الاثنين، 15 أبريل 2024

حصاد تدبر الجزء السابع

  سورة المائدة من الآية الثانية والثمانون إلى سورة الأنعام الآية المائة وعشرة

/ (تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق)

بقدر ما تعرف من الحق يلين قلبك، ويفيض دمعك.


/ (فأثابهم الله بما قالوا جنات)

 رب كلام خرج من قلب صادق كان سبب دخول صاحبه الجنة، ألا ما أغلى الكلام وأهمية اللسان.

* خطورة الكلمة (فأثابهم الله بما قالوا) ، (ولعنوا بما قالوا) ، (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)


 / (واحفظوا أيمانكم)

 أمر من الله تعالى لعباده بأن يصونوا أنفسهم من الحنث في أيمانهم أو الإكثار منها لغير ضرورة، فإن الإكثار من الحلف في غير ضرورة يؤدي إلى قلة الحياء من الله تعالى، كما أن الحلف الكاذب يؤدي إلى سخط الله سبحانه على الحانث، وبغضه له.


/ (إنما الخمر والميسر) ثم قال (فاجتنبوه)

 بكلمة واحدة (فاجتنبوه) أقلع الصحابة عن عادة تأصلت في نفوسهم لعشرات السنين.


/ (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء)

 إيقاع العداوة بين المسلمين هدف شيطاني، فقد يأس أن يُعبد في الأرض لكن رضي بالتحريش بين المؤمنين.


/ (ليعلم الله من يخافه بالغيب)

 في عصر السماوات المفتوحة لا تتعجب من سهولة الوصول إلى المعصية، فالمقاطع المحرمة بين يديك تصل إليها بضغطة زر، والحكمة (ليعلم الله من يخافه بالغيب).


/ (ولو أعجبك كثرة الخبيث) للخبيث كثرة وبهرج لا ينجو من الإعجاب به إلا الأقلون.


/ (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)

عن أبي أمية الشعباني أنه قال: سألت عنها أبا ثعلبة الخشني فقال لي: سألتَ عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيتم شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع العوام)

* قال شيخ المفسرين أبو جعفر الطبري: "عليكم أنفسكم فأصلحوها واعملوا في خلاصها من عقاب الله، وانظروا لها فيما يقربها من ربها، فإنه لا يضركم من ضل" يقول: "لا يضركم من كفر وسلك غير سبيل الحق إذا أنتم اهتديتم وآمنتم بربكم وأطعتموه فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، فحرمتم حرامه، وحللتم حلاله"

 * قال الزمخشري: " كان المؤمنون تذهب أنفسهم حسرة على أهل العتو والعناد من الكفرة، يتمنون دخولهم في الإسلام، فقيل لهم عليكم أنفسكم وما كلفتم من إصلاحها، والمشي بها في طريق الهدى لا يضركم ضلال غيركم عن دينكم إذا كنتم مهتدين.


/ (تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله)

الصلاة تنهى عن المنكر ومن ضمن هذه المنكرات الكذب.


/ (وارزقنا وأنت خير الرازقين)

 سئل أحد العُباد لما وُصف الله بخير الرازقين؟ فقال: "لأنه إذا كفر أحد لا يقطع رزقه.


/ مما يعينك على الخشوع في الصلاة ترديد الأية حتى لو بقيت تردد آية واحدة فقط في تلاوتك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة بآية (إن تعذبهم فإنهم عبادك)


/ (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) لن يصمد يوم القيامة إلا الصادقون.


/ تذكّرُ أن أصلك من طين أفضل ما ينزع من قلبك بذرة الكبر الدفين.


/ (فأهلكناهم بذنوبهم)

الخلاصة في كلمتين الذنوب مهلكة (فأهلكناهم بذنوبهم) ، (فكل أخذنا بذنبه ) ، (فأخذهم الله بذنوبهم)

* ليس في القرآن تكرار بل تذكير للأبرار، وترديد للاعتبار.

* العذاب ينزل بالأوزار ويرتفع بالاستغفار قال الله تعالى (فأهلكناهم بذنوبهم)


/ (كتب على نفسه الرحمة)

 سبحان من ألزم نفسه بما فيه خير عباده، لطف ما بعده لطف، رحمته بك سابقة على خلقه لك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق رحمتي سبقت غضبي)

* كان أبو العالية إذا دخل عليه أصحابه يرحب بهم ثم يقرأ (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة).


/ (قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله)

 المالك الحقيقي يذكرك أن كل ما في يديك ملك له، وهو معار لك فترة حياتك ثم يسترده.

 *دعوة للمسرفين على أنفسهم والغارقين في بحار اليأس والظانين بالله ظن السوء.


/ (إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)

قالها صلى الله عليه وسلم لمن ساومه على دينه فقلها اليوم إن واجهك نفس الموقف.

* عجبا أن يخاف من عاقبة الذنب نبي معصوم ولا يخاف منه إنسان جهول ظلوم.


/ (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو)

ومن أعظم الضر حجاب العبد عن رب العالمين، وهو أشد وأخزى من عذاب الجحيم.

* إذا سكن قلبك إلى الله لم تخف غيره، ولن ترجو سواه، فلتطمئن قلوب أولياء الله ومن ضاقت بهم السبل من عباده الصالحين.

قال ابن القيم: "والتحقق بمعرفة هذا يوجب صحة الاضطرار، وكمال الفقر والفاقة، ويحول بين العبد وبين رؤية أعماله وأحواله، فهو الذي يمس بالضر الله، وهو الذي يكشفه فمسه بالضر لحكمة، وكشفه الضر لرحمة.


/ (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله) هذه الآية من أسباب رجوع العبد إلى ربه بالكلية.


/ (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ)

قال محمد ابن كعب القرظي: (لأنذركم به ومن بلغ) قال: "من بلغه القرآن فكأنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأ (ومن بلغ أئنكم لتشهدون)" وقال أيضا: "من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله عز وجل".


 / (إنه لا يفلح الظالمون) سيبقى ظلم الظالمين سدا منيعا حائلا بينهم وبين فلاحهم أو توفيقهم.


/ (ثم نقول للذين أشركوا مكانكم) احتجاز إلهي قصري، إلزموا أماكنكم ولا تبرحوها حتى تعرفوا ما يُفعل بكم ويقضي الله في أمركم.


/ (فزيلنا بينهم)

أي فرقنا بين العابدين والمعبودين، وهو من الزوال أي ذهاب الشيء واختفاؤه. وقال (زيلنا) ولم يقل (فرّقنا) لأن التفريق معه بقية أمل في الاجتماع، أما التزييل فهو غروب إلى الأبد وهو ما يزيد من وحشة المشركين حين يقاسون العذاب وحدهم.


/ (قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) ويحكم اسكتوا حتى بين يدي الله تحلفون كذبا.


/ (انظر كيف كذبوا على أنفسهم)

 يبرر المرء معصيته ليتهرب من عواقبها ولذلك يلتمس النجاة بأي صورة ولو بالكذب على نفسه.


/ أعظم عقوبة أن يُحال بينك وبين فهم كلام الله (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه)


/ آية قتلت علي ابن الفضيل ابن عياض، وسُمي بها قتيل القرآن هي (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد) مجرد أول نظرة إلى النار جعلت صاحبها يتمنى الرجوع للدنيا لفعل الخير، فكيف يكون الحال بعد دخول النار، ومقاساة العذاب؟


/ (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون)

 ليكن حزنك على ما فات من آخرتك أضعاف حزنك على ما فات من دنياك وإلا ما كنت عاقلا.


/ (أفلا تعقلون) من لزم التقوى زهد في دنياه وهانت عليه مصائبه لأن الله تعالى قال ( وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون).


/ (قد نعلم إنه ليحزُنك الذي يقولون)

 تعزية من الله وتسلية لنبيه، فسر في حياتك على هذا النهج الرباني مع كل مصاب.

* انظر شدة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن تستجيب له أمته، وهكذا قلب كل داعية عليه أن يكون رؤوفا رحيما بأمته.


/ (ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)

الظلم: نقل حق إلى غير مستحقه، وأبشع أنواع الظلم الشرك لأنه نقل حق الذات الإلهية المستحق وحدة للعبادة إلى غير مستحق لها.


/ إذا بلغ أعداء الحق درجة تكذيب أهله وإيذائهم، فهذه علامة قرب النصر بشرط أن يحققوا الصبر (فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصونا).


/ (إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون) المستجيب للحق حي ولو كان أصم وأبكم وأعمى، والمعاند ميت ولو كان تامّ الحواس.

*من فقد سماع القلب لأوامر ربه حُرم التوفيق في سائر أمره، والمقصود به سماع الاعتبار.

/ (ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) كل الحيوانات تعرف الله وتحمده وتسبحه (ولكن لا تفقهون تسبيحهم)


/ (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون)

قال داود عليه السلام: "سبحان مستخرج الدعاء بالبلاء، وسبحان مستخرج الشكر بالرخاء"

*مر أبو جعفر محمد ابن علي بمحمد ابن المنكدر وهو مغموم فسأله عن سبب غمه؟ فقيل له الدين قد فدحه، فقال أبو جعفر: أفُتح له في الدعاء؟ قيل: نعم. قال: لقد بورك لعبد في حاجة أكثر منها من دعاء ربه كائنة ما كانت.


/ (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم)

 قسوة القلب هي التي تكبل العبد عن بلوغ هذه المنزلة العظيمة، منزلة الضراعة والتمرغ في تراب العبودية، فإذا حُرمت من التضرع فاعلم أن في قلبك قسوة، وعلاجها كثرة الذكر والاستغفار.

*إذا قسى قلب العبد بالذنوب حُرم التضرع بين يدي علام الغيوب (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم)


/ (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء) فتح أبواب الدنيا على العبد قد يكون استدراجا ومقدمة عقوبة سماوية.

*من أعظم الاستدراج أن يتابع عليك نعمه وأنت مقيم على معاصيه.

/ سنة الاستدراج، في الحديث (إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا  أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)


/ تمادي الظلم وطغيان الظالم مؤذن بقطع دابره واجتثاثه من جذوره (فقطع دابر الذين ظلموا).


/ (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم)

 قال ابن الجوزي: "يعاقب الإنسان بسلب معاني تلك الآلات فيرى وكأنه ما رأى، ويسمع وكأنه ما سمع، والقلب ذاهل عما يتأذى به، ولا يتفكر في خسران آجلته، لا يعتبر برفيقه، ولا يتعظ بصديقه، ولا يتزود لطريقه، وهذه حالة أكثر الناس، فنعوذ بالله من سلب فوائد الآلات، فإنها أقبح الحالات".


/ تقوى الله لا بد أن يتبعها إصلاح العمل (فمن اتقى وأصلح).


/ (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا)

الإنذار والإعلام بمواضع الخوف، وإنما خص الخائفين بالإنذار لأن الإنذار للذين يخافون إنذار نافع، خلافا لحال الذين ينكرون الحشر والخوف علامة الإيمان، فخوف الحشر يقتضي الإيمان بوقوعه.


/ (يدعون ربهم بالغداة والعشي)

تخصيص الغداة والعشي بالذكر إشعار بفضل العبادة في هذين الوقتين لأنهما محل الغفلة والاشتغال بالأمور الدنيوية.


/ كم في واقع الأمة اليوم من بشائر يراها المتشائمون خسائر ومن أعظمها تمايز الصفوف وانكشاف الباطل (ولتستبين سبيل المجرمين)


/ (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها) فكيف بدمعة مؤمن، وزفرة مكروب، ودعوتي مظلوم.

*قال ابن عباس: "ما من شجرة في بر ولا بحر إلا ملك موكل بها يكتب ما يسقط منها"


/ (إلا في كتاب مبين) سجّل الله فيه كل أحداث الكون، فإذا جاءت الأحداث كانت موافقة لما سجله الله قبل آلاف السنين.


 / قال الله للمشركين (قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب) فعجب لبعض المؤمنين كيف يتسرب اليأس إلى قلوبهم.


/ من عقوبة الله للظالم أن يسلط عليه ظالما آخر ويكفي الله المؤمنين شرورهما (أو يلبسكم شيعا ويُذيق بعضكم بأس بعض)


 / (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم) 

* قوة مناعة قلبك لا تبرر لك الإقامة في بؤر الفساد أو الوباء.

* الإعراض سلاح من أسلحة المؤمنين،لأن الالتفات لهؤلاء ومناقشتهم يذكي نار جدالهم وحماستهم.


/ (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا، فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره)  بهذا التوجيه الإلهي يتم وأد الباطل في مهده، ويسلم المجتمع من شره.


/ (وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت)

الإبسال هوالإسلام إلى العذاب أو السجن والارتهان، والمعنيان صحيحان.

* نفسك الأمارة بالسوء قد تؤدي لحبسك غدا، وتسلمك إلى العذاب والهلاك بسوء كسبها.


/ (الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعب)

الأفكار المتعلقة بالشعائر الدينية وأمور العقيدة ليست مجالا للتسلية أو الفكاهة والسخرية، هذا خط أحمر.


/ (له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا)

* الهالك هو من لم يكن له أصحاب يدعونه إلى الهدى ويقولون له ائتنا.

*من أعظم أسباب النجاة من الضلال والتمتع بالهداية وجود الأصحاب الصالحين.


/ (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)

 لاحظ تكرار النفي وذلك لأن رضا اليهود غير رضا النصارى ، فلو صادفت رضا اليهود فلن ترضى عنك النصارى، ولو صادفت رضا النصارى فلن ترضى عنك يهود.


/ هل جربت النظر إلى السماء في ظلمة الليل لتتفكر في ملكوت السماوات والأرض؟ إنك إن فعلت لزاد يقينك بربك (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين)


/ (لئن لم يهدنِ ربي لأكونن من القوم الضالين)

لا تظن هدايتك أو التزامك بتعاليم دينك قد حدث بفضل إمكاناتك وذكائك، لا يهدي إلى الله إلا الله.


/ (أتحاجوني في الله وقد هدان)

كيف أترك ما ثبت بالدليل القاطع الموجب للهداية، وألتفت إلى حجتكم الضعيفة وكلماتكم الباطلة. 

* ناقش عدوك بالمنطق.


/ تأملت فوجدت أن الحياة الآمنة لا توجد إلا مع انعدام الظلم (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) فكل الظالمين غير آمنين وإن تترسوا بالحرس والعتاد.


/ (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن)

* كلما زاد إيمانك زاد أمانك.

* الأمن منحة ربانية لا يستطيع بشر أن يوفرها لك.


/ ( نرفع درجات من نشاء)

* كان يزيد بن أسلم يقول في هذه الآية "إنه العلم يرفع الله من يشاء به في الدنيا"

* ( نرفع درجات من نشاء) هي إجابة على سؤال لماذا يرفع الله بعض الناس دون بعض؟ فالله يعلم من يستحق ومقدار استحقاقه، وذلك بحسب علمه وحكمته.

 * قال الشعبي: "العلم ثلاثة أشبار، فمن نال منها شبرا شمخ بأنفه وظن أنه ناله، ومن نال الشبر الثاني صغرت إليه نفسه وعلم أنه لم ينله، وأما الشبر الثالث فهيهات، لا يناله أحد.

*قال ابن تيمية: "فرفع الدرجات والأقدار على قدر معاملة القلوب بالعلم والإيمان، فكم ممن يختم القرآن في اليوم مرة أو مرتين، وآخر لا ينام الليل، وآخر لا يفطر، وغيرهم أقل عبادة منهم وأرفع قدرا في قلوب الأمة، وذلك لقوة وصفاء المعاملة، وخلوصها من شهوات النفوس".


/ أثنى الله على ثمانية عشر نبيا في سياق واحد ثم ختم ثناءه عليهم بقوله (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون)

الشرك ذنب لا يغفر ولو كان من أشرف الخلق.


/ (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين)

دعوة الله سائرة والشرف لمن حملها، فإن تخلى عنها قوم أقام الله لها أقواما آخرين.


/ (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)

جاء الأمر باتباع الهدى للمهتدين، فالفتنة لا تؤمن على حي، فاجعل دائما ولاءك للفكرة لا للأشخاص.


/ (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء)

عن ابن عباس قال: قالت اليهود: والله ما أنزل الله من السماء كتابا، فنزل قوله تعالى (وما قدروا الله حق قدره).


/ (كتاب أنزلناه، مبارك)

* تعلق بالقرآن تجد البركة.

* قال ابن تيمية: "وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن"

* البركة أن يعطي الشيء أكبر من حجمه المنظور، وبركة القرآن واضحة، فلو قسنا حجم القرآن بحجم الكتب الأخرى لوجدنا حجم القرآن أقل ومع ذلك فيه من الخير والبركات والتشريعات والمعجزات والأسرار ما تضيق به مئات الكتب.


/ (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة)

* وحيدا طول إقامتك في قبرك، ثم في خمسين ألف سنة هي يوم حشرك، وليس معك حينها سوى عملك.

* قال الشيخ علي الطنطاوي عن سر شجاعته في قول الحق "إني لأتصور الآن ملوك الأرض وقد خرجوا من قبورهم حفاة عراة منفردين فأتعظ، فأقول من فوق هذا المنبر ما ينفعني في ذلك اليوم لا ما يفيدني اليوم، ومن تصور هذا لم يعد يبالي بأحد".


/ (فالق الإصباح )

إن الذي يزيح ظلمة الليل كل يوم بانفلاق الصبح، قادر على تفريج كربك، وتسريع فرجك، وتيسير أمرك.


/ (والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه) ما الفرق بين المشتبه والمتشابه؟

الاشتباه في الشكل، والتشابه في الطعم، فالشكل واحد والطعم مختلف.


/ (وليقولوا درست)

وفي الكلام حذف تقديره (ولألا يقول أهل مكة جهالة وسفاهة أنك درست على يد أهل الكتاب) وفي قراءة (دارست) أي أهل الكتاب ثم أتيت بهذا القرآن.


/ (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فسبوا الله عدوا بغير علم)

* حين تكون مهذبا في كلامك فأنت تصون دينك عن عبث العابثين، وكلمات الجاهلين.

* ليس مطلوبا فقط أن تفعل ما تراه صحيحا، بل لا بد أن لا يؤدي فعلك الصحيح هذا إلى مفسدة أكبر.


/ (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة)

* قال ابن القيم: "من عُرض عليه حق فرده ولم يقبله عوقب بفساد قلبه وعقله ورأيه"

* قلبك متقلب وأمره ليس بيدك، فتقرب لربك ليقرب قلبك إلى ما ينفعه، ويبعده عما يضره.

* لما احتضر أبو الدرداء جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا… لمثل يومي هذا ؟ لمثل ساعتي هذه؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ ثم يقول (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة)

* احذر أن يعاقبك على تثاقلك عن اتباع الحق أول مرة بأن يقلب فؤادك وبصرك فلا تهتدي للحق، أو تهتدي له ولا تقدر على الاستجابة له ولو حرصت.

___________________________________________
اقرأ المزيد...