الأحد، 23 ديسمبر 2012

الحلال والحرام -1-



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد ..
 فنستعين الله - جل وعلا - في هذه الدروس المباركة في هذا الجامع المبارك جامع القاضي بمدينة الرياض ونقول : إن المفردتين اللتين سنتحدث عنهما إن شاء الله تعالى في لقائين متتابعين هما الحلال والحرام وهاتان المفردتان وردتا كثيرا جدا في كلام رب العالمين تبارك اسمه وجلّ ثناؤه ، وسنعمد إلى هاتين الحلقتين فنجعل في الجزء الأول منهما سردا عاما لقواعد دلّ عليها القرآن في ذكره للحلال والحرام ، أو قُل معارف عامة ، ونجعل اللقاء الذي بعده إن شاء الله تعالى لتفسير آيات ورد فيها ذكر الحلال أو ورد فيها ذكر الحرام نفصله إجمالا ونعرّج على ما تضمنته تلك الآيات من فوائد وعظات . فنقول مستعينين بالله تبارك اسمه وجل ثناؤه :
 ذُكر الحلال والحرام في القرآن ، بمعنى أنهما اثنان من التكليفات أو الأحكام التكليفية الخمسة ، فأهل الفقه يقولون أن الأحكام التكليفية خمسة وهي : (الحرام والمكروه والمندوب والواجب والمباح) ، فهذه الخمس هي الأحكام التكليفية ، قال الله - عز وجل  -في سورة النحل : (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ) فالمراد هنا بقول الله جل ذكره (هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ) ..أحد الأحكام التكليفية الخمسة ، حرام يقابله مباح ، مكروه يقابله مسنون ، وواجب في الوسط . هذا التقعيد الأول .
 لكن لا يعني ذلك أن مفردة حلال وحرام لا تُطلق إلا في الأحكام التكليفية كما هو شائع عند كثير من الناس ، الحرام في اللغة أصلا بمعنى الممنوع ، وهذا المنع قد يكون تسخيريا ، أي لا يُصبح لأحد قدرة فيه ولا يُراد قهره ، مثله : الله - جل وعلا - قضى أن موسى يولد في العام الذي فيه قتل ثم إن أمه خافت عليه فألقته في اليم ، ثم أعاد الله موسى إلى أمه بعد أن كان فرعون يبحث عن مرضعة له، فاستدعى المراضع حتى يلقموا أثداءهن موسى فقال رب العزة : (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ). قلنا في دروس سلفت كثيرا أن هذا تحريم منعي لكنه منع أو تحريم تسخيري لا يُراد منه قهر موسى . إذا عندما أقول ليس قهرا إذا عقلا لا بد أن يكون هناك نوع من الحرام يُراد به القهر، هنا لا يُراد به القهر هذا تحريم تسخيري ، لكن يوجد نوع من الحرام من المنع يُراد به القهر ، الله - جل وعلا - يقول كما أخبرنا به القرآن في سورة المائدة أن موسى دعا قومه للجهاد وأن قومه قالوا له اذهب أنت وربك فقاتلا ، فشكى إلى ربه فقال : (رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) .. ماذا قال الله له كما قال ربنا في القرآن ، قال (فَإِنَّهَا) أي "أريحا" الأرض المقدسة التي طولبوا بأن يدخلوها قال ( فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ). الآن أنا أخذ لفظ (محرمة) وأنظر إليه ما المراد بأنها محرمة عليهم ؟ هو منع لكن ليس تسخيريا إنما المراد قهرهم ، لماذا أراد قهرهم؟ ، لأن بني إسرائيل حاولوا أن يخرجوا لكن ما كان لهم أن يخرجوا ، فالمنع هنا منع قهري أراده الله ، والمنع القهري لا يتعلق به لا ثواب ولا عقاب . لماذا لا يتعلق به لا ثواب ولا عقاب ؟ لأنه هو في نفسه عقاب أصلا ،  لا يستطيعون أن يخرجوا ، وأرض سيناء التي تاه فيها بنو إسرائيل يسيرة ومع ذلك مكثوا أربعين سنة لا يستطيعون أن يخرجوا منها . حتى تفهم ، تفقه ، تدرك ،-وأنت كذلك بحمد الله- أن المراد منع قهري ، نظيره في الآخرة أن الله - جل وعلا - قال (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ) .. ماذا كان جواب أهل الجنة ؟ قالوا (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا) «الجنة والماء» (عَلَى الْكَافِرِينَ)  أو قل الطعام والشراب على قول بعض أهل العلم ، لكن فلنقل على ظاهر القرآن الماء والشراب بدليل أن الله قال (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) ، ما معنى حرم؟.. مَنَع ، ليس المقصود أنه حرم كلّفه بأنه محرم وقال له إذا لم تأته أُثيبك .. لا ، المقصود منع ولكن من أي أنواع المنع ؟ منع قهري أي ما كان لمشرك أن يدخل الجنة وما كان لمشرك - عياذا بالله - أن يشرب الماء ، وما كان لبني إسرائيل أن يخرجوا من أرض الدين فهذا منع قهري وهذا نوع من أنواع الحرام المذكور في كلام رب العزة جل جلاله .
 كذلك ورد الحرام بمعنى يقع ..يُمنع فيه ما لا يمنع في غيره فمثلا قال الله عز وجل : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) ..والمراد حرم مكة ،حدود حرمها ، فمكة حرم ومِنىً حرم ومزدلفة حرم لكن عرفة حِل ، ومعنى أن مكة حرم ومنى  حرم وهي كلها من الحرم (مزدلفة ومنى) وعرفة حِل أنه يُمنع في مكة ما لا يُمنع في عرفة ، واضح؟ هنا لا يوجد منع قهري ولا يوجد منع تسخيري لكن يوجد وصف يترتب عليه أحكام ، فلما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مكة حرم لا يُعضد شوكها ولا يُنفّر صيدها ، في حين أنك لو وجدت الشوك أو الصيد في عرفات جاز لك أن تنفّره وأن تصيده والشوك أن تعضده ، فيُمنع فيها ما لا يُمنع في غيرها . ولا يوجد حرم بمعنى حرم ممنوع شرعا إلا موضعان مكة والمدينة ، قال عليه الصلاة والسلام (إنني أُحرم المدينة كما حرم إبراهيم مكة) ، وقال (المدينة حرم من عَير إلى ثور) ، وقال (مابين لابتيها حرام) واللابتان الحرة الشرقية والغربية ، وعَير جبل في جنوب المدينة مستوٍ أعلاه ولهذا سمي بالعير لأنه أشبه بظهر الدابة المعروفة ، وثور اُختلف فيه وهو ظاهر الأمر أنه شمال المدينة قيل خلف أحد وقيل موازٍ له، وليس المقام مقام تفصيل لكن المراد المقصود بيان الحرم. الناس يقولون أن المسجد الأقصى ثالث الحرمين هذا من باب التغليب ، من باب القبول في اللغه واسعا ، يُقال مجاز ، لكن أرض المسجد الأقصى أرض مقدسة ومباركة بنص القرآن والله قال عن أرض سيناء ، عن الطور (إنك بالوادي المقدس) وكونه مقدس لا يعني أنه حَرَم ، وقال عن وادي العقيق وهو في المدينة - صلى الله عليه وسلم - (أتاني آت من ربي فأمرني أن أصلي ركعتين في هذا الوادي المبارك)  فسمي وادي العقيق وادٍ مبارك ، والعلماء مختلفون عن وادي العقيق من الحرم أو من الحل وإن كنت أذهب انه من الحل والعلم عند الله ، والمقصود هنا بيان مفردة الحلال والحرام في كلام رب العالمين جل جلاله .
كما وردت في الأماكن وردت في الأشهر :(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ) وقال - جل وعلا - : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) فشهر حرام وبقية الشهور غير حرام ، حِل . قال لبيد بن ربيعة في معلقته :
 حججٌ خلونَ حلالها وحرامها - حِجج خلون يعني سنين مضت خلت مضى -
حججٌ خلونَ حلالها وحرامها ** منها الأشهر الحلال والأشهر الحرم
إذا العرب كانت تعرف الأشهر الحرم قبل الإسلام ، قال ربنا : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ) فكانت العرب تعرف الأشهر الحرم ثلاثة سرد، متتابعة (ذو القعدة، ذو الحجة، محرم) ، وواحد فرد وهو رجب كانوا يكثرون فيه التقديم والتأخير إلا أن قريش كانت من مٌضَر ومُضَر تعظم رجب لا تُبدل . يعني النسيء تقديم وتأخير يعني زيادة لم يكونوا يأتونه فقال - صلى الله عليه وسلم - لما ذكر الأشهر الحرم قال : (ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب مُضَر الذي بين جمادى وشعبان) حتى لا يُخطئ فيه أحد (ورجب مٌضر الذي بين جمادى وشعبان) . لما قال - عليه الصلاة والسلام - : مُضَر ، من يقابل مضر ؟ .. ربيعة ، وربيعة ومضر أبناء عمومة لكن النبي - عليه الصلاة والسلام - من مُضَر، كان من مُضَر ، لكن ربيعة ومضر كلهم يفيئون إلى عدنان ، وعدنان ينتهي نسبه عند إسماعيل ، وإسماعيل ابن خليل الله ابراهيم ، إذا الجِذِم ، الأصل ، خليل الله إبراهيم وضع إسماعيل عند الكعبة - الآن دخلت على التاريخ قليلا تحملني - ، وضع إسماعيل عند الكعبة ، إسماعيل تزوج من قبيلة جُرهُم ، جُرهُم قادمة من اليمن، من قحطان ، فتزوج منهم ولهذا بعض المؤرخين - جُلُهم - يقول أن عدنان قبيلة عربية مستعربة ، فتزوج من جرهم إسماعيل عليه السلام وأخذ العربية منهم ، ثم مازال يتناسل أبناؤه ، لكننا نجهل - ليس بين أيدينا من إسماعيل إلى عدنان وأنت نازل لا نعلم - ، لكن قطعا أن عدنان من ولد إسماعيل ثم من عدنان جاء النسب حتى انتهى إلى أن انقسم بين مضر وربيعة فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - من مضر ، ولهذا قالوا - ولا أدري إن كنت قلت في أعوام سابقة أو لا - جرير شاعر أموي معروف له خصوم فقال يهجو خصومه: مضريٌ أبي وأبو الملوك فهل لكم ** ياخِزر تغلِب من أب كأبينا
هذا ابن عمي في دمشق خليفة ** لوشئت ساقكم إليّ قطينا.
 تغلب قبيلة عربية حرة معروفة لكنهم من ربيعة ليسوا من مضر ، والأخطل شاعر نصراني ،شاعر عربي لكنه نصراني ، وكان عبد الملك - الخليفة الأموي - يُجِلُّ الأخطل لأنه كان يدافع عن بني أمية ..
 شمس العداوة حتى يُستقاد لهم ** وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا .
 هذا يقوله الأخطل في مدح بني أمية . الذي يعيننا كان عبدالملك وإن كان منشغلا بالمُلك إلا أنه كان يفقه في الأدب والشعر كثيرا فقال جرير يهجو الأخطل :
 "مضريٌ أبي وأبو الملوك" يعني أنا من مضر أبي وأبو أمير المؤمنين الذي يحكم في دمشق من ماذا ؟ من مضر .. "أبي وأبو الملوك" يعني أبناءه أولياء عهد "فهل لكم " الآن يُعير الأخطل "يا خزر تغلب من أب كأبينا" ..
"هذا ابن عمي" يقصد أننا نجتمع في مضر في دمشق عاصمة مُلك بني أمية وتسمى غير دمشق تسمى جِلّق ، قال حسان رضي الله عنه :
 لله در عصابة نادمتهم يوما ** بجِلّق في الزمان الأول .
المهم لا أضيعكم معي نعود إلى عاصمة بني أمية قال :
 هذا ابن عمي في دمشق خليفة لو شئت - يعني لو أردت لو ابتغيت - ساقكم إليّ قطينا ، يعني أنتم يامعشر تغلب ابن عمي يسوقكم قطين تعني جمع رَكْب ، قال عبد الملك لما سمع البيت : والله مازاد وسبه سبة لا تليق بأسماعكم ولا بالمسجد ، قال : مازاد كذا وكذا إلا أن جعلني أجيرا عنده .. أنا أمير المؤمنين ويقول لي ساقكم ، لو قال "لو شاء" وليس "لو شئت" ، جرير قال لو شئت يعني لو أردتُ أنا كان هذا الخليفة يأتي بكم بين قدميّ ، قال : أصبحتُ أجير عنده ، لكن والله لو قال "لو شاء" لسقتهم إليه كما قال ، واضح الآن.. فأحيانا يكون الإنسان صاحب صنعة مُتقن لها لكنها لا تمنعه من أن يفقه أشياء أُخر وهذا يُعين على الحياة مع الناس ولن يبلغ أحد أن يفقه كل شيء مُحال وإن كان الناس يقولون "ليس على الله بمستكثر أن يجمع العالم في واحد" ، لكنه بيت فيه المبالغة الشيء الكثير ، لكن المقصود على الأقل الإنسان يعرف أطراف الأشياء وما لا يعرفه يستشير فيه من يعرف ، العرب تقول "أعطي القوس باريها" ، الآن هذا بيت شعر أعطي القوس باريها ومن حيث النحو هو خطأ والصواب يقول "أعطي القوس باريَها " منصوبة تظهر عليها الفتحة لكن جاءت في بيت شعر للضرورة الشعرية ، قال الشاعر :  "باريها" فأصبح المثل يُنقل كما هو .
 نعود لما نحن فيه، والله انا ما أدري من أين انطلقت لكن يأتي بها الله .
 قلنا كما المكان يكون حراما يكون الأشهر حراما والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) هذا ما يتعلق بالمكان ومايتعلق  بالزمان  .
 ما يتعلق بالمكان كذلك تأتي مسألة فقهية وهو أن الله كتب لنا تعبدا له الحجّ والعمرة ، الحجّ والعمرة يجمع فيها الحاج والمعتمر ما بين أن يطأ الحِل ويطأ الحرم ، أما العمرة فلا تؤدى إلا في المسجد الطواف والسعي بين الصفا والمروة فأين الحل ؟.. الميقات ، أنت تأتي من الميقات والميقات حِل وتأتي من الميقات إلى مكة إلى البيت وأنت مُحرم فأنت تُحرم قبل الدخول للبيت واضح الآن . تبقى مسألة دقيقة عند الفقهاء وهي مسألة أهل مكة يجمعون ما بين الحِل والحرم في الحج هذا واضح ، كيف واضح ، يذهبون إلى عرفات ، لا يوجد حجّ بدون الوقوف بعرفة ، وعرفات حِل فأمر الحجّ مقضي بالنسبة لمكة ، بقينا في العمرة فمن تمسك بعموم حديث ابن عباس أن أهل مكة يحرمون من بيوتهم من مكة أصبح لا يجمعون بين الحِل والحرم ، وقال جمهور أهل العلم - وهو الصحيح إن شاء الله - أنهم لابد أن يخرجوا إلى الحِل واحتجّ القائلون بأنهم لابد أن يخرجوا للحل بدليلين :
 الدليل الأول : أمر النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الرحمن أخو السيدة عائشة لما طلبت منه عائشة أن تعتمر أن يخرج بها إلى الحِل وهو ما يُعرف الآن بالتنعيم واضح هذا ، أجاب الأولون قالوا هذا ما فيه دليل لأن عائشة ليست من أهل مكة عائشة آفاقية - آتية من بعيد - رد الآخرون قالوا الدليل في نفسها ، قلنا أين الدليل قالوا من لم يكن له ميقات فميقاته من ميقات غيره وهي لما كانت في مكة أصبح ميقاتها ميقات أهل مكة ،هذا دليل من الأثر ، باقي دليل من النظر ، فيه دليل من الأثر ودليل من النظر ، قالوا الدليل من النظر ما يُعرف عند الأصوليين بالاستقراء - الاستقراء : أن تأتي للمسألة المختلف فيها وتضعها جانبا ثم تأتي بشبيهاتها فإذا انطبق شيء على الأجزاء كلها إلا الجزء المتبقي الذي فيه الخلاف يجب إمرار الكل عليه وإن هذا الذي أمررته جاء على بعضها واختلف  في بعضها لست ملزما ، لا تلزم غيرك بأن ينطبق على الباقي ، واضح ، فهؤلاء لما لجؤا إلى الاستقراء وجدوا أن الحج بأنساكه الثلاثة القِران والإفراد والتمتع والعمرة للآفاقيين وهي الأربعة الأحوال المفقودة والخامسة عمرة مكة كلها ينطبق فيها الجمع بين الحل والحرم ، قالوا لا وجه إذا لإخراج أهل مكة من مكة فلابد يحرموا من الحل ليس شرطآ من التنعيم ، لكن التنعيم أقرب الحل.
خاتمة الأمر : أن تعلم وهذا حررناه كثيرا
 المسجد الحرام حرم  للكعبة.
 ومكة حرم للمسجد الحرام
وجزيرة العرب حرم لمكة
 والحمدلله أن الله أفاء على جزيرة العرب بما نحن فيه من الأمن والإيمان والدولة المباركة وتحكيم الشرع ، ويعرف هذا من قرأ تاريخ الأمم سابقا ولاحقا يدرك أي نعمة نحن فيها لكن الله أعزنا بالإسلام فلا ينبغي لأحد ينتسب إلى هذه البلاد أن يسعى ولو مثقال ذرة أن يحيد بها عن الإسلام لأن الحيدة عن الإسلام عياذا بالله تعني زوال كل نعمة . أدام الله على بلادنا أمنها وإيمانها وصلى اللهم على محمد وآله والحمد لله رب العالمين.
------------------------------------
الشكر موصول لمن قامت بتفريغ الحلقة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق