*د.محمد بن عبد العزيز الخضيري
هذه السورة بمثابة التتمِّة لسورة التكوير فهي في نفسِ الحديث الذي جاء في سورة التكوير عن أهوال يوم القيامة وما فيها من الأحداثِ العِظام فذُكِر انفِطار السماء وانتِثارُ الكواكب وتفجيرُ البِحار وبعثرت القبور عندما تحصُل تلك الأهوال ستعلمُ كُل نفسٍ ما قدَّمت وأيضاً تعلم ما أخَّرت والمقصود هُنا هو أنَّ الإنسانَ لا يستيقظ ولا يصحوا ولا يعرِف ماهو الشيءُ الذي قدَّمه حقاً هل هو نافِعٌ له أو غيرُ نافعٍ له إلا عندما يرى الحقائق بعينيه ولذلك المؤمن الذي يؤمن بالغيب ويُصدِّق ما يسمعه من كلام الله عزَّ وجل يرى كأنَّهُ أمام هذه الأحداث العِظام فهو يُعِدُّ لها العُدَّة ويتَّخِذُ لها الأُهبة.
هذه السورة بمثابة التتمِّة لسورة التكوير فهي في نفسِ الحديث الذي جاء في سورة التكوير عن أهوال يوم القيامة وما فيها من الأحداثِ العِظام فذُكِر انفِطار السماء وانتِثارُ الكواكب وتفجيرُ البِحار وبعثرت القبور عندما تحصُل تلك الأهوال ستعلمُ كُل نفسٍ ما قدَّمت وأيضاً تعلم ما أخَّرت والمقصود هُنا هو أنَّ الإنسانَ لا يستيقظ ولا يصحوا ولا يعرِف ماهو الشيءُ الذي قدَّمه حقاً هل هو نافِعٌ له أو غيرُ نافعٍ له إلا عندما يرى الحقائق بعينيه ولذلك المؤمن الذي يؤمن بالغيب ويُصدِّق ما يسمعه من كلام الله عزَّ وجل يرى كأنَّهُ أمام هذه الأحداث العِظام فهو يُعِدُّ لها العُدَّة ويتَّخِذُ لها الأُهبة.
ثُمَّ نتوقف عند قول الله عزَّ وجل (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ *الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ)
هذِه الآية عِتابٌ لهذا الإنسان وتبكِيتٌ له، ربُك أكرمك ... خلقك ... سواك ... عدَلَك وعَدَّلك، ما غرَّك بِه لِماذا عصيتَه؟
لماذا كفرتَ بِه؟
كفرت بأنبيائه ورُسلِه؟
أشركتَ مع الله أحداً سِواه ماالذي جعلَكَ تُسوِف في التوبةِ ثُمَّ تُسوف؟
ماالذي جعلك تقتحِم هذه المعاصي؟
أجاءك نقصٌ من ربكَ الكريم؟! هل هُناك نِعمٌ أعظمُ وأكثر من هذه التي حباك بها ربُّك سبحانهُ وتعالى؟!
ليس من حقِك أن تحتَج فتقول ليس عندي سمع وليس عندي بصر وليس عندي عقل، لم يأتني كِتاب، لم يُرسل إليَّ رسول ...إلخ ما هُنالِك كُل ذلك قد كان بين يديك إذاً ماالذي غرَّك؟ ماالذي جعلَك تُسوف التوبة وتُسجِّل هذه المآسي والجبال من السيئات على نفسك؟
ثمَّ نتوقف أيضاً عند قول الله عز وجل (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)
هذان هُما أصنافُ الناسِ في الدُنيا إمَّا أبرار يعملونَ البِّر ويتوسعون في فعل الطاعة لأنَّهم أبرار
وإمَّا فُجار يُعرضون عن طاعة الله ويقتحمون معاصي الله سبحانه وتعالى فالله جلَّ وعلا يقول (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) ولم يُبيِّن لنا لماذا كانوا في ذلك النعيم ولكِّن اللفظ الذي إختِير في هذه الآية يدُّل على هذا المعنى وتِلك العِلَّة (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) أي لبِّرهم (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) أي لفُجورهم لأنَّه اختار وصفاً يصلُح أن يكونَ عِلَّةً لهذا الجزاء الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في هذه الآية.
وقد قال ابنُ القيِّم في مَلحظٍ جميل ولفتةٍ رائعة منهُ رحِمه الله قال: "(إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) ولم يُبيِّن لنا ربُّنا في أيِّ الدُّورِ يكون ذلك النعيم فدلَّ على أنَّه يكون في الدُّور كُلِها فالبر ينالُ نعيمَ الدُنيا وينالُ نعيم القبر وينالُ نعيم الآخرة، والفاجِر ينالُ شقاء الدُّنيا وينالُ عذابَ وجحيمَ القبر وينالُ جحيمَ الآخرة". نسألُ الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الأبرار الذينَ يتَّسِعون في فعلِ البر وفي أنواعِ الطاعاتِ والقُربات. وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا مُحمد .
_______________________
*برنامج هدايات قرآنية
_______________________
*برنامج هدايات قرآنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق