🎧 لسماع الدرس اضغط هنا
الحمدالله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات، أما بعد:
📖فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: "أصول وكليات من أصول التفسير وكلياته لا يستغني عنها المفسر للقرآن، النكرة في سياق النفي أو سياق النهي أو الاستفهام أو سياق الشرط تعُم، وكذلك المفرد المضاف يعم وأمثلة ذلك كثيرة فمتى وجدت نكرة واقعة بعد المذكورات، أو وجدت مفرداً مضافاً إلى معرفة فأثبت جميع ما دخل في ذلك اللفظ ولا تعتبر سبب النزول وحده، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"
🎤 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدالله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأصلح لنا إلهنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أما بعد: فهذه الأصول والكليات من أصول التفسير وكلياته والتي ذكر رحمه الله أنه لا يستغني عنها المفسر للقرآن الكريم كان الشيخ رحمه الله تعالى ذكرها في آخر الجزء الخامس الذي يبدأ من تفسير سورة الكهف وكان طبعه أولاً ثم لما أُعيد طبع الكتاب مؤخراً في هذه الطبعات جُمع هذا ونظيره في مقدمات الكتاب وأوائله ولهذا، نجد أن بعض هذه القواعد مكررة مع ما سبق من قواعد لأن الشيخ رحمه الله تعالى كتبها -والله أعلم- في أوقات متفاوته ولهذا الذي سمعناه الآن كله تقدم معنا. قال "النكرة في سياق النفي" مر مثاله أو أمثلة عديدة عليه في قوله (يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً) هذه ثلاث نكرات في سياق النفي فكل واحدة منها تعُم، تفيد العموم، "أو سياق النهي" أيضا مر معنا أمثلة عليه منها قوله تعالى [واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً] شيئاً نكره في سياق النهي فتعُم، قال "أو الاستفهام" أيضا مر له أمثلة منها قوله تعالى (هل تعلم له سميا) "أوسياق الشرط" أيضاً كذلك مرّ له أمثلة منها قوله تعالى (من عمل صالحاً فلنفسه) صالحا نكرة في سياق الشرط فتفيد العموم أي أيُ عمل صالح من صلاة، أو صيام، أو صدقة، أو زكاة، أو بر، أو صلة، أو غير ذلك. قال "وكذلك المفرد المضاف" أيضا يعّم ، وهذا أيضاً مر له أمثلة منها قوله تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله) (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) أي أوامره فالمفرد إذا أضيف إلى معرفة يفيد العموم ولهذا يقول الشيخ رحمه الله "فمتى وجدت نكرة وقعت بعد المذكورات" يعني بعد النفي أو النهي أو الاستفهام أو الشرط، "أو وجدت مفرداً مضافاً إلى معرفة فأثبت جميع ما دخل في ذلك اللفظ - أي من المعاني- فأثبت جميع ما دخل في ذلك اللفظ" أي من المعاني، ولا تعتبر سبب النزول وحده فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهذه الألفاظ العامة لا يقيد عمومها سبب النزول، سبب النزول يعين على فهم الأية ومعرفة مدلولها، لكن لا يُخص الحكم الذي في الآية بالسبب، وإنما يعُم كل ما يتناوله اللفظ. بإطلاقه وعمومه. نعم
📖 قال رحمه الله: "وينبغي أن تُنزّل جميع الحوادث والأفعال الواقعة والتي لا تزال تحدث على العمومات القرآنية، فبذلك تعرف أن القرآن تبيان لكل شيء، وأنه لا يحدث حادث، ولا يستجد أمر من الأمور إلا وفي القرآن بيانه وتوضيحه"
🎤 يقول "وينبغي أن تنزل جميع الحوادث والأفعال الواقعة والتي لا تزال تحدث على العمومات القرآنية" هنا ينتبه في ما يتعلق بهذه القاعدة التي ذكر رحمه الله تعالى أنه ليس المراد التفاصيل للأحداث والوقائع التي حدثت وتحدث وستحدث ذُكرت في القرآن تفصيلا ليس المراد أن كل حدث وقع أو سيقع كبيرا أو صغيرا ذُكر في القرآن الكريم، كثير من الأحداث والوقائع لم يُذكر شيء منها في القرآن، لكن مراد الشيخ مثل ما ذكره واضح يقول تنزل هذه الأحداث على العمومات أي أن في القرآن عمومات تُحمل عليها الحوادث التفصيلية والوقائع التفصيلية يعني مثلاً وهذا ذكره مثال وسيأتى تفسير أشار إليه (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) قال هذه بعمومها تدل على المركوبات الحديثة من الطائرات والسيارات، وغيرها من وسائل النقل، قال (ويخلق ما لا تعلمون) هذا العموم تدخل فيه لكن هذه الأشياء تفصيلا لم يُذكر شيء منها في القرآن إذاً تنزل على العمومات. ومما يُنبه عليه أهل العلم في هذا الأمر وجوب تجنب التكلف، وفي زماننا هذا كثر التكلف في إلحاق كثير من الأمور أو الأحداث أو الوقائع بالقرآن بتكلف واضح، بعضهم يأتي إلى رقم الآية ويربط بها واقعة معينة، أو يأتى ب كلمه في الآية مجردة عما قبلها وما بعدها، أو مثلاً يأتي إلى عدد حروف الآية أو عدد كلماتها ويبني عليه أيضاً وقائع وأحداث تكلفات ما أنزل الله بها من سلطان وواضح في مثل هذه كلها أنها من القول على الله بلا علم، وفي كلامه سبحانه وتعالى بلا علم وتنزيل القرآن ألفاظه ودلالاته على غير مقصودها وعلى غير المراد من كلام الله سبحانه وتعالى (وما أنا من المتكلفين) هذا من التكلف الذي يجب أن يجتنب، وإذا وجد لا يلتفت إليه بل يطرح، وهو من القول على الله سبحانه وتعالى بلا علم.
📖 قال رحمه الله: "ومن أصوله أن الألف واللام الداخلة على الأوصاف، وعلى أسماء الأجناس، تفيد استغراق جميع ما دخلت عليه من المعاني"
🎤 هذي كذلك مرت في ما سبق الألف واللام آل التعريف إذا دخلت على الأوصاف مثلاً [إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانيتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً]
(أل) هنا دخلت على أوصاف المسلمين والمؤمنين والقانتين والخاشعين والصائمين والمتصدقين فتفيد في دخولها هذا كل ما يدل عليه هذا الوصف من معنى، فلما تقول المسلمين يعني يدل على كل أوصاف الإسلام، والمؤمنين أيضاً يستغرق كل تلك الأوصاف قال "تفيد الإستغراق جميع ما دخلت عليه من المعاني" وبكمال الأوصاف يكمل العبد وبنقصها ينقص، مارتب في تمام الآية قال (أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً) المسلمين الإسلام له أوصاف كثيرة، المؤمنين الإيمان له أوصاف، الصابرين، الصادقين، الخاشعين، القانتين هذه كلها لها أوصاف ومعاني عديدة، الأجر العظيم بحسب حظ الإنسان من هذه الأوصاف لأن آل تفيد الاستغراق.
"وعلى أسماء الأجناس" مر مثال مثل قوله تعالى (إن الإنسان لفي خسر)، ومثل قوله (ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً) ف (آل) هنا دخلت على اسم جنس فتفيد العموم، الإنسان كل إنسان، (يقول الكافر) كل كافر، ليس المقصود يقول كافر شخص واحد معين يقول ذلك يوم القيامة وإنما كل كافر، لأن أل دخلت على اسم جنس فتفيد العموم.
📖 قال رحمه الله: "ومن كليات القرآن أنه يدعو إلى توحيد الله تعالى ومعرفته بذكر أسماء الله وأوصافه، وأفعاله الدالة على تفرده بالوحدانية وأوصاف الكمال، وإلى أنه الحق وعبادته هي الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ويبين نقص كل ماعُبد من دون الله من جميع الوجوه"
🎤 المقصود هنا أن القرآن تنوعت فيه الدلائل والبراهين على توحيد الله، الذي هو أعظم المطالب وأجلها على الإطلاق، يعني خذ مثالاً آية الكرسي صدرت بكلمة التوحيد (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) صُدرت بكلمة التوحيد ثم أتبعت بالبراهين، ولهذا آية الكرسي وحدها ذُكر فيها من براهين التوحيد ما يزيد على عشرة فكيف بما جاء في القرآن تفصيلاً من براهين التوحيد ودلائله، ولهذا التوحيد هو الأصل والغاية، هو الذي أنزل الكتاب لأجل تحقيقه وأُرسلت الرسل بالدعوة إلى تحقيقه والأمر كل ما كان أعظم وحاجة النفوس إليها أشد كانت البراهين والدلائل عليه أكثر، هذا من حكمة الله ولطفه سبحانه وتعالى فالتوحيد هو أهم المطالب وأعظم المقاصد فالبراهين عليه هي أكثر البراهين، لما تنظر في الدلائل في القرآن والبراهين على توحيد الله سبحانه وتعالى تجد أنها كثيرة جدا، الشيخ ضرب أمثلة فقط هنا على ذلك قال "من كليات القرآن أنه يدعو إلى توحيد الله ومعرفته" ثم ذكر أمثلة قال "بذكر أسماء الله وصفاته" مثلا (الله لا إله إلا هو ) هذا هو التوحيد، التوحيد نفي وإثبات هذا هو التوحيد، أول برهان على التوحيد قال (الحي القيوم) (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس. السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، المتكبر) هذه كلها براهين على وجوب توحيد الله، أي الذي له هذه الأسماء الحسنى والصفات العلى يجب أن يفرد بالعبادة وأن يخلص له الدين جل في علاه. قال "بذكر أسمائه وأوصافه وأفعاله الدالة على تفرده بالوحدانية" مثل قوله (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون* الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم) هذه أفعال عظيمة تدل على التفرد، تفرد الرب بالخلق والإيجاد، والتدبير، والرزق والعطاء فكله بيد الله (فلا تجعلوا لله أندادا) أي شركاء في العبادة (وأنتم تعلمون) أي أنه لا خالق ورازق ومدبر لكم غير الله سبحانه وتعالى، فهذا من البراهين، وهذا له نظائر كثيرة جدا في القرآن، يعني اقرأ مثلا قوله (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمان الرحيم) هذا استدلال بالأسماء، ثم الآية التي بعدها ذكر أنواع من البراهين (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) هذه كلها براهين، ذُكر التوحيد ثم ذُكرت البراهين.
سورة النحل تفاصيل النعم والآلاء والمنن ثم في خاتمتها يقول (كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون) كذلك في أوائل الرعد، وأمثلة كثيرة جدا. قال "وإلى أنه الحق" يعني أن يقرأ مثلا قوله (ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير)، (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هوالعلي الكبير)، [ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير) هذه كلها براهين لتوحيد الله، وعبادته هي الحق اقرأ على سبيل المثال في سورة الرعد قال جل وعلا (له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا إلا في ضلال)
قال "وأيضاً من البراهين أن ما يدعون من دونه هو الباطل" مر معنا قوله (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل)، وفي القرآن أيضا آيات كثيرة جداً في بيان وجه كون ما يُدعا من دون الله هو الباطل تجد آيات كثيرة في وصف هذه المعبودات المتخذة أنها لا تسمع ولا تعقل وأنها لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا ولا عطاء ولامنعا فضلاً من أن تملكها لغيره، (لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا، ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا) هذه كلها شواهد على أن ما يُدعا من دونه هو الباطل وانظر مثلا في دعوة إلياس عليه السلام لقومه (قال أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم الأولين) بعل تدعون!! كأنه يقول أين عقولكم تدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم الأولين، ويبين نقص كل ما عُبد من دون الله من جميع الوجوه، وهذا تفاصيله في القرآن كثيرة جدا، وتجد هذا في قصص الأنبياء في دعوتهم لأقوامهم في ذكر البراهين على توحيد الله سبحانه وتعالى. نعم
📖 قال رحمه الله "ويدعو إلى صحة ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه ببيان إحكامه وتمامه وصدق إخباراته كلها، وحسن أحكامه ويبين ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الكمال البشري الذي لا يلحقه فيه أحد من الأولين والآخرين ويتحداهم بأن يأتوا بمثل ما جاء به إن كانوا صادقين ويقرر ذلك بشهادته تعالى بقوله وفعله وإقراره إياه، وتصديقه له بالحجة والبرهان، وبالنصر والظهور، وبشهادة أهل العلم المنصفين، ويقابل بين ما جاء به من الحق في أخباره وأحكامه، وبين ما كان عليه أعداؤه والمكذبون به من الكذب في أخبارهم، والباطل في أحكامهم، كما يقرر ذلك بالمعجزات المتنوعة"
🎤 أيضا هذه من كليات القرآن أن يدعو إلى صحة ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، هنا يذكر ما يتعلق بإثبات النبوة، إثبات نبوة النبي عليه الصلاة والسلام وتنوع البراهين. ثم يأتي بعد ذلك المعاد فذكر أولا الإلهيات، ثم النبوات، ثم المعاد، وهذه الأصول متفق عليها في شرائع جميع الأنبياء. "يدعو إلى صحة ما جاء به الرسول" صحة ما جاء به الرسول يعني إقامة البراهين على صحة ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام وصدقه بأنواع من البراهين منها:
"ببيان إحكامه وتمامه، وصدق إخباراته كلها" ببيان إحكامه يعني أن ما جاء به مُحكم، ولهذا تجد في القرآن (كتاب أحكمت آيات) أحكمت آياته ببيان إحكامه. الإحكام هو: الذي لا يتطرق إليه. لا يتطرق إليه خلل أو نقص، أو تعارض، أو تضارب، أو تضاد. فـ "ببيان أحكامه وتمامه" (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا) "وصدق إخباراته كلها" يعني كل ما أخبر به عليه الصلاة والسلام كله صدق وحق صلى الله عليه وسلم. "وحسن أحكامه" أي ما يدعو إليه من الأحكام، حتى قيل لأعرابي بما عرفت صدق الرسول؟ قال ما وجدته أمر بشيء وقال العقل ليته لم يأمر به، ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته لم ينهى عنه. "وحسن أحكامه" ويبين ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الكمال البشري الذي لا يلحقه في أحد من الأولين والآخرين ومن ذلك القسم على خُلقه وكمال خلقه (وإنك لعلى خلق عظيم). وأيضا يتحداهم أن يأتوا بمثل ما جاء به إن كانوا صادقين، تنوع التحدي في أن يأتوا بمثل ما جاء به يعني القرآن الكريم، يأتوا بسورة، يأتوا بعشر سور، تحداهم في ذلك قال إن كانوا صادقين، ويقرر ذلك بشهادته تعالى بقوله وفعله وإقراره، وهذا كثير في القرآن. "وتصديقه له بالحجة والبرهان وبالنصر والظهور" لأن هذا أيضا من براهين صدق الرسول عليه الصلاة والسلام أنه جاء إلى الناس وهم في ضلال مبين وقال عليه الصلاة والسلام إنه رسول مرسل من رب العالمين، وإن الله بعثه بكذا وكذا، وأخذ يخبر الناس. ومما يدل على صدقه أنه لا يزال منذ بدأ دعوته في ظهور ودينه في علو.
اليوم استمعنا إلى قول الله جل وعلا (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين) فهذا الظهور لدينه عليه الصلاة والسلام والعلو والرفعة يقول إنه رسول لله عز وجل، وأن الله أرسله بكذا وكذا، ولا زال ينصر ويؤيد دينه في علو رفعة، هذا من البراهين وبشهادة أهل العلم المنصفين يعني من أهل الكتاب، والله عز وجل ذكر أمثلة من ذلك (ومنهم من يؤمن به) فذكر جل وعلا على ذلك شهادة أهل العلم المنصفين، ويقابل بين ما جاء به من الحق في أخباره وأحكامه، وبين ما كان عليه أعداؤه والمكذبون به من الكذب في أخبارهم، والباطل في أحكامهم. هذا أيضا من الطرائق في إثبات نبوته عليه الصلاة والسلام، يقابل بين الذي يدعو إليه من الحق والهدى، والذي عليها أهل الزيغ والضلال من الباطل، والكذب والضلال، كما يقرر ذلك بالمعجزات المتنوعة، لأن الله عز وجل أيده كما أيد الأنبياء من قبله بأنواع من المعجزات البراهين الدالة التي على صدقه عليه الصلاة والسلام وصدق ما جاء به. نعم.
📖 قال رحمه الله: "ويقرر الله تعالى المعاد بذكر كمال قدرته وخلقه للسماوات والأرض اللتين هما أكبر من خلق الناس، وبأن الذي بدأ الخلق قادر على إعادتهم من باب أولى. وبأن الذي أحيا الأرض بعد موتها، قادر على إحياء الموتى"
🎤 نعم، الأولى أن يكون فاصله ويكمل الكلام لأنه تبع له، نعم.
📖 "ويذكر أيضا أيامه في الأمم، ووقوع المثلات التي شاهدها الناس في الدنيا، وأنها نموذج من جزاء الآخرة".
نعم، هذه كلها من تنوع البراهين في القرآن على البعث وما يتبع البعث من الجزاء والحساب، والتفاصيل الكثيرة التي جاء ذكرها في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، والكفار يزعمون أنه لا بعث (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا) ففي القرآن تنوعت البراهين والدلائل، في أواخر سورة ياسين (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه) إلى نهاية السورة ذكر، -وهذا سيأتي تفصيله عند الشيخ رحمه الله- ذكر ستة براهين عن البعث في هذا الموطن، قال "يقرر الله عز وجل المعاد والبعث بذكر كمال قدرته (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ذلك بأن الله هوالحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير) هذا برهان. (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير) فيقرر الله المعاد بذكر كمال قدرته، وهذا كثير في تقرير المعاد كمال قدرة الله عز وجل. ويقرر المعاد بخلقه للسموات والأرض، هذه السماوات العظيمة في خلقها وسعتها، والأرض وما فيها هذا من البراهين التي ذكرت في القرآن على المعاد لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس) هذا برهان، قال: "وخلقه للسموات والأرض اللتين هما أكبر من خلق الناس"
كذلك بأن الذي بدأ الخلق (كما بدأنا أول خلق نعيده) الذي بدأ الخلق قادر على إعادته من باب أولى، (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) وهو أهون عليه بأن الذي بدأ الخلق قادر على إعادته من باب أولى، وبأن الذي أحيا الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموت. مر علينا. أشار إلى بعض الأمثلة على ذلك أيضا.
ذكر أيام الله، ذكر أيام الله في الأمم المكذبة المشركة الضالة، ووقوع المثلات يعني أصناف العقوبات (فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) هذه العقوبات المتنوعة والمثلات التي أحلها الله سبحانه وتعالى بالأمم تعد ماذا؟ نموذج من العقوبات، الذي عاقبهم في الدنيا بهذه العقوبات العظيمة؟ لما تقرأ الطوفان، قصة الطوفان غطى الماء الأرض كلها ولم يا ينجُ ممن هم على الأرض لا من إنسان، ولا حيوان، ولا طير، لم ينجو إلا الذين مع نوح عليه السلام في السفينة فقط (قلنا احمل فيها من كل زوجين إثنين) هؤلاء الذين نجو والبقية كلهم هلك، ما بقي على وجه الأرض نفس، و الخسف و الحاصب الحجارة الشديدة، هذه العقوبات التي أحلها وشاهدها الناس في الدنيا هذه نماذج وهي في الوقت نفسه دلائل وشواهد. نعم
📖 قال رحمه الله: "ويدعو جميع المبطلين من الكفار والمشركين والملحدين بذكر محاسن الدين، وأنه يهدي للتي هي أقوم في عقائده وأخلاقه، وأعماله، وبيان ما لله من العظمة والربوبية والنعم العظيمة، وأن من تفرد بالكمال المطلق والنعم كلها هو الذي لا تصلح العبادة إلا له، وأن ما عليه المبطلون إذا مُيز وحُقق وجد شرا وباطلا وعواقبه وخيمة.
🎤 أيضا من كليات القرآن دعوة جميع المبطلين من الكفار. والمشركين والملحدين بأنواع من الطرائق في دعوتهم، هذه القاعدة فيها ذكر تنوع طرائق القرآن في دعوة الكفار والمسكين. تنوع طرائق القرآن في دعوة الكفار والمشركين والملحدين، تجد فيه أنواع من الطرق في الدعوة، دعوتهم إلى دين الله عز وجل.
أول ما ذكر منها: ذكر محاسن. الدين، وهذا
أعظم ما ينبغي أن يعتنى به في دعوة الكفار إبراز محاسن الدين. الإمام الشيخ ابن باز رحمة الله عليه في أحد كتبه وكلماته يقول: "والله الذي لا إله إلا هو لو بينت محاسن الدين الإسلامي للكفار كما ينبغي لدخلوا في دين الله أفواجاً" كثير من الكفار ذكر لهم فقط شيء واحد من محاسن الدين، أو عرف شيء واحد من محاسن الدين، فعرف حسن هذا الدين بهذا الشيء الواحد، فكيف لو بين له، الشيخ رحمه الله من اهتمامه بهذا الموضوع أفرد رسالة مطبوعة، اسمها
[الدرة المختصرة في محاسن الدين الإسلامي] ومن التعاون على البر والتقوى والعمل على هداية الناس إلى هذا الدين، أن تترجم هذه الرسالة يعني نقلها خاصة في وسائل التواصل، وهذه التواصل الآن يسرت وصول الفائدة ينقلها إلى لغته وينقل فوائد منها إلى لغته هذه إذا وصلت إلى الناس وفهموها دخلوا في الدين إن كان الله عز وجل أراد بهم خيراً، وكتب لهم الهداية، ولله سبحانه وتعالى الأمر من قبل ومن بعد بذكر محاسن الدين وأنه يهدي للتي هي أقوم في عقائده وأخلاقه وأعماله كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء (إن هذا القرآن يهدي للتي أقوم ) في العقائد والأعمال والأخلاق، تحت هذه الآية (إن هذا القرآن يهدي التي أقوم) يدخل ما لا حصر له من الهدايات، أحد العلماء المعاصرين يفرد في هذه الآية مجلد يذكر هدايات القرآن، ذكر أكثر من 2000 هداية من هدايات القرآن (إن هذا القرآن ي يهدي للتي أقوم)، وبين بيان ما لله من العظمة والربوبية والنعم العظيمة وهذا اقرأ له تفاصيل كثيرا في سورة النحل ذكر عظمة الله، وكمال ربوبيته، وكمال تدبيره وكثرة نعمه على العباد وأن من تفرد بالكمال المطلق، والنعم كلها هو الذي لا تصلح العبادة إلا له مثل ما مر معنا في قوله (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون) الذي تفرد بالكمال المطلق والنعم كلها هو الذي لا تصلح العبادة إلا له.
قال "وأن ما عليه المبطلون إذا مُيز وحقق وجد شراً وباطلاً وعواقبه وخيمة" مثل أقبح ما عليه المبطلون التعلق بالأوثان والأحجار والأشجار، واتخاذها آلهة من دون الله يقصدونها في حاجاتهم ورغباتهم وطلباتهم فهذا لو مُيز وحقق وجد شراً وباطلاً وعواقبها على أهله وخيمة في الدنيا والآخرة. هذه إشارة من الشيخ إلى التنوع في طرائق القرآن في دعوة المشركين لدين الله سبحانه وتعالى.
نفعنا الله أجمعين بما علمنا وزادنا علماً وتوفيقاً وأصلح لنا شأننا كله، وهدانا إليه صراطاً مستقيماً ...
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. اللهم صلِ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. جزاكم الله خيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق