الأربعاء، 7 سبتمبر 2022

الإلمام بآيات الأحكام || الحلقة (25) - الآيات (221: 225) من سورة البقرة

 

قوله تعالى :{ وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }[البقرة:221].
هذه الآية في قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الأحكام التي تُستنبط من هذه الآية :
/ تحريم النكاح بين المسلمين والمشركين بخلاف أهل الكتاب، أهل الكتاب هم اليهود والنصارى فقط، وذلك لأنه قد ورد في تحليل نسائهم آيات خاصة.
ومن فوائدها أيضًا: أنها دلت على اشتراط وجود الولي عند عقد النكاح، لأن الله تعالى خاطب الأولياء لما نهى عن تزويج المشركين.

الآية التي بعدها في قوله: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }[البقرة:222]، المقصود بالمحيض هنا هو: الدم الطبيعي الذي يخرج من رحم المرأة في أوقات مخصوصة التي يسمونها العادة الشهرية، فالله سبحانه وتعالى هنا يشير إلى أن الصحابة قد سألوا عن هذا الأمر، هل يجوز إتيان النساء في هذا الوقت أو لا؟ فقال: { قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ } نقول الأحكام: تحريم وطئ الحائض إجماعًا.
ومن فوائدها أيضا:
أن مباشرة الحائض وملامستها في غير الفرج جائز
ووجوب الاغتسال للحائض وأن انقطاع الدم شرطٌ لصحته
 وأيضًا مشروعية الطهارة مطلقًا.
هذه أربعة أحكام من هذه الأحكام التي يحتاجها النساء بشكلٍ خاص.

ثم قال الله سبحانه وتعالى { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ}[البقرة:223]
الحكم الرئيسي في هذه الآية هو: أنه يجوز إتيان المرأة في موضع الولد فقط، هذا هو معنى قوله: {فأتوا حرثكم أنى شئتم}،يعني على أي هيئةٍ كانت ولكن في موضع الحرث، وهذا معنى قوله: {حرثٌ لكم}، وتحريم الوطء في غير ذلك.

قوله I{ وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[البقرة:224]
 العرضة هو: الشيء الذي يعترض بين الأمرين، فالله سبحانه وتعالى يقول: لا تجعلوا أيمانكم حاجزًا بينكم وبين الخير وبين عمل الخير، بعضهم مثلًا تُريد أن تراضي بينه وبين صديق له هاجره، يقول: والله أنا حلفت أني ما عاد أُسلم عليه، أنا والله ودي أني أُراضيه ولكني حلفت وأقسمت بالله، فجعل يمينه هذه عُرضة تعترض بينه وبين الخير، فنحن نقول: من حلف على ترك واجبٍ وجب عليه أن يحنث أن يُكفر عن يمينه ويأتي الذي هو خير، ومن حلف على ترك مستحب اسُتحب له الحنث ومن حلف على فعل محرم وجب عليه الحنث وألا يفعل المحرم. فإذًا خلاصة الآية: أنه لا يجوز للمرء المسلم أن يجعل اليمين بالله سبحانه وتعالى حائلًا له ومانعًا له من عمل الخير.

ثم يقول الله I{ لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }[البقرة:225]
 اتفق العلماء على أن اليمين اللغو لا يُؤاخذ بها العبد، وقد فسرها السلف رضي الله عنهم بأنها قول الرجل: لا والله ، بلى والله، إي والله، وما يتداوله الناس في كلامهم، لا والله، إي والله ، هذه تعتبر من لغو اليمين وليس فيها كفارة.
ومن فوائد هذه الآية: كفارة اليمين على من حلف ألا يفعل الشيء المباح له فعله ثم يفعله فإنه يُكفر عن يمينه، وقد وردت آيةٌ في ذكر كفارة اليمين في سورة المائدة وسوف تأتي معكم قطعًا، { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}[المائدة:89]، فهذه كفارة اليمين إذا حنث فيها صاحبها.
ومن فوائد الآية: أنها دليلٌ على اعتبار المقاصد في الأقوال كما هي معتبرة في الأفعال، يعني أن الإنسان وما عقد عليه يمينه، لأن لا يمكن أن تقول: والله هذه يمين لغو وهذه يمين ليست بلغو إلا بناءً على نية صاحبها، فهو الذي يُحدد، ولذلك المقاصد مؤثرة في اليمين وفي الأقوال وفي الأفعال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق