الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.. سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أن العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا رب العالمين، وبعد: فإني أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإني لأسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدورنا وأن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الكريم الذين هم أهل الله وخاصته.. وها نحن نلتقي في لقائنا هذا ودرر وفوائد من سورة الواقعة.
تكلمت في اللقاء السابق عن صدر سورة الواقعة وقول الله تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم (إذا وقعت الواقعة* ليس لوقعتها كاذبة* خافضة رافعة)
ثم نبدأ الليلة مع قوله تبارك و تعالى: (إذا رجت الأرض رجا* وبست الجبال بسا* فكانت هباء منبثا)
الله تبارك وتعالى يذكر ها هنا أن الواقعة إذا وقعت لها سمات معينة، سماتها أن الأرض تُرج رجا، وعبّر القرآن عن رج الأرض بالزلزلة في آيات أخرى في سورة الزلزلة قال الله (إذا زلزلت الأرض زلزالها)، وقال في سورة الحج (يا أيها الناس إتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) عندما نجمع هذه المواضع الثلاثة نجد أن هناك غاية من ذكر هذه الأهوال، يعني ليس مجرد ذكر الأهوال وفقط، إنما هناك غاية حتى تستعد وتتهيأ، فنجد مثلا في سورة الزلزلة جعل الله للزلزلة غاية والغاية من الزلزلة في سورة الزلزلة (يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) إذا الغاية من ذكر الزلزلة أن الناس يوم القيامة سيصدرون جميعا، ومعنى (يصدر الناس) أي يصدرون جميعا كأنهم فوج واحد، والغاية من الصدور أنهم ليُروا أعمالهم، وأشتاتا يعني جماعات متفرقة لأن الناس يوم القيامة لن تكون جماعة واحدة ولكل جماعة غاية، (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) يعني إحرصوا على مثاقيل الذر التي تفعلونها في الدنيا. لتكون مثاقيل الذر من الخير، واحذروا مثاقيل الذر من الشر، يعني الشر الذي قد لا تعده شرا، قد تراه شيئا بسيطا، والخير الذي قد تراه شيئا بسيطا هذا يُثقل موازينك، وهذا يخفف موازينك.
نجد مثلا (إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت) ما الغاية؟ نجد الغاية في قوله تعالى (ولكن عذاب الله شديد) احذروا ما يؤدي الى عذاب الله لأن عذاب الله شديد. إذن عندنا كم غاية الآن؟
الغاية الآن من ذكر الزلزلة:
أولا: يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم. هذه غاية.
الغاية الثانية من ذكر الأهوال احذروا ولكن عذاب الله شديد.
الغاية الثالثة: في سورة الواقعة معنا يذكر الله الغاية بقوله (وكنتم أزواجا ثلاثة) أصنافا ثلاثة يعني ستكونون يوم القيامة ثلاثة أصناف:
● الصنف الأول أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة، ولذلك اقترنت بالفاء، وهذا سأتكلم فيه عندما نصلها.
● وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة.
●والصنف الثالث والسابقون السابقون.
فأنت حدد موقفك من الآن لتعرف أنت في أي فريق، هل يا ترى أنت في السابقين السابقين؟ - نسأل الله ذلك- هل يا ترى على الأقل أنت من أصحاب اليمين؟ - نسأل الله ذلك - لكن الأهم احذر أن تكون من أصحاب الشمال.
ونلحظ دائما أن رب العزة جل وعلا لا يُقابل اليمين باليسار أبدا، اليمين لا تقابل باليسار إنما يقابلها الله بالشمال، لماذا؟ لأن اليسار من اليُسر، فلو قال وأصحاب اليسار سيظنون أنهم سيكونون في يُسر، و يظنون أنهم في نجاة، و لذلك لا، يقابلها بأصحاب الشمال. تمام.
إذاً ذكر الله لرج الأرض والزلزلة له حكمة و له غاية، الحكمة والغاية: استعد لأن تصدر مع الناس لترى عملك، وإحرص على أن تكون من أهل مثاقيل ذر الخير القليل الذي يعني الكلمة الطيبة، التبسم في وجه أخيك، يعني مثاقيل الذر يعني الخير الذي تؤديه لكن بنية الإخلاص لله تبارك وتعالى، ومثاقيل ذر الشر احذر منها لأنها ستهلكك.
ثم بعد ذلك يذكر الله الزلزلة ثم يبين ان عذاب الله شديد فاحذروا عذاب الله واعملوا لهذا اليوم يعني الله تبارك وتعالى عندما يذكرنا بهذه الأشياء فهذا من واسع رحمته بنا لأنه يحذرنا ويبين لنا ماذا سيكون وكأن الأمر أمام أعيننا الان، يعني عندما ينادي الله الناس جميعا.
والربط بين الرج وبين الزلزلة: لأن قوله (إذا رجت الأرض) الرج فيه معنى الاضطراب والتحريك الشديد، والاضطراب والتحريك الشديد هو ما يظهر على الأرض من زلازل، ويؤكد الله هذا الفعل بالمصدر الذي هو (إذا رجت الأرض رجا) حتى لا تظن أن التعبير مجازي مثلا، أو أنه لن يكون هناك رج بمعنى الرج الشديد، لا، سيكون رجا شديدا. ولذلك الله عندما قال (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) نداء من الله للناس جميعا بأن يتقوا الله تبارك وتعالى ولذلك قال هنا (اتقوا ربكم) وتقوى الرب معناها تقوى الله، لكن الله ذكر اتقوا ربكم ليتناسب مع نداء الناس جميعا لأن الناس يُقرون بربوبية الله تبارك وتعالى لكن لا يقبل من عبد الإقرار بربوبية الله إلا إذا وحّد الله تبارك وتعالى.
قال (يا أيها الناس اتقوا ربكم) وقد قلت سابقا إن الله تبارك وتعالى بدأ سورتين في القرآن الكريم بقوله (يا أيها الناس اتقوا ربكم) السورتان: النساء والحج، والنساء رابع سورة في ترتيب سور القرآن الكريم، والحج رابع سورة في ترتيب النصف الثاني، ونجد في سورة النساء قال (اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) يعني ذكر بداية خلق الإنسان، وهنا قال (اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) النهاية. يبقى الأمر بالتقوى بين البداية وبين النهاية.
ثم اتى بجملة تعليلية لقوله (اتقوا ربكم) الأمر علله بقوله (إن زلزلة الساعة شيء عظيم) هذه الجملة تسمى جملة تعليلية، تعليلية للأمر بالتقوى لنعلم أن التقوى لها وقت لتحصل على الجزاء من الله تبارك وتعالى وهو بعد الزلزلة التي عبر عنها بقوله (إن زلزلة الساعة شيء عظيم) وكلمة (شيء) فيها تنكير و فيها التنوين وأيضا يفيد التوغل في التنكير. أي أن زلزلة الساعة لا يعرف كنهها إلا من آمن بها وأيقن بها. والعظِم هنا يدل على القوة، ويدل على الشدة في الشر، يعني زلزلة الساعة شيء عظيم ولذلك ذكر الله بعضا من هذا الشيء العظيم يعلمه الناس جميعا.
(يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)
(يوم ترونها تذهل كل مرضعة) قدم الله ظرف الزمن ها هنا لأن أصل الجملة : تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها يوم ترونها، يعني (يوم ترونها) موقعها الأصلي ليست في البداية وذلك ليبين الله أن الاهتمام بالتوقيت اهتمام غير عادي، لابد أن تهتم بالتوقيت وتهتم بالتوقيت الزماني، وتحذر التوقيت الزماني، وإياك أن تفهم أن الأمر مجرد وعيد، لا، سيحدث يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت.
طيب ماذا نلاحظ في الآية (يوم ترونها) أين الفاعل في ترونها؟ واو الجماعة، يعني أسند الله الرؤية للجميع (يوم ترونها) جميعا يا من ترون. وفي قوله (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) أسند الرؤية لمن؟ أسند الرؤيا لمفرد وترى أنت، لمفرد، لواحد وترى أنت الناس سكارى.
لماذا أسند رؤية ذهول كل مرضعة عما أرضعت إلى جماعة؟ وأسند رؤيا الناس سكارى الى مفرد؟
لأن هل كل الناس يكونون مرضعات وقت مجيئي القيامة، هل كل الناس مرضعات وهل كل النساء يكن مرضعات وإلا البعض منهن؟ إذا الناس فريقان فريق مرضعات وفريق ليس بمرضعات، الرجال مثلا ليسوا بمرضعين، والنساء ليسوا جميعا بمرضعات، يبقى فيه جماعة ترى جماعة، إذن ترونها يعني غير المرضعات يرون المرضعات، وأيضا ليس كل الناس من ذوات الحمل.
الآن أنا أتكلم في الرؤية، الرؤية الآن أسند الله الرؤية لذهول المرضعات لجماعة لأن الناس من حيث الإرضاع و عدم الإرضاع، ومن حيث ذوات الحمل وعدم ذوات الحمل الناس فريقان ففريق يرى فريقا تمام.
إنما (وترى الناس سكارى) ترى أنت، يعني كل واحد في الناس يرى كل الناس سكارى. يعني مثلا أنا أرى الناس جميعا سكارا وأنتم منهم مثلا، وأنت ترى الناس جميعا سكارى وأنا منهم ممن رأيت، يعني أنا رأيتك من السكارى، أو من السكرى وأنت تراني من السكرى، إذا هذا يصدق علي وعليك وعلى الجميع (وما هم بسكارى) يعني كل واحد فينا يرى الناس جميعا سكارى وما هم بسكارى في الحقيقة. يعني أنا أرى كل الناس سكارى وأنت أو وأنتِ ترى كل الناس سكارى.
طيب انا من الناس ورأيتك من السكارى منذ قليل وانت تراني من السكارى إذا نحن كلنا سكارى ولا لسنا بسكارى؟ إذا نحن جميعا لسنا بسكارى. يعني تخيلوا لكي نفهم قول الله (وما هم بسكارى) نعم هم في الأصل ليسوا سكارى لأن كل واحد يرى الناس جميعا سكارى، وكل واحد من الناس يرى الناس سكارى وأنت من الناس، (ولكن عذاب الله شديد) هذه الرؤية. طيب
(يوم ترونها) بيان للزلزلة، الزلزلة تُسمع أم ترى؟ الزلزلة صوت يُسمع، الزلزلة باعتبار ذاتها تُسمع لكن باعتبار آثارها تُرى. الزلزلة تُسمع ونرى آثارها لأننا سنرى أثر الزلزلة على الناس، يعني سنرى كل مرضعة تذهل عما أرضعت، إذا هذا من أثر الزلزلة، إذا هناك زلزلة وهناك أثر للزلزلة. الله تبارك وتعالى يؤكد أننا نرى جميعا الناس سكارى، ونرى جميعا ذهول المرضعة لكن سنرى ذهول المرضعة عشان التعبير الدقيق. لو قال يوم ترى الناس تذهل كل مرضعة عما أرضعت لقلنا هل الناس كلها ستكون مرضعه في هذا الوقت وتذهل عما أرضعت؟ أو أن الناس كلها يكونون من ذوات الحمل؟ هذا من التعبير الدقيق أن مجموعة ترى مجموعة، والرؤية رؤية الأثر يدل على هول ما سمعت فإن هول ما نسمع يدل عليه الأثر على الناس.
ما الفرق بين ذات الحمل والحامل؟
هناك فرق كبير بين الحامل وبين ذات الحمل، الحامل: هي التي قد تحمل شيئا خارجا عن ذاتها، تحملين مثلا شنطة، تحملين مثلا كتبا، تحملين طفلا على يديك مثلا، لكنه خارج عن ذاتك، الحامل إذا ذهلت عن ما تحمله من خارجها لا يضر شيء، طبيعي، يعني شيء طبيعي أن المرأة ترمي ما تحمله، أو لا تسأل عنه كثيرا إذا فقدته، يعني إذا المقصود من ذات الحمل أي التي تحمل شيئا هي وهو شيء واحد هي ومن تحمله شيء واحد ليس خارجا عن ذاتها، يعني جزء من ذاتها. ولذلك دائما تعبير القرآن الدقيق اقرأوا قول الله تعالى: (وأولات الأحمال) انظر (أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) لم يقل الحوامل، والحوامل أجلهن أن يضعن، لم يقل ذلك، ذات الحمل، ولذلك هذا يتفق مع قول الله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا مرت به) (مرت به) لأنه هو وهي ذات واحدة فهي تمشي يمينا وشمالا به، هل تستطيع ان تفارقه؟ طبعا لا.
تعالوا إذا الى قوله (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت) الذهول: هو نسيان شيئا من شأنه ألا ينسى. والتعبير بالذهول دون النسيان، يعني هناك فرق بين الذهول والنسيان، الذهول يدل على شدة التشاغل. الإنسان حين يكون مشغولا جدا فهو يذهل عن الشيء ولا ينسى. النسيان شيء طبيعي، يعني النسيان الإنسان ممكن ينسى، إنما الذهول معناها أنه شديد التشاغل، وهذا أيضا يدل على شدة الموقف وهول الموقف. هذا استعمال الذهول.
طيب (يوم ترونها) هل الضمير في (ترونها) يعود على الساعة؟ يوم ترون الساعة التي قال الله فيها إن زلزلة الساعة شيء عظيم؟
أم يعود على الزلزلة؟
يجوز لك أن تقول إنه يعود على الزلزلة يوم ترون الزلزلة تتسبب في ذهول كل مرضعة، يوم ترون الساعة تذهل فيها كل مرضعة، يجوز هذا ويجوز هذا، لأن الزلزلة علامة من علامات قيام الساعة، والساعة مقدمتها الزلزلة، فهما يعني مرتبطتان. هذا معنى الارتباط.
القرآن الكريم يفضل المبهم هنا، المبهم بمعنى ماذا؟ لم يقل يوم ترونها تذهل كل مرضعة عن ابنها إنما قال (عما أرضعت) لماذا؟ لأن المقصود أن ذهول المرأة عما تُرضع هو الأصل وفي الأساس لأنها التعبير هنا كمان بقوله (كل مرضعة) إحنا عارفين مرضعة صفة من صفات المرأة ولأنها صفة خاصة بالمرأة المفروض لا تؤنث، يعني عندنا تأنيث الصفات للفرق بين المذكر والمؤنث، يعني أقول فلان ذكي وفلانة ذكية تمام، إنما الصفات الخاصة بالنساء لا تؤنث لأن الرجل لا يشترك معها فيها، ومنها المرضعة وصفات أخرى تعرفونها وبالتالي هنا التاء لماذا جاءت؟ التاء جاءت لتفرق بين أمر، هناك إمرأة مُرضع، وهناك امرأة مرضعة، ما الفرق؟
المرضع هي التي من شأنها الإرضاع لكنها لا ترضع الآن، يعني عندها طفل مولود وهي ترضع ، من شأنها أنها ترضع تمام. لكن الطفل نائم مثلا لا يرضع الآن، أو هي مثلا في العمل، أو في مشوار. فالمرأة التي ليست متلبسة بالإرضاع تسمى مرضع، وليست مرضعة اقرأوا قول الله تعالى (وحرمنا عليه المراضع) المراضع جمع مرضع وإلا جمع مرضعة؟ جمع مرضع، لو أراد الله أن يجمع مرضعة لقال مرضعات، لأن الله عندما أحضر هؤلاء المراضع لموسى هل كن متلبسات بالإرضاع؟ يعني كل وحدة جاية شيلة طفل على يديها ويلتقم ثديها ويرضع؟ بالطبع لا، إنما من شأنها أن تُرضع، المرضعة هي المتلبسة بالإرضاع الآن يعني الطفل يلتقم ثديها. أسألكم إذا سؤال ذهول المرأة المرضع عن رضيعهاأو ذهول المرأة المرضعة عن رضيعها، أيهما يدل على الهول الأعظم؟ هل المرضع يدل على هول؟ عادي، فهي أصلا الطفل الآن نائم ولا يرضع ، يعني هي في حالة ذهول عنه أصلا. يعني عندما أراد الله أن يبين هول الموقف في هذا اليوم صور بأن ذهول المرأة المرضعة، يعني هو يلتقم ثديها لأن المرأة في هذا الوقت يعني صعب جدا أن تترك طفلها، ولذلك يمكن انا قلت سابقا، أنا كنت أرى يعني بعض النساء عندما يستغيث الناس ويطلقون صفارة الاستغاثة رأيت البعض يجري وهي تمسك طفلها بيديها وهو يرضع وتستر نفسها بطريقة ما المهم أنها لم تترك طفلها لأن وقت الإرضاع من الصعب جدا أن ترمي الأم طفلها ولذلك قال الله (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت).
وأتوقف ها هنا الليلة، وإن شاء الله نكمل في لقائنا القادم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق