1- ضرورة فهم معاني كلمات القرآن و ما في ذلك من فائدة لفهم كلام ربنا
2- انظر معي أخي إلى سرعة المشهد الأول الذي يصور الحرب بدايتها إلى نهايتها ثم انظر إلى سرعة المشهد الثاني من حياة الإنسان إلى موته إلى حسابه
3- انظر إلى المشهد الأول الذي يقسم الله به و ما فيه من مدح للغزاة الذين خالفوا طبعهم بالغزو نصرة لدين الله ثم انظر إلى المشهد الثاني الذي يذكر طبعا في الإنسان يجب عليه أن يخالفه وهو كفران النعمة و البخل بالمال و كما كان معالجة داء الطبع الأول فيجب أن تكون معالجة الداء الثاني و ذلك بتذكر البعث و الزهد في الدنيا
4- انظر إلى الآية الأولى من المشهد الثاني الذي يصف طبيعة في الإنسان و هي شدة كفران الإنسان لنعمة ربه عز وجل و انظر إلى الآية الأولى في المشهد الأول الذي يصف طبيعة في الخيل وهي شدة الجري .
5- انظر إلى الآية الثانية في المشهد الثاني وهي التي تذكر بأن الإنسان يشهد على حاله بكفرانه للنعم وأنها موجودة بلسان الحال ولو غابت عن لسان المقال, ثم انظر إلى المشهد الثاني الذي يصف الشرر الذي قد يغيب أو لا يُلاحظ في الصباح رغم وجوده, بدليل ظهوره في الظلمة .
6- انظر إلى الآية الثالثة التي تصف الإنسان بشدة الحرص و الحب للخير و ما في ذلك من التماسه لمختلف الطرق للحصول على المال, ثم انظر إلى الآية الثالثة التي تصف كيف يتخير الغزاة أفضل الطرق بان يسيروا ليلا و يهجموا صباحا في وقت الغفلة .
7- ثم انظر إلى مشهد بعثرة ما في القبور من الأموات الذين كانوا مستقرين و تخيل المشهد, و انظر الى مشهد إثارة الغبار المستقر .
8- انظر أخي إلى مشهد وصول الغزاة إلى وسط أرض العدو و ما أحدثه هذا من الخوف و الرعب ثم انظر إلى حال الإنسان يوم القيامة إذا عُرض عمله و حصّل ما في صدره وهناك يبلغ الخوف مبلغه ، وانظر إلى تحصيل الأمر الذي كان في الصدر مستترا وإلى خروج الغزاة على العدو بعد أن كانوا مستترين .
9- انظر إلى إخبار الله عز وجل بالدواء لهذا الداء وإن الإنسان لو تيقن في كل حين أن الله مطلع عليه يعلم حاله وأنه خبير بحاله وتيقن الجزاء لأصلح من حاله .
10- انظر إلى قسم الله بالعاديات وهذا يدل على عظمتها وقد قال صلى الله عليه و سلم (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) .
11- انظر إلى الإشارة إلى الجهاد بالسيف والإشارة إلى ضرورة جهاد النفس للكف عن جشعها و كفرانها للنعمة واربط بين الجهادين واسال نفسك أتقدر على الأول دون الثاني؟
12- وانظر إلى إعداد العدة في الجهاد الأول بتجهيز الخيل - العاديات - ترقبا للغزوة وانظر إلى ما يجب عليك من إعداد العدة في الجهاد الثاني ترقبا للبعث والحساب .
13- انظر إلى فائدة العقل في الدنيا وأن المقصود الأول منه عبادة الله عز وجل فمن لم ينتفع من عقله في الدنيا فلن ينفعه في الآخرة .
14- الدنيا إلى فناء كما أن الغزوة ستنتهي ولا محالة .
15- هذا نموذج يدلنا على وجود تناسب بين القسم و المقسم عليه, و من سياق كل سورة يستطيع القارئ أن يعرف حكمة مجئ الأقسام في سورها .
16- و فيه تمثيل الأمر المطلوب المعنوي بالأمر المحسوس ليسهل الفهم .
17- الخيول في الحروب تمر في مرحلتين هناك مرحلة أولى باتجاه الحرب - هي وسيلة - تتمثل في الايات (1-3) و المرحلة ثانية هي الحرب - وهي الغاية الاساسية - في الايات (4 - 5) ولما كانت الخيل في المراحل الأُول ناجحة في إظهار شدتها وطاعة سيدها أفلحت في المرحلة الثانية في الحرب في تحقيق مراد سيدها منها (إدخال الرهبة في قلب العدو بإثارة النقع و توسط الجمع) وأما الإنسان فهو يمرّ أيضا في مرحلتين مرحلة أولى في الحياة الدنيا - هي وسيلة - الآيات (6-8) ومرحلة ثانية في الآخرة - هي غاية - الآيات (9 - 10) وكما كان المطلوب من الخيل أن تحقق أمر سيدها في المرحلة الأولى لتفلح في المرحلة الثانية كان المطلوب من الإنسان أن يحقق مراد ربه عز وجل في المرحلة الأولى ليفلح في المرحلة الثانية والعجيب أن الإنسان في المرحلة الأولى لا يفعل ذلك رغم معرفته بمروره بالمرحلة الثانية فهلا تخلى عن شحه و بخله و حبه للدنيا و كفرانه للنعم وإذ عُلم أن القبر مبعثر وما في القلب سيحصل!
والله خبير بعباده يصطفي من يشاء لنصرة دينه وإدخاله جنة عرضها السموات و الأرض و رب الخيل أدرى بخيله لذا يختار منها ما فيه الشدة والبأس الكافي لخوض الحروب ولله المثل الاعلى .
--------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق