الأحد، 6 أبريل 2014

مناسبة سورة النحل لما بعدها

مناسبة سورة النحل لما بعدها -سورة الإسراء-
 يوجد ترابط في بعض المواضيع منها :
 / ذكر الله النعم مُفصلة في سورة النحل ثم أكد عليها في سورة الإسراء بقولـه تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء/70] وفي هذا إشارة إلى أن النِعم التي أنعم الله بها على بني آدم هي مظهر من مظاهر التكريم الذي ارتضاه الله لهذا المخلوق.
/ ومن ذلك أثبت الحق سبحانه في سورة النحل أن القرآن نزل من عنده، ورد على الشبهات التي تثار حول هذا الموضوع بقولـه تعالى : (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ* قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ* وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) [النحل/101 - 103].
وبعد هذا الإثبات القطعى ذكر سبحانه الهدف من نزولـه في سورة الإسراء بقولـه تعالى:(إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء / 9]
/ أشار الله في ختام سورة النحل إلى معيته سبحانه وتعالى مع المتقين وحفظه لهم قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل/ 128] وما معجزة الإسراء والمعراج إلا منحة إلهية لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم دلت على معية الله معه ونصرته لـه تأكيدا لما ذكرته سورة النحل.
فثناء الله على عباده الشاكرين وخاصة الرسل موضوع مشترك بين السورتين ففي سورة النحل وصف الله سيدنا إبراهيم عليه السلام بقولـه تعالى : (شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النحل/121] وفي الإسراء وصف سيدنا نوح بقولـه تعالى : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) [الإسراء/3] .
----------------------------------------
الفوائد من سورة النحل/ د.محمد عيد الكردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق