تفسير سورة البقرة: من الآية (٤١) (وآمنوا بما أنـزلت مصدقا لما معكم…)
🎧 لسماع الدرس من موقع الشيخ
ت/ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وأصلح لنا إلهنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. اللهم يا ربنا يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام فقهنا أجمعين في الدين، وعلمنا يا ربنا التأويل أما بعد: لا نزال مع هذه الآيات المشتملات على وصايا الله جل وعلا لبني إسرائيل وقد صُدرت هذه الوصايا بقوله جل وعلا (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) وعرفنا أن تصديرها بذلك فيه تحريك لنفوس هؤلاء المخاطبين بهذا الخطاب وبهذه الوصايا فكأنه يقال لهم يا نسل هذا العبد الصالح المطيع لله عز وجل كونوا مثله مقتدين به، مؤتسين به، متقين لله عز وجل، عاملين بأمره (اذكروا نعمة الله عليكم)، ثم أوصاهم جل وعلا بجملة من الوصايا قال:
● (وآمنوا) أي: يا بني إسرائيل
(بما أنزلت مصدقا لما معكم) أي التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، (آمنوا بما أنزلت) أي القرآن الكريم المنزل على محمد صلوات الله وسلامه عليه.
(مصدقا لما معكم) أي مصدقا للتوراة، ومصدقا للإنجيل، ومصدقا لما بين يديه من كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى، قد جعل الله عز وجل القرآن خاتمة الكتب المنزلة، وجعله حاكما عليها كلها (ومصدقا لما بين يديه من الكتاب) فما حكم القرآن بصدقه فهو الصدق، وما حكم القرآن بأنه هو الحق فهو الحق، وما حكم القرآن بأنه باطل فهو الباطل، فالهيمنة للقرآن. (مهيمن) مصدقا لما بين يديه، ومهيمن أيضا عليه كما جاء في ذلك في سورة المائدة في ذكر الله عز وجل لصفة القرآن الكريم.
● قال (وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا) أي يا معاشر بني إسرائيل
(أول كافر به) أول كافر به مع أنه من المعلوم أن قريش فيهم عدد كبير جدا كانوا كفارا به فهم في أول الكفار به فما معنى قوله (ولا تكونوا أول كافرا به)؟
أي من جنسكم أنتم يا أهل الكتاب، يا أهل الكتاب أنزل الله عليكم كتابا وفي الكتاب المنزل عليكم جاءت البشارة بهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فلا تكونوا أول كافر به أي بهذا الرسول. هذا قول جماعة من المفسرين، (ولا تكونوا أول كافر به) أي بالقرآن المنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام. والقولان كل منهما ي يستلزم الآخر كما سيأتي معنا في كلام الشيخ رحمه الله، ولهذا فإن الحافظ بن كثير رحمه الله لما ذكر القولين قال: "وكلا القولين صحيح" يعني من قال إن المقصود أول كافر به أي بالقرآن، أو قال أول كافر به أي بالرسول عليه الصلاة والسلام، فكلا القولين صواب، كلاهما صحيح قال: "لأنهما متلازمان" لأن من كفر بمحمد عليه الصلاة والسلام فقد كفر بالقرآن، وأيضا العكس من كفر بالقرآن فهو كافر بمحمد عليه الصلاة والسلام، فهما متلازمان (ولا تكونوا أول كافر به) ولهذا الشيخ المصنف رحمه الله قال في تفسير الآية: "أي بالرسول والقرآن" جمع القولين، قال: " أي بالرسول و القرآن"
(ولا تكون أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) (تشتروا بآياتي) أي تستبدلوا بآياتي ثمنا قليلا أي : متاع الدنيا وإن كثُر، وإن كانت الدنيا كلها يُعطاها الإنسان فهي قليل في مقابل هذا الهدى والنور، والضياء والصلاح، والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "الثمن القليل الدنيا بحذافيرها" يعني لو كانت الذي سيعطاه الدنيا بحذافيرها هي ثمن قليل، باع دينه بثمن بخس ولو كان الذي أُعطيه الدنيا كلها.
قال (ولا تشتروا بآيات ثمنا قليلا وإياي) (وإياي) أي الزموا تقواي
(وإياي فاتقون) كونوا من المتقين لله عز وجل، وتقوى الله جل وعلا أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من سخط الله وعقابه وقاية تقيه وذلك بفعل الأوامر وترك النواهي، كما قال طلق بن حبيب رحمه الله: "تقوى الله عمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء ثواب الله، وترك لمعصية الله، على نور من الله خيفة عذاب الله".
● قال (ولا تلبسوا الحق بالباطل) تلبس الحق بالباطل أي تخلطه، تخلطوه به من أجل ترويج الباطل، وهذه الطريقة يسلكها أهل الباطل من أجل ترويج باطلهم، يمزجوا باطلهم بشيء من الحق حتى ينفق عند العوام وعند الجهال.
● قال (ولا تلبس الحق بالباطل وتكتموا الحق) كتمان الحق إخفاؤه، (وأنتم تعلمون) والحال أنكم تعلمون أن هذا القرآن حق، وأن هذا الرسول عليه الصلاة والسلام حق مرسل من رب العالمين بالهدى والنور، تعلمون ذلك وقد قرأتم ذلك في التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، وفي الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام، كلهم بشروا به صلى الله عليه وسلم، أنتم تعلمون ذلك، والواو في قوله (وأنتم تعلمون) حالية، أي: الحال أنكم تعلمون صدق الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن ما جاء به حق.
● قال (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، واركعوا مع الراكعين) أمرهم بأهم الفرائض الدينية وأعظم الواجبات بعد التوحيد والإيمان، وهما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.
قبل الدخول في كلام الشيخ في معنى الآية، أنبه على فائدة مهمة جدا تتعلق بالسياق كله بدءً من قوله (يا بني إسرائيل) إلى (يا بني إسرائيل) الآتية في تمام هذا السياق، لو نلاحظ في هذه الوصايا لهؤلاء جُمع فيها بين أوامر ونواهي، ولما تنظر في جُل هذه الوصايا تُدرك أنها تختص بفئة منهم من الأحبار أهل العلم، لأن العوام لا شأن لهم بلبس الحق بالباطل وكتمان الحق، لأنهم ما عندهم علم أصلا، هم تبع لعلمائهم (ولا تشتروا بآيات)، (أتأمرون الناس بالبر) ستأتي معنا، ولهذا لما تتأمل هذه الآيات تجد أنها كاشفة للعالم حقا من العالم بالدعوى والفقيه حقا من المتشبه بالفقهاء وليس منهم.
هذا معنى عظيم يستفاد من هذه الآيات، وقد أشار إلى هذه الفائدة العظيمة، الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالة له عظيمة أسماها الأصول الستة، وقصد بتلك الأصول الستة العظيمة تنبيه الناس على أصول تضبط لهم دينهم، ويسلمون بها من الزلل، أصول عظيمة جدا، ستة أصول تضبط للناس دينهم، ويسلمون بها من الزلل، الأصل الرابع من هذه الأصول قال رحمه الله: "بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء، وبيان من تشبه بهم وليس منهم، وقد بين الله هذا الأصل في سورة البقرة في قوله (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) إلى قبل ذكر إبراهيم عليه السلام قال (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) كالآية الأولى. فهذا السياق كله يكشف فيه المرء والمتدبر العلم والعلماء، والفقه والفقهاء، وبين من تشبه بهم - أي أهل العلم - وليس منهم.
الآن لما يكون من يحمل العلم يلبس الحق بالباطل، أو يكتم الحق، أو غير ذلك من الصفات التي نهى الله عنها هؤلاء هذا متشبه بالعلماء وليس منهم، لكن من كان ملتزما بهذا الذي أوصى الله به من إظهار الحق وبيانه، والنصح للخلق، وعدم كتمان الحق، وسبّاقا إلى الخيرات، مقيما للصلاة، مؤديا للزكاة، مطيعا لله سبحانه وتعالى من كانت فيه هذه الصفات وهو يحمل العلم فهو العالم، ومن كان بخلاف هذه الصفات فهو متشبه بأهل العلم، وليس منهم.
قال الشيخ رحمه الله: "(وآمنوا بما أنزلت) قال: هو القرآن الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالإيمان به واتباعه، ويستلزم ذلك الإيمان بمن أُنزل عليه يعني الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام، فقوله (آمنوا بما أنزلت) يتضمن أو فيه أمر لهم بالإيمان بالمنزل القرآن، وأيضا إيمان بالمنزل عليه القرآن وهو محمد عليه الصلاة والسلام.
قال:" وذكر الداعي لإيمانهم - أي ما يستحثهم ويستنهض هممهم - ذكر الداعي لإيمانهم فقال (مصدقا لما معكم)" هذا القرآن المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام مصدقا لما معكم من الكتاب - أي موافقا له لا مخالفا - إذا كنتم تؤمنون بالتوراة وهذا القرآن مصدق لما بين يديه من الكتاب فما الموجب لعدم قبوله؟ ثم في التوراة بشارة بمحمد عليه الصلاة والسلام، وفي الإنجيل بشارة بمحمد عليه الصلاة والسلام، وتنصيص على اسمه صلى الله عليه وسلم، فإذا لم تؤمنوا به كذبتم بالكتاب الذي تزعمون أنكم مؤمنون به الذي هوالتوراة والإنجيل، فقوله (مصدقا لما معكم) هذا - مثل ما ذكر الشيخ- فيه داعي، حافز لهم للإيمان بهذا القرآن، واستنهاض لهممهم للإيمان بهذا القرآن المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام لأنه موافق للكتاب المنزل عليهم لا مخالف له، ولا مناقض له، فإذا كان موافقا لما معكم من الكتاب غير مخالف له فلا مانع لكم من الإيمان به لأنه جاء بما جاءت به المرسلون.
قال: "فأنتم أولى – أي يا معاشر أهل الكتاب - أولى من آمن به وصدق به لكونكم أهل كتاب وعلم". قال: "وأيضا فإن في قوله (مصدقا لما معكم) إشارة إلى أنكم إن لم تؤمنوا به عاد ذلك عليكم بتكذيب ما معكم" لأن ما معكم من الكتاب فيه ماذا؟ فيه إخبار، وفيه بشارة بهذا القرآن، وبهذا الرسول عليه الصلاة والسلام، لأن ما جاء به هو الذي جاء به موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، فتكذيبكم له تكذيب لما معكم.
أيضا أمر آخر: في الكتب التي بأيديكم صفته عليه الصلاة والسلام، والبشارة به، فإن لم تؤمنوا به كذبتم ببعض المنزل عليكم، فإن كذبتم ببعض المنزل عليكم فأنتم مكذبون به كله لأن التكذيب ببعض المُنزل تكذيب بكل المُنزل قال: "كما أن من كفر برسول فقد كذب الرسل جميعهم" .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات أما بعد: فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله :
ن/ "قال تعالى (وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون* ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون *وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) قال رحمه الله: ثم أمرهم بالأمر الخاص الذي لا يتم إيمانهم ولا يصح إلا به فقال (وآمنوا بما أنزلت) وهو القرآن الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالإيمان به واتباعه، ويستلزم ذلك الإيمان بمن أُنزل عليه، وذكر الداعي لإيمانهم به فقال (مصدقا لما معكم) أي موافقا له لا مخالفا ولا مناقضا، فإذا كان موافقا لما معكم من الكتب غير مخالف لها فلا مانع لكم من الإيمان به لأنه جاء بما جاءت به المرسلون فأنتم أولى من آمن به وصدق به لكونكم أهل الكتب والعلم، وأيضا فإن قوله (مصدقا لما معكم) إشارة إلى أنكم إن لم تؤمنوا به عاد ذلك عليكم بتكذيب ما معكم، لأن ما جاء به هو الذي جاء به موسى وعيسى عليهما السلام وغيرهما من الأنبياء، فتكذيبكم له تكذيب لما معكم، وأيضا فإن في الكتب التي بأيديكم صفة هذا النبي الذي جاء بهذا القرآن والبشارة به، فإن لم تؤمنوا به كذبتم ببعض ما أنزل إليكم، ومن كذب ببعض ما أنزل إليه فقد كذب بجميعه، كما أن من كفر برسول فقد كذب الرسل جميعهم. فلما أمرهم بالإيمان به نهاهم وحذرهم عن ضده وهو الكفر به فقال (ولا تكونوا أول كافر به) أي بالرسول والقرآن. وقوله (أول كافر به) أبلغ من قوله (ولا تكفروا به) لأنهم إذا كانوا أول كافر به كان فيه مبادرتهم إلى الكفر، عكس ما ينبغي منهم وصار عليهم إثمهم وإثم من اقتدى بهم من بعدهم. ثم ذكر المانع لهم من الإيمان وهو اختيار العرض الأدنى على السعادة الأبدية فقال (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) وهو ما يحصل لهم من المناصب التي يتوهمون انقطاعها إن آمنوا بالله فاشتروها بآيات الله واستحبوها وآثروها، (وإياي) أي لا غيري، (فاتقون) أي فإنكم إذا اتقيتم الله وحده أوجبت لكم تقواه تقديم الإيمان بآياته على الثمن القليل، كما أنكم إذا اخترتم الثمن القليل فهو دليل على ترحل التقوى من قلوبكم".
ت/ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وأصلح لنا إلهنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. اللهم يا ربنا يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام فقهنا أجمعين في الدين، وعلمنا يا ربنا التأويل أما بعد: لا نزال مع هذه الآيات المشتملات على وصايا الله جل وعلا لبني إسرائيل وقد صُدرت هذه الوصايا بقوله جل وعلا (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) وعرفنا أن تصديرها بذلك فيه تحريك لنفوس هؤلاء المخاطبين بهذا الخطاب وبهذه الوصايا فكأنه يقال لهم يا نسل هذا العبد الصالح المطيع لله عز وجل كونوا مثله مقتدين به، مؤتسين به، متقين لله عز وجل، عاملين بأمره (اذكروا نعمة الله عليكم)، ثم أوصاهم جل وعلا بجملة من الوصايا قال:
● (وآمنوا) أي: يا بني إسرائيل
(بما أنزلت مصدقا لما معكم) أي التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، (آمنوا بما أنزلت) أي القرآن الكريم المنزل على محمد صلوات الله وسلامه عليه.
(مصدقا لما معكم) أي مصدقا للتوراة، ومصدقا للإنجيل، ومصدقا لما بين يديه من كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى، قد جعل الله عز وجل القرآن خاتمة الكتب المنزلة، وجعله حاكما عليها كلها (ومصدقا لما بين يديه من الكتاب) فما حكم القرآن بصدقه فهو الصدق، وما حكم القرآن بأنه هو الحق فهو الحق، وما حكم القرآن بأنه باطل فهو الباطل، فالهيمنة للقرآن. (مهيمن) مصدقا لما بين يديه، ومهيمن أيضا عليه كما جاء في ذلك في سورة المائدة في ذكر الله عز وجل لصفة القرآن الكريم.
● قال (وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا) أي يا معاشر بني إسرائيل
(أول كافر به) أول كافر به مع أنه من المعلوم أن قريش فيهم عدد كبير جدا كانوا كفارا به فهم في أول الكفار به فما معنى قوله (ولا تكونوا أول كافرا به)؟
أي من جنسكم أنتم يا أهل الكتاب، يا أهل الكتاب أنزل الله عليكم كتابا وفي الكتاب المنزل عليكم جاءت البشارة بهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فلا تكونوا أول كافر به أي بهذا الرسول. هذا قول جماعة من المفسرين، (ولا تكونوا أول كافر به) أي بالقرآن المنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام. والقولان كل منهما ي يستلزم الآخر كما سيأتي معنا في كلام الشيخ رحمه الله، ولهذا فإن الحافظ بن كثير رحمه الله لما ذكر القولين قال: "وكلا القولين صحيح" يعني من قال إن المقصود أول كافر به أي بالقرآن، أو قال أول كافر به أي بالرسول عليه الصلاة والسلام، فكلا القولين صواب، كلاهما صحيح قال: "لأنهما متلازمان" لأن من كفر بمحمد عليه الصلاة والسلام فقد كفر بالقرآن، وأيضا العكس من كفر بالقرآن فهو كافر بمحمد عليه الصلاة والسلام، فهما متلازمان (ولا تكونوا أول كافر به) ولهذا الشيخ المصنف رحمه الله قال في تفسير الآية: "أي بالرسول والقرآن" جمع القولين، قال: " أي بالرسول و القرآن"
(ولا تكون أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) (تشتروا بآياتي) أي تستبدلوا بآياتي ثمنا قليلا أي : متاع الدنيا وإن كثُر، وإن كانت الدنيا كلها يُعطاها الإنسان فهي قليل في مقابل هذا الهدى والنور، والضياء والصلاح، والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "الثمن القليل الدنيا بحذافيرها" يعني لو كانت الذي سيعطاه الدنيا بحذافيرها هي ثمن قليل، باع دينه بثمن بخس ولو كان الذي أُعطيه الدنيا كلها.
قال (ولا تشتروا بآيات ثمنا قليلا وإياي) (وإياي) أي الزموا تقواي
(وإياي فاتقون) كونوا من المتقين لله عز وجل، وتقوى الله جل وعلا أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من سخط الله وعقابه وقاية تقيه وذلك بفعل الأوامر وترك النواهي، كما قال طلق بن حبيب رحمه الله: "تقوى الله عمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء ثواب الله، وترك لمعصية الله، على نور من الله خيفة عذاب الله".
● قال (ولا تلبسوا الحق بالباطل) تلبس الحق بالباطل أي تخلطه، تخلطوه به من أجل ترويج الباطل، وهذه الطريقة يسلكها أهل الباطل من أجل ترويج باطلهم، يمزجوا باطلهم بشيء من الحق حتى ينفق عند العوام وعند الجهال.
● قال (ولا تلبس الحق بالباطل وتكتموا الحق) كتمان الحق إخفاؤه، (وأنتم تعلمون) والحال أنكم تعلمون أن هذا القرآن حق، وأن هذا الرسول عليه الصلاة والسلام حق مرسل من رب العالمين بالهدى والنور، تعلمون ذلك وقد قرأتم ذلك في التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، وفي الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام، كلهم بشروا به صلى الله عليه وسلم، أنتم تعلمون ذلك، والواو في قوله (وأنتم تعلمون) حالية، أي: الحال أنكم تعلمون صدق الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن ما جاء به حق.
● قال (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، واركعوا مع الراكعين) أمرهم بأهم الفرائض الدينية وأعظم الواجبات بعد التوحيد والإيمان، وهما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.
قبل الدخول في كلام الشيخ في معنى الآية، أنبه على فائدة مهمة جدا تتعلق بالسياق كله بدءً من قوله (يا بني إسرائيل) إلى (يا بني إسرائيل) الآتية في تمام هذا السياق، لو نلاحظ في هذه الوصايا لهؤلاء جُمع فيها بين أوامر ونواهي، ولما تنظر في جُل هذه الوصايا تُدرك أنها تختص بفئة منهم من الأحبار أهل العلم، لأن العوام لا شأن لهم بلبس الحق بالباطل وكتمان الحق، لأنهم ما عندهم علم أصلا، هم تبع لعلمائهم (ولا تشتروا بآيات)، (أتأمرون الناس بالبر) ستأتي معنا، ولهذا لما تتأمل هذه الآيات تجد أنها كاشفة للعالم حقا من العالم بالدعوى والفقيه حقا من المتشبه بالفقهاء وليس منهم.
هذا معنى عظيم يستفاد من هذه الآيات، وقد أشار إلى هذه الفائدة العظيمة، الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالة له عظيمة أسماها الأصول الستة، وقصد بتلك الأصول الستة العظيمة تنبيه الناس على أصول تضبط لهم دينهم، ويسلمون بها من الزلل، أصول عظيمة جدا، ستة أصول تضبط للناس دينهم، ويسلمون بها من الزلل، الأصل الرابع من هذه الأصول قال رحمه الله: "بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء، وبيان من تشبه بهم وليس منهم، وقد بين الله هذا الأصل في سورة البقرة في قوله (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) إلى قبل ذكر إبراهيم عليه السلام قال (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) كالآية الأولى. فهذا السياق كله يكشف فيه المرء والمتدبر العلم والعلماء، والفقه والفقهاء، وبين من تشبه بهم - أي أهل العلم - وليس منهم.
الآن لما يكون من يحمل العلم يلبس الحق بالباطل، أو يكتم الحق، أو غير ذلك من الصفات التي نهى الله عنها هؤلاء هذا متشبه بالعلماء وليس منهم، لكن من كان ملتزما بهذا الذي أوصى الله به من إظهار الحق وبيانه، والنصح للخلق، وعدم كتمان الحق، وسبّاقا إلى الخيرات، مقيما للصلاة، مؤديا للزكاة، مطيعا لله سبحانه وتعالى من كانت فيه هذه الصفات وهو يحمل العلم فهو العالم، ومن كان بخلاف هذه الصفات فهو متشبه بأهل العلم، وليس منهم.
قال الشيخ رحمه الله: "(وآمنوا بما أنزلت) قال: هو القرآن الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالإيمان به واتباعه، ويستلزم ذلك الإيمان بمن أُنزل عليه يعني الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام، فقوله (آمنوا بما أنزلت) يتضمن أو فيه أمر لهم بالإيمان بالمنزل القرآن، وأيضا إيمان بالمنزل عليه القرآن وهو محمد عليه الصلاة والسلام.
قال:" وذكر الداعي لإيمانهم - أي ما يستحثهم ويستنهض هممهم - ذكر الداعي لإيمانهم فقال (مصدقا لما معكم)" هذا القرآن المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام مصدقا لما معكم من الكتاب - أي موافقا له لا مخالفا - إذا كنتم تؤمنون بالتوراة وهذا القرآن مصدق لما بين يديه من الكتاب فما الموجب لعدم قبوله؟ ثم في التوراة بشارة بمحمد عليه الصلاة والسلام، وفي الإنجيل بشارة بمحمد عليه الصلاة والسلام، وتنصيص على اسمه صلى الله عليه وسلم، فإذا لم تؤمنوا به كذبتم بالكتاب الذي تزعمون أنكم مؤمنون به الذي هوالتوراة والإنجيل، فقوله (مصدقا لما معكم) هذا - مثل ما ذكر الشيخ- فيه داعي، حافز لهم للإيمان بهذا القرآن، واستنهاض لهممهم للإيمان بهذا القرآن المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام لأنه موافق للكتاب المنزل عليهم لا مخالف له، ولا مناقض له، فإذا كان موافقا لما معكم من الكتاب غير مخالف له فلا مانع لكم من الإيمان به لأنه جاء بما جاءت به المرسلون.
قال: "فأنتم أولى – أي يا معاشر أهل الكتاب - أولى من آمن به وصدق به لكونكم أهل كتاب وعلم". قال: "وأيضا فإن في قوله (مصدقا لما معكم) إشارة إلى أنكم إن لم تؤمنوا به عاد ذلك عليكم بتكذيب ما معكم" لأن ما معكم من الكتاب فيه ماذا؟ فيه إخبار، وفيه بشارة بهذا القرآن، وبهذا الرسول عليه الصلاة والسلام، لأن ما جاء به هو الذي جاء به موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، فتكذيبكم له تكذيب لما معكم.
أيضا أمر آخر: في الكتب التي بأيديكم صفته عليه الصلاة والسلام، والبشارة به، فإن لم تؤمنوا به كذبتم ببعض المنزل عليكم، فإن كذبتم ببعض المنزل عليكم فأنتم مكذبون به كله لأن التكذيب ببعض المُنزل تكذيب بكل المُنزل قال: "كما أن من كفر برسول فقد كذب الرسل جميعهم" .
قال رحمه الله: "فلما أمرهم بالإيمان به نهاهم وحذرهم عن ضده وهو الكفر به فقال (ولا تكونوا أول كافر به، أي بالرسول والقرآن، أي بالرسول والقرآن".
● وفي قوله (أول كافر به) أبلغ من قوله (لا تكفروا به) لأنهم إذا كانوا أول كافر به كان في مبادرتهم إلى الكفر به عكس ما ينبغي منهم لأنهم أهل كتاب، وصار عليهم إثمهم وإثم من اقتدى بهم من بعدهم، أي يبوؤن بآثامهم وآثام من تبعهم لأن العوام في الغالب تبع لعلمائهم (أطعنا سادتنا وكبراءنا) فيبؤون بإثمهم، وإثم من اقتدى بهم.
ثم ذكر المانع لهم من الإيمان وهو اختيار العرض الأدنى أي من الدنيا على السعادة الأبدية فقال (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) الثمن القليل إما رئاسة أو زعامة، أو مكانة أو أعطيات يأخذها من العوام، أو نحو ذلك، فيخشى كثير منهم إن آمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام أن يفوتهم تلك الأمور فاشتروا بالآيات الثمن القليل، واستبدلوا بالآيات الثمن القليل، والباء تدخل على المُبدل المتروك، فهم تركوا الآيات وأخذوا ماذا؟ وأخذوا الثمن، رضوا بالثمن القليل وتركوا الآيات، تركوا القرآن وحي الله سبحانه وتعالى وتنزيله
قال: "وهو ما يحصل لهم من المناصب والمآكل التي يتوهمون انقطاعها إن آمنوا بالله ورسوله، فاشتروها واستحبوها وآثروها".
● قوله جل وعلا (وإياي) أي وحدي لا غيري (فاتقون) أي الزموا تقواي فإنكم إذا اتقيتم الله وحده أوجبت لكم تقواه تقديم الإيمان بآياته على الثمن القليل، كما أنكم إذا اخترتم الثمن القليل فهو دليل على ترحل التقوى من قلوبكم" ترحلها، أي ذهابها من قلوبكم. نعم
ن/ قال رحمه الله: "ثم قال (ولا تلبسوا) أي تخلطوا الحق بالباطل، وتكتموا الحق، فنهاهم عن شيئين: عن خلط الحق بالباطل، وكتمان الحق، لأن المقصود من أهل الكتب والعلم تمييز الحق وإظهار الحق، ليهتدي بذلك المهتدون، ويرجع الضالون، وتقوم الحجة على المعاندين، لأن الله تعالى فصّل آياته وأوضح بيناته ليميز الحق من الباطل، ولتستبين سبيل المهتدين من سبيل المجرمين، فمن عمل بهذا من أهل العلم فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم، ومن لبس الحق بالباطل فلم يميز هذا من هذا مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه وأمر بإظهاره فهو من دعاة جهنم لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم، فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين".
ت/ قوله (ولا تلبسوا الحق بالباطل) يقول أي تخلطوا الحق بالباطل وتكتموا الحق، فنهاهم عن أمرين في هذا السياق لا تلبسوا الحق بالباطل هذا أمر، وتكتموا الحق هذا أمر آخر، وكلاهما كان من صفة أولئك، كان من صفة أولئك كتمان الحق، وكان من صفاتهم مزج الحق بالباطل، لبس الحق بالباطل، وكان أيضا من صفاتهم التحريف (يحرفون الكلم عن مواضعه) فنهاهم عن الشيئين عن خلط الحق بالباطل، وكتمان الحق، من كانت هذه صفته فهو من علماء السوء، ومن كان على الضد من ذلك يظهر الحق ويبين الحق، وينصح للخلق ولا يكتم، فهو من علماء الحق، علماء الهدى.
قال: "لأن المقصود من أهل الكتاب من أهل العلم" هذا المقصود من العالم أن يميز الحق من الباطل، وأن يظهر الحق ليهتدي بذلك المهتدون، ويرجع الضالون، وتقوم الحجة على المعاندين لأن الله فصّل آياته، وأوضح بيناته ليميز الحق من الباطل، ولتستبين سبيل المجرمين مثل ما قال الله تعالى (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) فمن عمل بهذا من أهل العلم فهم من خلفاء الرسل وهداة الأمم، ومن لبس الحق بالباطل فلم يميز هذا من هذا مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه وأُمر بإظهاره فهو من دعاة جهنم، لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم، فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين، اختاروا لأنفسكم، الخطاب لبني إسرائيل، فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين.
ومثل ما نبه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى مثل هذه السياقات فيها إيقاظ للقلوب لأن العلماء قديما قالوا: "من فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود، ومن فسد من عبادنا ففي شبه بالنصارى". نعم.
ثم ذكر المانع لهم من الإيمان وهو اختيار العرض الأدنى أي من الدنيا على السعادة الأبدية فقال (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) الثمن القليل إما رئاسة أو زعامة، أو مكانة أو أعطيات يأخذها من العوام، أو نحو ذلك، فيخشى كثير منهم إن آمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام أن يفوتهم تلك الأمور فاشتروا بالآيات الثمن القليل، واستبدلوا بالآيات الثمن القليل، والباء تدخل على المُبدل المتروك، فهم تركوا الآيات وأخذوا ماذا؟ وأخذوا الثمن، رضوا بالثمن القليل وتركوا الآيات، تركوا القرآن وحي الله سبحانه وتعالى وتنزيله
قال: "وهو ما يحصل لهم من المناصب والمآكل التي يتوهمون انقطاعها إن آمنوا بالله ورسوله، فاشتروها واستحبوها وآثروها".
● قوله جل وعلا (وإياي) أي وحدي لا غيري (فاتقون) أي الزموا تقواي فإنكم إذا اتقيتم الله وحده أوجبت لكم تقواه تقديم الإيمان بآياته على الثمن القليل، كما أنكم إذا اخترتم الثمن القليل فهو دليل على ترحل التقوى من قلوبكم" ترحلها، أي ذهابها من قلوبكم. نعم
ن/ قال رحمه الله: "ثم قال (ولا تلبسوا) أي تخلطوا الحق بالباطل، وتكتموا الحق، فنهاهم عن شيئين: عن خلط الحق بالباطل، وكتمان الحق، لأن المقصود من أهل الكتب والعلم تمييز الحق وإظهار الحق، ليهتدي بذلك المهتدون، ويرجع الضالون، وتقوم الحجة على المعاندين، لأن الله تعالى فصّل آياته وأوضح بيناته ليميز الحق من الباطل، ولتستبين سبيل المهتدين من سبيل المجرمين، فمن عمل بهذا من أهل العلم فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم، ومن لبس الحق بالباطل فلم يميز هذا من هذا مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه وأمر بإظهاره فهو من دعاة جهنم لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم، فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين".
ت/ قوله (ولا تلبسوا الحق بالباطل) يقول أي تخلطوا الحق بالباطل وتكتموا الحق، فنهاهم عن أمرين في هذا السياق لا تلبسوا الحق بالباطل هذا أمر، وتكتموا الحق هذا أمر آخر، وكلاهما كان من صفة أولئك، كان من صفة أولئك كتمان الحق، وكان من صفاتهم مزج الحق بالباطل، لبس الحق بالباطل، وكان أيضا من صفاتهم التحريف (يحرفون الكلم عن مواضعه) فنهاهم عن الشيئين عن خلط الحق بالباطل، وكتمان الحق، من كانت هذه صفته فهو من علماء السوء، ومن كان على الضد من ذلك يظهر الحق ويبين الحق، وينصح للخلق ولا يكتم، فهو من علماء الحق، علماء الهدى.
قال: "لأن المقصود من أهل الكتاب من أهل العلم" هذا المقصود من العالم أن يميز الحق من الباطل، وأن يظهر الحق ليهتدي بذلك المهتدون، ويرجع الضالون، وتقوم الحجة على المعاندين لأن الله فصّل آياته، وأوضح بيناته ليميز الحق من الباطل، ولتستبين سبيل المجرمين مثل ما قال الله تعالى (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) فمن عمل بهذا من أهل العلم فهم من خلفاء الرسل وهداة الأمم، ومن لبس الحق بالباطل فلم يميز هذا من هذا مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه وأُمر بإظهاره فهو من دعاة جهنم، لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم، فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين، اختاروا لأنفسكم، الخطاب لبني إسرائيل، فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين.
ومثل ما نبه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى مثل هذه السياقات فيها إيقاظ للقلوب لأن العلماء قديما قالوا: "من فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود، ومن فسد من عبادنا ففي شبه بالنصارى". نعم.
ن/ قال رحمه الله: "ثم قال (وأقيموا الصلاة) أي ظاهرا وباطنا، (وآتوا الزكاة) مستحقيها، (واركعوا مع الراكعين) أي صلوا مع المصلين، فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآيات الله، فقد جمعتم بين الأعمال الظاهرة والباطنة، وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده، وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية. وقوله (واركعوا مع الراكعين) أي صلوا مع المصلين، ففيه الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها، وفيه أن الركوع ركن من أركان الصلاة، لأنه عبر عن الصلاة بالركوع. والتعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته فيها"
ت/ نعم، يقول رحمه الله: "ثم قال سبحانه وتعالى (وأقيموا الصلاة) أي ظاهرا وباطنا"
(اقيموا الصلاة) أي تامة كاملة كما أُمرتم بإقامة أركانها وشروطها وواجباتها، وتتميمها أيضا بتكميل مستحباتها لتكون تامة، لم يقل صلوا وإنما قال (أقيموا الصلاة). وقوله (وآتوا الزكاة) أي آتوها لمستحقيها، أعطوها مستحقيها، كما أمركم الله عز وجل،
ت/ نعم، يقول رحمه الله: "ثم قال سبحانه وتعالى (وأقيموا الصلاة) أي ظاهرا وباطنا"
(اقيموا الصلاة) أي تامة كاملة كما أُمرتم بإقامة أركانها وشروطها وواجباتها، وتتميمها أيضا بتكميل مستحباتها لتكون تامة، لم يقل صلوا وإنما قال (أقيموا الصلاة). وقوله (وآتوا الزكاة) أي آتوها لمستحقيها، أعطوها مستحقيها، كما أمركم الله عز وجل،
والزكاة سميت زكاة لما فيها من تزكية المخرج للزكاة، وتزكية المال، وأيضا المجتمع فلها أثر عظيم في تحقيق التكافل والتراحم بين المسلمين.
(واركعوا مع الراكعين) أي صلوا مع المصلين، قال مع الراكعين، قوله (مع الراكعين) هذه أخذ منها - مثل ما يأتي تنبيه الشيخ- أخذ منها فرضية ووجوب صلاة الجماعة. قال: "صلوا مع المصلين فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآياته فقد جمعتم بين الأعمال الظاهرة والباطنة، وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى العبيد، وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية. وبهذا تدرك به أن هذه الوصايا جاءت على جماع الوصايا وأهمها.
قال: "وقوله (واركعوا مع الراكعين) أي صلوا مع المصلين، ففيه الأمر بالجماعة في الصلاة ووجوبها" وفي هذا يقول الحافظ بن كثير رحمه الله في كتابه التفسير قال: "وقد استدل كثير من العلماء بهذه الآية على وجوب الجماعة"
قال: "وفيه - أي قوله (واركع مع الراكعين)- "أن الركوع ركن من أركان الصلاة" والدليل قال: "لأنه عبّر عن الصلاة بالركوع والتعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته فيها". نعم
قال تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)
نعم، نفعنا الله أجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا، وأصلح لنا شأننا كله، وهدانا إليه صراطا مستقيما... سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. جزاكم الله خيرا
(واركعوا مع الراكعين) أي صلوا مع المصلين، قال مع الراكعين، قوله (مع الراكعين) هذه أخذ منها - مثل ما يأتي تنبيه الشيخ- أخذ منها فرضية ووجوب صلاة الجماعة. قال: "صلوا مع المصلين فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآياته فقد جمعتم بين الأعمال الظاهرة والباطنة، وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى العبيد، وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية. وبهذا تدرك به أن هذه الوصايا جاءت على جماع الوصايا وأهمها.
قال: "وقوله (واركعوا مع الراكعين) أي صلوا مع المصلين، ففيه الأمر بالجماعة في الصلاة ووجوبها" وفي هذا يقول الحافظ بن كثير رحمه الله في كتابه التفسير قال: "وقد استدل كثير من العلماء بهذه الآية على وجوب الجماعة"
قال: "وفيه - أي قوله (واركع مع الراكعين)- "أن الركوع ركن من أركان الصلاة" والدليل قال: "لأنه عبّر عن الصلاة بالركوع والتعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته فيها". نعم
قال تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)
نعم، نفعنا الله أجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا، وأصلح لنا شأننا كله، وهدانا إليه صراطا مستقيما... سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. جزاكم الله خيرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق