الأحد، 20 أغسطس 2023

دورة قواعد التدبر- الفرق بين التفسير والتدبر-


بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله.. أتكلم الآن في إكمال المدخل أتكلم عن الفرق بين التفسير والتدبر.
 هذه من المسائل التي يكثر السؤال عنها أحيانا، وإذا فهمنا المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي اللي قبل قليل في المقطع السابق يسهُل الآن معرفة الفرق بين التفسيروالتدبر. 

التفسير هو: مأخوذ من كلمة فسَر وهي في اللغة تدل على البيان، فسّر الكلام يعني بيّن الكلام، يعني أوضح الكلام. وتدل على الإظهار، يعني أظهِر الكلام أظهِرمعناه. فكل كلام وَضح فأنت فسرته. 

 والتدبر: قبل قليل نحن قررنا بأنه هو تأمل معنى الآية، التفكّر في الآية، تحديق القلب لمعاني الآية بحيث أنه يبدأ يفكر فيه معانيها وما يستنتج منها. فبناء على هذين التعريفين الآن نستطيع أن نقول: بأن التفسير هو بيان الآية، والتدبر هو: التأمل فيما بعد البيان، فيما بعد المعنى. 


وحتى يتضح المعنى نريد أن نضرب مثالا، مثلا: قول الله سبحانه وتعالى (قل أعوذ برب الفلق) هذه الآية من حيث تفسيرها التفسير هو البيان فنحن الآن سنبين المعنى: قل يا محمد إني أستجير برب الصبح، إلى هنا هذا يسمى تفسير، لماذا تفسير؟ لأني بيَنت معنى الآية، أظهرت معنى الآية.

 

فإذا أتينا للتدبر، التدبر مأخوذ من دُبر الشيء يعني عقبه، بعدما اتضح المعنى يأتي الآن التدبر لأنه في الأخير. فيبدأ بعد ذلك نفكر في الآية، فمثلا نفكر في كلمة (قل) وعلى ماذا تدل؟ تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم نبيا مُرسل لا يستطيع أن يأتي بشيء من عنده، ولهذا الله يقول له (قل) فيقول. هذه استنبطناها من كلمة (قل).
/ رقم إثنين دلت هذه الآية على أن الاستعاذة عبادة تصرف لله، أخذناها من كلمة (أعوذ) أعوذ يعني التجئ. 

الفائدة الثالثة: دلت هذه الآية على أن الله سبحانه وتعالى هو رب المخلوقات لقوله (رب الفلق) يعني رب الصبح. ونبدأ بعد ذلك نستنبط لماذا سُمي بالفلق؟ لماذا الاستعاذة برب الفلق؟ ويحاول الإنسان أن يستنبط استنباطات وأن يتأمل وأن يفكر، هذا التأمل وهذا التفكّر وهذه الاستنباطات هذا هو التدبر، لأنه إعمال فِكرفي معنى الآية، يعني بعد ما اتضح معنى الآية أمامنا، نحن ننظر الآن إلى المعنى ثمنبدأ نستنبط من هذا المعنى. 

/  قول الله سبحانه وتعالى (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج) إذا أتينا إلى المعنى نقول: قال صاحب مدين لموسى عليه السلام يا موسى إني أريد أن أزوجك واحدة من ابنتي هاتين مقابل أن تكون أجيرا عندي لمدة ثماني سنوات. هذا من حيث المعنى أنا الآن فسرت بمعنى بينت معنى الآية. 
أما بالنسبة للتأمل: الآن ننظر إلى معنى الآية ونحاول نستنبط فنقول مثلا: دلت الآية على أن الولي هو الأب، ولي البنت هو الأب.
 ثانيا: دلت الآية على أنه يجوز الاستئجار، الإيجارة. 
 ثالثا: دلت الآية على تحديد مدة الأجرة ولهذا قال (ثماني حجج). 

 دلت الآية على أن الحج كان موجود عند الأمم السابقة لأنه قال حجج ولم يقل سنين.


دلت الآية: على أنه يجوز تزويج إحدى البنتين قبل الأخرى، يعني تزويج مثلا الصغيرة قبل الكبيرة لقوله (إحدى ابنتي هاتين). فنحن الآن نتأمل ونستنبط، نستنتج، نفكر ونستلهم من معاني الآية، هذا اسمه تدبر، هذا هو الفرق بين التفسيروالتدبر.

وأما العلاقة بينهما فقد مضى البيان على أنه لا يمكن للتدبر أن يكون كاملا صحيحا، حتى يكون المعنى صحيحا، وأيضا تبيّن معنا
قديما أن التفسير هو المُقدم، هو الأول، ثم يأتي آخرا التدبر، ولهذا اسمه تدبر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق