■ مسائل_التفسير / مسائل العقيدة
س: ما معنى إضافة الرَّوح إلى الله في قوله تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} هل هي من صفات الله عز وجل غير المخلوقة أم من مخلوقات الله والإضافة إضافة تشريف؟
الجواب: الرَوح مصدر لفعلٍ من أفعال الله عز وجل، وأفعال الله عز وجل ليست مخلوقة. والصفات على نوعين: صفات ذات، وصفات أفعال.
والرَّوح مصدر لفعل من أفعال الله؛ فهو من الصفات الفعلية، وجميع صفات الله تعالى غير مخلوقة.
■ فرَوح الله عز وجل على ما فسر به المفسرون هو ما يفرّج الله به عن عباده، وينفّس به كروبهم، ويخفف به عنهم؛ فيجدون له راحة وفرَجاً وتنفيساً.
● فالرَّوح -بفتح الراء- من رحمة الله عز وجل، ولذلك فسرها بعض المفسرين برحمة الله، وهذا التفسير فيه شيء من التجوز، لأنّ الرَوح من الرحمة، وليس هو الرَّحمة.
وبعضهم فسره بأنه التفريج، فرَج الله
● والمعنى: لا ييأس من فرج الله إلا القوم الكافرون.
وهذا تفسير أقرب إلى إصابة المعنى؛ لأنَّ الاستعمال اللغوي يدلّ على أن المكروب يجد رَوْحاً أي: راحة وانفراجة إذا فُرّج عنه، وكذلك في قوله عز وجل في المؤمنين الذين يقبضون على الإيمان: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ}. فالمؤمن في سكرات الموت كالمحبوس المكروب؛ فإذا مات وجد الرَّوْح والراحة.
● وفي حديث محمد بن عمرو بن حلحلة، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه أنه كان يحدّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازة، فقال: «مستريح ومستراح منه».
قالوا: يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟
قال: « العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب». رواه مالك وأحمد والبخاري ومسلم.
المقصود أنَّ الإضافة هنا ليست إضافة مخلوقٍ إلى خالقه، بل الرَّوح من الصفات الفعلية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد العزيز بن داخل المطيري.
https://t.me/rehabtanzeel
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق