السبت، 8 ديسمبر 2012

شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام (3)

الدكتور: أحمد بن محمد البريدي



 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ..وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين ..سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
 وقفنا عند الفصل الثالث وهو يشتمل على فصلين :
 فصل في نوع الاختلاف في التفسير ,المستند إلى النقل هذا فصل. والمستند إلى الاستدلال .. فصل آخر.
 قال شيخ الإسلام : " الاختلاف في التفسير على نوعين..منه ما مستنده النقل فقط ,ومنه ما يعلم بغير ذلك,إذ العلم إما نقل مصدّق وإما استدلال محقق، والنقل إما عن المعصوم وإما عن غير المعصوم".
 كلام جيد. فبدأ بالذكر النوع الأول الذي هو الاختلاف في التفسير من جهة النقل .
هذا الفصل يا إخواني أشير إلى مسائله لأنه طويل استطرد فيه شيخ الإسلام كما سنبيّن ,أشير إلى مسائله جملة ثم نذكر ما يخص ما يتعلق بالتفسير,لأن هذا الفصل بما إنه مستنده النقل فقد أكثر شيخ الإسلام من الحديث عن مناهج المحدثين وعن طرائف التحديث وغيرها.
 وتكلم شيخ الإسلام في هذا الفصل عن أقسام ما يرجع إلى النقل :
- الإسرائيليات
- الحديث عن أسانيد التفسير وأن غالبها من قبيل المراسيل
- وحكم هذه المراسيل عند تعدد طرقها
- الرابع الموضوعات في كتب التفسير مع الإشارة إلى بعض الكتب التي فيها ضعف من هذه الجهة.
 ثم قسّم شيخ الإسلام ما يرجع إلى النقل إلى قسمين :
 القسم الأول : ما يكون عن معصوم وهم الرسل .
 القسم الثاني : ما يكون عن من سواهم .
 وهذان الأمران على قسمين : قسم يمكن معرفة الصحيح منه والضعيف . وقسم لا يمكن معرفة الصحيح والضعيف منه .
 لكن بيّن شيخ الإسلام أن القسم الثاني له سمات يجعل النفس ترتاح لأنه لا يمكن معرفة الصحيح منها ,أنه يقول شيخ الإسلام مما لا فائدة فيه ،لا دليل على صحته،لا تقوم الديانة به ..يأتي في الغالب في الأخبار كلون أصحاب الكهف وغيره ..أن كثيراً منه من قبيل الإسرائيليات وفيه غرائب.
هذا تقريبا ًيا إخواني هو الهيكل أو المجسّم لهذا الفصل.
/ قال شيخ الإسلام : " فمثال ما لا يفيد ولا دليل على الصحيح منه : اختلافهم في لون كلب أصحاب الكهف".  قصة الكهف معروفة في القرآن ,والحِكم والدروس الذي نستفيد منه معروفة ,لكن هل يتوقف فهم القرآن أو فهم هذه القصة والاستفادة منها في معرفة لون كلب أصحاب الكهف الذي كان معهم ؟ لا يمكن، ولذلك قال : "وهذا القسم الثاني من المنقول وهو ما لا طريق لنا من معرفة صدقه,عامّته مما لا فائدة فيه ,والكلام فيه من فضول الكلام". يقول : "وأما ما يحتاج المسلمون إلى معرفته ,فإن الله نصب على الحق فيه دليلا".
 مثال آخر ذكر شيخ الإسلام : "البعض الذي ضرب به موسى أو ضُرب به صاحب موسى القتيل في قصة موسى (اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا)" ما هو البعض ؟؟ اليد , الرجل , هل له فائدة ؟؟ ,طيب لو ما نعرف هذا البعض ,بعضهم يذكرونه في كتب التفسير في الإسرائيليات والتحديث والخلاف فيه ..إذا ما عرفنا هذا البعض هل يؤثر على معرفة فهم الآية ؟؟ لا يؤثر ..، مقدار سفينة نوح ..كبيرة ,صغيرة ,نوع الخشب الذي فيها ..، اسم الغلام الذي قتله الخضر ..هل له فائدة ؟؟ ليس له فائـــــــــدة .
 يقول لك شيخ الإسلام : "فهذه الأمور طريق العلم فيها النقل" لا يمكن أن تجزم بها إلّا عن طريق النقل "فما كان من هذا منقولا ًنقلا ًصحيحا ًعن النبي كاسم صاحب موسى أنه الخضر فهذا معلوم . وما لم يكن كذلك ،بل كان مما يؤخذ عن أهل الكتاب كالمنقول عن كعب ووهب ومحمد إسحاق وغيره مما يؤخذ عنهم فهذا مما لا يجوز تصديقه وتكذيبه إلا بحجة".
 وأنا أذكر لكم قاعدة في مبهمات القرآن ,وغالبا ًما تأتي المبهمات في القصص. قاعــــــــدة: نقول أن المبهمات تنقسم إلى قسمين أساسيين :
 *مبهم بُيّن في القرآن أو في السنّة ـ يعني بُيّن في طريق آخرـ فهنا نعيين هذا المبهم في القرآن وننقل ونرى أن هذا تفسيرا ً, كما ذكر شيخ الإسلام اسم صاحب الخضر إنه هذا وارد عن السنة.
 *مبهم لم يُبيّن لا في القرآن ولا في السنة من طريق صحيح ،فهذا الأصل فيه أن يبقى في القرآن على إبهامه ولا يتوقف فهم الآية عليه ،لا يمكن أن يتوقف فهم الآية على مبهم لم يبيّن لا في القرآن ولا في السنة ، وأكثر من عيّن المبهمات أيها الإخوة هي روايات أهل الكتاب ,خاصّة في قصص القرآن , وشيخ الإسلام يقول : إن روايات أهل الكتاب أو ما تُسمّى بالإسرائيليات لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه كما ثبت في الصحيح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال :(إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تُصدّقوهم ولا تُكذّبوهم ,فإما أن يحدثوكم بحق فتكذّبوه وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدّقوه) وهذا الحديث رواه أحمد وله شاهد عند البخاري بلفظ (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم). وهذه أحد أحوال المروي عن بني إسرائيل وهو ما لم نعلم عنه صدقه أو كذبه فلا نصدقه ولا نكذّبه ,نبقيه.. لا نقول أن هذا صدق ولا نقول أن هذا كذب .
 والحالة الثانية أن يأتي في شرعنا ما يصدّقه ..فهذا نصدقه لأنه أتى ما يصدّقه بدليل آخر ,وهذا والذي قبله هو الذي قال فيه النبي :(حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) الذي لا نعلم صد قه وكذبه أو التي أتى شرعنا بتصديقه.
 أما الحالة الثالثة وهو ما نعلم كذبه , فلا يجوز ذكره إلّا على سبيل التكذيب .. وسيذكر شيخ الإسلام هذه الحالات بآخر المقدمة , وسنُشير إليها إن شاء الله ..
 ثم قال "وكذلك ما نُقل عن بعض التابعين والذي يذكر أنه أخذ عن أهل الكتاب ,فمتى اختلف التابعون لم يكن بعض أقوالهم حجة على بعض". وسيأتي إن شاء الله حكم تفسير التابعين في الفصل الخامس عند الحديث عن طرق التفسير .
 ثم قال شيخ الإسلام : "والمقصود أن الاختلاف الذي لا يُعلم صحيحه ولا يفيد حكاية الأقوال فيه هو كالمعرفة لما يروى من الحديث الذي لا دليل على صحته وأمثال ذلك" .. قال : "وأما القسم الأول الذي يمكن معرفة الصحيح منه هذا موجود فيما يحتاج إليه ولله الحمد, فكثيراً ما يوجد في التفسير والحديث والمغازي أمور منقولة عن نبينا وغيره من الأنبياء , والنقل الصحيح يؤكد ذلك ,بل هذا موجود فيما مستنده النقل وفيما يُعرف بأمور أخرى غير النقل".
- فالمقصود أن المنقولات التي يُحتاج إليها في الدين قد نصب الله الأدلّة على بيان ما فيها من صحيح وغيره - هذه مهمّة ..هذه العبارة مهمّة .
 شيخ الإسلام لماذا قال هذا الكلام ؟ يقول: أنه لا يعني وجود الإسرائيليات وفيها من الأباطيل والغرائب ما يؤثر على التفسير ,لأنه لا طريق لنا للجزم أن هذا الشيء صحيح ..غالب ما يروى عن أهل الكتاب عن كعب الأحبار وابن وهب وغيرهم , فلا نجزم بصدقه أو كذبه ,لكن الذي يُحتاج إليه في التفسير ويتوقف فهم الآية عليه يقول شيخ الإسلام: "قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيه" .
 ثم قال : "ومعلوم أن المنقول في التفسير أكثره كالمنقول في المغازي والملاحم .. ولهذا قال الإمام أحمد: ثلاثة أمور ليس لها إسناد : التفسير والملاحم والمغازي ,ويروى ليس لها أصل" . والواقع أن عبارة الإمام أحمد تحتاج إلى تفسير ,والإمام أحمد يقصد ـ والله أعلم ـ في التفسير هنا في أسباب النزول أو المرويات في أسباب النزول ,أغلبها ليس لها سند متصل نستطيع الحكم فيه . ولذلك قال شيخ الإسلام في منهاج السنة : "وأمّا أحاديث النزول فغالبها مرسل ليس بمسند ولذلك قال الإمام أحمد : ثلاثة علوم لا إسناد لها: التفسير والمغازي والملاحم" ويعني أن أحاديثها مرسلة ولعله يقصد التفسير المرفوع منه وهو أسباب النزول , فكلمة التفسير عند الإمام أحمد يقصد بها ـ والله أعلم ـ أسباب النزول كما فهم ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة .
 ثم ذكر شيخ الإسلام أن أعلم الناس بالمغازي أهل المدينة ثم أهل الشام ,ثم أهل العراق ,وأمّا التفسير ــ وهذا الشاهد ــ فأعلم الناس به أهل مكة ، لماذا ؟ لأنهم أصحاب ابن عباس , ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ حبر الأمة وترجمان القرآن ,كمجاهد وعطاء وعكرمة كل هؤلاء لازموا ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ ومنهم من طلابه. ولذلك مدارس التفسير ثلاثة. أشتهر عن ثلاثة من الصحابة :
1ـ مدرسة في مكة وعلى رأسها عبد الله ابن عباس .
 2ـ ومدرسة في المدينة وعلى رأسها أُبي ابن كعب .
 3ـ ومدرسة الكوفة وعلى رأسها عبد الله ابن مسعود .
وهذا قد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ثم بدأ شيخ الإسلام بما أنه يتكلم على أن المراسيل غالب أحاديث التفسير التي هي أسباب النزول وغيرها من قبيل المراسيل تكلم في المراسيل واستطرد استطراد طويل. والمُرسَل عند المحدثين هو ما سقط منه الصحابي كما قال في البيقونية "ومرسل منه الصحابي سقط" بمعنى أن التابعي يرفعه مباشرة فيُسقط الصحابي , المرسل من حيث الأصل من أقسام الحديث الضعيف . لكن شيخ الإسلام جعل قاعـــدة يقول : "والمراسيل إذا تعددت طرقها وخلت عن المواطأة قصدا أو الاتفاق بغير قصد كانت صحيحة قطعا ,فإن النقل إمّا أن يكون صدقا مطابقاً للخبر وإمّا أن يكون كذبا تعمّد صاحبه الكذب أو أخطأ فيه ,فمتى سلم من الكذب العمد والخطأ كان صدقا ًبلا ريب". يقول وإن كان مرسل عند القرائن إذا تعدد الطرق , وروي من جهات متعددة فإنه يُقبل بهذه القرائن لا لأنه مرسل .
 يقول شيخ الإسلام - وهذه إحدى القواعــــــد في هذه المقدمة - : " فإذا كان الحديث جاء من جهتين أو جهات وقد علم أن المخبرين لم يتواطؤا على اختلاقه ,وعُلم أن مثل ذلك لا تقع الموافقة فيه اتفاقا ًبلا قصد عُلم أنه صحيح ".
 والمراسيل في التفسير لقبولها ضوابط وذكرها شيخ الإسلام هنا :
 أولها: ألّا يكون مصدرها مفردا بل لابد من تعدد الطرق .
 الثاني: أن تخلوا من المواطأة .
 الثالث: أن يتلقّاها العلماء بالقبول .
 الرابع: الاختلاف في التفاصيل الدقيقة لا يؤثر على أصل القصة .
 ولهذا قال: "وبهذا الطريق يُعلم صدق عامّة ما تتعدد جهات مختلفة على هذا الوجه من المنقولات وإن لم يكن أحدها كافٍ إمّا لإرساله وإمّا لضعف ناقله. لكن مثل هذا لا تُضبط به الألفاظ والدقائق التي لا تُعلم بهذا الطريق ,بل يحتاج ذلك إلى طريق يثبت بها مثل تلك الألفاظ والدقائق , ولهذا ثبتت غزوة بدر بالتواتر وأنها قبل أحد ,بل يُعلم قطعا ًأن حمزة وعلي وعُبيدة برزوا إلى عُتبة وشيبة والوليد ,وأن عليا ًقتل الوليد) إلى آخر كلامه .
 "وهذا الأصل" ما هو الأصل ؟ الذي ينبغي أن يُعرف ما هو الأصل الذي يقول شيخ الإسلام وهذا الأصل ؟ الأصل الذي أشار إليه هو: "أن الحديث إذا جاء من جهتين أو جهات وقد عُلم أن المخبرين لم يتواطؤا على اختلاقه وعُلم أن مثل ذلك لا تقع الموافقة اتفاقا ًبلا قصد عُلم أنه صحيح " فقوله هذا الأصل يقصد ما تقدم . فإنه أصل نافع في الجزم بكثير من المنقولات في الحديث والتفسير والمغازي , وما يُنقل من أقوال الناس وأفعالهم وغير ذلك".. ثم استطرد شيخ الإسلام بن تيمية نتركه تقرأونه إن شاء الله ليس فيه مزيد , مثل ما قال : عُلم قطعا ًالحديث صحيح (قد اختلفوا بمقدار الثمن الذي هو بيع جابر الجمل للنبي ) الحديث في الصحيحين لكن كونه اختلفوا في مقدار الثمن الذي في هذه البيعة لا يعني أن الحديث متكلم فيه ,بل هو في الصحيح.
 ثم تكلم شيخ الإسلام الكلام كله من قبيل الحديث عن طريقة المحدّثين ,تكلم عن أحاديث الصحيحين والانتقادات التي وجّهت لها ,وخبر الواحد. ثم قال : "والمقصود أن تعدد الطرق مع عدم التشاور أو الاتفاق في العادة , يوجب العلم بالمضمون النقلي" .. ثم قال: "ولهذا كان أهل العلم يكتبون مثل هذه الأحاديث ويقولون إنه يصلح للشواهد والاعتبار " والاعتبار معناه أن يأتي إلى حديث لبعض الرواة فيعتبره بروايات غيره" يعني يقيس عليه هل وقع في غلط أم لا؟ يكتبون هذا الحديث للاعتبار يعتبرونه بروايات أخرى أين وجه الغلط فيه ,أين أخطأ "بسبر طرقه هل يُعرف ، هل شاركه برواية الحديث أحد غيره فرواه عن شيخهم ..." إلى آخره , وكل هذا من باب الاستطراد .
 ثم ذكر قاعــــدة مهمة جدّا وكما أن على الحديث أدلة يُعلم بها أنها صدق وقد يقطع بذلك, فعليه أدلة يُعلم بها أنه كذب ويقطع بذلك مثل ما يُقطع بكذب ما يروه الوضّاعون من أهل البدع والغلو في الفضائل ,مثل حديث يوم عاشوراء وأمثاله توسعة للعيال ,وأمثال ما فيه أنّ من صلّى ركعتين كان له أجر كذا وكذا نبيا ,والشاهد من هذا قوله بعد هذا الاستطراد الطويل "وبالتفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة" الذي هو حديث الفضائل. مثل الحديث الذي يرويه الثعلبي والواحدي، الثعلبي في كتابه [الكشف والبيان عن تفسير القرآن] والكتاب مطبوع والذي طبعه للأسف الشديد يا إخواني الطبعة الموجودة للثعلبي الآن كتاب محقق كامل بجامعة أم القرى ,ولعل الله ييسّر خروجه وسيخرج بإذن الله وكنت أحد المحققين فيه ,وهناك لجنة علمية الآن لإصدار هذا الكتاب ,السبب على حرصنا على خروج هذا الكتاب أن الكشف والبيان نُشر الآن في لبنان ووصل إلى مكتباتنا الآن بلا تحقيق, والّذين نشروه فيما يظهر لي ـ والله أعلم ـ أنهم من الرافضة ولذلك نشروه بلا رويّة وبلا تحقيق ,لأن أكثر ما فيه عن جعفر الصادق روايات مكذوبة وموضوعة ,وفيه من الفضائل الشيء الكثير وفيه يعني طوام وهوام يذكر عن أبي عبد الرحمن السُلمي وغيره في حقائق التفسير وبالتالي أرجو من الإخوة الاستفادة من طبعة الثعلبي الموجودة وعدم الاعتماد عليها ,خاصة فيما يرويه بلا زمام ,وأسانيده كثيرة ومتعددة . وإذا صدر إن شاء الله الطبعة المحققة التي بحثت في رسائل علمية سينتفي مقصد هؤلاء من طباعتهم وذلك أن الإخوة الّذين حققوا الكتاب أثبتوا صحة هذه الأقوال أو ضعفها. الثعلبي روى حديث فضائل السور ، فضائل السور هذا ما قصته ؟ نوح ابن أبي مريم وضّاع ,وضع لكل سورة حديث في فضلها ,فقيل له : يا نوح . أتكذب على رسول الله ؟ قال : لا ،لا ,أنا وضعت هذه الأحاديث احتسابا . انظروا كيف الفهم ,كيف احتسابا ًيا نوح !! قال :رأيت الناس انشغلوا عن القرآن بمغازي ابن إسحاق فرأيت ترغيبهم فيه - فما في طريق إلّا أن يُكذّب على رسول الله يقول : من قرأ كذا فله كذا ..- قالوا : يا نوح قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (من كذب عليا متعمّداً فليتبوئ مقعده من النار) قال : أنا ما كذبت عليه بل كذبت له ,انظر الفهم السقيم , أنا ما كذبت عليه بل كذبت له ,هذا الحديث أورده الثعلبي مفرّقا ًعلى السور , مقدمة كل سورة يذكر رواية نوح ابن أبي مريم أو غيرها من الروايات من الوضّاعين بإسناده ,لكن الأسانيد كلها ضعيفة بل موضوعه. الواحدي تلميذ للثعلبي قال يرويه الثعلبي والواحدي ,الواحدي في تفسيره (الوسيط) هو الحمد لله مطبوع ومحقق في عشر رسائل في جامعة الإمام وانتشاره قليل ، والزمخشري في كتابه (الكشّاف) كذلك يذكره في أواخر سور القرآن ,الثعلبي في الأوائل والكشّاف يذكره في الأواخر بلا إسناد ،يقول شيخ الإسلام "فإنه موضوع باتفاق أهل العلم".
 ثم بدأ شيخ الإسلام يتكلم لكم عن بعض كتب التفسير ,لما ذكر واسترسل في مراسيل وغيره والوضع ,بدأ يتكلم عن بعض كتب التفسير ..ليس كل ما وجد في كتب التفسير يقبل . قال : الثعلبي هذا محمد ابن إسحاق ..يقول : (والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين , لكنه كان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع) وهذا من اطلع على تفسير الثعلبي علِم أن كلمة شيخ الإسلام هذه عين الصواب , فإنه ينقل كل ما وجد ، صحيح ، ضعيف يدل على الآية أوما يدل على الآية -جمّاع - ، والواحدي صاحبه أو تلميذه كان أبصر منه بالعربية لكن هو أبعد عن السلامة وإتباع السلف فإن الواحدي كان على مذهب أهل التأويل مذهب الأشاعرة.
أما البغوي قال :"والبغوي - والبغوي هذا مشهور كتابه معالم التنزيل - تفسيره مختصر من الثعلبي ,لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة , و البغوي: أولا ً:من أهل السنة . ثانيا ً: أنه من أهل الحديث . ولذلك أخذ أحسن ما في الثعلبي واختصره ,وترك ما يُنتقد على الثعلبي.
 "وَالْمَوْضُوعَاتُ فِي كُتُبِ التَّفْسِيرِ كَثِيرَةٌ مِثْلُ الْأَحَادِيثِ الْكَثِيرَةِ الصَّرِيحَةِ فِي الْجَهْرِ بِالْبَسْمَلَةِ.وَحَدِيثِ عَلِيٍّ الطَّوِيلِ فِي تَصَدُّقِهِ بِخَاتَمِهِ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ وهي مذكورة في كتب التفسير. وَمِثْلُ مَا رُوِيَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ أَنَّهُ عَلِيٌّ (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ أُذُنُك يَا عَلِيٌّ. وهذا في تفسير الرافضة , الرافضة ـ قبّحهم الله ـ كما سيأتينا في الفصل القادم الذي مستنده الاستدلال حوّروا النصوص كلها إلى ما يدل إمّا في فضائل علي ,أو في سب صحابة رسول الله .. ولذلك تجد لهم في تفاسيرهم من تأويل الكلام المضحكات :
 (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) قالوا عليّ 
(وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) ضرب علي برجله 
(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) أخبار علي
(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً) عائشة ـ قبّحهم الله ـ
 (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) أبوبكر وعمر
تحريف ظاهر لكل ما يعتقدون وسيأتي الحديث والفصل الثاني يا إخواني الذي سنأتي عليه الأن أهم من الفصل الأول ,فإن أغلب كتب التفسير مشكلتها في الفصل الذي يلي هذا . لكن الكتب التي أخذت أقوال السلف مجرّدة كما ذكر شيخ الإسلام مثل تفسير عبد الرزاق ,تفسير الإمام أحمد, تفسير ابن جرير وغيره هذه سلمت من هذه الموضوعات لأنهم كانوا ينقلون عن السلف ـ رحمهم الله ـ هذا ما يتعلق في هذا الفصل.
 وندخل في الفصل الرابع في هذه المقدّمة وهو الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال . يقول :"وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي مِنْ مُسْتَنَدَيْ الِاخْتِلَافِ وَهُوَ مَا يُعْلَمُ بِالِاسْتِدْلَالِ لَا بِالنَّقْلِ فَهَذَا أَكْثَرُ مَا فِيهِ الْخَطَأُ مِنْ جِهَتَيْنِ حَدَثَتَا بَعْدَ تَفْسِيرِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانِ).
يقول : أكثر خطأ في هذا النوع من جهتين ، مــتى حــدثــت ؟؟ حدثت بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم ,فإن التفاسير التي يُذكر فيها كلام هؤلاء ويقصد شيخ الإسلام التفاسير التي تروي بالمأثور صرفا لا يكاد يوجد فيها شيء من هاتين الجهتين التي هي سبب الخلاف من جهة الاستدلال ,مثل تفسير عبد الرزاق ووكيع وعبد بن حُميد وعبد الرحمن ابن إبراهيم دُحيم , ومثل تفسير الإمام أحمد وإسحاق و بقي وأبي بكر ابن المنذر وسفيان بن عيينة ووَسَنِيدٍ وَابْنِ جَرِيرٍ وتفسير ابن جرير في الحقيقة جامع بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي ,لكن ترجيحاته دائرة في مجال التفسير بالمأثور فعُدَّ من قبيل التفسير بالمأثور تغليباً - وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْأَشَجِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ماجه، وَابْنِ مردويه - هذه الكتب التي ذكرها شيخ الإسلام لا تعدو أن نقول حدثنا فلان ..فلان..فلان ويذكرون تفسير السلف حدثنا. هل يمكن أن يقع فيها النوع الثاني من أنواع الخلاف الذي مستنده الاستدلال؟ ما فيها استدلال هي مجرد نقل يُخشى منها فقط من النوع الأول الذي هو قضية الضعف من عدمه الذي سببه النقل .
 يقول : (الجهتين التي مستندها الاستدلال ويقع فيها خطأ) انظروا كلام العارف!! "إحْدَاهُمَا : قَوْمٌ اعْتَقَدُوا مَعَانِيَ ثُمَّ أَرَادُوا حَمْلَ أَلْفَاظِ الْقُرْآنِ عَلَيْهَا" اعتقد معنى قبل أن يقرأ القرءان ,ثم أذهب إلى القرءان ليستدل على المعنى الذي اعتقده هذه الجهة الأولى ,وأكثر ما يوجد في التفسير من هذا الباب الأخطاء التي توجد في التفسير هي من قبيل هذا .
"والثَّانِيَةُ : قَوْمٌ فَسَّرُوا الْقُرْآنَ بِمُجَرَّدِ مَا يُسَوِّغُ أَنْ يُرِيدَهُ بِكَلَامِهِ مَنْ كَانَ مِنْ النَّاطِقِينَ بِلُغَةِ الْعَرَبِ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إلَى الْمُتَكَلِّمِ بِالْقُرْآنِ وَالْمُنَزَّلِ عَلَيْهِ وَالْمُخَاطَبِ بِهِ" يعني أخذوا القرءان كنص عربي وفسّروه من غير النظر إلى من نزل إليه القرآن ، أسباب النزول ، السياق ، القرائن التي أحتفّت , ما نظروا إليها البتة . ولذلك ضربت لكم مثال في أسباب النزول: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ) لونظرنا إليها نصا ًمجرّدا ًسنخرج بحكم السعي بين الصفا والمروة بأنه مباح, لكن سبب النزول هو الذي أزال عنا هذا الفهم . ولذلك فالأولون يقول شيخ الإسلام : "رَاعَوْا الْمَعْنَى الَّذِي رَأَوْهُ " يعني اصطحبوا هذا المعنى ثم حملوا ألفاظ القرآن عليها "مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إلَى مَا تَسْتَحِقُّهُ أَلْفَاظُ الْقُرْآنِ مِنْ الدَّلَالَةِ وَالْبَيَان" (والآخرون ) من هم الآخرون ؟ الّذين فسّروا القرآن بمجرد ما يسوغ :راعوا مجرد اللفظ. الأولون نظرهم إلى المعنى أسبق والآخرون نظرهم إلى اللفظ أسبق.
هذا شخص يا إخواني أتى إلى القرآن وهو يعتقد عدم مجيء الله الذي هو صفات الأفعال ,فإذا أتى على قوله (أَتَى أَمْرُ اللّهِ) ماذا يقول ؟ (وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) ماذا يقول؟ جاء أمر ربك، لماذا أوّلها ؟ لأنه اعتقد معاني قبل أن يأتي للقرآن ,القرآن يقول جاء ربك وهو يقول لا، بل جاء أمر ربك!! الآخرون نظروا إلى اللفظ المجرد دون معرفة عُرف القرآن, القرآن له عُرف خاص لابد من رعايته ، ولذلك ذكر العلماء أن من ضوابط التفسير معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه واستعمالاته .
 فمثلاً عندنا ثلاث حقائق:
1ـ حقيقة شرعية .
2ـ وحقيقة لغوية .
 3ـ وحقيقة عُرفية.
إذا تعارضت هذه الحقائق في النصوص الشرعية أيهما نقدّم ؟
 الشرعية ، ما لم يدل دليل على تقديم الحقيقة اللغوية مثل قول الله عزّ وجلّ (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم) الحقيقة اللغوية هي ولا تدعو ، لكن عندنا أدلة تثبت على أن الصلاة (وَلاَ تُصَلِّ) المراد هنا ماذا ؟ هل هو مجرد الدعاء وإلا صلاة مخصوصة ؟ صلاة الجنازة. ولهذا قرر أهل العلم ومنهم ابن القيم ـ رحمه الله ـ أنه لا يجوز أن يُحمل كلام الله ويفسّر بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي الذي يحتمله تركيب الكلام ، ويكون الكلام به له معنى فإنّ هذا غلط فيه أكثر المعربين للقرآن . ولذا وضعوا قاعــــــــدة : ليس كل ما جاز إعرابـًا جاز تفسيرًا, وليس كل ما جاز لغة جاز تفسيرًا. ولذلك تلاحظون أن المؤلفين في التفسير الّذين لهم اهتمام بالجانب النحوي يذكرون احتمالات كثيرة للآية ,هي غير مرادة في الآية لكن يذكروها من باب الاحتمال النحوي مثل تفسير أبي حيّان في البحر المحيط ، يذكر الاحتمالات النحوية لهذه اللفظة , لكن في الحقيقة هل هي مرادة في القرآن ؟ بعضها مراد وبعضها يقينـًا غير مراد.
عُـــرف القـــرآن : أضرب لكم مثال في عُرف القرآن حتى لا أطيل :
 قال الله عزّ وجلّ (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) ظهر منها : اختلف الصحابة في تفسير المستثنى هنا ، فقال ابن عباس: الوجه والكفان أم لا ؟؟ وقال ابن مسعود: ما لا يمكن تغطيته أي الزينة الظاهرة مثل العباءات وغيرها.. هذه لا يمكن تغطيتها لو أردت أن تستر العباءاة فستسترها بعباءة أخرى لا يمكن تسترها ، ولذلك قال (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) هي الزينة الزائدة. ابن عباس فسرها بالزينة الأصليةدعونا نرى عُرف القرآن حتى نفسر هذه الآية ونرى أنها مع ابن عباس أو مع ابن مسعود .
 ذكر الله عزّ وجلّ الزينة في القرآن كما ذكر الشنقيطي أكثر من سبعة عشر مرة كلها أراد بها الزينة الزائدة وليست الزينة التي هي من أصل الخِلقة. (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) لا يقصد بها خذ نفسك التي زيّنك الله بها ,لكن خذ الزينة الزائدة قدر زائد (حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ) زينة الربيع ، فهي قدر زائد عليها ، فتتبع الشنقيطي ـ رحمة الله عليه ـ لفظ الزينة فوجد أن القرآن عُرفه أنه يقصد بالزينة هي القدر الزائد .. فإذاً أيهما أولى أن نفسّر الزينة هنا بالوجه والكفين أم بما زاد عن الخلقة ؟ ما زاد ،لأن هذا هو عُرف القرآن هذا هو عُرف القرآن ؟ مثله المسجد الحرام وهذا في مسألة تضعيف الصلاة ، تضعيف الصلاة مثلاً الواردة عن النبي أن المسجد الحرام المقصود به مسجد الكعبة فقط وإلا المسجد الحرام كله ؟ أغلب ما ورد في القرآن لما يطلق المسجد الحرام يقصد به الحرم كله (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) هل المقصود يدخلون مكة فقط لا يدخلون أبواب الحرم؟ لا، يقصد لا يدخلون الحرم كله ، وهكذا (هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ)يعني هديـًا بالغ الحرم . إذا ً القرآن له عُرف خاص ينبغي معرفته عند الترجيح بين الأقوال ، فلا ينبغي أن نحمل القرآن ونفسره بمجرد الاحتمال النحوي فقط لابد من معرفة عُرف القرآن.
 ثم قال شيخ الإسلام : "ثم هؤلاء كثيرًا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة يعني زيادة على ذلك أنهم أحيانًا يغلطون في نفس احتمال اللفظ في اللغة ، فيكون الغلط من جهتين أيضـًا من شيء آخركما يغلط في ذلك الذين قبلهم كما أن الأولين كثيرًا ما يغلطون في صحة المعنى الذي فسروا به القرآن كما يغلط في ذلك الآخرون وإن كان نظر الأولين إلى المعنى أسبق ونظر الآخرين إلى اللفظ أسبق والأولون صنفان" من هم الأولون ؟ قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن.
 يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ "أنهم صنفان : الصنف الأول : تارة يسلبون لفظ القرآن ما دلّ عليه وأريد به أي يستدلون بآيات على مذهبهم ولا دلالة فيها " كقولهم أن قول الله عزّ وجلّ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) يستدلون بهذه الآية : أي لا نثبت صفة لله عزّ وجلّ تكون للمخلوق أبدًا ,لأن الله يقول ليس كمثله شيء فهؤلاء يسلبون لفظ القرآن ما دلّ عليه وأريد به . القرآن لم يرد هذا ,واتفاق المسمّيات لا يعني اتفاق الأسماء، ليس أننا نثبت لله سمع وبصر وحياة أنها كحياة البشر وسمع البشر تعالى الله, حتى في المشاهدة يعني واحد لو يقول أليس يطلق على النملة أن لها أرجل ؟ طيب والفيل هذا فيما بين المخلوقات أنفسهم ,يعني هل رجل النملة مثل رجل المخلوق ؟ هذه اسمها رجل وهذه اسمها رجل, هل قالوا هم بالمشابهة ؟ قالوا :لا, رجل الفيل تختلف عن رجل النملة. وقس على ذلك. فإذا كانت هذه الفروق بين المخلوقات أنفسهم , فإنها ستكون وإن اتفقت في المسمّيات بين المخلوق والخالق من باب أولى, قد قرب هذا شيخ الإسلام في رسالته التدمرية .
 "و تارة يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به أي يتأولونه ويحرفونه" مثل أن يحرفوا اليد بالقدرة ورد بعض الآيات إثبات يد لله عزّ وجلّ (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) يقولون أن اليد هنا قدرة لأنه ما يمكن نتثبت لله يد ,كيف نثبت لله يد والمخلوق له يد ما يمكن !! السبب كما قلنا قبل قليل اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها. يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ "وفي كلا الأمرين قد يكون ما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى باطلاً فيكون خطؤهم في الدليل والمدلول ، وقد يكون حقـًا فيكون خطؤهم فيه في الدليل لا في المدلول" يعني هم أرادوا تنزيه الله ، نيتهم وقصدهم صحيح،لكن خطؤهم في الاستدلال ، تنزيه الله عزّ وجلّ هو بإثبات ما أثبت الله لنفسه ليس بنفيها أن ننزه الله عزّ وجلّ أن نثبت ما أثبته الله له .
 يقول شيخ الإسلام : "وهذا كما أنه وقع في تفسير القرآن ، فإنه وقع أيضــًا في تفسير الحديث فالذين أخطأوا في الدليل والمدلول مثل طوائف من أهل البدع ،اعتقدوا مذهبـًا يخالف الحق الذي عليه الوسط الذين لا يجتمعون على ضلال وهم أهل السنة والجماعة كسلف الأمة وأئمتهم ، وعمدوا إلى القرآن فتأولوه على آرائهم تارة يستدلون بآيات على مذهبهم ولا دلالة فيها ، وتارة يتأولون ما يخالفون مذهبهم بما يحرفون به الكلم عن مواضعه".
 قال : "ومن هؤلاء" ـ الذين أخطأوا ـ (الخوارج حيث يأخذون بنصوص الوعيد ومظاهره الكفر ويكفرون المسلمين بالكبائر" (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا) خلاص يقولون ما دخل النار إلا لأنه كافر" والروافض والجهمية والمعتزلة والقدرية والمرجئة وغيرها" ولذلك لا يوجد فرقة من الفرق إلا وفسّرت القرآن لماذا ؟ هذا الكلام مهم لما تقرأوه ، سيذكر شيخ الإسلام الآن بعد قليل ، سيأتينا أن هناك كتب على مذهب الأشاعرة ، وكتب على مذهب المعتزلة ، وكتب على مذهب الجهمية ، وعلى مذهب الصوفية وغيرها ما في فرقة إلا فسّرت القرآن ، لماذا ؟ اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها. شيخ الإسلام في هذه المقدمة يقول لك : يا طالب العلم ، انتبه !! ليس كل ما يوجد في التفسير يصح فإن هناك أناس اعتقدوا معاني وأرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها، ومن هذه الفرق الخوارج والروافض والجهمية والمعتزلة وغيرها. والمعتزلة مثلاً يقول شيخ الإسلام: "وَهَذَا كَالْمُعْتَزِلَةِ مَثَلًا فَإِنَّهُمْ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ كَلَامًا وَجِدَالًا" أصحاب علم وأصحاب عقل المعتزلة. "وَقَدْ صَنَّفُوا تَفَاسِيرَ عَلَى أُصُولِ مَذْهَبِهِمْ; مِثْلِ تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كيسان الْأَصَمِّ - وهذا مفقود - شَيْخِ إبْرَاهِيمَ بْنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ الَّذِي كَانَ يُنَاظِرُ الشَّافِعِيَّ.وَمِثْلِ كِتَابِ أَبِي عَلِيٍّ الجبائي - كذلك مفقود - وَالتَّفْسِيرِ الْكَبِيرِ لِلْقَاضِي عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ أَحْمَد الهمداني - مفقود كذلك - والجامع لعلم القرآن لعلي بن عيسى وتوجد له بعض النسخ الخطية بعض أجزائه" ثم قال "وَالْكَشَّافِ لِأَبِي الْقَاسِمِ الزمخشري؛فَهَؤُلَاءِ وَأَمْثَالُهُمْ اعْتَقَدُوا مَذَاهِبَ الْمُعْتَزِلَةِ" الكشاف هذا هل أحد ما يعرفه منكم ؟! مشهور الكشاف للزمخشري ، العجيب أن الزمخشري يقولون قد دس اعتزالاته دسًا وأتى بعض علماء الأشاعرة يقول : إني استخرجت اعتزاليات الكشاف أو الزمخشري  بالمناقيش!!.
 تفسير الكشاف من جهة البلاغة لا يُعلى عليه، لكن مشكلته الذي ليس على دراية بأساليب الزمخشري يفوت عليه كثير مما دسه في عقيدته. أضرب لكم مثال: عند قول الله عزّ وجلّ في سورة آل عمران (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) قال الزمخشري عند هذه الآية : "وأي شيء ـ معنى كلامه ـ أعظم فوزًا من دخول الجنة والنجاة من النار" ما رأيكم في كلامه ؟ جميل جدًا ! هذا الكلام لا يعلى عليه ،جدًا ممتاز ! ولربما تجد بعض الخطباء يصدح به في المنابر يقول: قال الزمخشري.
 الزمخشري أراد بذلك أن أعظم النعيم هو الدخول للجنة ، نحن عندنا أهل السنة أن أعظم النعيم هو رؤية الله في الجنة (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) والمعتزلة ينكرون الرؤية في الدنيا والآخرة وبالتالي انظروا كيف أنه حتى ينفي الرؤية على مذهبهم أتى بهذا اللفظ الموهم الذي يمشي على كثير من الناس " وأي فوز أعظم من الدخول للجنة والنجاة من النار" كلام جيد لكن الذي يعرف معتقد المعتزلة يقول : إنه يقصد بذلك نفي الرؤية!! ولذلك عند قول الله عزّ وجلّ في سورة الأعراف (لَن تَرَانِي) ما قال بالرؤية, قال "لن" تأبيدية, ما معنى تأبيدية ؟ أبدًا ! الله قال (لَن تَرَانِي) في الدنيا لأن أحاديث الرؤية مثبتة عندنا ، (لَن تَرَانِي) في الدنيا كما هو السياق في قصة موسى قال : "لن التأبيدية" يعني (لَن تَرَانِي ) أبدًا في الدنيا ولا في الآخرة , أراد إنكار الرؤية فهو يدس اعتزالياته دسًّا ولذلك نبّه عليه شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ  .
  ثم قال شيخ الإسلام : "فهؤلاء وأمثالهم اعتقدوا مذاهب المعتزلة ، وأصول المعتزلة خمســة".
 المعتزلة لهم أصول خمسة سموها بأسماء على طريقتهم أسماء جميلة.. أتدرون ما هي أسماء أصول المعتزلة "وَأُصُولُ الْمُعْتَزِلَةِ خَمْسَةٌ يُسَمُّونَهَا هُمْ : التَّوْحِيدُ وَالْعَدْلُ وَالْمَنْزِلَةُ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ وَإِنْفَاذُ الْوَعِيدِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ) التوحيد ( الله أكبر) ! العدل ، المنزلة بين المنزلتين ، إنفاذ الوعيد ’ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أسماء جميلة جدًا. لكن قال شيخ الإسلام : "وتوحيدهم" - يفسر ما معنى توحيد - وتَوْحِيدُهُمْ هُوَ تَوْحِيدُ الجهمية الَّذِي مَضْمُونُهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ وَغَيْرُ ذَلِكَ" هذا هو التوحيد عندهم .. التوحيد عندهم ليس إثبات ما أثبته الله لنفسه ، بل التوحيد عندهم هو نفي الصفات كالجهمية. المعتزلة يثبتون الأسماء وينكرون الصفات يقولون سميع بلا سمع بصير بلا بصر والأشاعرة أثبتوا الأسماء وسبع صفات وهذه الصفات أثبتوها بالعقل لا بالنقل يعني هذه الصفات السبع ما أثبتوها بالنقل وأنتم تعرفون طريق الصفات هو طريق واحد لا يثبت شيء بالعقل وإنما طريقه هو النقل. ولذلك قال شيخ الإسلام توحيدهم هو توحيد الجهمية، الجهمية هم الذين ينكرون الأسماء والصفات . المعتزلة يقولون :لا، نثبت الأسماء لكن نقول سميع بلا سمع ، نسلب الصفة من الاسم وعن ذلك (قَالُوا: إنَّ اللَّهَ لَا يُرَى، وَإِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، وَإِنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ الْعَالَمِ، وَإِنَّهُ لَا يَقُومُ بِهِ عِلْمٌ وَلَا قُدْرَةٌ، وَلَا حَيَاةٌ، وَلَا سَمْعٌ، وَلَا بَصَرٌ، وَلَا كَلَامٌ وَلَا مَشِيئَةٌ وَلَا صِفَةٌ مِنْ الصِّفَاتِ)هذا هو توحيد المعتزلة.
 وعدلهم (أصلهم الثاني) (َأنَّ اللَّهَ لَمْ يَشَأْ جَمِيعَ الْكَائِنَاتِ وَلَا خَلَقَهَا كُلَّهَا وَلَا هُوَ قَادِرٌ عَلَيْهَا كُلِّهَا; بَلْ عِنْدَهُمْ أَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ لَمْ يَخْلُقْهَا اللَّهُ، لَا خَيْرَهَا وَلَا شرها ) يقولون أن الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلقها كلها, ولا هو قادر عليها كلها.. يقولون إن أفعال العباد غير مخلوقة !! كيف يخلق فعل العبد ويعذِّب عليه؟! هم أرادوا تنزيه الله لكنهم ماذا ؟؟ أخطأوا. ولذلك كما قال شيخ الإسلام : "قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها" الله يثبت له السمع ويثبت له البصر ويسلبونه لماذا ؟ وأنتم تعرفون أن آيات الصفات في القرآن كثيرة ترى هذا متعلق بالتفسير , هم العدل عندهم يقولون : كيف ؟ لا يمكن الله عزّ وجلّ يخلق فعل العبد يخلق فعل المعصية ويعذبه عليه! هذا ليس من العدل وهم بذلك يرون أنهم ينزهون الله عزّ وجلّ .. والرد عليهم يقول : "أن الله عزّ وجلّ خلق العباد وأفعالهم ،وجعل لهم سمعــًا وبصرًا ، وأنزل كتابــًا وأرسل رسولاً وأخبر أن هذا طريق الجنة وهذا طريق النار". يقول شيخ الإسلام : (وقد وافقهم على ذلك متأخروا الشيعة - وافق المعتزلة متأخروا الشيعة في عدم خلق أفعال العباد وليس الشيعة متأخروهم - كالمفيد هو محمد بن محمد العُكبري وأبي جعفر الطوسي ومحمد ابن الحسن صاحب التبيان في تفسير القرآن ـ وهو مطبوع ـ و أمثالهم ولأبي جعفر هذا تفسير على هذه الطريقة" الذي هو إنكار خلق أفعال العباد وأنتم تعلمون أن البخاري ألف كتابــًا اسمه خلق أفعال العباد. ولذلك تجدون لو تقرؤن في تفاسير شيخ الإسلام يقول لك في هذه المقدمة لما بيّن لك ما يتكلم عن الخلاف في السلف، يقول لك هناك خلافات أخرى وهي موجودة في كتب التفسير فعليك من الحذر منها وبدأ يبين أصولها وليس يبيّن لك فقط مجرد أمثلة، لا ، يبيّن لك الأصول حتى تقيس عليها يقول :"أن متأخروا الشيعة وافقوا المعتزلة في هذا الباب الذي يسمونه ( العدل) وهو عدم خلق أفعال العباد ,وأضافوا إلى ذلك قول الإمامية الإثني عشرية ,فإن المعتزلة ليس فيهم من يقول بذلك الذي هو الإمامية الإثني عشرية أي أئمتهم الإثني عشر ، ولا من ينكر خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ يعني المعتزلة يقرون بخلافة الخلفاء الأربعة, أما الشيعة متأخروهم فإنهم ينكرون خلافة الأئمة الثلاثة ويرون الخلافة لعلي ـ رضي الله عنه ـ وبالتالي تجدهم يؤولون كثير من الآيات. ومن أصول المعتزلة مع الخوارج إنفاذ الوعيد في الآخرة يعني المعتزلة وافقوا في خلق أفعال العباد متأخروا الشيعة ووافق المعتزلة الخوارج في أصلهم الثالث الذي هو إنفاذ الوعيد في الآخرة فقالوا إن الله لا يقبل في أهل الكبائر شفاعة ولا يخرج أحد منهم من النار. الخوارج ينكرون الشفاعة مطلقــًا وفاعل الكبيرة عندهم مصيره النار مخلّد فيها وهو كافر، المعتزلة يقولون: لا نسميه كافر ولا نسميه مؤمن بل نسميه منزلة بين المنزلتين لا كافر ولا مؤمن , لكن في الآخرة وافقوا الخوارج يقولون إنه خالد مخلّد في النار. ثم قال: "ولا ريب أنه قد رد عليهم طوائف من المرجئة الكرامية والكلابية لا غيرهم , فأحسنوا تارة وأساءوا أخرى ـ هذا الكلام استطراد من شيخ الإسلام ـ حتى صاروا في طرفي نقيض كما قد بسط في غير هذا الموضع ومن أراد الاستزادة في هذا الباب فعليه برسالة التدمرية).
 يقول : "والمقصود أن مثل هؤلاء اعتقدوا رأيــًا ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم" يقول : "وما من تفسير من تفاسيرهم الباطلة إلا وبطلانه يظهر من وجوه كثيرة وذلك من جهتين :
 الأول :- تارة من العلم بفساد قولهم ، علِّقوا عليها : وهم الذين يسلبون لفظ القرآن ما دلّ عليه وأريد به . وجهة قولهم عقيدتهم التي اعتقدوها.
 الثاني :- وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآن وهم الذين - هذا استطراد يعني بون شاسع بين أول الكلام وآخره فأنتم أضيفوا هذه العبارة حتى يكون الكلام متصلاً، وهم الذين يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به . وجهة بطلانه ـ اللفظ ـ حيث يتوفر له معنى غير صحيح. يقول لك ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحــًا ويدس البدع في كلامه وأكثر الناس لا يعلمون كصاحب الكشاف كما مثلنا قبل قليل.
 يقول: "وقد رأيت من العلماء ـ انظر ليس من عامة الناس يقول من العلماءـ المفسرين وغيرهم من يذكر في كتابه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق أصولهم التي يعلم أو يعتقد فسادها ولا يهتدي لها،بعض الناس ينقل من هذه الكتب ويعتقد بطلان هذا الشيء لكن لأن عبارتهم صحيحة لا يهتدي لها ,إذا كان هذا من قبيل بعض العلماء فما بالكم ببقية عامة الناس ؟! ولذلك يروج على كثير من الناس البدع في القراءة ولذلك لا ينبغي للإنسان إلا أن يقرأ في كتب التفسير السالمة من البدع. أنت تريد أن تصل إلى المعنى الصحيح للقرآن أليس كذلك ؟ إذا كان الإنسان يعتقد معنىً باطلاً وأراد أن يفسر القرآن عليك فإنه سيهديك إلى هذا المعنى الباطل ، وسيسوقك سوقـًا إلى هذا المعنى.
 يقول شيخ الإسلام: "ثم إنه بسبب تطرف هؤلاء وضلالهم دخلت الرافضة الإمامية ثم الفلاسفة ثم القرامطة وغيرهم فيما هو أبلغ من ذلك" يعني أول ما بدأ الأمر باعتقادات يسيرة ثم تطوّر الأمرولذلك نجد في تفاسير القرامطة والرافضة طوام وهوام لا يقبلها العقل ولا المنطق. يقول : "وتفاقم الأمر في الفلاسفة والقرامطة والرافضة فإنهم فسروا القرآن بأنواع لا يقضي منها العالِمُ عجبًا" تفسير الرافضة ونحن الآن نعيش الآن عصر انتشار الرافضة وقويت شوكتهم ، وما المؤتمر الذي عقد في لندن وسبهم لأم المؤمنين ـ رضي الله تعالى عنهاـ إلا دليل ذلك . والرافضة لا يبينون عن مذهبهم ـ خذوها قاعــدة إلا لما تقوى شوكتهم ـ وإلا عندهم التقية ممكن يقول لك أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ وهو يلعنه داخله، عندهم التقية وهذا من دينهم تسع أعشار دينهم تقية , لكن عندما يظهرون حقائق دينهم على الملأ هذا دليل على أن شوكتهم قد قويت ـ لا قوّاها الله ـ يقول لك: "فتفسير الرافضة كقولهم:
 في تفسير (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) يدا أبي لهب من ؟ في القرآن عندنا يدا أبي لهب حقيقة ، لكن هم يقولون لا ، أبو بكر وعمر هما يدا أبو لهب هذا تفسيرهم موجود في كتبهم . 
(لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) القرآن يقول لئن أشركت يا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العبادة مع الله ـ عزّ وجل ّـ ليحبطن عملك ،هم يقولون لا ، لئن أشركت بين أبي بكر وعمر وعليّ في الخلافة ليحبطن عملك ! الأصل أن تفرد الخلافة لعليّ .
(ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً) قالوا عائشة البقرة هي عائشة ! - هذه موجودة في كتبهم و أثبتها شيخ الإسلام - .
(فقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) من هم أئمة الكفر ؟ طلحة والزبير لماذا ؟ هذا في تفسير الرافضة لأنهم في موقعة الجمل .
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) انظروا تحريف اللفظ يا أخواني ، هل اللفظ يدل عليه ؟ قالوا : علي وفاطمة يعني . كما قال شيخ الإسلام "اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها)" يعني لا يقبلها لا منطق ولا عقل .
 (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) الإمام المبين هو علي , كل شيء يعرفه .
 (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ) تعرفون النبأ العظيم إما القرآن أو يوم القيامة كما هو في تفسير السلف ، قالوا علي .
 (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) عليّ. إذاً مشوا على القرآن كله اعتقدوا معاني وأتوا إلى القرآن وأنزلوا هذه المعاني بما يريدون تفسير لا يقبله سياق ولا تعضده لغة ولا يعضده نقل، مستنده فقط الاعتقاد السابق! ويذكرون الحديث الموضوع بإجماع أهل العلم وهو تصدقه بخاتمه في الصلاة ، وكذلك قوله (أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) نزلت في علي لما أصيب بحمزة! هذا لفظ عام يدخل علي ـ رضي الله عنه ـ وغيره فيه ، يقولون لا ، هذه خاصة بعلي.
/ ثم بدأ شيخ الإسلام يعطيك أمثلة أخرى ليست من قبيل الرافضة بل من قبيل تفاسير الذي يسمى تفسير الإنشائي يقول : "وما يقارب هذا في بعض الوجوه ما يذكره كثير من المفسرين في مثل قوله (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) إن الصابرين رسول الله والصادقين أبوبكر والقانتين عمر والمنفقين عثمان والمستغفرين عليّ!" أين الدليل على هذا ؟ أين الدليل على تخصيص هذه اللفظة ,وكما قرر شيخ الإسلام في البداية أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوصه ، أين الدليل ؟
 نحن نعلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إمام الصابرين ،وأن أبا بكر من الصادقين بل هو الصديق ـ رضي الله تعالى عنه ـ لكن أن تقول أنه هو المراد بهذه الآية لا غيره أين الدليل ؟ وهذا موجود حتى في بعض التفاسير ليس في تفاسير الرافضة فقط. القانتين عمر.
 ومثل قوله (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أبو بكر (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ)  عمر (رُحَمَاء بَيْنَهُم) عثمان (تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا) علي ّ ، أين النقل الذي خصص هذه الآية ؟ هذه الآية عامة في صحابة رسول الله كلهم .
 واحد يقول لا يا أخي أنت قبل قليل قررت التفسير بالمثال، كنت أنتظر واحد منكم يقول لا يا أخي هذا تفسير بالمثال .. نقول فرق بين التفسير بالمثال وبين حصر اللفظ بهذا الشخص ، إن كان من باب المثال لكن التخصيص بهذه الحيثية أن الأشداء على الكفار عمر ، الرحماء عثمان ، من الذي خصص أين النقل ؟؟ فإن عمر كما أنه شديد على الكفار فإنه رحيم بالمؤمنين واللفظ أصل لم يُشر إلى أشخاص معينة ، يُشر إلى مُجمل صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين .
يقول: "وأعجب من ذلك - وهذا موجود في تفسير الثعلبي - (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) التين : أبو بكر، والزيتون عمر, (وَطُورِ سِينِينَ) عثمان (وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) عليّ. إذاً يجعلك شيخ الإسلام ويبين لك ، الخلاصة : يقول لك شيخ الإسلام : أن التفسير سهل لولا أن الناس صعبوها ، لولا المناهج وهذه الاعتقادات، سهل يا أخواني والله - عزّ وجلّ - قال (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) التيسير تيسر معانيه وتيسير ألفاظ . فكما أن ألفاظه ميسرة للحفظ فكذلك معانيه والله لو بذل طالب العلم الشيء اليسير ــ صح أن التفسير بحر لا ساحل له ــ لكن قضية فهم الآية على الوجه الصحيح هذا يسير.
 ثم قال شيخ الإسلام :"وأمثال هذه الخرافات" يقول أمثالها كثير المقصود هنا التمثيل والخرافات ما معنى الخرافات ؟ شيْ لا يُصدق. من أين مأخوذة ؟ يقال أن رجل اسمه خرافة ، رجل من العرب خطفته الجن, فلما عاد بعد غيبته من هذه الخطيفة صار يحدث بأشياء من تهاويل الجن وأمور لا تُقبل ولا تصدق فصار الناس إذا سمعوا كلامـًا لا يُصدقونه يقولون حديث خرافة فصارت مَثل ، أي شيء لا يُصدق يسمى حديث خرافة والله أعلم.
 يقول شيخ الإسلام : "وأمثال هذه الخرافات" سمّاها شيخ الإسلام خرافات حقيقة  "التي تتضمن تارة تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال" ما فيه أي دليل لا من اللفظ ولا من النقل ولا غيره ـ يقول شيخ الإسلام : "فإن هذه الألفاظ لا تدل على هؤلاء الأشخاص بحال, وقوله تعالى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) كل ذلك نعت للذين معه وهي التي يسميها النحاة خبرًا بعد خبروالمقصود هنا أنها كلها صفات لموصوف واحد وهم الذين معه و لا يجوز أن يكون كل منها مرادًا به شخص واحد" هذا الخلاف بين هذا الكلام وبين التفسير في المثال ,هم حصروا قالوا أن اللفظ هنا خاص بهذا الشخص وإلّا فهو مثال لا شك لكن الحصر ، الخطأ هنا يا أخواني في مثل هذه التفاسير هو الحصر وأن اللفظ خاص به "كقولهم إن قوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ) أريد بها علي وحده وقول بعضهم إن قوله تعالى: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) أريد بها أبو بكر وحده وقوله (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ) أريد بها أبو بكر وحده ، ونحو ذلك" . ولذا فما ذكره شيخ الإسلام يعتبر ضابط مهم جدًا لرد مثل هذه الأمثلة ومثل هذه التفاسير : 
 أولها ــ أنه تفسير للفظ بما لا يدل عليه بحال .
 الثاني ــ جعل اللفظ منحصـرًا في شخص واحد .
إذاً وجه الخطأ في مثل هذه التفاسير هو عدم دلالة اللفظ عليه ، الثاني الحصر المجرد ، وقلتُ أن هناك فرق بينه وبين التفسير بالمثال الذي قررناه في الجلسة الماضية.
 ثم بدأ شيخ الإسلام يتكلم عن بعض كتب التفسير والتي هي متداولة بين الناس ، قال "وتفسير ابن عطية" ابن عطية أندلسي تفسيره جميل جدًا لكنه على مذهب أهل التأويل مذهب الأشاعرة - رحمة الله عليه "وأمثاله" أمثال ابن عطية ، يقول شيخ الإسلام - وهذا من الإنصاف - قال : "أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري" لكن يقول شيخ الإسلام ـ وهذا يسمى عند العلماء الآن مناهج المفسرين، تقويم المفسرين ـ يقول :"ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل, فإنه كثيرًا ما ينقل من تفسير محمد بن جرير الطبري وهو من أجل التفاسير المأثورة وأعظمها قدرًا ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لا يحكيه بحال ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام وهم الأشاعرة" ولذلك إذا قال وقال أبو محمد يقصد به نفسه أو وقال القاضي يقصد به نفسه "من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم وإن كانوا – يقصد الأشاعرة - أقرب إلى السنة من المعتزلة ,لكن ينبغي أن يُعطى كل ذي حق حقه ويُعرف أن هذا من جملة التفسير على هذا المذهب" .
 يقول لك شيخ الإسلام عندما تقرأ في تفسير ابن عطية وتأتي في باب الصفات فاعلم أن ما فسروه هنا على مذهبهم وليس على مذهب أهل السنة والجماعة ، وإذا قرأت في كتب المعتزلة وأتيت من باب الصفات أو باب الرؤية أو خلق أفعال العباد أو غيرها من أصول مذهبهم أو آيات الوعد والوعيد ، فاعلم أن ما يقررونه هنا على مذهبهم لا على مذهب السلف عليهم  رحمة الله . 
"فإن الصحابة والتابعين والأئمة إذا كان لهم في تفسير الآيات قول وجاء قوم فسروا الآية بقول آخر لأجل مذهب اعتقدوه وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان صار مشاركــًا للمعتزلة وغيرهم من أهل البدع في مثل هذا" ولذلك لا يلزم أن يكون الإنسان معتزليـًا أو بمعنى أصح ربما يشارك بعض المفسرين معتقدات المعتزلة وهم من الأشاعرة في بعض الأشياء.
 أضرب لكم مثال تفسير فتح القدير الذي يدرسوه كثير من الطلاب الآن في الجامعة للشوكاني ـ رحمه الله ـ ، الشوكاني ـ رحمه الله ـ وقع في التأويل في تفسيره , رغم أن له كتاب على مذهب السلف لكن عنده بعض التأويلات ، ولذلك لا يصح أن نقول أن الزمخشري أو تفسير فتح القدير على مذهب الأشاعرة , لكن وقع في التأويل مثل لما قال (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ) لم يثبت صفة الغضب و إنما قال إرادة الانتقام على مذهب الأشاعرة فلعل هذه الآية وهذا التفسير كتبه قبل أن ينتقل إلى مذهب السلف أو يطّلع على مذهب السلف عليه ـ رحمة الله ـ وبالتالي يقول شيخ الإسلام : "أنك ربما تجد بعض أقوال المعتزلة في بعض تفاسير الأشاعرة ,وتجد بعض أقوال المعتزلة أن يوافق الخوارج بعض المعتزلة ،وتجد بعض الروافض أن يوافقوا المعتزلة في بعض أصولهم" يقول لك شيخ الإسلام في النهاية: "إذا أردت أن تقرأ فاعرف لمن تقرأ" حتى إذا أتت هذه المسائل تستطيع أن تتبين وجه الصواب هنا ووجه الغلط في هذه الآية.
يقول : ـ وهذا كلام نفيس من الأشياء التي ينبغي استظهارها وحفظها ـ " وفي الجملة من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئـًا في ذلك بل مبتدعــًا وإن كان مجتهدًا مغفورًا له خطؤه" يقول من عدل عن مذاهب السلف، الصحابة فسروا القرآن - رضي الله عنهم - ولذلك لماذا صار ابن جرير إمام المفسرين ؟ يا إخواني هذا التفسير الذي كثيرًا من الإخوة زهدوا فيه وتفسير ابن كثير هذا من أفضل كتب التفسير, لماذا ؟ لأنهم ما خرجوا عن أقوال السلف ولم يخلطوا في التفسير غيره من المعتقدات , ولذلك تجد القراءة فيه جميلة . وكما أشار معالي الشيخ قبل في كلمته لافتتاح  هذه الدورة (عمدة التفسير) أنا أقول لطلبة العلم عليكم بهذا الكتاب فهو عمدة حقيقة (عمدة التفسير لأحمد شاكر) الذي اختصر به تفسير ابن كثير ، حقيقة اسم على مسمى عمدة في التفسير . ولذلك أنا أنصح طلاب العلم الذي يريد أن يجعل له متنًا يقرأ فيه باستمرار أن يجعل عمدة التفسير له كتابـًا لأنه ربما يقرأ كتاب تفسير ابن كثير وهو طويل بعض الروايات يذكر لها أربعة -عشرة طرق ، وهذا يحتاج إلى نفس متخصص من المحدثين وربما يمل ويخلط ..لكن أحمد شاكر- وهو محدث - أتى بما يحتاج إليه طالب علم التفسير.
 قال : "فالمقصود بيان طرق العلم وأدلته وطرق الصواب - بعد الاستطراد الطويل هذا وسألخص لكم في نهاية هذا المجلس إن شاء الله تعالى سألخص لكم هذا الفصل بنقاط ـ قال:فالمقصود بيان طرق العلم وأدلته وطرق الصواب ونحن نعلم أن القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم و أنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه ، كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث الله به رسوله فمن خالف قولهم وفسّر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول" لماذا أخطأ في الدليل والمدلول ؟ أخطأ في الدليل لأنه فسره بغير المراد به وأخطأ في المدلول حيث أتى بمعنى مخالف لما كان عليه السلف.
 يقول "فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعـًا ومعلوم أن كل من خالف قولهم له شبهة يذكرها ، إما عقلية وإما سمعية ) ما في أحد يذكر قول ويخالف السلف إلا من أجل شبهة ,كما مثلاً أرادوا تنزيه الله فأنكروا صفات الله - تبارك وتعالى - , أتوا إلى أحاديث الوعد والوعيد فأجروها على ظاهرها وكفّروا بها ولم ينظروا إلى بقية النصوص الأخرى حديث الشفاعة وغيرها) .
 والمقصود هنا يقول شيخ الإسلام لما يستطرد هذا البحر الهائج من العلم ، لما يتكلم يحاول بقدر المستطاع أن يردك إلى ما يريد يقول : "والمقصود هنا التنبيه , مجرد التنبيه على مثار الاختلاف في التفسير وأن من أعظم أسبابه :البدع الباطلة ، التي دعت أهلها إلى أن حرفوا الكلم عن مواضعه ، وفسروا كلام الله عزّ وجلّ ورسوله - صلى الله عليه وسلم -  بغير ما أريد به وتأولوه على غير تأويله" وبالتالي يقول لك شيخ الإسلام : لا تقرأ في كتب المبتدعة إلا وأنت عارف بأصول بدعتهم حتى لا يصل إليك فهم هذه الآية فهمــًا ،أنت قصدك ، ماذا يريد الناظر في التفسير ؟ ما هدفه ؟ هدفه هو فهم القرآن أليس كذلك ؟ هو يريد فقط أن يفهم القرآن، إذا أتيت بفهم القرآن عن طريق أصول مذهب المعتزلة فستفهمه عن طريق أصولهم. ولذلك يقول شيخ الإسلام : انتبه ! مثار ذلك أن من أعظم أسباب الخلاف في التفسير والاختلاف أهل البدع وإلا التفسير يقول شيخ الإسلام :سهل ،سهل ،كأنه يقول لك عليك بتفسير السلف . تقول أنت أن تفسير السلف مختلف يقول :لك لا ، أغلبه اختلاف تنوع ويذكر لك القواعد إذاً أصبح علم التفسير سهل أم صعب ؟؟ سهل يسير لكن أين طلابه ؟! سهل يسير بحمد الله ـ تبارك وتعالى ـ ولكن أهم شيء أن تتقن ما يقوله وتنتبه لما يقوله شيخ الإسلام. يقول: "فمن أصول العلم بذلك أن يعلم الإنسان القول الذي خالفوه وأنه الحق وأن يعرف أن تفسير السلف يخالف تفسيرهم ، وأن يعرف أن تفسيرهم محدث مبتدع ، ثم أن يعرف بالطرق المفصلة فساد تفسيرهم بما نصبه الله من الأدلة على بيان الحق،وكذلك وقع من الذين صنفوا في شرح الحديث وتفسيره من المتأخرين من جنس ما وقع". يقول :كذلك أهل البدع فسروا الحديث النبوي وحملوا وأتوا بهذه المعاني التي اعتقدوها كما فعلوا كذلك في تفسير القرآن.
 يقول شيخ الإسلام : "وأما الذين يخطؤن في الدليل لا في المدلول كمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم يفسرون القرآن بمعاني صحيحة" المعنى هذا الذي ذكروه صحيح لكن القرآن لا يدل عليه بحال والأمثلة تقدمت ، لما يقولون (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ) عمر ،المعنى صحيح عمر شديد على الكفار لكن هل القرآن دل على أن عمر المراد هنا ؟؟ لا .. يقول لك : "مثل كثير مما ذكره أبو عبد الرحمن السُلمي في حقائق التفسير" حقائق التفسير هذا مخطوط..
 أتت الإقامة نستغفر الله ونتوب إليه ، وألخص لكم إن شاء الله تعالى الدرس في بداية الدرس القادم.. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. 
لحفظ الملف الصوتي :







---------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق