الجمعة، 11 أبريل 2025

حصاد التدبر | الجزء العاشر من سورة الأنفال الآية (٤١) إلى سورة التوبة الآية (٩٢)

/ (وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَأَخْتَلَفْتُمْ فِي ٱلْمِيعَادِ) [الأنفال:٤٢]
 لم يتواعدوا فغنموا، وهكذا فضل اللّٰه يأتي من غير ميعاد.

/ (وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ ) [الأنفال: ٤٤]

ما الغرض من تقليل المؤمنين في أعين الكفار؟

قللهم في أعينهم قبل اللقاء، ثم كثرهم فيما بعده، ليجترؤوا عليهم، ثم تفجؤهم الكثرة، فيبهتوا وتنكسر شوكتهم، حين يرون ما لم يكن في حسبانهم.


/ (إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ اللَّهَ كَثيرًا ) [الأنفال: ٤٥]

من أعظم أسباب الثبات في الأزمات كثرة ذكر الله.

إذا كنت مأمورًا بالذكر الكثير في أشد الأحوال، فكيف ترى تفريطك في الذكر -بد عند أيسر الأحوال!


/ (وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا ) [الأنفال: ٤٥]

ما أجمل قول الإمام ابن عجيبة: "ذكر اللسان نتائجه الأجور، وذكر القلوب نتائجه الحضور".


 ما تنازع قوم إلا وحلَّ بهم الفشل واستخف بهم الجميع : (وَلَا تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) [الأنفال : ٤٦]


/ ( إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضُ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ ) [الأنفال : ٤٩ ]

 دائمًا يتعجّب المنافقون من ثقة المؤمنين بالله وحسن ظنهم بربهم، وتفاؤلهم مع قلة عددهم وعتادهم.


/ (ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّلهَ لَمْ يَكَ مُغَيِرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِرُوامَا بِأَنْفُسِهِمْ ) [الأنفال : ٥٣]

كما قيل: إذا كنت في نعمة فارعها ** فإن المعاصي تزيل النعم

قال ابن القيم: "فما حُفِظت نعمة اللّٰه بشيء قط مثل طاعته، ولا حصلت فيها الزيادة بمثل شكره، ولا زالت عن العبد نعمة بمثل معصيته لربه".


/ ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِن قُوَّةٍ ) [الأنفال : ٦٠]

سيجبر اللّٰه كسركم أيها المؤمنون مهما تكن قوتكم، ما دمتم قد بذلتم ( مَا اَسْتَطَعْتُمْ)

تتناول كل قوة علمية، وبدنية، ومهنية، وسياسية، وإدارية، وتشمل كل مسلم مهما يكن تخصصه.


/ (هُوَ ٱلَّذِى أَيْدَكَ بِنَصْرِه وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ) [الأنفال: ٦٣،٦٢]

أول شروط النصر الألفة بين المؤمنين، لا التنازع بينهم وتراشق الاتهامات.


/ ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قَلُوبِهِمْ ) [الأنفال: ٦٣]:

محبة القلوب لا تشتريها كل كنوز الأرض.


/ (يَأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ ) [الأنفال : ٦٤]

كل هذا العالم لن يكفينا ما أهمنا وأغمَّنا، كفاية اللّٰه وحدها تشعرنا بالاكتفاء.


/ (ٱلْنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ) [الأنفال : ٦٦]

المشقة تجلب التيسير، وبقدر ما فيك من الضعف، يرسل اللّٰه إليك التخفيف..


/ ( إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنكُمْ ) [الأنفال : ٧٠ ]

الخير مغناطيس في القلب يجذب إليه كل ألوان الخير!

تأكد أن ما فاتك أو أصابك سيعوّضك اللّٰه عنه وزيادة، ما دام الخير يملأ قلبك.

رزق العبد على قدر نيته.

إن فاتك شيء وحزنت عليه، فتدبر هذه الآية وتفاءل بها.


/ ( إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا ) [الأنفال : ٧٠]

تفقَّد قلبك لتعلم من أين جاء الحرمان؟!

مصدر الخير القلب، فلو استطعنا أن نغرس فيه الخير لا نهمرت علينا الخيرات من رب الأرض والسماوات..


/ ( وَإِنْ يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ) [الأنفال : ٧١ ]

من ضَيَّع حقّ الله، فهو لغيره أضيَع!

مَن خان ربه ودينه وأمته سيُمكِّن اللّٰه من رقبته ولو بعد حين.


/ (إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ) [الأنفال: ٧٣]

من أسباب الفتن عدم نصرة المظلوم؛ ولذا أمر اللّٰه بنصره وموالاته.


سورة التوبة

/ (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَٰهَدتَّمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [التوبة: ١ ]

براءة سورة بلا بسملة: عبِّر بقوة عن براءتك من الكفر وآهله دون مجاملات على حساب العقيدة.


/ ( وَٱعْلَمُوَاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللَّهِ) [التوبة : ٢]:

أعلم اللّٰه الكافر أنه لا يُعجِزه، فكيف غاب هذا عن مؤمن يؤمن بالله؟!


/ ( فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرُ لَكُمْ ) [التوبة:٣]:

كل بوّابات الخير تنفتح مع التوبة.


/ ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) [التوبة:٣]:

أصل البشارة في الخير، ولكن ذُكِرتْ هنا من باب التهكم، أي أبشروا بما ينتظركم من العذاب الأليم.


/ قال تعالى: (فَاقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ ) [التوبة : ٥]، ثم قال: (فَإِن تَابُواْ ... فَخَلُواْ سَبِيلَهُمْ ) [التوبة : ٥]

 باب عظيم مهجور من أبواب الإيمان. في الحديث: (أوثق عرى الإيمان: الموالاة في اللّٰه والمعاداة في الله، والحب في اللّٰه والبغض في اللّٰه عز وجل) صحيح الجامع رقم: ٢٥٣٩.


/ (وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) [التوبة: ٥]

ترصُّد أعداء الدين من أهمِّ سِمات المؤمنين.


/ ( كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلَّا وَلَا ذِمَّةً ) [التوبة: ٨]

آمن بها الصحابة غيبًا، وعرفناها اليوم في مذابح المسلمين شهادة، صدق اللّٰه .. صدق اللّٰه .. صدق الله.


/ (يُرْضُونَكُم بِأَفْوَهِهِمْ ) [التوبة : ٨]

بعض الكلمات تنزع فتيل القنبلة وتعني انتهاء المعركة.


/ ( لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنِ إِلَّا وَلَا ذِمَّةً ) [التوبة: ١٠ ]

قال ابن عباس: " الإل: القرابة، والذمة: العهد.


/ ( وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَائِلُواْ أَيِمَّةَ الْكُفْرِ ) [التوبة: ١٢ ]

الطعن في الدين يوصل صاحبه إلى إمامة الكفر، فليحذر الطاعنون في الدين اليوم!


/ (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ ) [التوبة:١٣ ]

تتصارع في كل قلب قوتان، كلما عظمت خشية الخالق قلَّت خشية المخلوق، والعكس صحيح.

قال سفيان الثوري لأصحابه يومًا: "لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان، أكنتم تتكلمون بشيء؟ قالوا: لا، قال: فإن معكم من يرفع الحديث إلى اللّه" 


/ ( فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) [التوبة : ١٣]

خشيتك لله على قَدْر إيمانك به.


/ ( وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) [التوبة: ١٤]

وشفاء صدور قوم مؤمنين يستلزم شفاء صدور كل المؤمنين؛ لأن المؤمنين جسد واحد، ويستلزم كذلك غيظ صدور أعداء الدين.

المراد بالقَوْمِ المؤمنين هنا خزاعة حيث تمالاً عليهم الكفار وقتّلوهم في الحرم، فاستنجدوا بالنّبيِّ صلى الله عليه وسلم فكان ذلك سبب فتح مكة.

غيظ القلوب مرض دفين يفتك بالقلب والجسد، وسبب غيظ المؤمنين هو بغي الكفار وقتلهم المسلمين، وشفاء هذا الغيظ لا يكون إلا بالتمكن من الأعداء فينشرح الصدر، ويزول ما فيه من غضب.


/ ( وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمٌ ) [التوبة: ١٥]

املأ قلبك اليوم غيظًا على الطغاة والمجرمين، فيومًا ما سيتحقق وعد الله لعباده.


/ ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِرِ) [التوبة: ١٨ ]

ضعَّف البعض إسناد حديث: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) لكن معناه صحيح وتشهد له هذه الآية.


/ (وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ) [التوبة: ١٨ ]

ليس المراد بقصر الخشية هنا على اللّٰه أنهم لا يخافون شيئًا غير الله، فإنهم قد يخافون الأسد ويخافون العدو، ولكن المعنى: إذا تردد الحال بين خشية اللّٰه وخشية غيره قدَّموا خشية الله، فالقصر هنا عند تعارض خشيتين.


/ (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَاجِ وَعَمَارَةَ الْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلأَخِرِ وَجَهَدَ ) [التوبة: ١٩]

مهما بلغ عملك الخيري والتطوعي، فلن يجاري أبدًا الإيمان بالله والجهاد في سبيله.


/ ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٌ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا ) [التوبة : ٢٥]

هذا نصُّ قانون التولي والتخلي! إذا قلت يارب تولاك، وإذا قلت: أنا أنا.. تخلى عنك!


/ ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا) [التوبة: ٢٥]

 أغلِق شبابيك قلبك كي لا يتسلل إليه العُجب بمال أو علم أو سلطان، فكل ذلك لن يغني عنك بين يدي اللّٰه شيئًا!

نصرة اللّٰه للعبد موقوفة على عدم رؤية العبد لنفسه، فالمنصور من عصمه اللّٰه عن توهم قدرته، ولم يكله إلى تدبيره وسطوته، وأقامه مقام الافتقار إليه متبرثًا من حوله وقوته، فيأخذ الله بيده، ويخرجه عن تدبيره، ويوقفه على حسن تدبيره.


/ ( إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا ) [النوبة: ٢٥]

(شيئًا) إن أصغر شيء في هذا الكون لا ينجح في إنجاز شيء دون إرادة الحق سبحانه.


/ (وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ) [التوبة : ٢٥]

قال الحسن البصري: "هكذا يقع ذنب المؤمن من قلبه" فقيِّم إيمانك.


/ (وَيَوْمَ حُنَيْنٌ إِذْ أَعْجَبَنْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا ) [التوبة : ٢٥ ]

 عون اللّه للمؤمنين يكفي مع القلة، والعُجب يلغي أثر الكثرة.


/ ( ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ ) [التوبة:٢٦]

السكينة من أعظم القوت الذي يُنعِم به (المقيت) على قلوب المؤمنين، وهو كفيل بترجيح كفَّتك في كل معارك الحياة.

من علامات المؤمن: السَّكينة عند البلاء.


/ ( وَأَنزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ) [التوبة: ٢٦]

هناك رحمات خفية ومعونات غير مرئية تتدفق عليك من اللّٰه دون أن تشعر، فقط إن تخليتَ عن حولك وقوتك إلى حوله وقوته.


/ ( إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ ) [التوبة : ٢٨ ] 

النهي وإن كان موجهًا للمشركين، إلا أن المقصود منه نهى المؤمنين عن تمكينهم من ذلك. 

ارتبط وصفهم بالنجاسة بصفة الإشراك، فعلمنا أنها نجاسة معنوية نفسانية، وليست نجاسة ذاتية مادية.


/ ( بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ) [التوبة : ٢٨]

العام الذي حصل فيه النداء بالبراءة من المشركين وعدم طوافهم بالمسجد الحرام، وهو العام التاسع من الهجرة.


/ ( وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةٌ فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) [التوبة:٢٨]

كيف نخاف فقرًا، وقد وعدنا أكرم الأكرمين بالغنى!

غِناك وفقرك بيد اللّٰه وحده، فكيف تُذِلُّ نفسك لغيره؟!.


/ ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَهِهِمْ ) [التوبة: ٣٢]

تصور سخيف أن يظنوا أن أفواههم التي تنفخ كافية لإطفاء أعظم نور، ذهبت أنفاسهم، وما زاد النور إلا توهجًا.

قال الخطيب الإدريسي: "إن الإسلام إذا حاربوه اشتدّ، وإذا تركوه امتدّ، والله بالمرصاد لمن يصُدّ، وهو غني عمن ارتدّ، وبأسه عن المجرمين لا يُردّ، وإن كان العدو قد أعدّ، فإن اللّٰه لا يعجزه أحد، فجدّد الإيمان جدِّد، ووحِّد اللّٰه وحِّد، وسدّد الصفوف سدّد".


/ ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) [التوبة:٣٣]

ليس معنى الآية أن يصير الناس جميعًا مسلمين، لكن يظل كُلُّ على دينه أو كفره، ولا يجدون حلاً لمشكلاتهم إلا في الإسلام.


/ ( إِنَّ كَثِيرًا مِنَ ٱلْأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَٰلَ النَّاسِ بِٱلْبَٰطِلِ )

[التوبة: ٣٤]: قال اللّٰه (كثيرا)، فالتعميم خطأ، والدقة مطلوبة، فكن دقيقًا في اختيار كلماتك وعباراتك.


/ ( وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ ) [التوبة:٣٤]:

قال العلماء: كل مال - مهما كثر - تؤدى زكاته ليس بكنز، وأي مال - مهما صغر - لا تؤدّى زكاته فهو كنز.


/ ( مِنْهَا أَرْبَعَةُ حُرُمٌ) [التوبة : ٣٦]:

ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، وقد سُمِّيَت بذلك لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها.


/ (فَلَا تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) [التوبة : ٣٦]:

ـ أعظم الظلم ظلم النفس، ويقع بمعصية اللّٰه وترك طاعته.

ـ قال قتادة: ((إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواه، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، وكأن اللّٰه يُعظَم من أمره ما شاء».

ـ ظلمكم لأنفسكم هو إضرار منكم بأنفسكم، ولن تضروا اللّٰه شيئًا، فكل ما أمر اللّٰه به تحريمًا وتحليلًا هو لصالحكم، وكل عصيان له يضركم.


/ (وَقَاتلُوا الْمُشْرِكِينَ ) [التوبة : ٣٦]:

قال القشيري: "ولا سلاح أمضى على العدوّ من تبرّيك (تبرؤك) عن حولك وقوّتك".


/ ( إِنَّمَا النَّسيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) [التوبة : ٣٧]:

استعمال الحيلة لفعل شيء محرم أو الفرار من واجب هو تلاعب بالدين، مثل تلاعب المشركين بتأخير الأشهر الحرم ليقترفوا الحرام.


/ ( مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ اثَاقَلْتُمْ إِلَى ٱلْأَرْضِ ) [التوبة : ٣٨]

 لا يُضعِف القلب ويكبِّله عن بلوغ معالي الأمور إلا الانجذاب لسفولة الأرض.

 النفير في القرآن نوعان: للجهاد ( انفِرُواْ فِي سَبِيل اللّهِ ) [التوبة: ٣٨]، وللعلم: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةِ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا ) فلا عزة بغير جهاد، ولا جهاد إلا بعلم.


/ ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ) [التوبة : ٤٠ ]:

أتظنون أن جهادكم هو الذي ينصر محمدًا ودينه، كلا؛ فالله ناصره بأيسر وسيلة وأهون سبب، كما نصره يوم الهجرة برجل واحد هو أبو بكر على قريش كلها.


/ الصاحب بحق هو الذي يخفف عنك الأحزان، ويشعرك عند خوفك بالأمان (إِذْ يَقُولُ لِصَحِهِ لَا تَحَزَن ن الله مَعَنَا} [التوبة: ٤٠]


/  ( إِذْ يَقُولُ لِصَحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) [التوبة : ٤٠]

لم يقل : لا تحزن  فأنا رسول اللّٰه وإني معك، بل تبرأ من حوله وقوته إلى حول اللّٰه وقوته.


/ ( إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ ) [التوبة : ٤٠]:

بعض الرحمات الإلهية مرهونة بكلمة واحدة ترددها بيقين، لتنهمر بعدها السكينة بغزارة!


/ (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) : [التوبة : ٤٠]

ـ ولو فقدت كل شي، يكفيك أن اللّٰه معك، وسيعوّضك.

ـ ليست المعية العامة بالعلم والإحاطة، فهذه تشمل كل الخلق، بل معية التأييد والنصرة، وهذه لا تشمل إلا المؤمنين الذين استجلبوها بطاعة اللّٰه وموافقة أمره.

 ـ منهج رباني في التخفيف عن المكروبين، لا يتضمن الاستغراق في تفاصيل المشكلات، بل يقوّي النفس على المشكلات بالاستعانة برب الأرض والسماوات.

ـ هل الحزن شعار الإيمان؟! كلا .. قال ابن القيم: "اعلم أن الحزن من عوارض الطريق، وليس من مقامات الإيمان ولا من منازل السائرين؛ ولهذا لم يأمر اللّٰه به فى موضع قط، ولا أثنى عليه، ولا رتَّب عليه جزاء ولا ثوابًا، بل نهى عنه فى غير موضع".


/ ( إِذْ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِ، لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) [التوبة : ٤٠]:

أعظم صحبة هي التي تخفف عنك أعباء الحياة بتذكيرك دوما بالله.


/ ( لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَأتَبَعُوكَ ) [التوبة : ٤٢]:

المنافق قصير النفس، والصدق لا يُختبر إلا في الأعمال طويلة المدى.

حديث يشبه هذه الآية! قال رسول اللّٰه صلى الله عليه وسلم في المتخلفين عن صلاة الجماعة: (لو يعلم أحدهم أنه يجد عظمًا سمينًا، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء». وهذا توبيخ لمن زهد في صلاة الجماعة، ولو وجد في صلاة الجماعة شيئًا من الدنيا -ولو كان حقيرًا - لحضرها.


/ ( يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ ) [التوبة:٤٢]:

هلاكنا ليس بالجهاد، بل في ترك الجهاد، وليس بأن نموت في سبيل الله، بل بأن نحيا في خدمة الدنيا.


/ ( عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ ) [التوبة : ٤٣]:

المراد بالعفو ليس عن الذنب، فهو المعصوم، ولكن عدم مؤاخذته صلى الله عليه وسلم في تركه الأوْلى والأفضل، والأفضل كان ألا يأذن للمنافقين بالتخلف عن الجهاد.


/ ( عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ) [التوبة :٤٣]:

ما أجمل أن تستفتح العتاب بأجمل الكلمات لتستميل قلب من تُعاتِب! 


/ ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً ) [التوبة: ٤٦]:

من علامات التوفيق وأمارات السابقين الاستعداد للطاعة قبل دخول وقتها.

تشكو عدم القيام لصلاة الفجر، وأنت كل يوم تنام متأخرًا، ولا تضبط منبِّهك ليوقظك!  ويحك! من عزَم على شيء من الخير، فعلامة صدقه أن يبذل له أسبابه.


/ ( لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ) [التوبة : ٤٦]:

عُدَّة هنا نكِرة لتفيد الإطلاق أيّ أيِّ عُدَّة، فالذي لا يبذل أي نوع من الاستعداد دنيء الهمة، وليس في قلبه خير.


/ ( وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَتَبَّطَهُمْ ) [التوبة :٤٦]:

ـ إذا أعاقتك الصوارف عن زيارة بيت الله، فخف أن يكون اللّٰه قد كره لقاءك فثبَّطك!

ـ كثرة التكاسل عن الطاعات علامة مخيفة، توحي بأن العبد مطرود من رحاب الله، وعليه أن يعود فورًا.


/ ( كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَائَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ ) [التوبة:٤٦]:

أسقط هذه الآية على صلاة الفجر، وعالج بها كسلك وتسويفك!


/( وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) [التوبة:٤٧]:

هم مؤمنون يصغون لأقوال المنافقين، أو مجموعة من المنافقين بين المؤمنين يسمعون لأصحابهم المنافقين ويؤيدون أقوالهم، إن مجرد سماعك للإشاعة هو جزء من خطة المنافق.

قلب الحقائق عن طريق بلاغة اللسان من أبرز صفات النفاق: (لَقَدِ ٱبْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) [التوبة : ٤٨].


/ ( لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ ) [التوبة : ٤٨]:

لا تنسَ الماضي الأسود لأعداء دينك، ولا تحرق سجلاتهم الملطخة بالخيانة، ستفيدك يوم القصاص.


/ ( وَمِنْهُم مَن يَقُولُ ٱئْذَن لِي وَلَا نتفْتِنِّي أَلَا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُوا ) [التوبة : ٤٩ ]: 

المنافق صاحب أعذار واهية! قال الجدُّ بن قيس: قد علمت الأنصارُ أني مشتهرٌ بالنساء، فلا تفتنّي ببنات الأصفر يعنى نساء الروم، ولكن أعينك بمالي فاتركني..


/ ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ) [التوبة : ٤٩ ]:

لا فرار مهما حاولوا، وكلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها.


/ من علامات المنافق أن يفرح بسلامة دنياه ولو خسر دينه: ( إِن تُصِبَّكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَآ أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَواْ وَهُمْ فَرِحُونَ ) [التوبة : "٥].


/ ( قُل لَن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا ) [التوبة : ٥١]:

كلما نقص يقينك بهذه الآية، زاد منسوب الخوف في قلبك.

لنا لا علينا، فالمصيبة فيها خيرٌ لك!


/ ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) [التوبة : ٥٢]:

قل لي بربِّك: كيف تنكسر أمة يرى أبناؤها أنهم رابحون في جميع الأحوال؟!


/ ( وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ) [التوبة ٥٦]:

ليس معنى يفرقون من الفُرقة؛ بل من الفرَقَ وهو الخوف .


/ ( وَمِنْهُمْ مَن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَتِ ) [التوبة : ٥٨]:

ما هو اللمز؟! اللمز: العيب والوقوع في الناس، وقيل: اللمز هو العيب في الوجه، والهمز: العيب بالغيب.

(يَلْمِزُكَ) بصيغة المضارع؛ مما يدل على استمرارية هؤلاء المنافقين فيه، وأن اللمز أصبح ديدنهم وسلوكهم، وليس فعل مرة أو مرتين، فكأنهم بتلذذون به ويفرحون.

لدى المنافق قدرة عجيبة على تحويل أعظم إنجازات المؤمن إلى مادة للتندر والسخرية!


سبب نزولها:

قال مجاهد في سبب نزولها: "كان لعبد الرحمن بن عوف، ثمانية آلاف دينار، فجاء بأربعة آلاف دينار صدقة، وجاء رجل من الأنصار بصاع تمر نزَع عليه ليلَه كُلَّه فلما أصبح جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رجل من المنافقين: إن عبد الرحمن بن عوف لعظيم الرياء، وقال الآخر: إن اللّٰه لغنيٌّ عن صاع هذا، فأنزل الله تعالى: ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِى الصَّدَقَاتِ ) عبد الرحمن ابن عوف، (وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} صاحب الصاع»

ـ المنافقون أعداء النجاح، ورواد السخرية من المؤمنين، ولن يجدوا أنسب من غزوة تبوك لإطلاق جملتهم هذه، فكيف سيواجه هؤلاء الفقراء الضعفاء جحافل أقوى دولة في الدنيا، ويقابلونها بجيش قائم في تجهيزه على التبرعات، ويحتاج لنصف صاع وحبة تمر!

ـ لن يسلم من ذمَّ المنافقين أحدٌ، فلا المتصدِّقون سلِموا ولا الممسكون، لا المكثِرون ولا المقِلّون.

ـ منظار الشك واتهام النوايا فضلًا عن أنه غير موضوعي، فهو ضد ما أمر اللّه به من الحكم على الظاهر، والله يتولى السرائر.

ـ اللمز داء يعبِّر عن نفوس المنافقين المريضة، فالمرء يطلب عيب غيره بمقدار تشرُب قلبه بهذا العيب. قال عون بن عبد الله: "ما أحسب أحدًا تفرَّغ لعيب الناس إلا من غفلة غفَلها عن نفسه".


/ ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ ... فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ) [التوبة : ٦٠ ]:

هاتوا لي نظامًا بشريًا بلغ من رحمته وحرصه على مصالح الناس أن يحاسب من لم يدفع من ماله للمحتاج.


/ ( وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنّ ) [التوبة : ٦١]:

أي يقبل كل ما يُقال له، ولا يميِّز بين صادق وكاذب، ويقصدون بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وذبَّ اللّٰه عن نبيه: (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ) [التوبة :٦١]، فإعراضه وعدم تعنيفه لأصحاب الأعذار الكاذبة، بسبب حُسْن خُلُقه.


/ ( تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَيِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ) [التوبة :٦٤]:

مِنْ أسرار عظمة القرآن، إخباره عما يدور في القلوب!


/ ( ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَفِقَاتُ بَعْضُهُم مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ ) [التوبة :٦٧]:

ـ من أمر بالمنكر ونهى عن المعروف بقلمه أو لسانه فقد التحق بزمرة المنافقين.

ـ لا جديد في الظلم ومعاداة الدين، لكن الجديد هو الزمان والمكان والأشخاص:


/ ( فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَٰاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَٰاقِهِمْ وَخُضْتُم كَالَّذِي خَاضُوا ) [التوبة : ٦٩].


/ (وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ) [التوبة :٧٢] :

نعيم فوق كل نعيم يناله أهل الجنة، فإن أعظم نعيمهم ليس النعيمَ الحسي بالحور.

والقصور والأنهار والخمور، لكنه النعيم القلبي الذي ينبع من رضوان اللّٰه عن عباده المؤمنين.

ا أمر اللّٰه نبيه باللين عند الدعوة فقال: (وَجادِلهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فلما 150116 أصروا- بعد بيان الحجّة- قال: (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) [التوبة : ٧٣]؛ لأن هذا في حال إصرارهم وزوال أعذارهم..

(يَأَيُّهَا النَّبِيُّ جَهِدِ الْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ ) [التوبة : ٧٣]:

فائدة الجمع بين الكفار والمنافقين في الجهاد: إلقاء الرعب في قلوب المنافقين، فإنهم يخشون افتضاح أمرهم فيعامَلوا معاملة الكفار المحاربين، وجهاد المنافقين بالفعل متعذر؛ لأنهم لا يُظهرون كفرهم؛ ولذلك تأول أكثر المفسرين جهاد المنافقين بالمقارعة بالحجة، وإقامة الحدود عليهم إذا ظهر منهم ما يستوجب الحد.

يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ ) [التوبة ٧٤ ]:

سبب م

لما نزل القرآن وفيه ذكر المنافقين قال الجلاس بن سويد: واللّه لئن كان ٢٣٠ هذا الرجل صادقًا لنحن شر من الحمير، فسمعه عمير بن سعد فذكر ')

ذلك للنبي ، فسأل النبي ي الجلاس عما قاله عمير، فحلف بالله

ما قال ذلك، وزعم أن عميرًا كذب عليه، فنزلت الآية.

( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي فُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمٍ يَلْقَوْنَهُ. ) [التوبة : Y٧]:

لا تحتقر ذنبًا، فبعض الذنوب تنسف الدين، وتبقى إلى يوم الدين.

الفرح بفوات الطاعة وكراهية فعلها مرحلةٌ متقدمة من مراحل النفاق: ( فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَٰفَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوَا أَن يُجَهِدُوا ) [التوبة: ٨١].

/ كل مشقة تترك الطاعة من أجلها في الدنيا، تُعاقَب بأضعاف أضعافها يوم القيامة: { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرَّا ) [التوبة : ٨١].


/ ( إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقُعُدُوا ) [التوبة : ٨٣ ]:

استحضار التاريخ وسوابق المرء ضرورة للتقديم والتأخير، وخاصة عند الترشح العظائم الأمور والمهام.


/ ( رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ ) [التوبة :٨٧]:

ـ قد تتخلف عن الخير يومًا ما رغمًا عنك، فتجد نفسك بين غير المؤمنين، فاكره هذه الحال بقلبك وإياك أن ترضاها .. خطر!!

ـ يبدأ الشيطان خطة التدرج من كراهية الذنب، ثم اعتياده، ثم الرضا به.. كيد أبالسة!


/ ( تَوَلَّواْ وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًّا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ) [التوبة : ٩٢ ]:

ـ ضاقت أيديهم عن بذل الأموال والنفقات، فتطوعت العيون بدلًا منها ببذل الدموع والحسرات.

ـ من العبادات الغائبة: الحزن على عدم القدرة على القيام بالطاعات.

ـ بكى قومٌ على فوات الطاعات، وبكى غيرهم على ارتكاب السيئات.. هم درجات عند اللّه.


/ ( مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ) [التوبة : ٩١]:

ليس لأحد أن يسلك أي سبيل أو طريق لمؤاخذة أو عتاب هؤلاء المحسنين، بعد أن أقعدتهم الموانع الحقيقية عن الجهاد، والمعنى: لا سبيل يستطيع أي معاتب أن يمر به إليهم، ولا حتى أن يقترب منهم، فما أبعد العتاب عنهم! وهذا من أفصح البيان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حصاد تدبر الجزء العاشر | جعلناهُ نُوراً


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق