الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

آيات الحج في القرآن الكريم (7) / الشيخ صالح المغامسي



المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
 قال تعالى في سورة البقرة: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) [البقرة:196]، إلى آخر الآية. نبدأ بالحديث عن معنى الإتمام.
 الشيخ: باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه. قال ربنا وهو أصدق القائلين: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) [البقرة:196]، الإتمام اختلف الناس فيه، فذهب بعضهم إلى أن معنى الإتمام: الإتيان بأفعال الحج كاملة، وهذا هو الظاهر المتبادر إلى الذهن، لكن لا ريب أن الإنسان مطالب بالإتيان بجميع التكاليف الشرعية كاملة، فلا يستفاد على هذا التفسير المتبادر كبير معنى.
 وقد اختلف الناس في الإتمام على أقوال:
- منهم من قال إن المعنى أن يتم الإنسان أفعال الحج والعمرة، وكأنهم أرادوا بهذا التفريق بين من نوى نافلة غير الحجّ والعمرة، ومن نوى نافلة الحجّ والعمرة، ومعلوم أن من تطوع بنافلة غير الحج والعمرة لا يلزمه الإتمام. فعلى هذا المعنى يصبح المقصود أن الإنسان إذا حج تطوعاً لا يجوز له الخروج منه.
- المعنى الثاني وهو منقول عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وقاله ابن عباس و سعيد بن جبير وبعض السلف؛ قالوا: إن المعنى أن تأتي بها من دويرة أهلك، وهؤلاء لا يقولون إن الحج لا يقع إلا من دويرة الأهل؛ لكنهم يقولون إن الإنسان إذا كان قد أخرجه الحج من دويرة أهله، فهذا الذي أتمّ الحج والعمرة لله، وأما من خرج لغير الحجّ ثم بدا له أن يحجّ أو أن يعتمر فيقولون: إن الحج مجزئ وإن العمرة مجزئة، ولا خلاف في قبولها إن شاء الله إن كانت صحيحة مستوفية أركانها وواجباتها؛ لكنهم يقولون: إنه لا تدخل ضمن قول الله: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ، وبتعبير أوضح: ليست في صفاتها المثلى، أو ليست في صورة تمامها. وإنهم يقولون: إنه لا معنى للآية إلا هذا؛ لأن كل عمل أنت مطالب أن تتمه، ولا بد أن يكون في الآية عندهم زيادة في المعنى؛ لأن الله ما قال: وأتموا الصلاة لله، ولم يقل: وأتموا الزكاة لله، ولم يقل: وأتموا الصيام لله؛ لأنه لا بد أن يكون كل شيء لله، ولا بد أن يكون كل شيء تاماً، لكنهم قصدوا أن تمامها أن تأتي بها من دويرة أهلك.
 وهناك معنى ثالث ضعفه كثيراً ممن له معرفة بالصناعة الفقهية، وقد قيل: إنه منقول عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو أن معنى قول الله جل وعلا: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)[البقرة:197]، مع قول الله: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) [البقرة:196]، أنه ينبغي أن يكون الحج في أشهر الحج، وأما العمرة فلا تكون في أشهر محدودة، ولكن لا تكون في أشهر الحج، فكان بعضهم يرى أن من تمامها أن يؤتى بها في محرم، وبعضهم ييسر فيقول: الإتمام هو الانفكاك بين إحرامهما، فيحرم بالحج لوحده، ثم يهل بالعمرة من دويرة أهله لوحده، أو يسبق بالعمرة ثم يعود فيُهلّ بالحج، المهم التفريق بينهما، وإن كان المشهور الذي ينسبونه إلى عمر أن تكون العمرة في غير أشهر الحج.
وهذا يمكن أن يجاب عليه، يجاب عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في أشهر الحج، فقد ثبت أنه اعتمر أربع عمرات كلهن في ذي القعدة، وذو القعدة بالاتفاق من أشهر الحج. فهذا يرد هذا القول، وإن كان الذي يشكل فعل الشيخين أبي بكر و عمر في أنهما حجا بعد النبي صلى الله عليه وسلم مفردين، وكذلك نقل عن عثمان أنه حج مفرداً، ولعل هذا يبين أن علماء الأمة عندما يختلفون لا بد من سبب ظاهر لاختلافهم، فلكل منهم وجهة، ولما حُررت المسألة وجدنا أن لكل منهم ذريعة في قوله وفعله، وهذا مبني على أن الاختلاف في أكثره رحمة، واحترام الرأي المقابل أمر مطلوب، قال الشاطبي في الموافقات:
 وواجب عند اختلاف الفهم ** إحسان الظن بأهل العلم.
 المقدم: هل يمكن أن يقال: إن الشطر الأول من هذه الآية يحمل على بقيتها: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) [البقرة:196]، فيكون الإتمام هو الأصل، فإذا لم يستطع الإنسان الإتمام فإنه في حكم المحصر؟
 الشيخ: هذا قول قوي، لكن أقول: إني لا أعلم أحداً قال ذلك.
المقدم : قوله تعالى: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) [البقرة:196]، ما المراد بالإحصار هنا؟
 الشيخ: هذه الآية نزلت في الحديبية، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم في سنة ست يريد العمرة، فصدته قريش وهو في الحديبية، حتى وقع الصلح المشهور المعروف بصلح الحديبية. فهذا إحصار بعدو، وبعضهم يقول إن الإحصار إما أن يكون بعدو وإما أن يكون بمرض، والأظهر- والعلم عند الله - أن الإحصار ليس مقيداً بشيء، فإن الحج والعمرة ما زالا قائمين إلى أن تقوم الساعة، وأنواع الإحصار وصد الناس عن البيت يختلف، فقد يكون الصد بعدو، وقد يكون الصد بمرض، قد يكون الصد بتعطل الدابة، أو بتعطل السيارة وبأشباه ذلك كعدم ظهور الجوازات، وقد تأتي حروب إقليمية أو حروب دولية تمنع الحاج وغير ذلك. والمقصود أنا لا نستطيع أن نقيده بصورة واحدة، فنقول: كل من أهل بعمرة أو حج وأحرم بها ثم جاءه مانع من أن يصل إلى البيت فهو محصر، وهو لا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون قد اشترط قبل ذلك، كما ثبت من تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لـضباعة بنت الزبير أن تقول: (فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني)، فهذا يخرج من الإحصار ولا شيء عليه.
 أما من لم يكن قد اشترط فهذا هو الذي تخاطبه الآية: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ). والهدي في الأصل كل ما تقرب به إلى الله جل وعلا من بهيمة الأنعام، وهنا قال الله جل وعلا: (فَمَا اسْتَيْسَرَ) ، فينطبق على أقله وهو شاة واحدة أو سبع بدنة أو سبع بقرة، يذبح في محل الإحصار لأن الدماء تختلف؛ فدم المُحصر يذبح في مكان الإحصار، وأما دم الواجب فيذبح لفقراء الحرم.
 مداخلة: هل هناك ربط بين الجهاد والحج؟
الشيخ: هذا ظاهر في السورتين: سورة البقرة وسورة الحج، ففي سورة البقرة قال الله: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) [البقرة:193]. وقال قبله: (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ)، وقال قبله: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ) ثم ذكر آيات الحج.
 وفي سورة الحج قال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ) [الحج:25]، ثم قال بعدها: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ) ، ثم قال: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) .
ومر معنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في العشر: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله...) الخ . فبعض العلماء يقول: إن المسألة يمكن تصورها بأن المسلم مطالب بالحفاظ على مقدساته، وعلى البيت الحرام في المقام الأول، ثم إذا تم الحفاظ على البيت لا يكتفى به، بل يجب الحج إلى البيت، فيصبح البيت أمانة في أعناقنا بأن نحج إليه والبيت أمانة في أعناقنا بأن ندافع عنه ونحميه.
المقدم: إذا حصل الإحصار فما العلاقة بين فدية الإحصار وبين قوله تعالى: (وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) [البقرة:196]، وهل هذا لمن أحصر أم لغير من أحصر؟ الشيخ: هذا لمن أحصر، ومن الأخطاء أن بعض الحجاج لا يحلق يوم النحر حتى يذبح إن كان عليه هدي، ويأخذ هذه الجزئية من الآية ويقرؤها: (وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) . فهذه الآية تنطبق على من خرج من دويرة أهله ومعه هدي يريد البيت، ولكن حيل بينه وبين البيت وكان قد أحرم، فيجب عليه أن يتحلل بهدي كما قال الله: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) . فينحر هديه ويحلق رأسه، وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أمر أصحابه به ولم يفعلوا، لما كان في قلوبهم من الغيظ على بنود الصلح، فدخل على أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها فأخبرها، فأشارت عليه بأن يبدأ بنفسه، فإن الناس له تبع، ومحبته راسخة في قلوب الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وما امتنعوا عناداً وإنما امتنعوا لما في قلوبهم من الغيظ على أهل الإشراك. فلما رأوه صلى الله عليه وسلم قد ذبح وحلق رأسه نحروا هديهم وكان أكثرهم شراكا؛ لأنهم لم يكونوا يستطيعون أن يحملوا عدداً كبيراً من الأغنام، فاشترك في البعير الواحد وفي البقرة الواحدة سبعة وهذا أهون في سوق الهدي وفي ذبحه.
لطيفة : الإنسان قبل أن يحكم على الناس ، قبل أن يُثرب ، قبل أن يلوم لابد أن يتصور الحال ، فهؤلاء الصحابة امتنعوا ، لا يُقال أنهم ردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ، ولا يُقال إنهم فيهم إباء وفيهم إشراك ، مُحال ، بهم أعزّ الله دينه ، وبهم نصر رسوله ، وهم خير جيل وأمثل رعيل . من ضمنها القرآن حين يقرؤه الإنسان ، الله يقول (إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) وقال في سورة طه (إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى) من دون "واستكبر" وفي نفس الوقت قال (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا) مع أن إيباء الجبال والسموات والأرض غير إيباء إبليس لسببين : 
- الأول : أن الأمر لإبليس كان فرضا (اسجدوا لآدم) أما بالنسبة للجبال والسموات والأرض كان عرضا (إِنَّا عَرَضْنَا) ثم دلّت على أن إيباء إبليس كان استكبارا ، وإيباء الجبال والسموات والأرض كان استصغارا ، استكبارا لقول الله - جل وعلا - عنه أنه قال خلقتني من نار وخلقته من طين ، أما الأرض والجبال فإن الله قرن قرينة تدل على أنها كانت تحتقر نفسها وتستصغر نفسها أن تحمل الأمانة قال (فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) فقوله (وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) قرينة على أن إيباءها كان استصغارا ، وقوله - جلّ شأنه - (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) قرينة على أن إيباء إبليس كان استكبارا . فأحيانا يكون اللفظ واحد والمعنى يختلف ، وأحيانا يكون اللفظ مختلف والمعنى واحد مثل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - لما قيل له اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط - قال (الله أكبر إنها السُنن قلتم كما قال أصحاب موسى لموسى) ، الآن ما حرفية ما قاله هؤلاء الحُدثاء عهد بالإسلام ؟ قالوا (اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط) هذا النص ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لهم : (قلتم كما قال أصحاب موسى لموسى) ، ماذا قال أصحاب موسى ؟ الله يقول (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) فالرسول جعل المعنى واحدا وإن كان اللفظ مختلفا فمعلوم أن لفظ (اجْعَل لَّنَا إِلَهًا) غير لفظ (اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط) لكنه جعل المعنى واحد لأن الغاية واحدة والمقصود واحد ، والمراد من اللفظين واحد ، في حين أن الذي مرّ معنا قبل قليل كان اللفظ واحد "فأبى" لكن المعنى اختلف بالقرائن التي سيقت . وهذا كله حررناه في باب أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم لا يمكن أن يأتي أحد بعدهم بمثلهم ، ولا يمكن أن يُشنّع عليهم - رضوان الله تعالى عليهم - بذلك الصنيع . فهذا معنى قول الله (وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) .
بقينا في (مَحِلَّهُ) وهو مكان الإحصار لأن الإنسان لا يستطيع أن يتجاوزه ، لو تجاوزه لذهب إلى البيت ، ومحله في الحقيقة كان من المفترض أن يكون في يوم النحر . وقلنا أن هذا حالته من أُحصر ، مُنع من البيت ولا يكون عاما بمعنى أن كل إنسان عليه هدي لا يحلق رأسه حتى يبلغ الهدي محله ، فهدي القِران ، هدي التمتع ، هدي التطوع يخرج عن هذا ، هذا خاص لمن أُحصر من البيت ، من أُحصر ولم يشترط ، والذي اشترط لا شيء عليه .
المقدم : في الآية معنى عظيم وهو مسألة أن هذا الحجّ بُني على التيسير (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ..) الآية ، التسهيل والتيسير على الناس في هذه الآية ظاهر .
الشيخ : هو عنوان ظاهر في الدين (إن الدين يُسر) لكن أحيانا - عفا الله عنا - في تربيتنا الفقهية يلجأ الناس إلى التشدد لأن البيئة والمجتمع عموما في أي قُطر يفضلون أو يُجلّون من يُكثر من التشديد ظنا منهم أنه يحرس ويحمي الدين ، والحق خلافه لأن الدين يُسر حتى الشرة أيام في الآية مقسمة سبعة وثلاثة ، وهناك بيت شعر لأحد العلماء يقول :
وعلماء الضيق صنفوا على ** عكس الذي به النبي أرسل 
أي أن النبي أُرسل بالتيسير وعلماء الضيق جاؤا بالتشديد الذي ما كان له داع وخاصة في مثل هذا الزحام والمواسم فلا ريب أن يجعل عنوانه التيسير فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (افعل ولا حرج) وهو واقف في منى ، في يوم النحر وهو أعلم الناس بالشرع وأعظم الناس غيرة على الدين ، وأجلّهم طاعة لربه ، وأحفظهم لمحارم الله وحدوده صلوات الله وسلامه عليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق