الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات أما بعد:
📖 فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: "ما نفاه القرآن فإما أن يكون غير موجود، أو أنه موجود ولكنه غير مفيد ولا نافع"
🎤بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وأصلح لنا إلهنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أما بعد:
فلا نزال مع هذه الأصول والكليات من أصول التفسير وكلياته والتي كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى لا يستغني عنها المفسر للقرآن الكريم، من هذه الأصول: أن ما نفاه القرآن فإما أن يُنفى لكونه غير موجود، أو أنه يُنفى لكونه غير مفيد ولا نافع، فإذا رأيت نفي في القرآن فإما أن يكون هذا النفي لأن هذا الأمر المنفي غير موجود، وإما أن يكون ينفى لكونه غير نافع، ومن الأمثلة على الأول النفي الذي هو لغير الموجود: قوله (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله) قال (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا)، ومن الأمثلة على الثاني وهو ما هو موجود ينفى وهو موجود لكنه غير نافع ولا مفيد مثل قوله: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها) قال الشيخ رحمه الله تعالى في كلامه على هذه القاعدة في القواعد الحسان "وذلك أن الله خلق الإنسان وركب فيه القوى من السمع والبصر والفؤاد وغيرها ليعرف بها ربه ويقوم بحقه، فهذا هو المقصود منها وبوجود ما خُلقت له تكمل ويكمل صاحبه، وبفقد ذلك يكون وجودها أضرعلى الإنسان من عدمها" ثم قال رحمه الله: "ولهذا كثيرا ما ينفي الله تعالى هذه الأمور الثلاثة عن أصناف الكافرين" فالحاصل أن النفي على نوعين:
ـ إما نفي لعدم وجود الشيء لأنه غير موجود
ـ أو نفيها لعدم الفائدة وعدم المنفعة. نعم.
📖قال رحمه الله: "الموهوم لا يدفع المعلوم، والمجهول لا يعارض المحقق، وما بعد الحق إلا الضلال."
🎤قال رحمه الله تعالى: "الموهوم لا يدفع المعلوم" يعني لا يدفع الشيء المعلوم الذي ظهرت براهينه وحجته بأوهام أو ظنون أو نحو ذلك، "فالموهوم لا يدفع المعلوم" يعني لا يُدفع معلوم بموهوم بالتوهم، "والمجهول لا يعارض المحقق" الشيء المحقق لا يعارض بأشياء مجهولة، "وما بعد الحق إلا الضلال" وما بعد الحق إلا الضلال. قال الشيخ رحمه الله تعالى: "هذه قاعدة جليلة قد نبه الله عليها في مواضع" يعني جاءت آيات ترشد إلى هذه القاعدة، وذكر رحمه الله تعالى أمثلة: (فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال) قال رحمه الله "منها لما أخبر عن الراسخين في العلم وأن طريقتهم في المتشابهات أنهم يقولون آمنا به كل من عند ربنا فالأمور المحكمة المعلومة يتعين أن يُرد إليها كل أمر مشتبه مظنون" أي لا يكون الأمر العكس، لأن القرآن منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأُخر متشابهات، المتشابه يُرد إلى المحكم فيزول عنه التشابه برده إلى المحكم، الأمور المحكمة المعلومة يتعين أن يُرد إليها الأمر المشتبه أو الأمر المظنون، وقال تعالى في زجر المؤمنين عن مجاراة الشائعات التي يقولها أهل السوء في إخوانهم المؤمنين قال (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين) فأمرهم سبحانه وتعالى بالرجوع إلى ما عُلم من إيمان المؤمنين الذي يدفع السيئات ويعتبروا هذا الأصل المعلوم ولا يعتبروا كلام الخبيثين بما يناقضه ويقدح فيه" وذكر أيضا على ذلك رحمه الله تعالى أمثلة أخرى. نعم.
📖 قال رحمه الله: "ذكر الله تعالى في القرآن الإيمان والعمل الصالح في مواضع كثيرة رتب عليهما من الجزاء العاجل والآجل والأثار الحميدة شيئا كثيرا، فالإيمان هو التصديق الجازم بما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالتصديق به المتضمن لأعمال الجوارح، والعمل الصالح هو القيام بحقوق الله وحقوق عباده."
🎤قال رحمه الله تعالى: "ذكر الله في القرآن الإيمان والعمل الصالح في مواضع كثيرة" الآجري رحمه الله في كتابه الشريعة تتبع هذه الآيات وجمعها فبلغت خمسين أو أكثر (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن) (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن) في القرآن الكريم آيات كثيرة جُمع فيها بين الإيمان والعمل الصالح ثم ُرتب على وجود هذين الأجور العظيمة والثواب الجزيل والخير العميم في الدنيا والآخرة. يقول رحمه الله "يراد بالإيمان التصديق الجازم بأمر الله ورسوله بالتصديق به المتضمن لأعمال الجوارح، يعني ليس الإيمان تصديقا مجردا بل هو تصديق وإذعان، تصديق وانقياد، قال "والعمل الصالح هو القيام بحقوق الله وحقوق العباد" حقوق الله من صلاة وصيام وصدقه وحج وغير ذلك من الطاعات التي أمر بها، وذكر وقراءة القرآن، وحقوق العباد مثل: حقوق الوالدين، حقوق الأرحام، حقوق الجيران، إلى غير ذلك. فهذه كلها في الشرع تعد أعمال صالحة يثاب عليها فاعلها، فكلما عظُم بره وصلته وأداؤه لهذه الحقوق عظُم أجره، ارتفعت درجته وكثر ثوابه عند الله سبحانه وتعالى.نعم
📖 قال رحمه الله: "وكذلك أمر الله تعالى بالتقوى ومدح المتقين ورتب على التقوى حصول الخيرات وزوال المكروهات، والتقوى الكاملة امتثال أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، واجتناب نهيهما، وتصديق خبرهما، وإذا جمع الله بين التقوى والبر ونحوه كانت التقوى اسما لتوقي جميع المعاصي، والبر اسما لفعل الخيرات، وإذا أُفرد أحدهما دخل فيه الآخر"
🎤 قال في القرآن الكريم آي كثيرة فيها الأمر بالتقوى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) فيها الأمر بالتقوى، وآي كثيرة فيها مدح المتقين (إن الله مع الذين اتقوا) والثناء على المتقين، ورتب على التقوى حصول الخيرات وزوال المكروهات، قال "والتقوى الكاملة امتثال أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم واجتناب نهيهما وتصديق خبرهما" هذا كلام جامع في بيان حقيقة التقوى، حقيقة تقوى الله عز وجل، قد سئل طلق بن حبيب من علماء التابعين رحمه الله عن التقوى قال: "أن تعمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله مخافة عذاب الله" فالتقوى جمع بين فعل المأمور وترك المنهي، وأيضا جمع بين الرجاء والخوف، رجاء الرحمة وخوف العذاب (يرجون رحمته ويخافون عذابه)، وأيضا مبنية في فعل المأمور وترك المنهي على العلم والبصيرة بدين الله "على نور من الله" فـ "فعل الطاعات" أي وفق ما ورد، وفق ما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأحيانا يُجمع بين التقوى والبر، أو كذلك التقوى والإيمان، وقال "بين التقوى والبر ونحوه" يعني مثل الجمع بين التقوى والإيمان، كانت التقوى في حال الجمع اسما لتوقي جميع المعاصي، والبر اسما لفعل الخيرات "وإذا أُفرد أحدهما بالذكر تناول المعنيين" يعني إذا أفرد البر بالذكر تناول فعل المأمور وترك المنهي، والتقوى إذا أفردت بالذكر تناولت فعل المأمور وترك المنهي، "وإذا جمع بينهما افترقا" في المعنى صار البر في فعل مأمور، والتقوى في ترك المنهي، وهذا مبني على قاعدة ذكرها أهل العلم وهي: أن من الأسماء ما يكون جامعا لمسميات متعددة عند إفراده وإطلاقه. فإذا قُرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات، الاسم المقرون به دال على باقيها. نعم.
📖 قال رحمه الله: "وذكر الله تعالى الهدى المطلوب في مواضع كثيرة وأثنى على المهتدين وأخبر أن الهدى بيده، وأمرنا بطلبه منه، وبالسعي في كل سبب يحصل الهدى، أو يحصل الهدى وذلك شامل لهداية العلم والعمل، فالمهتدي من عرف الحق وعمل به وضده الغي والضلال، فمن عرف الحق ولم يعمل به فهو الغاوي، ومن جهل الحق فهو الضال".
🎤قال: "وذكر الله الهدى في مواضع كثيرة وأثنى على عباده" وأخبر أن كتابه القرآن هو كتاب الهداية يهدي للتي هي أقوم، وأخبر أيضا جل وعلا أن الهداية بيده يهدي من يشاء ويضل من يشاء (أفمن زين له سوء عمله فرأه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء) (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) فالهداية بيد الله ولهذا أمرنا الله عز وجل بسؤاله الهداية، بل ليس في الدعوات المأثورة المشروعة المأمور بها دعوة أفترضت على العباد يوميا سبعة عشر مرة، إلا هذه الدعوة، سؤال الله الهداية في فاتحة الكتاب (إهدنا الصراط المستقيم) هذه فرضا لازما واجبا في اليوم سبعة عشر مرة تسأل الله الهداية.. أمرنا سبحانه وتعالى طلب الهداية منه، وأيضا، بذل السبب، يعني يدعو سائلا الله عز وجل الهداية، ويبذل السبب في سلوك طريق الهداية كما قال الله جل وعلا (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) ما هي الهداية؟ قال تشمل العلم والعمل، الهداية للعلم والهداية للعمل (إهدنا الصراط المستقيم) هذا يتناول العلم النافع والعمل به لأنه بعدها قال (غير المغضوب عليهم) عندهم علم يعملون به، (ولا الضالين) يعملون بدون علم، فالهداية هي العلم والعمل، العلم النافع والعمل الصالح. قال "فالمهتدي من عرف الحق وعمل به" من عرف الحق ولم يعمل به كان فيه شبه من اليهود الذين غضب الله عليهم (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها) أي لم يعملوا بها، هذا مثل ضربه الله لليهود قال: "فالمهتدي من عرف الحق وعمل به وضده الغي والظلال" فمن عرف الحق ولم يعمل به فهو الغاوي، ومن جهل الحق فهو الضال. في أول سورة النجم قال جل وعلا (ما ضل صاحبكم وما غوى) إذا جمع بين الضلال والغواية، الضلال الجهل بالعلم، والغواية ترك العمل بالعلم، وضد الضلال الهداية، وضد الغواية الرشاد (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) إذا جُمع بين الهدى والرشاد يراد بالهدى العلم النافع ويراد بالرشاد العمل الصالح. وهذا هو الدين الحق، الدين الحق دين القيمة: علم نافع وعمل صالح. نعم.
📖 قال رحمه الله: "أمر الله تعالى بالإحسان وأثنى على المحسنين، وذكر ثوابهم المتنوع في آيات كثيرة، وحقيقة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأن تبذل ما تستطيعه من النفع المالي والبدني، والقولي إلى المخلوقين."
🎤 قال أمر الله بالإحسان (وأحسنوا) أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان وأخبر أنه يحب المحسين (إن الله يحب المحسنين) فأمر بالإحسان وأخبر أنه يحب المحسنين وأثنى عليهم وأنه معهم ناصرا وحافظا ومؤيدا (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) وذكر ثوابهم المتنوع في آيات كثيرة. قال: "وحقيقة الإحسان أن تعبد الله كأنك ترا فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وبهذا فسر النبي عليه الصلاة والسلام الإحسان كما في حديث جبريل المشهور (قال أخبرني عن الإحسان؟ قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) والإحسان هو أعلى رُتب الدين إسلام ثم إيمان ثم إحسان، الذي هو أعلى رُتب الدين وأرفعها.
قال: "وأن تبذل ما تستطيعه من النفع المالي والبدني والقولي إلى المخلوقين، ويشير رحمه الله تعالى إلى أن الإحسان الذي أمر الله جل وعلا به (وأحسنوا) على نوعين، يتناول نوعين: إحسان في عبادة الخالق تعبد الله كأنك تراه، إحسان في عبادة الخالق. والنوع الثاني إحسان في معاملة المخلوقين، بر الوالدين إحسان، صلة الرحم إحسان، أداء الحقوق الواجبة والمستحبة إحسان، فالإحسان الذي أمر الله جل وعلا به وأثنى على أهله، وأخبر عن محبته لهم وذكر أجورهم وثوابهم العظيم عنده سبحانه وتعالى هم ال الذين جمعوا بين الإحسان في عبادة الخالق (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن ترى فإنه يراك)، والإحسان في معاملة الخلق، والإحسان في معاملة الخلق قال في تعريفه: أن تبذل ما تستطيعه من النفع المالي والبدني والقولي إلى المخلوقين. قال: "وحقيقة الإحسان أن تعبد الله" هذا النوع الأول. قال: "وأن تبذل" هذا النوع الثاني، الإحسان نوعان حقيقة الإحسان قال: "أن تعبد الله …" إلى آخره، هذا النوع الأول، وأن تبذل ما تستطيع إلى آخره، هذا النوع الثاني من الإحسان، إحسان في عبادة الخالق، وإحسان في معاملة المخلوقين. نعم.
📖 قال رحمه الله: "وأمر بالإصلاح وأثنى على المصلحين، وأخبر أنه لا يضيع ثوابهم وأجرهم، والإصلاح هو أن تسعى في إصلاح عقائد الناس وأخلاقهم، وجميع أحوالهم، بحيث تكون على غاية ما يمكن من الصلاح، وأيضا يشمل إصلاح الأمور الدينية، والأمور الدنيوية، وإصلاح الأفراد والجماعات، وضد هذا الفساد والإفساد قد نهى عنه، وذم المفسدين، وذكر عقوباتهم المتعددة، وأخبر أنه لا يصُلح أعمالهم الدينية والدنيوية"
🎤 قال رحمه الله تعالى "وأمر بالإصلاح وأثنى على المصلحين، وأخبر أنه لا يضيع ثوابهم وأجرهم، وأخبر أنه لا يضيع ثوابهم وأجرهم قال: (اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)، (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس). ثم ذكر سبحانه وتعالى الثواب العظيم المترتب على ذلك، فأثنى على المصلحين وأمر جل وعلا بالإصلاح، وأخبر أنه لا يضيع ثواب المصلح.
الشيخ في هذا والذي قبله والآتي بعده ينبه إلى أن هناك ألفاظ في القرآن، أمور أمر بها وأثنى على أهلها ورتب عليها الثواب العظيم ولخصها هنا رحمه الله، عرّف كل منها تعريف مختصر حتى يدخل الإنسان في تفسير القرآن وعنده هذه المعاني واضحة، وهذه طريقة جدا نافعة بين يدي تفسير القرآن، ولهذا سيأتي معنا ألفاظ كثيرة وردت، في القرآن شرحها رحمه الله شرحا مختصرا.
قال: "والإصلاح" يعني من أهم ما تعتني به في هذا الذي يذكره التعريفات، قال: "والإصلاح أن تسعى في إصلاح عقائد الناس وأخلاقهم وجميع أحوالهم" بحيث تكون على غاية ما يمكن من الصلاح، وأيضا يشمل إصلاح الأمور الدينية والأمور الدنيوية، وإصلاح الأفراد والجماعات، الإصلاح المأمور به يتناول هذا يتناول هذا كله، والله عز وجل يعلم المفسد من المصلح ولا يصلح عمل المفسدين، فأمر بالإصلاح ونهى عن ضده وهو الإفساد، قال: "الإفساد قد نهى الله عنه وذم المفسدين وذكر عقوباتهم المتعددة" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، وأخبر أنه لا يُصلح أعمالهم الدينية والدنيوية (والله لا يصلح عمل المفسدين) لا يصلح أعمالهم أي الدينية والدنيوية. ويأتي في القرآن (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) إصلاحها ببعثة النبيين، ونزول الوحي من رب العالمين، فهذا الذي به صلاح الأرض. وفسادها بالأهواء، الضلالات والعقائد الباطلة، والبدع، والأهواء، هذه كلها تفسد في الأرض، تحدث فسادا في الأرض، وصلاح الأرض بطاعة الله سبحانه وتعالى واتباع شرعه وما هدى عباده إليه من الحق والهدى الذي به صلاح أمرهم في دنياهم وأخراهم. نعم.
📖 قال رحمه الله: "أثنى الله على اليقين وعلى الموقنين، وأنهم هم المنتفعون بالآيات القرآنية، والآيات الأفقية، واليقين أخصّ من العلم، فهو العلم الراسخ المثمر للعمل والطمأنينة."
🎤قال رحمه الله تعالى: "وأثنى الله على اليقين وعلى الموقنين" وذكر أن أهل اليقين هم الذين ينتفعون بالآيات، ينتفعون بالهدايات، هدايات القرآن، قال رحمه الله تعالى "واليقين أخص من العلم" اليقين هو كمال العلم وانتفاء الشك والريب. قال "فهو العلم الراسخ" اليقين علم، لكنه ماذا؟ راسخ متمكن من القلب، قال الله عز وجل (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) هذا هو اليقين، اليقين زوال الريب، ذهاب الريب والشك، كمال العلم. قال "فهو العلم الراسخ المثمر للعمل والطمأنينة" نعم.
📖 قال رحمه الله "أمر الله تعالى بالصبر وأثنى على الصابرين، وذكر جزاءهم العاجل والآجل في عدة آيات، نحو تسعين موضعا، وهو يشمل أنواعه الثلاثة، الصبر على طاعة الله تعالى حتى يؤديها كاملة من جميع الوجوه، والصبر عن محارم الله حتى ينهى نفسه الأمارة بالسوء عنها، والصبر على أقدار الله المؤلمة فيتلقاها بصبر وتسليم غير متسخط في قلبه، ولا بدنه، ولا لسانه."
🎤قال "أمر الله بالصبر" هذا في آيات كثيرة جدا "وأثنى على الصابرين" وأثنى على الصابرين يقول الشيخ في نحو تسعين موضعا من القرآن الكريم. قال: "وهو يشمل أنواع الصبر الثلاثة" لما تجد الآية (واصبر) مطلقة فإنها تتناول أنواع الصبر الثلاثة، وإذا قُيدت فهي بما قيدت به، (الصابرين على ما أصابهم) فإذا قيدت فبما قيدت به، وإذا أُطلقت تتناول أنواع الصبر الثلاثة، الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على أقدار الله المؤلمة. ولهذا الصبر مقام عظيم من مقامات الدين العلية الرفيعة يصحب المسلم في كل أموره، الذي ما عنده صبر كيف يصلي؟ كيف يصوم؟ كيف يحج؟ كيف يؤدي الطاعة؟ كل طاعة تحتاج إلى صبر، صبر للنفس على فعلها، صبر للنفس على فعل الطاعة، فالذي لا صبر عنده لا يقوم بالطاعات فهو يحتاج إليه في كل طاعة (استعينوا بالصبر والصلاة)، وأيضا في ترك المنهيات والمعاصي والذنوب يحتاج إلى الصبر، الذي ما عنده صبر كيف يقاوم الحرام والإثم والمنهي.، فالذي يعين على السلامة من هذه الأمور الصبر الذي يحبس النفس، ومنعها عن ارتكاب المعصية، الذي لا صبر عنده لا يقاوم، لا يستطيع أن يقاوم المعاصي والذنوب الذي لا صبر عنده لا قيام ولا مقاومة عنده، لا قيام بطاعة، ولا مقاومة لمعصية، ويحتاج إلى الصبر في المصائب (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون)، يحتاج إلى الصبر عند المصيبة، عند الأقدار المؤلمة فيتلقاها بصبر وتسليم غير متسخط في قلبه ولا بدنه ولا لسانه، لا يكون متسخطا في قلبه ولا بدنه (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية) ولا بلسانه دعوى الجاهلية الألفاظ القبيحة التي تقال ويقولها ال الجاهل عند المصيبة اعتراضا وتسخطا على قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره، نعم.
📖 قال رحمه الله: "وكذلك أثنى الله تعالى على الشكر، وذكر ثواب الشاكرين، وأخبر أنهم أرفع الخلق في الدنيا والآخرة، وحقيقة الشكر هو الاعتراف بجميع بجميع نعم الله والثناء على الله بها والاستعانة بها على طاعة المُنعم.
نفعنا الله أجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا، وأصلح لنا شأننا كله، وهدانا إليه صراطا مستقيما …..
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. جزاكم الله خيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق