الجمعة، 21 نوفمبر 2025

العمل بسورة الإنسان (۱۲-۲۲)

 بسم الله الرحمن الرحيم

١- أدم القراءة في وصف نعيم الجنة الوارد في القرآن، لتزهد في متاع الدنيا القليل الزائل، وتشتاق إلى نعيم الجنة النفيس الباقي، فإن ملابس أهل الجنة من الحرير الخالص، ومجالسهم أسرة مزينة يتكئون فيها مرتاحين مطمئنين فرحين مستبشرين لا يعانون فيها من أذى الحر ولا ضرر البرد، ويستظلون بظلال أشجارها الوارفة، ويقطفون ما شاؤوا من لذيذ الفواكه بأنواعها المختلفة متى شاؤوا قياما وقعودا ومضطجعين، لا يكابدون أي عناء في قطف ثمارها، وأوانيهم من فضة في صفاء الزجاج، يشربون فيها من ألذ الأشربة ما يشتهون من خمر وكافور، أو خمر وزنجبيل، والعيون تجري من تحت أرجلهم، يوجهونها حيث شاؤوا، ويسقيهم ربهم شرابا طهورا، وخدمهم فيها غلمان باقون على شبابهم ونضارتهم منتشرون في كل مكان كأنهم اللؤلؤ المنثور، ويُحلّون فيها بأساور من فضة، ويعطى الواحد منهم ملكا كبيرا واسعا، ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، فما أعظمه من نعيم، وما أجملها من كرامة، وما أكرمه من رب رحيم، وما أعظم حسرة من يفوته هذا النعيم المقيم؛ لأنه لم يصبر على طاعة ربه ساعات يسيرة من عمره .
(وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا * متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا * ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا * ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا* قواريرا من فضة قدروها تقديرا * ويُسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا * عينا فيها تسمى سلسبيلا * ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا * وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا * عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا * إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا).
-------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق