الأحد، 23 ديسمبر 2012

تقديم الإناث على الذكور في قوله تعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ)

/ قدم الله الإناث لأنهن حظ الآخرة ، ولأن الأب تحمل عبأهن طوال عمره بخلاف الإبن فالأمر فيه أخف وأسمح، فقدمهن لأنهن حظ الآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من عال جاريتين حتى تدركا فأحسن إليهن كن له حجابا من النار).
 ثم ثنا بالذكور وعرفهم، قالوا عرفهم لكمالهم بينما الإناث نكرهن وقدمهن، قدمهن لأنهن حظ الآخرة ونكرهن لضعفهن. والذكور أخرهم لأنهم حظ الدنيا وعرفهم لقوتهم .
 وختم الآيتين بـأنه (عَلِيمٌ قَدِيرٌ) وهنا يأتي الجمع بين صفتي العلم والقدرة في آيات الخلق لأن الخلق ركناه العلم والقدرة.
 من اللطائف أيضا: أن ابن العربي أنكر الخنثى المشكل مستدلا بالآية.
 فرد عليه ابن عطية : أن المشكل في حكم النادر والنادر لا حكم له ،فإغفاله ليس لأنه غير موجود ، وإنكاره مخالفة للحس لأنه واقع.[1]

/ بدأ سبحانه بذكر الإناث فقدم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدوهن فقال الله هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي عند الذكر . وتأمل كيف نكر سبحانه الإناث وعرف الذكور فجبر نقص الأنوثة بالتقديم وجبر نقص التأخير للذكور بالتعريف فإن التعريف تنويه والله أعلم بالمراد من ذلك .[2]
------------------------------------
1- برنامج بينات لعام 1428هـ
2- ملتقى أهل النفسير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق