🎧 للسماع الدرس
🎙الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات أما بعد:
📖 فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: "ومن أصول التفسير إذا فهمت ما دلت عليه الآيات الكريمة من المعاني مطابقة، وتضمنا فاعلم أن لوازم هذه المعاني وما لا تتم إلا به وشروطها وتوابعها تابعة لذلك المعنى فما لا يتم الخبر إلا به فهو تابع للخبر، وما لا يتم الحكم إلا به، فهو تابع للحكم"
🎤 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأصلح لنا إلهنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أما بعد: هذه القاعدة وجملة من القواعد بعدها قد أوردها الشيخ رحمه الله تعالى في كتابه [القواعد الحسان] وشرحها أيضاً وضرب عليها أمثلة توضيحية ولهذا، يمكن الرجوع إلى القواعد الحسان في شرح هذه القاعدة، وما بعدها من القواعد، شرحها شرحاً لطيفاً نافعاً ومثل لكل منها ببعض الأمثلة للتوضيح من كتاب الله عز وجل، وهذه القاعدة الأولى تتعلق بدلالة اللازم، لأن الدلالات ثلاث: بالمطابقة والتضمن، والالتزام. وفي هذه القاعدة ينبه رحمه الله تعالى على أهمية دلالة الالتزام، وأيضاً يبين الضابط الذي به يصح الاستدلال، يصح الاستدلال بدلالة الالتزام، وقد ذكر رحمه الله تعالى في القواعد الحسان في كلامه على هذه القاعدة أن المفسر يراعي ما دلت عليه الآية مطابقةً وما دخل أيضا في معنى الآية ضمناً فعليه أيضا أن يراعي لوازم تلك المعاني لأن الدلالات ثلاث: مطابقة وتضمن والتزام. وقالوا في التعريف لهذه الدلالات:
● المطابقة دلالة اللفظ على كامل معناه
● والتضمن دلالة اللفظ على بعض معناه
● والالتزام دلالة اللفط على أمر خارج معناه يُعرف بالاستنباط ودقة الفهم.
يقول فيراعي لوازم تلك المعاني وما تستدعيه من المعاني التي لم يعرج في اللفظ على ذكرها.
قال رحمه الله "وهذه القاعدة من أجلّ قواعد التفسير وأنفعها وتستدعي - أي تتطلب - قوة فكر وحسن تدبر في الآية ودلالتها" مثل ما تقدم ما دلت عليه بالمطابقة أولاً ، ثم ما دلت عليه بالتضمن ثانياً ، ثم بعد ذلك يدقق النظر في لوازم المعاني التي يلزم منا ثبوت هذا الحكم في الآية مطابقةً أو ثبوته فيها تضمناً يلزم منه كذا وكذا من أمور إما تكون مثلا من الشروط أو لا يتم الحكم الذي ذكر بالآية إلا به فما لا يتم الواجب به فهو واجب، أو تكون تابعة تتبع هذا الذي ذكر في الآية، فيتطلب من ذلك قوة فكر، وحسن تدبر، وصحة قصد.
وهذي مهمة جداً صحة القصد لأن فاسد القصد قد يُدخل في الآية بزعمه بدلالة اللازم ما ليس داخلاً في الآية، كثيراً ما يقول أهل الأهواء يلزم من هذه الآية كذا من أمور هم يعتقدونها من الأهواء الباطلة ويسمى هذا اللوازم الفاسدة لأنها مبنية على فساد القصد لا على صحته. ثم ذكر رحمه الله الطريق إلى سلوك هذا الأصل قال: "أن تفهم ما دل عليه اللفظ من المعاني" يقصد مطابقةً وتضمناً ففكر في الأمور التي تتوقف عليها ولا تحصل بدونها، وما يشترط لها، وكذلك فكر فيما يترتب عليها، وما يتفرع عنها، وينبني عليها، وأكثِر من هذا التفكير وداوم عليه حتى تصير لك ملكةٌ جيدة في الغوص على المعاني الدقيقة فإن القرآن حق ولازم الحق حق، وما يتوقف على الحق حق، وما يتفرع عن الحق حق. قال "فمن وفق لهذه الطريقة وأعطاه الله توفيقاً ونوراً انفتحت له في القرآن العلوم النافعة والمعارف الجليلة، والأخلاق السامية، والآداب الكريمة العالية" ثم ذكر رحمه الله تعالى أمثلة على ذلك. نعم
📖 قال رحمه الله "وأن الآيات التي يُفهم منها التعارض والتناقض ليس فيها تناقض ولا تعارض بل يجب حمل كلا منها على الحالة المناسبة اللائقة بها"
🎤 أيضاً هذه القاعدة من القواعد المهمة في التفسير، كتاب الله عز وجل مثل ما وصفه الله عز وجل كتاباً متشابها يعني لا تعارض فيه ولا تناقض، يؤيد بعضه بعضاً ، ويشهد بعضه لبعض ولا يعارض بعضه بعضا، ولا يناقض بعضه بعضا فالآيات التي يفهم منها التعارض أو التناقض التي يقول عنها الناظر في الآيات ظاهرها التعارض ليس هذا التعارض في الآيات من حيث هي وإنما من حيث فهم القارئ لتلك الآيات والتالي لها يظهر له أن هذه تعارض، هذه تُثبت وهذه تنفي، الآية هذه تثبت هذا الشيء، والآية الأخرى تنفيه، فيقول أُثبت هذا ونُفي ظاهره التعارض. يجب أن يُعلم أن الآيات التي يفهم منها يعني يظهر لمن يقرأ الآية أن ظاهرها التعارض ليس فيها تناقض ولا تعارض هذا أصل .. ليس فيها تعارض، هذا مهم جداً كل ما يقرأه الإنسان من الآيات التي يظهر له أن فيها تعارض يجب أن يعتقد أنها لا تعارض فيها ولا تناقض لكن هذا إشكال في ذهنه، فيقول الآيات التي يُفهم منها التعارض والتناقض ليس فيها تناقض ولا تعارض، بل يجب حمل كل منها على الحال المناسبة اللائقة بها في الآية، وهذا كثيراً في اللفظ الذي يُثبت ثم يأتي أيضا نفي نفس اللفظ وسيأتي تمثيل عدد من الأمثلة مثل: شفاعة مثبتة وشفاعة منفية، يجد في آيات إثبات للشفاعة، وآيات نفي للشفاعة، يعني خذ مثال في قوله عز وجل (وما رميت إذ رميت ) إثبات رمي ونفي رمي أيضاً، في هذه الجملة، (وما رميت إذ رميت) نفى وأثبت هنا، والقاعدة أيضا في هذا الباب: أن الشيء نفسه إذا أُثبت ونُفي في النص أو في نص آخر فالمثبت غير المنفي، وهذا الذي يشير إليه الشيخ هنا بقوله "يُحمل على الحال المناسبة اللائقة به"
الآن (وما رميت) يعني أصبت، (إذ رميت) إذ باشرت الرمي، مباشرة الرمي كامت بفعله أخذ الحصى بيده عليه الصلاة والسلام ورمى في وجه العدو هذا مثبت، والمنفي إصابة كل حصاة كل واحد منهم، هذا التسديد والإصابة هذا من الله، "فالمثبت يحمل كل على الحال اللائقة به" ومثل ما أشرت يعني أن إذا أثبت الشيء ونفي، فالمثبت غير المنفي هذا يحمل على حال وهذا يحمل على حال.
الشيخ رحمه الله ضرب أمثلة عديدة في القواعد الحسان توضح هذه القاعدة قد تجد مثلا آيات في القرآن فيها الإخبار بأن الكفارلا ينطقون يوم القيامة ولا يتكلمون يوم القيامة وفي بعضها أنهم ينطقون ويحاجون ويعتذرون (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ) فتجد في آيات تثبت وآيات تنفي قال في تطبيق للقاعدة يحمل كل على الحال اللائقة به، قال: فيُحمل كلامهم ونطقهم في أول الأمر يتكلمون ويعتذرون وقد ينكرون ما هم عليه من الكفر ويقسمون على ذلك، ثم إذا ختم على ألسنتهم وأفواههم، وشهدت عليهم جوارحهم بما كانوا يكسبون، ورأوا أن الكذب غير مفيد لهم أخرسوا فلم ينطقوا. أيضاً الإخبار بأن الله لا يكلمهم ولا ينظر إليهم مع أنه أثبت الكلام لهم وكلام الله لهم (قال اخسؤوا فيها) هذا أيضاً يحمل المثبت على معنى غير المنفي فالنفي يكون واقع على الكلام الذي يسرهم ويجعل لهم نوع اعتبار، والمثبت من الكلام على الواقع في غير الصورة المتقدمة الذي هو كلام الإكرام والإنعام هذا منفي.
مثلا في بعض الآيات قال (لا أنساب بينهم) وفي بعضها إثبات (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه) هذه أنساب، قال (فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) قد يُشكل يقول (فلا أنساب) وفي آيات فيها الأنساب (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه) هذا نسب، فالمثبت في مثل قوله (يوم يفر المرء من أخيه) المثبت هو الأمر الواقع والنسب الحاصل بين الناس فلان بن فلان، والمنفي هو الانتفاع بها فلا أنساب بينهم يعني لا ينتفعون بالأنساب مثل ما قال عليه الصلاة والسلام (من بطأ به عمله لم يُسرع به نسبه ولهذا قال الله في القرآن (يوم لا ينفع مال ولا بنون) فالأنساب بينهم يعني لا نسب ينفع (يوم لا ينفع مال ولا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم). وذكر أيضا - رحمه الله - أمثلة أخرى مثل الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية، ومحمل كل منها، وذكر أمثلة عديدة يمكن الرجوع إليها في كتابه النافع، القواعد الحسان.
📖 قال رحمه الله: "وأن حذف المتعلقات من مفعولات وغيرها يدل على تعميم المعنى لأن هذا من أعظم فوائد الحذف"
🎙يقول في ذكر قواعد التفسير أن حذف المتعلقات هذا كثير جدا في القرآن ، حذف المتعلقات من مفعولات وغيرها يدل على تعميم المعنى لأن هذا من أعظم فوائد الحذف، قال الشيخ رحمه الله عن هذه القاعدة في كتابه قواعد التفسير "وهذه قاعدة مفيدة جداً متى اعتبرها الإنسان في الآيات القرآنية أكسبته فوائد جليلة" قال "وذلك أن الفعل وما هو معناه متى قُيد بشيء تقيد به و إذا أُطلق وحذف المتعلق كان القصد من ذلك التعميم" مثلاً قوله تعالى: (يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم) هذه ثلاثة أشياء.
لما تأتي مثلا إلى قوله (فبشر عباد) بماذا؟ ليس فيها تقييد مثل الآية الأولى، (فبشر عباد ) بماذا؟ حُذف، ماذا يفيد الحذف؟ التعميم. بشرهم بالجنة، بشرهم بالرضوان، بشرهم بسعادة الدنيا. ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) هذا يوضح فالبشارة عندما تُطلق فهي تعم كل خير في الدنيا والآخرة، وإذا حذفت (وبشر الصابرين) بماذا؟ حذف المتعلق يقولون يفيد العموم.
من الأمثلة على هذه القاعدة مما ذكر رحمه الله تعالى في القواعد الحسان آيات كثيرة فيها (لعلكم تعقلون)، (لعلكم تذكرون)، (لعلكم تتقون)، (لعلهم يهتدون) يتقون ماذا؟ يتذكرون ماذا؟ يعقلون ماذا؟ هذا حذف فيفيد العموم. فمثلا قوله ( لعلكم تعقلون) أي عن الله كل ما أرشدكم إليه، وكل ما علمكموه، وكل ما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة، وكل ما يدخل في ذلك المعاني. مثلا قوله (ألهاكم التكاثر ) حذف المتكاثر به.(ألهاكم التكاثر) ما هو هذا الذي ألهى الناس مما يتكاثرون به؟ هل هو تكاثر الأموال؟ هل هو التكاثر بالأولاد؟ هل هو التكاثر بالأعمال والمناصب والرئاسات؟ أنا عملت كذا، وأنا عملت كذا، وأنا عملت كذا إلى آخره، الحذف يفيد العموم، (ألهاكم التكاثر) حذف المتكاثر به ليعم جميع ما يقصد الناس فيه المكاثرة من الرئاسات والأموال والجاه والضيعات والأولاد. الآن لما يقول طالب علم لصاحبه مكتبتي أكبر من مكتبتك، والكتب التي عندي أكثر منك وأنا أكثر منك حفظاً، وأكثر منك جلوساً في مجالس العلم، وأنا أكثر منك...، هذا ليس مقصوده التكاثر، وهذا ذكره ابن القيم في تفسير عظيم جداً لهذه الصورة في كتابه الفوائد. فإذا حذف المتكاثر به يفيد العموم حذف المتعلق من مفعولات وغيرها يدل على تعميم المعنى. نعم
📖 قال رحمه الله: "وأنه لا يجوز حذف ما لا يدل عليه السياق اللفظي أو القرينة الحالية"
🎙هذه لها تعلق بالقاعدة التي قبلها، "لا يجوز حذف ما لا يدل عليه السياق اللفظي أو القرينة الحالية" إذا تأمل المرء في القرآن وبخاصة في القصص قصص الأنبياء وأخبارهم مع أممهم يجد أحياناً في بعض القصص حذف بعض التفاصيل ، إما لأن السياق كافي في الدلالة عليها، أو يوجد قرائن تدل عليه، إذاً إذا كان في السياق دلالة على المحذوف أو قرينة تدل على المحذوف ناسب حينئذ الحذف فلا يجوز حذف ما لا يدل عليه السياق اللفظي والقرينة الحالية. مثلا في قوله ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق) قبل فانفلق، هناك شيء يدل عليه السياق، ففعل موسى أو فضرب موسى البحر، أو ففعل ما أمره الله به، هذه لفظا ما ذُكرت، لكن السياق يدل عليها (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر) أي ففعل أو فضرب فانفلق، فهنا السياق يدل. مثلا قوله (فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميراً) السياق يدل على إنهم ذهبوا وأنذروا، دعوا وحذروا، وما استجاب الأقوام وكذبوا فدمرهم الله، قال: "والمعنى أنه قبل التدمير حصل البلاغ من المرسل والتكذيب من المرسل إليهم" نعم
📖 قال رحمه الله "كما أن الأحكام المقيدة بشروط أو صفات تدل على أن تلك القيود لابد منها في ثبوت الحكم"🎙قال "كما أن" أي أيضا من قواعد التفسير "أن الأحكام المقيدة بشروط أو صفات تدل على أن تلك القيود لا بد منها في ثبوت الحكم لا بد منها في ثبوت الحكم" في القواعد الحسان ذكر في كلامه على هذه القاعدة قال "الأصل أن الآيات التي فيها قيود لا تثبت أحكامها إلا بوجود تلك القيود إلا في آيات يسيرة" وهذه قاعدة لطيفة، فإن الله متى رتب في كتابه حكما على شيء، وقيده بقيد شرط لذلك شرطا تعلق الحكم به على ذلك الوصف الذي وصفه الله، وهذا في القرآن لا حصر له" يعني مثلا (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه) ، (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) (فأولئك كان سعيهم مشكورا) هذا الحكم الجزائي، والثواب المُعد قُيد بأوصاف لابد أن تتوافر لا يكفي بعضها، لابد أن تتوافر هذه الأوصاف التي قُيد هذا الحكم بوجود هذه الأوصاف. قوله "إلا في آيات يسيرة" يعني تجد الحكم مقيد بشيء لكن لا يقال الحكم لا يثبت إلا بهذا القيد مثل قوله (وربائبكم اللاتي في حجوركم) الربيبة سواء كانت في حجر الزوج أو في بيت رجل آخر، ما عاشت عند زوج أمها عاشت في بيت رجل آخر تعتبر ربيبة ولها حكم الربيبة لكن ذكر الربيبة التي في الحجر فقط فيه تنبيه على استهجان مثل هذه يعني تتربى في حجره وتنشأ عنده كما أنها بنت له ثم ينكحها، وإلا الحكم لا يختص بالربيبة التي في الحجر بل تعم من كانت تربت في حجر زوج أمها، أو لم تتربى في حجره.
📖 قال رحمه الله: "إذا أمر الله بشيء كان ناهيا عن ضده، وإذا نهى عن شيء كان آمرا بضده"
🎙أيضاً هذه قاعدة من قواعد التفسير "إذا أمر الله بشيء كان ناهياً عن ضده، وإذا نهى عن شيء كان آمرا بضده" يقول رحمه الله في توضيح هذه القاعدة في كتابه القواعد الحسان قال: لأنه لا يمكن امتثال الأمر على وجه الكمال إلا بترك ضده. قال "فحيث أمر بالتوحيد والصلاة والزكاة، والصوم والحج، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والعدل، والإحسان كان ناهيا - أي بهذا الأمر- عن الشرك وناهيا عن ترك الصلاة، وناهيا عن ترك الزكاة، وناهيا عن ترك الصوم، وناهيا عن ترك الحج، وناهيا عن العقوق، وناهيا عن القطيعة، وناهيا عن الظلم، وناهيا عن الإساءة. كل هذه النواهي تستفاد من الأوامر، فالأمر بشيء نهيٌ عن ضده لأن الامتثال للأمر على وجه الكمال لا يكون إلا بذلك.
أيضاً العكس النهي عن الشيء أمر بضده مثلا: النهي عن الشرك أمر بالتوحيد ، النهي عن الظلم أمر بالعدل ، النهي عن الفسوق والعصيان أمر بالطاعة وهكذا. نعم
📖 قال رحمه الله "وإذا أثنى على نفسه بنفي شيء من النقائص كان إثباتا للكمال المنافي لذلك النقص".
🎙هذه لها تعلق بالتي قبلها "إذا أثنى على نفسه بنفي شيء من النقائص كان إثباتاً للكمال المنافي لذلك النقص" وهذه قاعدة مهمة في باب توحيد الأسماء والصفات، لأن النفي المتعلق بالأسماء والصفات، ليس نفيا، صرفا وإنما هو نفي متضمن ثبوت كمال ضد المنفي لأن العدم المحض لا كمال فيه. إذاً كل ما يتعلق بصفات الله متضمن لثبوت كمال المنفي.
لما تقرأ (وما ربك بظلام للعبيد) (ولا يظلم ربك أحدا) نفي الظلم يتضمن ثبوت كمال العدل ، (وما مسنا من لغوب) لغوب التعب، ومامسنا من لغوب ثبوت كمال للقوة ، (لا تأخذه سنة ولا نوم) في السنة والنوم ثبوت كمال الحياة ، (وما كان ربك نسيا) ثبوت كمال العلم وهكذا. نعم
📖 قال رحمه الله: (وكذلك إذا أثنى على رسوله وأوليائه ونزههم عن شيء من النقائص فهو مدح لهم بما يضاد ذلك النقص"
🎙هذه أيضاً لها تعلق بالتي قبلها "إذا أثنى على رسله وأوليائه ونزههم عن شيء من النقائص فهو مدح لهم بما يضاد ذلك النقص" اقرأ في أول النجم (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى) نفى عن الرسول عليه الصلاة والسلام الضلال والغواية، القاعدة هنا إذا أثنى على رسله وأوليائه ونزههم عن شيء من النقائص فهو مدح لهم بما يضاد ذلك. إذا لما تقرأ (ما ضل صاحبكم وما غوى) نفي الضلال فيه إثبات كمال الهداية ونفى الغواية فيه إثبات كمال الرشد (عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) هداية ورشد، الهداية والرشد إذا اجتمعا: الهداية في صلاح العلم والرشد صلاح العمل. الآيات التي فيها نفي اتباع الرسول للهوى ، نفي الجنون، نفي السحر، نفي الشعر، إلى غير ذلك كلها تتضمن المدح لهم بما يضاد ذلك النقص، قال في كتابه القواعد الحسان "تفطن لهذه القاعدة في كل ما يمر عليك من الآيات القرآنية في هذه الأمور وغيرها تنال خيرا كثيرا" يعني في فهم الآيات ودلالاتها. نعم
📖 قال رحمه الله: "ومثله نفي النقائص عن دار النعيم يدل على إثبات ضد ذلك"
🎙"مثله نفي النقائص عن دار النعيم" لما تقرأ قول الله عز وجل (لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين) يقول الشيخ "نفي الله عن أهل الجنة النصب وهو التعب والإعياء، كما نفى عنهم الإخراج من هذا النعيم وفي هذا إثبات كمال الراحة وكمال الخلود والأمن من المزعجات والمنقصات.
📖 قال رحمه الله: "ومن الكليات أنه إذا وضح الحق، وظهر ظهورا جليا لم يبق للمجادلات العلمية والمعارضات العملية محل، بل تبطل المعارضات وتضمحل المجادلات"
🎙 كما قال الله عز وجل (فماذا بعد الحق إلا الضلال) ويقول (جاء الحق وزهق الباطل) يقول الشيخ رحمه الله في القواعد الحسان: "هذه قاعدة شرعية عقلية فطرية قد وردت في القرآن، وأرشد إليها في مواضع كثيرة" قال "وذلك أنه من المعلوم أن محل المعارضات وموضع الاستشكالات وموضع التوقفات، ووقت المشاوارات، إذا كان الشئ فيه اشتباه، واحتمال احتمالات، فترِد عليه هذه الأمور لأنها الطريق إلى البيان والتوضيح، أما إذا كان الشيء لا يحتمل إلا معنى واحدا واضحا قد تعينت المصلحة فالمجادلة والمعارضة من باب العبث، والمعارض هنا لا يُلتفت إلى اعتراضاته لأنه يشبه المكابر المنكر للمحسوسات" وذكر أيضا في القواعد الحسان على هذا الشيء من الأمثلة.
📖 قال رحمه الله: "ما نفاه القرآن فإما أن يكون غير موجود، أو أنه موجود ولكنه غير مفيد ولا نافع".
نفعنا الله أجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا، وأصلح لنا شأننا كله، وهدانا إليه صراطا مستقيما...
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. جزاكم الله خيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق