السبت، 24 ديسمبر 2011

دخول الباء في قوله (فسبح باسم ربك العظيم) دون قوله (سبح اسم ربك الأعلى)

الفائدة في دخول الباء في قوله فسبح باسم ربك العظيم ولم تدخل في قوله سبح اسم ربك الأعلى
قال ابن القيم الجوزية في بدائع الفوائد :
قيل التسبيح يراد به التنزيه والذكر المجرد دون معنى آخر ويراد به ذلك مع الصلاة وهو ذكر وتنزيه مع عمل ولهذا تسمى الصلاة تسبيحا فإذا أريد التسبيح المجرد فلا معنى للباء لأنه لا يتعدى بحرف جر لا تقول سبحت بالله وإذا أردت المقرون بالفعل وهو الصلاة أدخلت الباء تنبيها على ذلك المراد كأنك قلت سبح مفتتحا باسم ربك أو ناطقا باسم ربك كما تقول صل مفتتحا أو ناطقا باسمه ولهذا السر - والله أعلم - دخلت اللام في قوله تعالى (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ..)[الحديد 1] والمراد التسبيح الذي هو السجود والخضوع والطاعة ولم يقل في موضع سبح الله ما في السموات والأرض كما قال (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ..)[الرعد 15]
وتأمل قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)[الأعراف 206] فكيف قال ويسبحونه لما ذكر السجود باسمه الخاص فصار التسبيح ذكرهم له وتنزيههم إياه .

---------------------------------------------------
http://www.tafsir.net/vb/tafsir29288/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق