ـ قال تعالى : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) ثم ختم الآيات بقوله : ( أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . إيراد "من" في قوله : ( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ) إشارة إلى أن إنفاق بعض المال مع تجدد الإنفاق يكفي لدخول صاحبه في زمرة المهتدين المفلحين । ص18 .
ـ قال تعالى : (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) تعريف الخبر ( الْمُفْلِحُونَ ) مع إيراد ضمير الفصل " هم " يفيد أن الفلاح مقصور على أولئك المتقين ، فمن لم يؤمن بالغيب ، أو أضاع الصلاة ، أو قبض يده عن أداء حق المال ، فاته الفلاح ، فلا يحيا الحياة الطيبة في الدنيا ، ولا يستحق السلامة من الفزع في الأخرى . ص21 .
ـ قال تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ ) .
وإنما قال في الآية السابقة : ( لاَّ يَشْعُرُونَ) وقال في هذه الآية : ( لاَّ يَعْلَمُونَ ) ؛ لأن الآية السابقة وصفتهم بالإفساد ، وهو من المحسوسات التي تدرك بأدنى نظر ، فيناسبه نفي الشعور الذي هو الإدراك بالمشاعر ؛ أي : الحواس ، أما هذه الآية فقد وصفتهم بالسفه ، وهو ضعف الرأي والجهل بالأمور ، وهذا لا يدركه الشخص في نفسه إلا بعد نظر وإمعان فكر ، فيناسبه نفي العلم . ص31 .
ـ قال رحمه تعليقاً على قصة بدئ الخلق في بداية سورة البقرة : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) .
" القصة تنطوي على حكم شائقة ، وعبر لامعة ، يجدها المتدبر لكتاب الله قريبة المنال ، عزيزة المثال ؛ كأن يفهم منها :
ـ قال تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ ) .
وإنما قال في الآية السابقة : ( لاَّ يَشْعُرُونَ) وقال في هذه الآية : ( لاَّ يَعْلَمُونَ ) ؛ لأن الآية السابقة وصفتهم بالإفساد ، وهو من المحسوسات التي تدرك بأدنى نظر ، فيناسبه نفي الشعور الذي هو الإدراك بالمشاعر ؛ أي : الحواس ، أما هذه الآية فقد وصفتهم بالسفه ، وهو ضعف الرأي والجهل بالأمور ، وهذا لا يدركه الشخص في نفسه إلا بعد نظر وإمعان فكر ، فيناسبه نفي العلم . ص31 .
ـ قال رحمه تعليقاً على قصة بدئ الخلق في بداية سورة البقرة : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) .
" القصة تنطوي على حكم شائقة ، وعبر لامعة ، يجدها المتدبر لكتاب الله قريبة المنال ، عزيزة المثال ؛ كأن يفهم منها :
أن سياسة الأمم على الطريقة المثلى إنما تقوم على أساس راسخ من العلم
ويفهم منها : أن فضل العلم النافع فوق فضل العبادة ، وأن روح الشر الخبيثة إذا طغت في نفس ، ذهبت البراهين عندها ضائعة ، ولا يوجهها إلى الخير وعد ، ولا يردعها عن الشر وعيد .
ويستفيد منها الرئيس الأعلى كيف يفسح المجال لمرؤوسيه المخلصين يجادلونه في أمر يريد قضاءه ، ولا يزيد على أن يبين لهم وجهة نظره في رفق ، وإذا تجاوزوا حد الأدب اللائق به ، راعى في عتابهم ما عرفه فيهم من سلامة القلب ، وتلقي أوامره بحسن الطاعة. ويستفيد منها المتقلب في نعمة يغبط عليها : أن مخالفة ما أمر الله قد تكون سبباً لزوال النعمة ، وذلك ما يدعوه إلى تحصينها بالتزام الطاعة في كل حال " . ص 77 ـ 78
- قال تعالى آمراً بني إسرائيل : ( وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ) الركوع يطلق في عرف الشرع على الركن المعروف في الصلاة ، وهو خفض المصلي رأسه حتى تبلغ راحتاه ركبتيه ، وقد كنى به عن الصلاة ، وهو الظاهر من سياق الآية ، والسر في هذه الكناية أن الأمر موجه إلى اليهود ، وليس في صلاتهم ركوع ، فكأنه يقول : صلوا الصلاة ذات الركوع ، وهي الصلاة التي شرعها الإسلام . ص84 ـ 85
ـ قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ )
- قال تعالى آمراً بني إسرائيل : ( وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ) الركوع يطلق في عرف الشرع على الركن المعروف في الصلاة ، وهو خفض المصلي رأسه حتى تبلغ راحتاه ركبتيه ، وقد كنى به عن الصلاة ، وهو الظاهر من سياق الآية ، والسر في هذه الكناية أن الأمر موجه إلى اليهود ، وليس في صلاتهم ركوع ، فكأنه يقول : صلوا الصلاة ذات الركوع ، وهي الصلاة التي شرعها الإسلام . ص84 ـ 85
ـ قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ )
مأخذ العبرة من الآية : أن من أمره الله بأن يقول قولاً فترك القول الذي أمر به ، وأتى بقول آخر مكانه ، يدخل في قبيل الظالمين ويتعرض بنفسه لأن يصيبه عذاب أليم . ومثل القول في مجرى القياس الصحيح : الفعل ، فمن أمره الله بأن يفعل شيئاً ، فترك الفعل الذي أمر به ، ووضع مكانه فعلاً لم يأذن الله به ، عد ظالماً ، واستحق العذاب الذي وعد الله بأن يصبه على رؤوس الظالمين . ص112 .
ـ قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ). وذكر الصائبة في هذا المقام ، وهم من أبعد الأمم ضلالاً ؛ لينبه على أن الإيمان الصحيح والعمل الصالح يرفعان صاحبهما إلى مرتقى الفلاح ، وإن سبق له أن بلغ في الكفر والفجور أقصى غاية . ص122 .
ـ قال تعالى : ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ ) الأميون : جمع أميّ ، وهو الذي لا يحسن الكتابة ، وسمّي أميّاً نسبة إلى الأم ؛ أي : إنه باق على ما ولدته أمه من عدم معرفة الكتابة ، أو نسبة إلى الأمة بمعنى : الخلقة ؛ أي : إنه باق على خلقته ، ولم يزد عليها تعلم الكتابة . ص142 .
ـ قال تعالى : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ) .
هذا وعيد من الله تعالى لأولئك اليهود الذين نقضوا عهده بالعقاب العاجل في الدنيا ، وهذه سنة الله في كل أمة لاتتمسك بدينها ، ولا تربط شؤونها الاجتماعية بأحكام شريعتها وآدابها . ومن أشد أنواع الخزي : أن يسلط عليها عدوها ، فيرهقها بغياً وعدواناً ، ويسومها سوء العذاب ليلاً ونهاراً . ص157 .
ـ قال تعالى عن مخاطباً بني إسرائيل : ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ) .
عبر في جانب القتل بالفعل المضارع ، فقال : ( تقتلون ) ، ولم يقل : قتلتم كما قال : ( كذبتم ) ؛ لأن الفعل المضارع ـ كما هو المألوف في أساليب البلاغة ـ يستعمل في الأفعال الماضية التي بلغت من الفظاعة مبلغاً عظيماً ، ووجهه : أن المتكلم يعمد لذلك الفعل القبيح ؛ كقتل الأنبياء ، ويعبر عنه بالفعل المضارع الذي يدل بحسب وضعه على الفعل الواقع في الحال ، فكأنه أحضر صورة قتل الأنبياء أمام السامع ، وجعله ينظر إليها بعينه ، فيكون إنكاره لها أبلغ ، واستفظاعه لها أعظم . ص161 .
ـ قال الله عن اليهود : ( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) التنكير في قوله : ( عَلَى حَيَاةٍ ) يُشعر بأنهم يحرصون على مطلق حياة ، ويفهم حرصهم على الحياة الطويلة بالأولى . وشدة الحرص على الحياة في نفسها ، ملقية في الجبن ، واحتمال الضيم ، ولا تقع أمة تحت سيطرة عدوها ، وتظل أعناقها خاضعة له إلا من شدة حرصها على أن تحيا ، ولو كما يحيا الأنعام . ص176 .
ـ قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا )
في الآية تنبيه لأدب جميل هو أن الإنسان يتجنب في مخاطباته الألفاظ التي توهم جفاءً أو تنقيصاً في مقام يقتضي إظهار مودة أو تعظيم . ص191 .
ـ قال تعالى : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم) دل قوله : (حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم) على أنهم يوقنون في أنفسهم بصحة دين الإسلام ؛ إذ الإنسان لا يحسد آخر على دين إلا أن يعرف في نفسه صحته ، وأنه سبيل النجاة والفلاح . ص199 .
ـ قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) . أرشدت الآية إلى أن الله يرزق الكافر في الدنيا كما يرزق المؤمن ، وإذا كان إمتاع المؤمن بالرزق لأنه أهل لأن ينعم عليه بكل خير ، فلإمتاع الكافر بالرزق حِكَم منها :
ـ قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ). وذكر الصائبة في هذا المقام ، وهم من أبعد الأمم ضلالاً ؛ لينبه على أن الإيمان الصحيح والعمل الصالح يرفعان صاحبهما إلى مرتقى الفلاح ، وإن سبق له أن بلغ في الكفر والفجور أقصى غاية . ص122 .
ـ قال تعالى : ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ ) الأميون : جمع أميّ ، وهو الذي لا يحسن الكتابة ، وسمّي أميّاً نسبة إلى الأم ؛ أي : إنه باق على ما ولدته أمه من عدم معرفة الكتابة ، أو نسبة إلى الأمة بمعنى : الخلقة ؛ أي : إنه باق على خلقته ، ولم يزد عليها تعلم الكتابة . ص142 .
ـ قال تعالى : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ) .
هذا وعيد من الله تعالى لأولئك اليهود الذين نقضوا عهده بالعقاب العاجل في الدنيا ، وهذه سنة الله في كل أمة لاتتمسك بدينها ، ولا تربط شؤونها الاجتماعية بأحكام شريعتها وآدابها . ومن أشد أنواع الخزي : أن يسلط عليها عدوها ، فيرهقها بغياً وعدواناً ، ويسومها سوء العذاب ليلاً ونهاراً . ص157 .
ـ قال تعالى عن مخاطباً بني إسرائيل : ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ) .
عبر في جانب القتل بالفعل المضارع ، فقال : ( تقتلون ) ، ولم يقل : قتلتم كما قال : ( كذبتم ) ؛ لأن الفعل المضارع ـ كما هو المألوف في أساليب البلاغة ـ يستعمل في الأفعال الماضية التي بلغت من الفظاعة مبلغاً عظيماً ، ووجهه : أن المتكلم يعمد لذلك الفعل القبيح ؛ كقتل الأنبياء ، ويعبر عنه بالفعل المضارع الذي يدل بحسب وضعه على الفعل الواقع في الحال ، فكأنه أحضر صورة قتل الأنبياء أمام السامع ، وجعله ينظر إليها بعينه ، فيكون إنكاره لها أبلغ ، واستفظاعه لها أعظم . ص161 .
ـ قال الله عن اليهود : ( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) التنكير في قوله : ( عَلَى حَيَاةٍ ) يُشعر بأنهم يحرصون على مطلق حياة ، ويفهم حرصهم على الحياة الطويلة بالأولى . وشدة الحرص على الحياة في نفسها ، ملقية في الجبن ، واحتمال الضيم ، ولا تقع أمة تحت سيطرة عدوها ، وتظل أعناقها خاضعة له إلا من شدة حرصها على أن تحيا ، ولو كما يحيا الأنعام . ص176 .
ـ قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا )
في الآية تنبيه لأدب جميل هو أن الإنسان يتجنب في مخاطباته الألفاظ التي توهم جفاءً أو تنقيصاً في مقام يقتضي إظهار مودة أو تعظيم . ص191 .
ـ قال تعالى : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم) دل قوله : (حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم) على أنهم يوقنون في أنفسهم بصحة دين الإسلام ؛ إذ الإنسان لا يحسد آخر على دين إلا أن يعرف في نفسه صحته ، وأنه سبيل النجاة والفلاح . ص199 .
ـ قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) . أرشدت الآية إلى أن الله يرزق الكافر في الدنيا كما يرزق المؤمن ، وإذا كان إمتاع المؤمن بالرزق لأنه أهل لأن ينعم عليه بكل خير ، فلإمتاع الكافر بالرزق حِكَم منها :
استدراجه المشار إليه بقوله تعالى : ( سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ ) ، ولو خص الله المؤمنين بالتوسعة في الرزق ، وحُرِم منها الكافرين ، لكان هذا التخصيص سائقاً للكافرين إلى الإيمان على وجه يشبه الإلجاء ، وقد قضت حكمته تعالى أن الإيمان يكون اختيارياً حتى ينساق الإنسان من طريق النطر في أدلة عقلية يبصر بها أقوام ، ولا يبصر بها آخرون . ص232 .
ـ قال تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ) من فوائد ذكر هذه القصة : أن يقبل الناس على الاقتداء بهذين الرسولين الكريمين في القيام بالطاعات الشاقة ، وهم يضرعون إلى الله جل شأنه ويرجون منه قبولها .233
--------------------------
فوائد قرءانية من موسوعة الأعمال الكاملة للشيخ محمد الخضر حسين
/ ملتقى أهل التفسير
ـ قال تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ) من فوائد ذكر هذه القصة : أن يقبل الناس على الاقتداء بهذين الرسولين الكريمين في القيام بالطاعات الشاقة ، وهم يضرعون إلى الله جل شأنه ويرجون منه قبولها .233
--------------------------
فوائد قرءانية من موسوعة الأعمال الكاملة للشيخ محمد الخضر حسين
/ ملتقى أهل التفسير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق