الأحد، 29 أبريل 2012

قوله تعالى (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا )

/ ما السبب في تخصيص داود عليه الصلاة والسلام في هذا المقام بالذكر ؟
فيه وجوه :
الوجه الأول : أنه تعالى ذكر أنه فضل بعض النبيين على بعض ثم قال : {وَءاتَيْنَا دَاوُودُ زَبُوراً} يعني أن داود كان ملكاً عظيماً ، ثم إنه تعالى لم يذكر ما آتاه من الملك وذكر ما آتاه من الكتاب ، تنبيهاً على أن التفضيل الذي ذكره قبل ذلك ، المراد منه التفضيل بالعلم والدين لا بالمال.


الوجه الثاني : أن السبب في تخصيصه بالذكر أنه تعالى كتب في الزبور أن محمداً خاتم النبيين وأن أمته خير الأمم قال تعالى : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزبور مِن بَعْدِ الذكر أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصالحون} [ الأنبياء : 105 ] وهم محمد وأمته.

والوجه الثالث : أن السبب فيه أن كفار قريش ما كانوا أهل نظر وجدل بل كانوا يرجعون إلى اليهود في استخراج الشبهات واليهود كانوا يقولون :إنه لا نبي بعد موسى ولا كتاب بعد التوراة فنقض الله تعالى عليهم كلامهم بإنزال الزبور على داود.(1)

/ يقول تعالى: { وَآتَيْنَا دَاوُودَ} [الإسراء: 55]
 قالوا: لأن داود عليه السلام أوتي مع الكتاب الملك ، فكان نبيا ملكا ، فكأن الحق سبحانه يشير إلى أن تفضيل داود لا من حيث أنه ملك ، بل من حيث هو نبي صاحب كتاب . (2)
وذكر القرطبي في تفسيره "الزبور : كتاب ليس فيه حلال ولا حرام ، ولا فرائض ولا حدود ؛ وإنما هو دعاء وتحميد وتمجيد "
------------------------------
1- مفاتيح الغيب
2- تفسير الشعراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق