الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وصل إلى المدينة المنورة في المرحلة الأولى كان همه مركزاً على توحيد الصف الداخلي ولذلك اهتم بقضية تجميع أطراف أهل المدينة تجميعهم على كتابة الوثيقة أو الصحيفة.
الصحيفة التي وقعها رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعت المهاجرين والأنصار واليهود وبقايا المشركين في المدينة كلهم جمعهم ووقعوا على هذه الصحيفة وكان من أبرز أمورها أنهم كلهم يدٌ على من سواهم كل من يريد الاعتداء على أهل المدينة كلهم يقومون في وجهه، هذه ناحية مهمة جداً حرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم في البداية وقبائل اليهود الثلاثة في المدينة وهم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريضة كلهم وقعوا على هذه الصحيفة أنهم ضد أي خطر يتهدد المدينة بالإضافة إلى أمور تفصيلية جاءت قضية دفع الظلم عن المظلومين، الأخذ على يد الظالم، وعدم إيواء أي محدَث في المدينة كل من يريد أن يعمل فتنة أو يدخل دخيلاً على المدينة لا أحد يأويه وكل من يأويه يكون مسؤولاً عنه وعن تصرفاته.
الأمر الثالث الذي حرص عليه صلى الله عليه وسلم هو قضية التكافل الاجتماعي ولذلك آخى بين المهاجرين والأنصار ووزع المهاجرين أكثر من مئتي شخص من المهاجرين آخى بينهم بحيث أن الانصار يقومون بدور إيواؤهم في بيوتهم وكانت تضحيات هائلة من الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم.
ما الذي جاء باليهود إلى هنا؟ هذه القبائل الثلاث هؤلاء استوطنوا يثرب وليسوا من أهلها؟ نقف وقفة صغيرة ثم نأتي إلى موضوعنا. اليهود كانوا يرون في كتبهم أن نبي آخر الزمان سيكون مهاجَره إلى بلدة فيها نخيل وحرّات وهم كانوا في بلاد الشام النخيل والحرّات هناك حرات في بلاد الشام ولكن ليس فيها نخيل وهم خلال التاريخ الطويل للأنبياء أغلب الأنبياء المعروفين كانوا منهم كانوا من بني اسرائيل فهم كانوا يتوقعون أن يكون النبي الخاتم نبي آخر الزمان أن يكون منهم أيضاً ولذلك قالوا إن لم يكن من قبائلنا نحن فنحن ننتظره في مهاجره بحيث نكون أول من نؤمن به وسند له ولذلك جاؤوا إلى جزيرة العرب يبحثون عن بلدة فيها حرّات ونخيل فوجدوا عدة مناطق فيها هذه الصفات يثرب، تيماء، خيبر، فَدَك، كل قبيلة من القبائل أو قبيلتين استوطنوا في هذه البلدان التي فيها حرات ونخيل انتظاراً لمجيء الرسول الخاتم إليهم ولذلك كانوا يتهددون الأوس والخزرج عندما يختلفون يقولون: لقد حان بعثة نبي آخر الزمان سنؤمن به ونقتلكم معه قتل إرم وعاد، يهددونهم.
القرآن الكريم ذكر هذه القضية وبيّن كيف أن اليهود بعد أن كانوا يستفتحون على الذين كفروا كيف خالفوا معتقدهم وما يجدون في كتبهم كتبهم تبشر بهذا وتقول بهذا الشيء (وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ) (89) البقرة ، يستفتحون يعني يهددونهم {فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (90)} البقرة ،هم أدركوا ولكن ما الذي منعهم؟ عندما عرفوا أن الرسول ليس منهم وهذه حصلت في أول الهجرة في حادثة حيي بن أخطب جاء هو وأخوه أبو ياسر ليتأكدوا من هذا النبي ذهبوا إليه - أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب تذكر هذه الرواية بعد أن اسلمت وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم - تقول ذهبوا ورجعوا آخر النهار متعبين منهكين فقال ياسر (عمّها) لحيي (والدها) يقول له ماذا رأيت أهو أهو؟ يعني أهو النبي الذي ذكر في التوراة في كتبنا؟ فقال هو هو قال فماذا تعمل؟ قال اضمرت له عداوة الدهر، بالرغم من تأكده أنه هو هو النبي المبشّر به المذكور عندهم في كتبهم لكنه لأنه ليس منهم عداوة الدهر.
هؤلاء جاؤوا واستوطنوا، استوطنوا يثرب ينتظرون رسول الله فعندما جاء رسول الله وكان من العرب من نسل اسماعيل عليه السلام، دوحة ابراهيم عليه السلام فرعان فرع اسحق وفرع اسماعيل فجاء من فرع اسماعيل النبي الخاتم ، فقط، ليس من نسل إسماعيل إلا محمد صلى الله عليه وسلم أما بقية الأنبياء فمن فرع إسحق.
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يقول أنا بشارة أخي عيسى عليه السلام ودعوة أبي ابراهيم (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) وعيسى يقول (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) فرسول الله بشارة عيسى ودعوة أبيه ابراهيم عليه السلام.
وهنا وقفة مع سورة البقرة كيف مهدت سورة البقرة لهذه البشارة وكيف مهدت لنقلة المسؤولية والقوامة على دين الله من بني إسرائيل إلى هذه الأمة هذا حديث طويل وذو شجون. الرسول كان حريصاً على أن يوقعوا على هذه الصحيفة للدفاع عن المدينة وحاول أن يقربهم بأي شكل من الإسلام وكان أحياناً يقصد ديارهم ويناظرهم في ذلك ويتلو عليهم الآيات ولكن أول من نقض العهد بنو قينقاع عندما انتصر المسلمون في بدر صاروا يقولون هل هو النبي؟ نؤمن به؟ ولكن بنو قينقاع ركبوا رؤوسهم وقالوا محمد التقى بأعراب لا خبرة لهم بالقتال ولو أنه رآنا لرآنا نحن الرجال نحن أهل الحرب. ولكن حادثة المرأة المسلمة التي كشفوا عورتها في السوق فأدى إلى أن الرسول حاصرهم ليقتلهم وكتّفهم للقتل فتدخل رأس المنافقين عبد الله بن أبيّ بن أبي سلول وقال أناس ساعدوني في الأزمات أتخلى عنهم وتقتلهم يا محمد في ضحوة النهار لا يمكن ذلك أبداً. طبعاً الرسول كان في السنة الثانية، غزوة بني قينقاع كانت بعد ستة أشهر من غزوة بدر يعني لا زال الناس حديثو عهد بالاسلام فرأى بأنه سيؤدي فتنة بالرغم أنه قال اتركهم أدخل يده في درع رسول الله وقال لا يمكن هذا أبداً سامحهم فلما رأى الرسول أن أناساً سينتصرون لأبن سلول وأنه سيؤدي إلى فتنة بين المسلمين قال هم لك ولكن لا يساكنوني في المدينة فهجرهم من المدينة فكانوا أول من خالف العهد الذي وقعوا عليه هم بنو قينقاع فأخرجوا.
بعد غزوة أُحُد شعر اليهود أنه ممكن أن ينكسر الرسول والصحابة في معركة تشجعوا فصار كعب بن الأشرف زعيم من زعماء بني النضير يهودي يغازل بنساء المسلمين وعمل أشياء لتحريك المشركين ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرسول الله عليه الصلاة والسلام أرسل إليه من يقتله محمد بن مسلمة وأبو نائلة وغيرهم سرية صغيرة قتلوه - وهذه أنا تعرضت لكتابي في الصراع مع اليهود تعرضت لقضية الاغتيال السياسي، الاغتيال السياسي لا يكون مطلقاً هكذا وإنما له شروطه أن يكون بعلم رئيس الدولة وأن لا يترتب على هذا الاغتيال السياسي فتنة أعظم وأن يكون مقرراً قضاءً أبيح دم هذا الشخص شرعاً وضعت شروطاً لهذا حتى ما يتخذ الحكام ذريعة أنه كل من خالفهم يقتلوه.
بعد فترة قصيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قصد بني النضير لتحمل ديّة لأن أهل المدينة كلهم يتحملون الديات للقتل الخطأ يشاركون في هذا الأمر فقصدهم لتحمل دية شخص قتله أحد المسلمين خطأ فذهب لكي يساعد بنو النضير في تحمل جزء من الدية باعتبار أنهم موقعين على الصحيفة فما كان منهم والرسول جالس في ظل حائط ومعه كبار الصحابة، قالوا لن تتمكنوا من محمد كتمكنكم الآن، جالس تحت سور حائط في الظل ويمكن أن يُصعد على الحائط ويرمى بصخرة أو بحجر فعندما قرروا ذلك وبدأوا بالتنفيذ أخبر جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخبر صحابته كأنه يريد قضاء حاجة فانتظر الصحابة الرسول فما رجع فخرجوا في إثره وإذ يخبرهم أحد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق إلى المدينة، رجع إلى المدينة ديار بني النضير تبعد عن المدينة ثلاثة أميال يعني 4 أو 6 كيلومترات ليست بعيدة فلحقوا به قرر أن يحاصرهم ويقاتلهم لأنهم تآمروا على قتل رئيس الدولة هذه في كل الشرائع السماوية والوضعية الذي يحاول قتل رئيس الدولة ينبغي أن ينال عقوبته بمثابة إعلان حرب : نقض العهد السابق الذي وقعوه في الصحيفة وتآمر على رئيس الدولة لقتله.
فعندما خرج المسلمون لحصارهم وأسقط في يد بني النضير ندموا على هذا الفعلة لكن ماذا يفيد بعد فوات الأوان؟ اعتبروا أننا نحن لا نستطيع أن نقاوم فعلينا أن نفاوض محمداً يعاملنا معاملة بنو قينقاع، بنو قينقاع خرجوا بأموالهم وأهاليهم خارج المدينة فذهبوا إلى بلاد الشام ونحن نفاوضه على ذلك. في البداية عندما قالوا ذلك قبِل الرسول أن يعاملهم معاملة بنو قينقاع ولكن عبد الله بن أبي بن سلول وكان حليفاً لهم في الجاهلية أيضاً أرسل إليهم الخبر لا تتحركوا من دياركم سأمدكم بألفي مقاتل يدخلون في حصونكم والمصير مصيركم إذا اضطررتم للإخراج نخرج معكم إذا اضطررتم للقتال نقاتل معكم مصيرنا مصيركم ألفي مقاتل। هؤلاء عندهم ألفي مقاتل وجاءهم مدد من المنافقين ألفي مقاتل صاروا قوة هائلة فردوا إلى رسول الله قالوا لن نخرج ولن نفاوض وافعل ما بدا لك.
نقضوا هذا الاتفاق القريب أيضاً عندها أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتقطيع النحيل من حولهم وكان الهدف من ذلك أمران: إظهار الجدية لليهود بأنه جاد في قتالهم والأمر الثاني كان لفسح المجال للكرّ والفرّ. عندئذ اليهود شعروا بهذا الأمر يا محمد كنت تنهى عن الفساد في الأرض فما بال قطع اللينة وقطع كرام النخيل؟ كأنه دخل شيء في قلوب المسلمين فالله سبحانه وتعالى تولى إزالة هذا الأمر (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) هذا بأمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم يتصرف بوحي من الله تعالى هو الذي أذن لكم. في قضية الحرب نحن نتلافى لكن إذا اضطررنا لمصلحة المسلمين لسير المعركة لا ينظر لمثل هذه الأمور الصغيرة .
عندئذ أرسلوا إلى عبد الله ب أبي بن سلول أين وعدك لنا؟ أين المقاتلون؟ (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) موقف المنافقين طبعاً اليهود لو كان عندهم عقل ولكنهم نسوا عقولهم نسوا أنفسهم عندما نسوا هدايات الله سبحانه وتعالى التوراة تأمرهم باتباع الرسول الخاتم وهم تأكدوا بأساليب كثيرة وبحوادث ومناسبات كثيرة أنه رسول الله حقاً فلماذا ترتكبون الأحموقة بعد كل هذا وتتآمرون مع المنافقين وتعرفون أن المنافقين لا شأن لهم لا وعد لهم لا كلام لهم تغترّون مثل الشيطان جرّهم إلى هذا الأمر ثم تخلى عنهم!. عندئذ عندما يئسوا من مدد ابن أبي لهم تنازلوا للرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا نعود للاتفاق الأول، الإتفاق الأول أن يخرجوا بأموالهم وأهليهم فقال الرسول هذا ما سبق وأما الآن فليس لكم إلا حمل بعير لكل أسرة، كل عائلة تحمل حمل بعير واحد ما عدا السلاح لا يحملوه معهم فاضطروا للنزول لهذا فبدأوا يخربون بيوتهم بأيديهم يريدون أن يحملوا كل ما غلا ثمنه وخفّ وزنه أحياناً على حمل البعير فأحياناً يجد باب أو إطار باب أو نافذة مزخرفة يخربونه حتى يحملوه معهم. أُجلوا إلى أول الحشر، أول الحشر بعض العلماء يقول كان حشران لليهود الحشر الأول هو بنو النضير والحشر الثاني إخراجهم من جزيرة العرب وكان هذا على زمن عمر بن الخطاب. الحقيقة أنا أتحفظ على هذا التفسير. لأول الحشر لبداية الحشر التي هي بلاد الشام بلاد الشام هي أرض المحشر فهم أخرجوا إلى بلاد الشام لأول الحشر لبداية الحشر لبداية موضع الحشر، أنا أرجح هذا التفسير .
بعضهم ذهب إلى خيبر تجمع اليهود هناك وبعضهم إلى بلاد الشام. بنو النضير كانو من القبائل الثلاثة وهي أقواها ، أشدها بأساً وأكثرهم غنى ولذلك الآية الكريمة أشارت وحتى المسلمين كانوا يستبعدوا إخراجهم (مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ) ولكن الله إذا أراد ألقى الرعب في قلوبهم فاهتزوا من داخلهم لا يجرؤون على مجابهة المسلمين.
هذه حقيقة عن اليهود بشكل عام كما جاء في الآيات (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) هذه دمغة لليهود وطبيعة فيهم إلى الآن بالرغم من أن الأسلحة المتطورة موجودة و مقابلهم لم يجابهوا أهل عقيدة كل الذين دخلوا في مواجهة مع بني إسرائيل في العصر الحديث حملوا راية القومية والاشتراكية وغير ذلك ولكن كان هناك أفراد ملمين بين هذه الجيوش يقولون ما استطاعوا أن يجابهونا بالسلاح الأبيض وجهاً لوجه ما التقنيا مع يهودي। حتى في حرب غزة الأخير منذ سنتين أو ثلاثة لم يستطيعوا دخول غزة لأنهم سيضطرون إلى قضية المواجهة لا يجرؤون مقابلة المسلمين وجهاً لوجهه وإنما من وراء جُدر ، من رواء دباباتهم من وراء مصفحاتهم من وراء صوارخهم بعيدة المدى وقصيرة المدى بأي شكل أما وجهاً لوجه هم أجبن من أن يقابلوا , ولذلك يقول أحد الجنود :الجندي اليهودي يجيد الكبس على الأزرار أما مقابلة السلاح وجهاً لوجه لا يستطيعون هذه طبيعة فيهم .
--------------------------
الصحيفة التي وقعها رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعت المهاجرين والأنصار واليهود وبقايا المشركين في المدينة كلهم جمعهم ووقعوا على هذه الصحيفة وكان من أبرز أمورها أنهم كلهم يدٌ على من سواهم كل من يريد الاعتداء على أهل المدينة كلهم يقومون في وجهه، هذه ناحية مهمة جداً حرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم في البداية وقبائل اليهود الثلاثة في المدينة وهم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريضة كلهم وقعوا على هذه الصحيفة أنهم ضد أي خطر يتهدد المدينة بالإضافة إلى أمور تفصيلية جاءت قضية دفع الظلم عن المظلومين، الأخذ على يد الظالم، وعدم إيواء أي محدَث في المدينة كل من يريد أن يعمل فتنة أو يدخل دخيلاً على المدينة لا أحد يأويه وكل من يأويه يكون مسؤولاً عنه وعن تصرفاته.
الأمر الثالث الذي حرص عليه صلى الله عليه وسلم هو قضية التكافل الاجتماعي ولذلك آخى بين المهاجرين والأنصار ووزع المهاجرين أكثر من مئتي شخص من المهاجرين آخى بينهم بحيث أن الانصار يقومون بدور إيواؤهم في بيوتهم وكانت تضحيات هائلة من الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم.
ما الذي جاء باليهود إلى هنا؟ هذه القبائل الثلاث هؤلاء استوطنوا يثرب وليسوا من أهلها؟ نقف وقفة صغيرة ثم نأتي إلى موضوعنا. اليهود كانوا يرون في كتبهم أن نبي آخر الزمان سيكون مهاجَره إلى بلدة فيها نخيل وحرّات وهم كانوا في بلاد الشام النخيل والحرّات هناك حرات في بلاد الشام ولكن ليس فيها نخيل وهم خلال التاريخ الطويل للأنبياء أغلب الأنبياء المعروفين كانوا منهم كانوا من بني اسرائيل فهم كانوا يتوقعون أن يكون النبي الخاتم نبي آخر الزمان أن يكون منهم أيضاً ولذلك قالوا إن لم يكن من قبائلنا نحن فنحن ننتظره في مهاجره بحيث نكون أول من نؤمن به وسند له ولذلك جاؤوا إلى جزيرة العرب يبحثون عن بلدة فيها حرّات ونخيل فوجدوا عدة مناطق فيها هذه الصفات يثرب، تيماء، خيبر، فَدَك، كل قبيلة من القبائل أو قبيلتين استوطنوا في هذه البلدان التي فيها حرات ونخيل انتظاراً لمجيء الرسول الخاتم إليهم ولذلك كانوا يتهددون الأوس والخزرج عندما يختلفون يقولون: لقد حان بعثة نبي آخر الزمان سنؤمن به ونقتلكم معه قتل إرم وعاد، يهددونهم.
القرآن الكريم ذكر هذه القضية وبيّن كيف أن اليهود بعد أن كانوا يستفتحون على الذين كفروا كيف خالفوا معتقدهم وما يجدون في كتبهم كتبهم تبشر بهذا وتقول بهذا الشيء (وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ) (89) البقرة ، يستفتحون يعني يهددونهم {فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (90)} البقرة ،هم أدركوا ولكن ما الذي منعهم؟ عندما عرفوا أن الرسول ليس منهم وهذه حصلت في أول الهجرة في حادثة حيي بن أخطب جاء هو وأخوه أبو ياسر ليتأكدوا من هذا النبي ذهبوا إليه - أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب تذكر هذه الرواية بعد أن اسلمت وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم - تقول ذهبوا ورجعوا آخر النهار متعبين منهكين فقال ياسر (عمّها) لحيي (والدها) يقول له ماذا رأيت أهو أهو؟ يعني أهو النبي الذي ذكر في التوراة في كتبنا؟ فقال هو هو قال فماذا تعمل؟ قال اضمرت له عداوة الدهر، بالرغم من تأكده أنه هو هو النبي المبشّر به المذكور عندهم في كتبهم لكنه لأنه ليس منهم عداوة الدهر.
هؤلاء جاؤوا واستوطنوا، استوطنوا يثرب ينتظرون رسول الله فعندما جاء رسول الله وكان من العرب من نسل اسماعيل عليه السلام، دوحة ابراهيم عليه السلام فرعان فرع اسحق وفرع اسماعيل فجاء من فرع اسماعيل النبي الخاتم ، فقط، ليس من نسل إسماعيل إلا محمد صلى الله عليه وسلم أما بقية الأنبياء فمن فرع إسحق.
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يقول أنا بشارة أخي عيسى عليه السلام ودعوة أبي ابراهيم (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) وعيسى يقول (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) فرسول الله بشارة عيسى ودعوة أبيه ابراهيم عليه السلام.
وهنا وقفة مع سورة البقرة كيف مهدت سورة البقرة لهذه البشارة وكيف مهدت لنقلة المسؤولية والقوامة على دين الله من بني إسرائيل إلى هذه الأمة هذا حديث طويل وذو شجون. الرسول كان حريصاً على أن يوقعوا على هذه الصحيفة للدفاع عن المدينة وحاول أن يقربهم بأي شكل من الإسلام وكان أحياناً يقصد ديارهم ويناظرهم في ذلك ويتلو عليهم الآيات ولكن أول من نقض العهد بنو قينقاع عندما انتصر المسلمون في بدر صاروا يقولون هل هو النبي؟ نؤمن به؟ ولكن بنو قينقاع ركبوا رؤوسهم وقالوا محمد التقى بأعراب لا خبرة لهم بالقتال ولو أنه رآنا لرآنا نحن الرجال نحن أهل الحرب. ولكن حادثة المرأة المسلمة التي كشفوا عورتها في السوق فأدى إلى أن الرسول حاصرهم ليقتلهم وكتّفهم للقتل فتدخل رأس المنافقين عبد الله بن أبيّ بن أبي سلول وقال أناس ساعدوني في الأزمات أتخلى عنهم وتقتلهم يا محمد في ضحوة النهار لا يمكن ذلك أبداً. طبعاً الرسول كان في السنة الثانية، غزوة بني قينقاع كانت بعد ستة أشهر من غزوة بدر يعني لا زال الناس حديثو عهد بالاسلام فرأى بأنه سيؤدي فتنة بالرغم أنه قال اتركهم أدخل يده في درع رسول الله وقال لا يمكن هذا أبداً سامحهم فلما رأى الرسول أن أناساً سينتصرون لأبن سلول وأنه سيؤدي إلى فتنة بين المسلمين قال هم لك ولكن لا يساكنوني في المدينة فهجرهم من المدينة فكانوا أول من خالف العهد الذي وقعوا عليه هم بنو قينقاع فأخرجوا.
بعد غزوة أُحُد شعر اليهود أنه ممكن أن ينكسر الرسول والصحابة في معركة تشجعوا فصار كعب بن الأشرف زعيم من زعماء بني النضير يهودي يغازل بنساء المسلمين وعمل أشياء لتحريك المشركين ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرسول الله عليه الصلاة والسلام أرسل إليه من يقتله محمد بن مسلمة وأبو نائلة وغيرهم سرية صغيرة قتلوه - وهذه أنا تعرضت لكتابي في الصراع مع اليهود تعرضت لقضية الاغتيال السياسي، الاغتيال السياسي لا يكون مطلقاً هكذا وإنما له شروطه أن يكون بعلم رئيس الدولة وأن لا يترتب على هذا الاغتيال السياسي فتنة أعظم وأن يكون مقرراً قضاءً أبيح دم هذا الشخص شرعاً وضعت شروطاً لهذا حتى ما يتخذ الحكام ذريعة أنه كل من خالفهم يقتلوه.
بعد فترة قصيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قصد بني النضير لتحمل ديّة لأن أهل المدينة كلهم يتحملون الديات للقتل الخطأ يشاركون في هذا الأمر فقصدهم لتحمل دية شخص قتله أحد المسلمين خطأ فذهب لكي يساعد بنو النضير في تحمل جزء من الدية باعتبار أنهم موقعين على الصحيفة فما كان منهم والرسول جالس في ظل حائط ومعه كبار الصحابة، قالوا لن تتمكنوا من محمد كتمكنكم الآن، جالس تحت سور حائط في الظل ويمكن أن يُصعد على الحائط ويرمى بصخرة أو بحجر فعندما قرروا ذلك وبدأوا بالتنفيذ أخبر جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخبر صحابته كأنه يريد قضاء حاجة فانتظر الصحابة الرسول فما رجع فخرجوا في إثره وإذ يخبرهم أحد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق إلى المدينة، رجع إلى المدينة ديار بني النضير تبعد عن المدينة ثلاثة أميال يعني 4 أو 6 كيلومترات ليست بعيدة فلحقوا به قرر أن يحاصرهم ويقاتلهم لأنهم تآمروا على قتل رئيس الدولة هذه في كل الشرائع السماوية والوضعية الذي يحاول قتل رئيس الدولة ينبغي أن ينال عقوبته بمثابة إعلان حرب : نقض العهد السابق الذي وقعوه في الصحيفة وتآمر على رئيس الدولة لقتله.
فعندما خرج المسلمون لحصارهم وأسقط في يد بني النضير ندموا على هذا الفعلة لكن ماذا يفيد بعد فوات الأوان؟ اعتبروا أننا نحن لا نستطيع أن نقاوم فعلينا أن نفاوض محمداً يعاملنا معاملة بنو قينقاع، بنو قينقاع خرجوا بأموالهم وأهاليهم خارج المدينة فذهبوا إلى بلاد الشام ونحن نفاوضه على ذلك. في البداية عندما قالوا ذلك قبِل الرسول أن يعاملهم معاملة بنو قينقاع ولكن عبد الله بن أبي بن سلول وكان حليفاً لهم في الجاهلية أيضاً أرسل إليهم الخبر لا تتحركوا من دياركم سأمدكم بألفي مقاتل يدخلون في حصونكم والمصير مصيركم إذا اضطررتم للإخراج نخرج معكم إذا اضطررتم للقتال نقاتل معكم مصيرنا مصيركم ألفي مقاتل। هؤلاء عندهم ألفي مقاتل وجاءهم مدد من المنافقين ألفي مقاتل صاروا قوة هائلة فردوا إلى رسول الله قالوا لن نخرج ولن نفاوض وافعل ما بدا لك.
نقضوا هذا الاتفاق القريب أيضاً عندها أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتقطيع النحيل من حولهم وكان الهدف من ذلك أمران: إظهار الجدية لليهود بأنه جاد في قتالهم والأمر الثاني كان لفسح المجال للكرّ والفرّ. عندئذ اليهود شعروا بهذا الأمر يا محمد كنت تنهى عن الفساد في الأرض فما بال قطع اللينة وقطع كرام النخيل؟ كأنه دخل شيء في قلوب المسلمين فالله سبحانه وتعالى تولى إزالة هذا الأمر (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) هذا بأمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم يتصرف بوحي من الله تعالى هو الذي أذن لكم. في قضية الحرب نحن نتلافى لكن إذا اضطررنا لمصلحة المسلمين لسير المعركة لا ينظر لمثل هذه الأمور الصغيرة .
عندئذ أرسلوا إلى عبد الله ب أبي بن سلول أين وعدك لنا؟ أين المقاتلون؟ (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) موقف المنافقين طبعاً اليهود لو كان عندهم عقل ولكنهم نسوا عقولهم نسوا أنفسهم عندما نسوا هدايات الله سبحانه وتعالى التوراة تأمرهم باتباع الرسول الخاتم وهم تأكدوا بأساليب كثيرة وبحوادث ومناسبات كثيرة أنه رسول الله حقاً فلماذا ترتكبون الأحموقة بعد كل هذا وتتآمرون مع المنافقين وتعرفون أن المنافقين لا شأن لهم لا وعد لهم لا كلام لهم تغترّون مثل الشيطان جرّهم إلى هذا الأمر ثم تخلى عنهم!. عندئذ عندما يئسوا من مدد ابن أبي لهم تنازلوا للرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا نعود للاتفاق الأول، الإتفاق الأول أن يخرجوا بأموالهم وأهليهم فقال الرسول هذا ما سبق وأما الآن فليس لكم إلا حمل بعير لكل أسرة، كل عائلة تحمل حمل بعير واحد ما عدا السلاح لا يحملوه معهم فاضطروا للنزول لهذا فبدأوا يخربون بيوتهم بأيديهم يريدون أن يحملوا كل ما غلا ثمنه وخفّ وزنه أحياناً على حمل البعير فأحياناً يجد باب أو إطار باب أو نافذة مزخرفة يخربونه حتى يحملوه معهم. أُجلوا إلى أول الحشر، أول الحشر بعض العلماء يقول كان حشران لليهود الحشر الأول هو بنو النضير والحشر الثاني إخراجهم من جزيرة العرب وكان هذا على زمن عمر بن الخطاب. الحقيقة أنا أتحفظ على هذا التفسير. لأول الحشر لبداية الحشر التي هي بلاد الشام بلاد الشام هي أرض المحشر فهم أخرجوا إلى بلاد الشام لأول الحشر لبداية الحشر لبداية موضع الحشر، أنا أرجح هذا التفسير .
بعضهم ذهب إلى خيبر تجمع اليهود هناك وبعضهم إلى بلاد الشام. بنو النضير كانو من القبائل الثلاثة وهي أقواها ، أشدها بأساً وأكثرهم غنى ولذلك الآية الكريمة أشارت وحتى المسلمين كانوا يستبعدوا إخراجهم (مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ) ولكن الله إذا أراد ألقى الرعب في قلوبهم فاهتزوا من داخلهم لا يجرؤون على مجابهة المسلمين.
هذه حقيقة عن اليهود بشكل عام كما جاء في الآيات (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) هذه دمغة لليهود وطبيعة فيهم إلى الآن بالرغم من أن الأسلحة المتطورة موجودة و مقابلهم لم يجابهوا أهل عقيدة كل الذين دخلوا في مواجهة مع بني إسرائيل في العصر الحديث حملوا راية القومية والاشتراكية وغير ذلك ولكن كان هناك أفراد ملمين بين هذه الجيوش يقولون ما استطاعوا أن يجابهونا بالسلاح الأبيض وجهاً لوجه ما التقنيا مع يهودي। حتى في حرب غزة الأخير منذ سنتين أو ثلاثة لم يستطيعوا دخول غزة لأنهم سيضطرون إلى قضية المواجهة لا يجرؤون مقابلة المسلمين وجهاً لوجهه وإنما من وراء جُدر ، من رواء دباباتهم من وراء مصفحاتهم من وراء صوارخهم بعيدة المدى وقصيرة المدى بأي شكل أما وجهاً لوجه هم أجبن من أن يقابلوا , ولذلك يقول أحد الجنود :الجندي اليهودي يجيد الكبس على الأزرار أما مقابلة السلاح وجهاً لوجه لا يستطيعون هذه طبيعة فيهم .
--------------------------
مصدرالتفريغ / موقع إسلاميات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق