الأحد، 17 أكتوبر 2010

{وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}

ـ قال تعالى : { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ } النمل 87

ـ وقال عز وجل : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ } الزمر 68

تبدو الآيات متشابهة مع بعض الاختلافات، ومنها ورود كلمة ( فزع ) في الآية الأولى ، وكلمة ( صعق ) في الثانية

وإن تأملنا الآية جيدا لوجدنا أن ( صعق ) تناسب ما بعدها ، حيث يأتي قوله : ( فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) ، فجاءت الصعقة في مقابل القيام لأنها تناسبها ، ولو عدنا إلى الآيات السابقة من سورة الزمر لوجدنا أن معاني الموت وكلماته تأتي فيها عدة مرات، وبها يصير جو السورة مناسبا لكلمة الصعق :
"اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ـ الزمر:42
"إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" ـ الزمر:30

ـ أما في الآية الثانية فنرى أنها تختم بقوله: ( وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) أي صاغرين ، وهو المناسب للفزع ، إذ إنه يجعل صاحبه في ذلة وصَغار .
ولو تتبعنا الآيات التالية لوجدنا قوله عز وجل : ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) فأمنهم من الفزع الذي يصيب الخلائق يوم القيامة، فهذه اللفظة تناسب ما قبلها
كما إن هذه السورة تأتي فيها قصة موسى في جو من الفزع كقوله عز وجل : ( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كتاب التعبير القرآني / د .فاضل السامرائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق