الاثنين، 29 يوليو 2013

المجلس التدبري حول الجزأين التاسع عشر والعشرون

أ.ضحى السبيعي

- الجزء التاسع عشر :

/ من هم عباد الرحمن ؟ وهل أنت منهم ؟



{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ..} أضاف عبودية أنبيائه وأوليائه إلى اسمه (الرحمن) إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته. [السعدي -رحمه الله-].

/ {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ...} وتأمل كيف قال سبحانه: ( لا يشهدون الزور) ولم يقل: بالزور, لأن (يشهدون) بمعنى: يحضرون , فمدحهم على ترك حضور مجالس الزور فكيف بالتكلم به , وفعله ؟! [بدائع التفسير] .

/ { إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْ‌نَا عليها } انظر كيف يتصبر أهل الباطل على باطلهم ! فما بال بعض أهل الحق لا يصبرون ؟ [د.عبدالمحسن المطيري] .

/ عن عبد الله بن رباح، قال: كان صفوان بن محرز المازني إذا قرأ هذه الآية: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} بكى حتى أقول: اندق قصيص زوره. "وقصيص الزور: هو ما ارتفع من الصدر إلى الكتفين أو ملتقى أطراف عظام الصدر". [حلية الأولياء]

/ كان عمر بن عبد العزيز إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ { أَفَرَ‌أَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} ثم يبكي ويقول: نهارك يا مغرور سهو وغفلة تسر بما يفنى وتفرح بالمنى وتسعى إلى ما سوف تكره غبه. [تفسير القرطبي]

- الجزء العشرون :

/ { وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ }
قد نعجز عن مخاطبة بعض الناس بسبب حاجز اللغة ، لكننا لن نعجز أن نسمعهم آيات قد تكون سبباً في هدايتهم .

/ { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أهل الحسنات لهم الحسنى وزيادة , حتى إن التمرة يربها ربنا بإخلاص صاحبها حتى تكون مثل أحد , أما أهل الآثام والظلم والفواحش , فتُهان كرامتهم كما أهانوا أنفسهم بالمعاصي , ولهذا يبدأ في العقوبة بوجوههم التي هي أشرف الجسد . [من لطائف التفسير] .

/ {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } أي: إني مفتقر للخير الذي تسوقه إلي وتيسره لي. وهذا سؤال منه بحاله، والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال، فلم يزل في هذه الحالة داعيا ربه متملقا.

 / الفتن والمحن من حكمة الله -عز وجل- قال تعالى: { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } والناس في هذا المقام درجات لا يحصيها إلا الله، فمستقل ومستكثر، فنسأل الله تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يثبت قلوبنا على دينه، فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير، يخرج خبثها وطيبها.

/ { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } يا أيها المحب لربه، المشتاق لقربه ولقائه، المسارع في مرضاته، أبشر بقرب لقاء الحبيب، فإنه آت، وكل آت إنما هو قريب، فتزود للقائه، وسر نحوه، مستصحبا الرجاء، مؤملا الوصول إليه..[السعدي- رحمه الله-]


-----------------
 @afagTadabor
 #مجالس_المتدبرين
فيس بوك : حلقة آفاق التدبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق