الخميس، 25 يوليو 2013

تأملات في آيات الصيام {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}

أ.ضحى السبيعي

{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}
 هل يَستغني أحدٌ عن اللباس؟
فكيف يستغني عنِ الزَّواج ويؤخَّرُه بلا سببٍ مُعتبرٍ؟
اللباسُ يسترُ العورات، فلِمَ يَفضحُ البعضُ شريكَ عمره وقد خُلِق لستره؟
اللباسُ شِعارٌ ودثار، فكيف تصفو الحياةُ الزَّوجيَّة مع النُّفور والجفاء؟
اللباسُ من أجمل ما نتزيَّن به، فمتى يكونُ الزَّوجان أحدُهما جَمالٌ للآخر؟
اللباسُ وقاية من البَرْد والحرِّ، فهل كلٌّ منا يشعر أنَّه وقايةٌ وحمايةٌ وأمانٌ لشريك حياته؟ فما أعظمه من كتاب!

/ {فَالآنَ بَاشِرُ‌وهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَ‌بُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ‌} في تجويز المباشرة إلى الصَّبح دلالةٌ على جواز تأخير الغسل إليه، وصحَّةُ صومِ المُصْبِح جُنُبًا.

/ {فَالْآنَ بَاشِرُ‌وهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ} أي: اقصدوا في مباشرتكم لزوجاتكم التَّقرّبَ إلى الله بذلك، وابتغوا أيضًا ليلة القدر، فإياكم أن تشتغلوا بهذه اللذَّة وتوابعها وتضيعوا ليلة القدر -وهي ممَّا كتبه الله لهذه الأمَّة- وفيها من الخير العظيم ما يعد تفويته من أعظم الخسران، فاللذَّة مُدْرَكة، وليلةُ القدْر إذا فاتتْ لم تُدْرك، ولم يُعوِّض عنها شيءٌ.

 / {وَكُلُوا وَاشْرَ‌بُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ‌}
هذا غايةٌ للأكل والشُّرب والجماع، وفيه أنَّه إذا أكل ونحوه شاكًّا في طلوع الفجر فلا بأس عليه، وفيه دليلٌ على استحباب السُّحور، وأنَّه يستحبُّ تأخيره؛ أخذًا من معنى رخصة الله وتسهيله على العباد.

/ {وَكُلُوا وَاشْرَ‌بُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ‌} 
في إباحته -تعالى- جواز الأكل إلى طلوع الفجر دليلٌ على استحباب السُّحور؛ لأنَّه من باب الرُّخصة والأخذ بها محبوبٌ، ولهذا وردت السُّنَّة الثَّابتة بالحثِّ عليه.
---------------------
※ مجالس المتدبرين ※

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق