلمين بالغارات التي يسمونها عناقيد الغضب ولكن لا عزاء للسيدات ، مئات المسلمين لا قيمة لهم ولا يُعمل سرادق عزاء ولا يُعمل مؤتمر سلام ، أرخص دم في العالم ، فتش عن الدماء في كل ركن في العالم تراه دماء المسلمين حتى عُباد البقر ، أذل الخلق أخذوا المسجد في الهند فجعلوه معبد يعبدون فيه العجل ، فيه مهانة أكثر من ذلك ؟! ومع ذلك في هذا الوقت بالذات يأتي على شخصية صلاح الدين التي لها حضور عام عند الجماهير أنه قاهر الصليبيين ، يأتي هؤلاء الخونة ليطمسوا هذه الشخصيات ، افترض أنه ليس كذلك اعرض هذه القضية في وقت آخر وليس في وقت الهزيمة فنحن نعاني من الهزيمة حتى النخاع ، وضع الكلام الحق في غير موضعه يكون باطلا يعني لو جاء رجل سارق أمام القاضي وقال له أسرقت ؟ فقال له : يا سيادة القاضي وهل هناك إنسان معصوم . الكلام صحيح لكن وضع الكلام في هذا الموضع معناه أنه سارق وأنه يعترف على نفسه بالسرقة لأنه ليس هناك إنسان معصوم ، الكلام حق في ذاته ، ليس هماك إنسان معصوم ، صحيح ، لكن إذا وضع هذا الكلام جوابا على سؤال القاضي كان اتهاما ولم يكن صحيحا .
افترضنا أن هذه الشخصيات شخصيات لا قيمة لها لماذا لم تعرضوا هذا في وقت آخر ، لماذا تدمرون الشخصيات الكبيرة ذات الحضور عند المسلمين ؟ نحن نعاني من أعدائنا في الخارج ومن الخونة في الداخل ( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا ) تيئيس حتى لا يكون للمسلمين حضور مع اليهود ولا أعدائهم .
/ أيها الإخوة الكرام إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ظهر في كل معاركه مع اليهود لأنه كان مؤيدا من الجناب العالي ، كان مؤيدا من الله - عز وجل - ومن ملائكة الله - تبارك وتعالى - ألم ترَ إلى هذه العظَمة وهذه القوة ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ ) وهل أهل الأرض جميعا يُقاتلون الملائكة فيكون لهم ظفر ؟ ليس الملائكة فقط بل الله - عز وجل - معهم ، لا غالب لهم .
لذلك رصيدنا - أيها الإخوة الكرام - ونحن في معاركنا مع اليهود أن نعظم الله - عز وجل - ونوقره ولا نستهين لا بأوامره ولا بنواهيه ، هذا هو معنى التسبيح .
سورة بني النضير افتُتحت بالتسبيح وخُتمت أيضا بالتسبيح إعلاما أن تعظيم الله - عز وجل - هو الذي ينصر المسلمين في حال الاستضعاف . أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم .
/ الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل ، وأشهد ألاّ إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هذا الطابور الخامس ينثر الشبهات وهذه طريقة يهودية ، قال الله - عز وجل - (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) النخل أنفس ممتلكات العرب وما كان هناك رجل يقطع نخل أبدا لأن هذا من الفساد لأن النخلة حتى تُثمر تظل سنين طويلة ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو في حربه مع اليهود في بني النضير حرق النخل فقال اليهود أليس كان ينهى عن الفساد فلماذا يُفسد ؟ فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ) التي هي النخلة (أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ ) القطع بإذن الله وإبقائها أيضا بإذن الله ( وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) بأن يردّ عليهم حجتهم في نحرهم ، إثارة الشبهات على قواعد الإسلام الثابتة ، هذه طريقة يهودية في خلخلة الجبهة الداخلية وخلخلة اعتقاد المسلمين في دينهم ، الثوابت التي توارثها المسلمون جيلا بعد جيل يشككون الآن فيها ويستعينوا بالمغفلين الذين لا يعلمون حقائق أبعاد هذه المؤامرة الدنية فيأتون على مثل الختان مثلا ويصورونه بأنه وحشية ويكبروا المسألة ، أيام مؤتمر السكان يروحوا يعطوا الرجل المزين - حلاق - ثلاثمائة جنيه وطبعا هذه مالية كبيرة .... ويعطوا للوالد والبنت أيضا ثلاثمائة جنيه أي صرفوا ألف جنيه على هذه العملية ، قالوا له نريد أن نصورك وأنت تختن البنت ، بنت يُقطع جزء من بدنها يريدونها أن تضحك وتقول أنا مسرورة أو تبكي وتصرخ وتقول أنا خائفة ؟ وطبعا البنت تصرخ وهم يصورون وقالوا للحلاق يدخل شمال فيها افعل كذا وأنت داخل لكي يكون المنظر مرعبا ، فداخل كأنه الجيش الغازي والأسد الهصور ويقطع والصورة تلتقط ثم قاموا بعرض المسألة في مؤتمر السكان قائلين انظروا إلى الوحشية والاعتداء على الأنوثة ، وهذا كله تهيئة لما اتخدوه من قرارات الآن وكلها ملعوبة ، سيناريو مكشوف لأنهم يخاطبون الصم البكم العمي ، كل شيء مكشوف . ختان خمسة عشر قرنا ، ألف وخمسمائة سنة الختان يتوارثه المسلمون جيلا بعد جيل ولا أحد قال وحشية ولا تكلم مخلوق ، والعلماء تنازعوا في الختان أهو واجب أم مستحب على قولين لأهل العلم الراجح فيه الوجوب لكن على أي حال واجب أو مستحب يعني هو من ديننا ، مشروع ، فيأتي يتكلم عن الختان ويقول هو اعتداء على الأنثى وهو يعقد النساء يجعل البنت شخصية معقدة ، يعني خمسة عشر قرنا نساء المسلمين شخصيتهم معقدة وعندهم عقد ويطلع قرار بتجريم الختان ، فهذا نوع من التشويه ، يشوه ويتخذ قرار .
الاسترقاق ، يقول لك الإسلام دين الحرية وجاء الإسلام لتحرير العبيد فتأتوا أنتم لتقولوا الجهاد و السبايا وأخذ العبيد ، وأغلب المسلمين لا جواب عندهم لجهلهم بدينهم فيصدقون هذه الشبهات أنه فعلا الإسلام دين الحرية وعُلقت بعض الكفارات بعتق الرقبة فبهذا يُستساغ أن نذهب لليهود في إسرائيل ونأخذهم سبايا وعبيد عندنا ؟ ولا يعلم أكثر المسلمين أن هذا خير لليهود أن يكونوا عبيدا لنا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( عجب ربك من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ) الصحابة تعجبوا ، هؤلاء هم الأسرى الذين أسرهم المسلمون بسلاسل الحرب وأخذوهم إلى ديارهم فرأوا الإسلام فأسلموا فأنت إذا أخذته عبدا ليُسلم ، ليعيش هذا نتيجة استرقاق المسلمين للكافرين ، لكن ما هي نتيجة استرقاق الدول الكبرى من الكافرين لأمم المسلمين ، هم لا يسترقون الأفراد ، يسترقّون الأمم ، يسترِقّون الدول بجوال الدقيق ، برغيف الخبز فتكون النتيجة يُجوعونهم وبستغلونهم أسوأ استغلال . لقد خسر العالم كثيرا بانحطاط المسلمين ، الزبد الذي يُرمى في المحيط ، والدقيق الذي يُرمى في المحيط ، واللبن الذي يُراق في المحيط حفاظا على أسعار الدقيق وثلث الكرة الأرضية يُعاني من مجاعات بإحصائيات الأمم المتحدة هذا لأن اليهود والنصارى هم الذين تقلدوا مقاليد العالم ، استرقاق المسلمين للكافرين خير للكافرين لأنهم يُسلموا ويُنجيهم الله بذلك من عذاب النار ، كل شيء ثابت يثيرون حوله الشبهات كما أثاروا حول قطع النخل فردّ الله عليهم كذلك استرقاقنا للكافرين بإذن الله - عز وجل - لأن هذا من السطوة ومن العز ( وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) .
تكون هناك مراحل استضعاف نعم لكن لا يكون للكافرين على المؤمنين سبيل أبدا هكذا قال الله - عز وجل - لكن أين هم المؤمنون ، إنما جُعل علينا السبيل لأننا لسنا مؤمنين فجُعل السبيل علينا ، أما لو رجعنا إلى الله - عز وجل - وكنا من عباده المؤمنين فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا .
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، اللهم الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ، رب آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليّها ومولاها ، اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا وخطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق