الأحد، 8 يناير 2012

الدرس الأول: شرح المسائل الأربع (1/2)

- (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ)
- (بسم) الباء للاستعانة والتبرك، و(اسم) مفرد مضاف فيعم جميع الأسماء الحسنى، وقد حذفت الألف في كلمة (بسم) رسماً – أي عند الكتابة - تبعاً لحذفها لفظاً للكثرة. ومتعلق الجار والمجرور محذوف ويقدر بفعل يناسب المقام نحو: أَكْتُبُ، أو أعلِّمُ أو أدرس
ويصح أن يقدر المتعلق اسماً كما دل عليه قوله تعالى: (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا)، ويصح تقديره فعلاً كما دل عليه قوله تعالى:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
والاستعانة بالله وشهود منته وطلب حفظه وتسديده من أسباب تمام العمل ونجاحه؛ فينبغي للمعلِّم والمتعلم أن يستحضرا معاني البسملة وأن تمام الأمر إنما هو بحول الله وقوته ومنته، وأن العبد لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله.
- (الله) علم على الباري ، وهذا الاسم هو أعرف المعارف كما قال سيبويه .
وقال بعض علماء اللغة : أصل اللفظ (الإله) فِعَالٌ بمعنى مفعول، والمألوه المعبود، الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً، وهذا الاسم هو الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال، ويدل عليها بالتضمن واللزوم، وهو اسم مختص بالله ، ولهذا تضاف الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم؛ فيقال: الرحمن والرحيم والغفور من أسماء الله، ولا يقال العكس.
(اللهم) معناها يا الله ، زيدت الميم عوضاً عن النداء، ولذلك لا تقال إلا في الدعاء.
- (الرحمن) أي ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء.
- (الرحيم) الذي يرحم من يشاء من خلقه.
o قال ابن القيم تعالى: "( (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل، فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته، وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله تعالى: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) ، إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ولم يجئ قط رحمن بهم، فعلم أن (رحمن هو الموصوف بالرحمة، و(رحيم) هو الراحم برحمته" .
وصيغة فعلان في اللغة تدل على قيام الصفة بالموصوف وسعتها بما يناسب حاله فتقول فلان شبعان إذا امتلأ شبعاً، وغضبان إذا امتلأ غضباً، ونحو ذلك.
والرحمة نوعان: رحمة عامة ورحمة خاصة فجميع ما في الكون من خير فهو من آثار رحمة الله العامة حتى إن البهيمة لترفع رجلها لصغيرها يرضعها من رحمة الله كما جاء ذلك في الحديث.
وأما الرحمة الخاصة فهي ما يرحم الله به عباده المؤمنين مما يختصهم به من الهداية للحق واستجابة دعائهم وكشف كروبهم وإعانتهم وإعاذتهم وإغاثتهم ونصرهم على أعدائهم ونحو ذلك كلها من آثار الرحمة الخاصة.

-----------------------
ملتقى أهل التفسير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق