من قوله: المجيد الكبير العظيم الجليل
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات أما بعد:
📖 فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: "المجيد الكبير، العظيم، الجليل، وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة، والجلال، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجل وأعلى، وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد ملئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله، والخضوع له، والتذلل لكبريائه."
🎤 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وأصلح لنا إلهنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أما بعد: فلا نزال مع هذا الشرح المختصر لأسماء الله عز وجل الحسنى، والذي جعله المصنف رحمه الله تعالى في مقدمة تفسيره باعتبار أن الأسماء الحسنى يتكرر ورودها في آي القرآن الكريم، فأراد بذلك أن يقدم مقدمة في شرح أسماء الله عز وجل فيها التعريف المختصر لمعاني هذه الأسماء.
اسم الله تبارك وتعالى المجيد اسم عظيم ورد في موضعين من كتاب الله عز وجل قوله (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد)، وقوله سبحانه وتعالى (وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد) لأن قراءة (المجيدُ) ليكون صفة للرب سبحانه وتعالى، وقراءة (المجيدِ) صفة للعرش. والرب سبحانه وتعالى مجيد، من أسمائه المجيد، والمجد السعى. ولهذا قال أهل العلم: إن هذا الاسم من أسماء الله تبارك وتعالى هو من الأسماء التي تدل على معاني عديدة، لا على معنى مفرد، عندما تنظر مثلا السميع معنى مفرد السمع، العليم، العلم الرحيم، الرحمة، الغفور، المغفرة. وهناك أسماء تدل على معان عديدة، منها المجيد، المجد، السعى، ولهذا اسم الله تبارك وتعالى المجيد يدل على كثرة أوصاف سبحانه وتعالى، وسعة أوصافه الدالة التي على كماله، فمعناه واسع، المجيد معناه واسع الصفات عظيمها.
اسم الله تبارك وتعالى الكبير، كذلك العظيم، ورد في مواطن من كتاب الله منها قول الله تعالى (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير)، وقوله تعالى (فالحكم لله العلي الكبير)، وفي آخر آية الكرسي قال (وهو العلي العظيم)، قال (فسبح باسم ربك العظيم) فهذان الإسمان لله جل وعلا يدلان على معاني الكبرياء والعظمة، مثل ما جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله قال (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحد ا منهما عذبته) ومعاني الكبرياء والعظمة -كما بين أهل العلم- نوعان، معاني الكبرياء والعظمة نوعان:
أحدهما يرجع إلى الصفات، صفات الله سبحانه وتعالى وأنه جل وعلا له جميع معاني العظمة والجلال والكبرياء. ومثل القوة والقدرة وسعة العلم، كمال المجد وغيرها من أوصاف العظمه والكبرياء.
النوع الثاني: أنه لا يستحق التعظيم والتكبير إلا هو جل وعلا لا يستحق التعظيم والتكبير والإجلال والتمجيد إلا هو سبحانه وتعالى، مما يعين على هذا الفهم حديث عدي بن حاتم عندما دعاه عليه الصلاة والسلام إلى الإسلام قال له: (يا عدي ما يفرك؟) ما الذي يجعلك تفر من هذا الدين؟ لا تُقبل عليه؟ (أيفرك أن يقال لا إله إلا الله؟ وهل إله غير الله؟ يا عدي ما يفرك، أيفرك أن يقال الله أكبر؟ وهل شيء أكبر من الله) فالكبير أي الذي لا أكبر منه. الكبير، أي الذي لا أكبر منه سبحانه وتعالى، والكبير أيضا: الذي ينبغي أن يُذل لكبريائه وعظمته، ولهذا شرع لنا في الصلاة التي يدل من العبد لربه أن نبدء ذلنا في صلاتنا، وأن نكرر في ذلنا في صلاتنا الله أكبر .. الله أكبر.. ومن الحكمة في ذلك أن كل كبير في نفس الإنسان من أمور الدنيا يسقط مع هذا التكبير، ويبقى في هذه الصلاة بين يدي الكبير العظيم، سبحان الله.
والجليل، هذا عدّه بعض أهل العلم في أسماء الله، منهم البيهقي في كتابه الأسماء والصفات، كذلك عده الشيخ رحمه الله تعالى، ولم يأتِ في القرآن الجليل بهذا اللفظ، لم يأت في القرآن وجاء التنصيص عليه في بعض الأحاديث، لكن شيئا منها لم يثبت، يعني مثل حديث الأسامي. حديث الأسامي جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال (إن لله تسعة وتسعين اسما مئة إلا واحد) ثم جاء سرد، إلى هنا (مئة إلا واحدة) هذا ثابت، لكن في بعض روايات الحديث عند الترمذي وغيره جاء سرد للأسماء، وباتفاق أهل المعرفة بحديث النبي عليه الصلاة والسلام أن الزيادة هذه التي سرد الأسماء مدرجة من بعض الرواة، بمعنى أنها ليست من كلام النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، فجاء في أحاديث لا تثبت، لكن الوصف ثابت، الجلال الوصف الذي يدل عليه هذا الإسم ثابت، ولهذا لا حرج في الإخبار عن الله عز وجل بأنه الجليل، لكن عدوا هذا في الأسماء الحسنى على اعتبار أن أسماء الله توقيفية، توقف في إثبات أي شيء منها على النص، فلم يرِد نص في إثبات هذا الإسم، ومن أهل العلم من عده في أسماء الله من أهل العلم من عده في أسماء الله. نعم.
📖 قال رحمه الله: "العفو، الغفور، الغفار الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفا، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفا. كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، قال تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)"
🎤 العفو، الغفور، الغفّار، هذه ثلاثة أسماء حسنى عظيمة لله سبحانه وتعالى، وردت في مواطن من كتاب الله عز وجل منها قوله جل وعلا (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور)، وقال جل وعلا (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا)، وقال جل وعلا (ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما)، وقال جل وعلا (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما)، قال جل وعلا (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) وهذه الآية مثل ما أشار المصنف رحمه الله تعالى أن هذه المغفرة هي لمن أتى بأسبابها، أسبابها جُمعت في هذه الآية، أسباب المغفرة جمعت في هذه الآية قال (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) عفو الله سبحانه وتعالى الذي يدل عليه اسمه جل وعلا العفو كما بيّن أهل العلم نوعان:
/ عفو عام يتناول حتى الكفار وغيرهم بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها يعافيهم ويرزقهم، ويدر عليهم النعم الظاهرة، يمهلهم ولا يهملهم، وهذا بعفوه وحلمه سبحانه وتعالى.
/ والنوع الثاني عفوه الخاص الذي هو لأصفيائه وعباده التائبين المنيبين المستغفرين، فكل من تاب إلى الله تاب الله عليه، وعفا عنه سبحانه وتعالى.نعم.
📖 قال رحمه الله: "التواب الذي لم يزل يتوب على التائبين، ويغفر ذنوب المنيبين، فكل من تاب إلى الله تعالى توبة نصوحا تاب الله عليه، فهو التائب على التائبين أولا بتوفيقهم للتوبة والإقبال بقلوبهم إليه، وهو التائب عليهم بعد توبتهم قبولا لها، وعفوا عن خطاياهم."
🎤 نعم التوّاب من أسماء الله الحسنى التي وردت في مواطن من كتاب الله سبحانه وتعالى، ومنها قوله (وأنا التواب الرحيم)، والتوّاب هو الذي يتوب على عباده سبحانه وتعالى، وتوبته على عباده - كما بين الشيخ رحمه الله- نوعان:
●توبة قبل توبة العبد بتوفيق العبد للتوبة دليلها قول الله تعالى (ثم تاب عليهم ليتوبوا) (تاب عليهم) هذه قبل توبتهم بأن شرح صدورهم وأقبل بقلوبهم على التوبة إليه سبحانه وتعالى، فهذه قبل توبة العبد.
●وتوبة بعد توبة العبد يدل عليها قوله (هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات).
فتوبة الله نوعان: توبة على العبد بتوفيقه للتوبة، وتوبة على العبد بقبول توبته، ولهذا كل توبة من العبد محفوفة بتوبتين من الرب قبل توبة العبد وبعد توبة العبد، قبل توبة العبد بأن وفقه سبحانه وتعالى للتوبة وشرح صدره لها، وبعد توبة العبد بقبولها منه، بل ثبت في السنة عن نبينا صلى الله عليه وسلم أن ربنا جل وعلا يفرح بتوبة العبد مع مع غناه الكامل التام، قال عليه الصلاة والسلام (لله أشد فرحا بتوبة عبده إذا تاب من أحدكم أضل راحلة بفلاة عليها طعامه وشرابه حتى إذا أيس منها استظل في ظل شجرة ينتظر الموت، فبينا هو كذلك إذا بخطام ناقته عند رأسه، فأمسك بخطام الناقة وقال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ -يقول عليه الصلاة والسلام- من شدة الفرح) هذا الفرح الذي ذكر في هذا الحديث، صورة تُعد صورة من أشد أنواع فرح للعبد، لأنه هذا الرجل كان ينتظر الموت تدريجيا تحت ظل هذه الشجرة، أيس من أن يجد دابته التي عليها زاده ومتاعه ففرحه هذا يعد أشد ما يكون في الفرح، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام ( لله أشد فرحا بتوبة عبده إذا تاب) فيفرح بتوبة التائبين سبحانه وتعالى، وهو الذي وفقهم للتوبة، هو الذي تفضل عليهم سبحانه وتعالى بالتوبة، وشرح صدورهم لها، هذا من كمال فضله وكمال منّه مع كمال غناه جل في علاه. نعم.
📖 قال رحمه الله: "القدوس السلام أي المعظم المنزه عن صفات النقص كلها، وأن يماثله أحد من الخلق، فهو المتنزه عن جميع العيوب، والمتنزه عن أن يقاربه أو يماثله أحد في شيء من الكمال، (ليس كمثله شيء)، (ولم يكن له كفوا أحد)، (هل تعلم له سميا)، (فلا تجعلوا لله أندادا)، فالقدوس والسلام ينفيان كل نقص من جميع الوجوه، ويتضمنان الكمال المطلق من جميع الوجوه، لأن النقص إذا انتفى ثبت الكمال كله".
🎤 القدوس، هذا الاسم العظيم من أسماء الله تبارك وتعالى، وهو من أسماء التنزيه، ورد هذا الاسم الكريم في موطنين من كتاب الله عز وجل، في قوله سبحانه وتعالى في أواخر سورة الحشر (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس)، وقوله سبحانه وتعالى (يسبح له ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس)، فورد في هذين الموطنين، وهو من أسماء التنزيه، تنزيه الله عما لا يليق بجلاله وكماله سبحانه، ومجموع ما ينزه الرب تبارك وتعالى عنه شيئان:
أحدهما: أنه منزه عن كل ما ينافي صفات كماله.
والثاني: أنه منزه عن مماثلة أحد من خلقه، أو أن يكون له نِد بوجه من الوجوه..
المخلوقات كلها وإن عظمت وشرفت وبلغت المنتهى الذي يليق بها من العظمة فليس شيء منها يقارب أو يشابه الباري، كما قال جل وعلا (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وقال جل وعلا (ولم يكن له كفوا أحد)، وقال جل وعلا (هل تعلم له سميا) استفهام بمعنى النفي أي لا سمي له.
السلام مثل ما قال الشيخ رحمه الله تعالى هو بمعنى القدوس، السلام والقدوس كلاهما من أسماء التنزيه، وورد في موطن واحد من القرآن الكريم في الآية التي تقدمت (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام) اسمان كلاهما لتنزيه الله سبحانه وتعالى عن النقائص وعن العيوب، وعن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته وكماله سبحانه، نعم.
📖 قال رحمه الله: "العلي الأعلى وهو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه، علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر، فهو الذي على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال والجمال، وغاية الكمال اتصف، وإليه فيها المنتهى"
🎤 العلي الأعلى، وأيضا ما جاء في سورة الرعد (وهو الكبير المتعال) هذه ثلاثة أسماء حسنى لله جل وعلا تدل على العلو المطلق لله ذاتا وقدرا، وقهرا..
● ذاتا فهو علي على عرشه المجيد، مستويا عليه استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته كما قال جل وعلا (الرحمن على عرش استوى)، كما قال جل علا (ثم استوى على العرش)، ومعنى استوى على العرش أي: علا وارتفع على العرش، فله علو الذات
● وله علو القدر (وما قدر الله حق قدره)
● وله علو القهر (وهو القاهر فوق عباده)
فله معاني العلو الثلاثة علو الذات، وعلو القدر، وعلو القهر، في هذا الاسم كما تقدم إثبات العلو، علو الله على عرشه، علو الله على خلقه، وهذا واحد من أنواع الأدلة في القرآن والسنة على علو الله، لأن الأدلة في القرآن والسنة على علو الله تنوعت، من أنواعها:
● أسماء الله الحسنى الدالة على علوه وهي ثلاثة أسماء: العلي الأعلى، المتعال.
● ومنها التصريح بالفوقية كما في قوله (يخافون ربهم من فوقهم)
●وايضاً منها التصريح بعروج الأشياء إليه، العروج إنما يكون إلى أعلى (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) العروج إنما يكون إلى الأعلى، (تعرج الملائكة والروح إليه)
● أيضا التصريح بالصعود، الصعود إلى أعلى (إليه يصعد الكلم الطيب)
● والتصريح برفع بعض الخلق (بل رفعه الله إليه)
● والتصريح بتنزيل الكتاب منه (تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين)، والنزول إنما يكون من أعلى.
● التصريح بأنه في السماء (أأمنتم من في السماء)
● وأيضا ما جاء في السنة من رفع الأيدي في الدعاء إلى الله. هذا من شواهد ودلائل العلو رفع الأيدي، وفي حديث سلمان قال: (إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا).
فالحاصل أن الدلائل على علو الله سبحانه وتعالى على خلقه كثيرة وعديدة ومتنوعة، قد قال ابن القيم رحمه الله في أدلة القرآن على علو الله قال إنها تزيد على الألف دليل. نعم
📖 قال رحمه الله: "العزيز الذي له العزة كلها عزة القوة، وعزة الغلبة، وعزة الامتناع، فامتنع أن يناله أحد من المخلوقات، وقهر جميع الموجودات، ودانت له الخليقة، وخضعت لعظمته."
🎤 العزيز هذا ورد في مواطن كثيرة من القرآن الكريم، هذا الاسم ورد في مواطن كثيرة من القرآن الكريم تقرب من المئة موطن، منها: ما جاء في الآية المتقدمة في أواخر الحشر (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز) فهذا الإسم الذي تكرر كثيرا في القرآن فيه إثبات العزة لله، قال جل وعلا (إن العزة لله جميعا) فإسم الله العزيز يدل على هذا، يدل على ثبوت العزة لله جل وعلا بجميع معانيها، بجميع معاني العزة، والعزة معانيها ترجع كما هو واضح في شرح الشيخ، وكما بين أهل العلم، ترجع إلى ثلاثة معاني:
● المعنى الأول عزة القوة. معنى الأول عزة القوة، وهي وصفه تبارك وتعالى العظيم كما قال جل وعلا (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)
● عزت الامتناع، فإنه الغني بذاته، الغني عن خلقه سبحانه وتعالى، لا يبلغ العبد ضره ولا نفعه (إنكم لم تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضرون) هذا من العزة، هذا من معاني العزة عزة الامتناع.
● المعنى الثالث عزة القهر والغلبة مثل ما قال الله عز وجل (وهو القاهر فوق عباده)، (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير) نعم.
📖 قال رحمه الله: "القوي المتين، وهو في معنى العزيز."
🎤 القوي المتين، هذان اسمان، وتقدم معنا من معاني العزة عزة القوة، وهو وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة أي من المخلوقات وإن عظمت، قال الله جل علا (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، (أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة)، (ما قدر الله حق قدره إن الله لقوي عزيز) القوي من أسماء الله تبارك وتعالى جاء في مواطن عديدة من القرآن، منها قول الله جل وعلا (الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز).
والمتين لم يرد إلا في موطن واحد، وهو في آخر سورة الذارات (إن الله هوالرزاق ذو القوة المتين). والمتين معناه كما بين أهل العلم، أي شديد القوة، وأما القوي تقدم معناه هو الذي لا يعجزه شيء، ولا يغلبه غالب، ولا يرد قضاؤه سبحانه وتعالى قال جل وعلا (أن ينصركم الله فلا غالب لكم)، (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب).
نسأل الله الكريم أن ينفعنا أجمعين بما علمنا، وأن يزيدنا علما وتوفيقا، وأن يصلح لنا شأننا كله، وأن يهدينا إليه صراطا مستقيما...
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. جزاكم الله خيرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق