أ.ضحى السبيعي
- الجزء السابع :
/ قال النبي صلى الله عليه وسلم « إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ، فإنما هو استدراج » ثم تلا { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [رواه أحمد] . قال قتادة : بغت القوم أمرُ الله ، وما أخذ الله قوماً قط إلا عند سلوتهم ونعمتهم وغرتهم . فلا تغتروا بالله .
/ { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ } كما رفعنا درجات إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرة فإن العلم يرفع الله به فوق العباد درجات خصوصا العالم العامل المعلم، فإنه يجعله الله إماما للناس بحسب حاله، تُرمق أفعاله، وتُقتفى آثاره ويُستضاء بنوره ويُمشى بعلمه في ظلمة ديجوره. [السعدي-رحمه الله-] . اللهم إنا نسألك علماً ينفعنا وعملاً يرفعنا .
/ {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ}.. كلما كنت أكثر توحيداً لله اطمأن قلبك ، وكلما ابتعدت عن الله ازدادت الحيرة في قلبك ..
/ { قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ، {فاعتبروا يا أولي الأبصار} هكذا وجب عليك أن تقرأ آية آية، اقرأ وتدبر ثم أبصر، عسى أن ترى ما لم تر، وتدرك من حقائقه ما لم تدرك من قبل، فتكون له متدبرا. [د.فريد الأنصاري]
- الجزء الثامن :
/ {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "أيُّ صلاح للعالم إذا عُدم الروح والحياة والنور؟ والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة، وكذلك العبد ما لم تشرق في قلبه شمس الرسالة، ويناله من حياتها وروحها فهو في ظلمة، وهو من الأموات"..
/ { وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} وذكر الطمع- الذى هو الرجاء-لأن الدعاء مبني عليه فإن الداعي ما لم يطمع في سؤاله ومطلوبه لم تتحرك نفسه لطلبه إذ طلب ما لا طمع فيه ممتنع . [ابن القيم، بدائع الفوائد(3/523)] .
/ { قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ } لا يليق بكماله وحكمته أن يأمر عباده بتعاطي الفواحش لا هذا الذي يفعله المشركون ولا غيره { أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } وأي: افتراء أعظم من هذا . نعوذ بالله من شر ذلك.
/ { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ...} دلت الآية على أنه لا يستدل على الحق بكثرة أهله، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكون غير حق، بل الواقع بخلاف ذلك ،فإن أهل الحق هم الأقلون عدداً ،الأعظمون عند الله قدراً وأجراً ،بل الواجب أن يُستدل على الحق والباطل بالطرق الموصلة إليه. [السعدي-رحمه الله-]
/ { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق والأشكال والألوان وله الحكمة في ذلك سيسأل الله الغني عن شكره ، والفقير عن صبره..
جعلنا الله من الشاكرين في النعماء ، الصابرين في الضراء. [ابن كثير-رحمه الله-]
-----------
@afag-Tadabor
#مجالس_المتدبرين
فيس بوك : حلقة آفاق التدبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق