- قال تعالى: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) [النمل: ٨٧]
وقال عز وجل: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) [الزمر: ٦٨]
تبدو الآيات متشابهة مع بعض الاختلافات، ومنها ورود كلمة (فزع) في الآية الأولى، وكلمة (صعق) في الثانية، وإن تأملنا الآية جيدا لوجدنا أن (صعق) تناسب ما بعدها، حيث يأتي قوله: (فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)، فجاءت الصعقة في مقابل القيام لأنها تناسبها، ولو عدنا إلى الآيات السابقة من سورة الزمر لوجدنا أن معاني الموت وكلماته تأتي فيها عدة مرات، وبها يصير جو السورة مناسبا لكلمة الصعق
/ (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر:٤٢]
/ (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) [الزمر:٣٠]
أما في الآية الثانية فنرى أنها تختم بقوله: (وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) أي صاغرين، وهو المناسب للفزع، إذ إنه يجعل صاحبه في ذلة وصَغار ، ولو تتبعنا الآيات التالية لوجدنا قوله عز وجل: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) فأمّنهم من الفزع الذي يصيب الخلائق يوم القيامة، فهذه اللفظة تناسب ما قبلها، كما إن هذه السورة تأتي فيها قصة موسى في جو من الفزع كقوله عز وجل: (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ). [١]
- مسألة:
قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ) وفى الزمر: (فَصَعِقَ)جوابه:
أن آية النمل في نفخة البعث ولذلك قال تعالى: (وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) وآية الزمر في نفخة الموت ولذلك قال تعالى: (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى) . [٢]
- قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) [النمل: ٨٧].
قاله هنا بلفظ " فزع " وفي الزمر بلفظ " صَعِقَ " موافقةً هنا لما بعده ، وهو (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) وفي الزمر لما قبله ، وهو (إِنَّكَ مَيِّتٌ) إذْ معنى الصعق : الموت ، وعبَّر فيهما بالماضي دون المضارع مع أنه أنسبُ ، للإِشعارِ بتحقق الفزع والصعق ووقوعهما ، إذِ الماضي أدلُّ على ذلِكَ من المضارع. [٣]
--------------------------
١- كتاب التعبير القرآني فاضل السامرائي.
٢- كشف المعاني في المتشابه من المثاني لابن جماعة.
٣- فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن / زكريا الأنصاري.
تبدو الآيات متشابهة مع بعض الاختلافات، ومنها ورود كلمة (فزع) في الآية الأولى، وكلمة (صعق) في الثانية، وإن تأملنا الآية جيدا لوجدنا أن (صعق) تناسب ما بعدها، حيث يأتي قوله: (فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)، فجاءت الصعقة في مقابل القيام لأنها تناسبها، ولو عدنا إلى الآيات السابقة من سورة الزمر لوجدنا أن معاني الموت وكلماته تأتي فيها عدة مرات، وبها يصير جو السورة مناسبا لكلمة الصعق
/ (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر:٤٢]
/ (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) [الزمر:٣٠]
أما في الآية الثانية فنرى أنها تختم بقوله: (وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) أي صاغرين، وهو المناسب للفزع، إذ إنه يجعل صاحبه في ذلة وصَغار ، ولو تتبعنا الآيات التالية لوجدنا قوله عز وجل: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) فأمّنهم من الفزع الذي يصيب الخلائق يوم القيامة، فهذه اللفظة تناسب ما قبلها، كما إن هذه السورة تأتي فيها قصة موسى في جو من الفزع كقوله عز وجل: (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ). [١]
- مسألة:
قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ) وفى الزمر: (فَصَعِقَ)جوابه:
أن آية النمل في نفخة البعث ولذلك قال تعالى: (وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) وآية الزمر في نفخة الموت ولذلك قال تعالى: (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى) . [٢]
- قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) [النمل: ٨٧].
قاله هنا بلفظ " فزع " وفي الزمر بلفظ " صَعِقَ " موافقةً هنا لما بعده ، وهو (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) وفي الزمر لما قبله ، وهو (إِنَّكَ مَيِّتٌ) إذْ معنى الصعق : الموت ، وعبَّر فيهما بالماضي دون المضارع مع أنه أنسبُ ، للإِشعارِ بتحقق الفزع والصعق ووقوعهما ، إذِ الماضي أدلُّ على ذلِكَ من المضارع. [٣]
--------------------------
١- كتاب التعبير القرآني فاضل السامرائي.
٢- كشف المعاني في المتشابه من المثاني لابن جماعة.
٣- فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن / زكريا الأنصاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق