قال تعالى { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }
سبب النزول :
أخرج البخاري عن محمد بن عباد بن جعفر أن ابن عباس قرأ : ( ألا إنهم تثنوني صدورهم ) قلت : يا أبا العباس ما تثنوني صدورهم ؟ قال : كان الرجل يُجامع امرأته فيستحي ، أو يتخلى فيستحي فنزلت ( ألا إنهم تثنوني صدورهم ) .
دراسة السبب :
هكذا جاء في سبب نزول الآية الكريمة عند ابن عباس - رضي الله عنه - وقد أورد جمهور المفسرين هذا الحديث مع غيره عند نزولها ، منهم الطبري والبغوي وابن عطية والقرطبي وابن كثير والشنقيطي ، وابن عاشور .
وهذا السبب المروي عن ابن عباس - رضي الله عنه - لاينسجم مع سياق الآيات ، فالآية تتحدث عن هؤلاء حديث ذم وقدح بينما المذكورون في الحديث ليسوا أهلا للذم بل هم أهل للثناء والمدح .
وقد قال القرطبي : " وَقِيلَ : إِنَّ قَوْمًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا يَتَنَسَّكُونَ بِسَتْرِ أَبْدَانهمْ وَلَا يَكْشِفُونَهَا تَحْت السَّمَاء , فَبَيَّنَ اللَّه تَعَالَى أَنَّ التَّنَسُّك مَا اِشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ قُلُوبهمْ مِنْ مُعْتَقَد , وَأَظْهَرُوهُ مِنْ قَوْل وَعَمَل ."
وقال ابن عاشور بعد ذكر السبب : " وهذا التفسير لا يناسب موقع الآية ولا اتساق الضمائر . فلعل مراد ابن عباس أن الآية تنطبق على صنيع هؤلاء وليس فعلهم هو سبب نزولها . "
وما تقدم حق ، فإن الآية لم تنزل بسبب فعل هؤلاء المسلمين لأن السياق في غيرهم ، وهذا هو القول الأول .
القول الثاني : ما ذهب إليه بعض المفسرين من أن الآية نزلت بسبب فعل المنافقين .
القول الثالث : أنها تتحدث عن المشركين ومحاولة استتارهم عن الله - جل وعلا - .
وبعد أن أورد المؤلف أقوال العلماء في القولين الثاني والثالث قال :
وبعد ذِكر أقوال العلماء أود أن أُبين الحقائق التالية :
أولا : أن الآية مكية وبناء على هذا فلا صلة لها بالمنافقين مطلقا .
ثانيا : أن المعنِي بها قوم مشركون كما يدل عليه سياق الآيات السابق واللاحق وأسلوب خطابها ، وبناء على هذا فلا صلة بالمسلمين الذين يستحيون عند الجماع وقضاء الحاجة واستخفاءهم كان عن الله ولم يكن عن رسوله - صلى الله عليه وسلم -
وقد اختلف دوافع هذا الفعل عند العلماء : فقال بعضهم : أن الدافع هو إخفاء أعمالهم السيئة ، وقيل : لئلا يسمعوا كتاب الله تعالى ولا ذكره ، وقيل : ليكتموا ما في قلوبهم .
النتيجة : أن الحديث الذي معنا ليس سبب نزول الآية الكريمة لمخالفته سياق الآيات التي تتحدث عن المشركين في مكة . والله أعلم .
-----------------------------------------------------
المحرر في أسباب نزول القرآن / د. خالد بن سليمان المزيني
أولا : أن الآية مكية وبناء على هذا فلا صلة لها بالمنافقين مطلقا .
ثانيا : أن المعنِي بها قوم مشركون كما يدل عليه سياق الآيات السابق واللاحق وأسلوب خطابها ، وبناء على هذا فلا صلة بالمسلمين الذين يستحيون عند الجماع وقضاء الحاجة واستخفاءهم كان عن الله ولم يكن عن رسوله - صلى الله عليه وسلم -
وقد اختلف دوافع هذا الفعل عند العلماء : فقال بعضهم : أن الدافع هو إخفاء أعمالهم السيئة ، وقيل : لئلا يسمعوا كتاب الله تعالى ولا ذكره ، وقيل : ليكتموا ما في قلوبهم .
النتيجة : أن الحديث الذي معنا ليس سبب نزول الآية الكريمة لمخالفته سياق الآيات التي تتحدث عن المشركين في مكة . والله أعلم .
-----------------------------------------------------
المحرر في أسباب نزول القرآن / د. خالد بن سليمان المزيني
سبب نزول قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق