السبت، 5 مارس 2011

& واو الثما نيــــــــــــــــــة &



@ قال الشيخ صالح المغامسي حفظه الله في تفسيره لسورة الكهف عن واو الثمانية :ـ
أما قولهم : أن الواو واو الثمانية , فهذا من العجب !!
لا يوجد في اللغة شيء أسمه واو الثمانية ! مع تقديرنا لمن قال به من فضلاء العلماء .

وهم من أين أتوا بواو الثمانية ؟
احتجوا بالقرآن بآيات منها :
قول الله { التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ } إلى أن قال { الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ } قالوا هذه واو الثمانية !
وقول الله تبارك وتعالى : { عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ } إلى أن قال جل ذكره : { ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا }.
والرد على هذا أن يقال :
أما الواو في ثيبات وأبكارا , هي واو عاطفة يراد بها التقسيم , لماذا يراد بها التقسيم ؟
لأنه لا يمكن أن تكون المرأة ثيب وبكر في وقت واحد ! فلا يستقيم أن يقال ( ثيبات أبكارا )

الأمر الثاني في قول : { الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ } أن هذا أمر يسمى , فيه التصاق يعني كل ما جاء في القرآن عن أمر بالمعروف ونهي عن منكر يؤتى بالواو , حتى بالأفعال : { يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر} .

ومن الأدلة , احتجوا كذلك بأية الزمر أن الله قال [ أبواب الجنة ثمانية معروف ] قال : { حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } ولا ريب أن الواو هذه واو حال , والمعنى : أنه سيحدث شيء قبل فتح الأبواب وهذا دلت عليه السنة .
ـ هذا الشيء ذكره الشيخ بن عثيمين رحمه الله بقوله : "الحكمة من الواو هنا : أنهم ليسوا إذا جاءوها فتحت، بل إذا جاءوها حبسوا وأوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيهذبون وينزع ما في قلوبهم من غل، وتطهر القلوب حتى يدخلوا هذه الدار على أكمل حال " ـ


ومن الأدلة الدامغة في أنه لا يوجد واو ثمانية , أن لو توجد للتزمها القرآن , قال الله جل وعلا { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ } الثامنة { الْمُتَكَبِّرُ } ما قال الله والمتكبر , وإنما ذكرها من دون واو , فلو كانت هناك واو تلتصق بالثمانية , كما ذهبوا إليه لقال الله العزيز الجبار والمتكبر , لكن الله لم يقلها هنا لأنه لا يلتزم لها أصلاً , وإنما قيلت في تلك المواطن لا لعدد الثمانية , وإنما لأن الحال تناسب وتفرض أن تكون هناك واو .



ـ قال بن عثيمين - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى في سورة الزمر ( حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ) الآية
" قد عُلم أن أبوابها ثمانية لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء (فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) والعجب أن بعض النحويين قال أن الواو هنا واو الثمانية فأحدث للواو معنى جديدا ، واستدل لقوله بأمر عجيب ، قال إن الله يقول في القرآن ( ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ) فالواو للثمانية ، فيقال : سبحان الله من أين جاء بهذا ؟
الفائدة في قوله (سبعة وثامنهم كلبهم ) تقرير ما ذُكر لأن الله قال (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب) فقال فيما قبله (رجما بالغيب) وهذا لم يقل رجما بالغيب لأن الواو عاطفة تدل على أن ما قبلها ثابت متقرر " .


وقد ألّف عمر بن عبدالله العمري كتابا اسمه : واو الثمانية
بحث فيه الأراء والشواهد التي استشهد بها كلا الفريقين حول واو الثمانية ثم إنه خرج بهذه النتيجة :
"وباستعراض المكانة اللغوية للفريقين ووجاهة التسمية وكثرة شواهدها نجد أنّ كفة الذين لا يقولون بها هي الأرجح ؛ لهذا , ولقلة الشواهد , ولأنّ القول بها لا يعدو- برأيي - أن يكون استحساناً أدبياً أرى أنّ هذه الواو لا حقيقة لها في لغتنا ؛ وإنما هي من تسميات الأدباء المبنية على تلمس الجمال الفني . البعيد عن التقعيد العلمي الذي سار عليه النحاة في بناء قواعد اللغة . كما ذكروا في تعليل بعض المسميات النحوية ."


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق